تشكل الثورانات البركانية إحدى الكوارث البيئية التي قد تودي بحياة المئات وربما آلاف الضحايا، ولكن هل يمكن أن يكون عدد ضحاياها أكبر؟ أو تتسبب في جملة آثار تدوم أعوامًا طويلة؟ في مقالنا التالي سنتعرف انفجار بركان تامبورا في إندونيسيا الذي راح ضحيته مئة ألف شخص بعد ثورانه مباشرة والآثار اللاحقة التي ترتبت على ثورانه.
في عام 1815 ثار بركان تامبورا في جزيرة سومباوا التي تقع حاليًا ضمن دولة إندونيسيا. يعد المؤرخون ثوران هذا البركان الأشد فتكًا ودموية على مر التاريخ؛ إذ راح ضحيته 100 ألف شخص مباشرة بعد ثورانه.
يقول غيلين دارسي وود مؤلف كتاب (تامبورا: الثوران الذي غيَّر العالم): «لقي عدد كبير من الناس مصرعهم على مر الأعوام اللاحقة بسبب جملة من العوامل الثانوية التي غطت آثارها أرجاء العالم بأسره خلال ثلاثة أعوام من التغير المناخي نتيجة ثوران بركان تامبورا».
يضيف: «أصبح العالم أكثر برودة وتغيرت منظومة الطقس لثلاثة أعوام وتلفت المحاصيل الزراعية وانتشرت المجاعة في آسيا مرورًا بالولايات المتحدة وأوروبا».
قد تسبب البراكين القريبة من خط الاستواء تقلبات في الطقس على امتداد العالم إذا كانت ثوراناتها قوية بما يكفي لإطلاق غازات إلى طبقة الستراتوسفير في الغلاف الجوي.
تعلق هذه الغازات هناك لأنها عالية جدًا، إذ لا يمكن للمطر أن يزيلها، ثم تنتقل على طول خط الاستواء وتتطاير وتنتشر إلى القطبين؛ ما يقلل من كميات الحرارة التي تمر عبر الستراتوسفير من الشمس.
لا ينحصر تأثير ذلك في انخفاض درجات الحرارة فحسب؛ بل يتعداه إلى أكثر من ذلك بكثير؛ إذ إن لبقاء الغازات في طبقة الستراتوسفير تأثيرًا شاملًا وبالغًا في النظام البيئي الذي نعيش فيه. في حالة ثوران بركان تامبورا، فإن انخفاض درجات الحرارة قد أدى إلى انخفاض في معدل الأمطار وتلف المحاصيل الزراعية ومجاعات شاملة في أجزاء كثيرة من العالم.
من الصعب معرفة عدد الناس الذين لقوا حتفهم بسبب المجاعة وظروفها، لكن يقول وود: «إن الرقم قد يصل إلى نحو مليون شخص على الأقل بعد أعوام من ثوران البركان».
يضيف: «إذا أردتم احتساب أن ثوران بركان تامبورا قد تسبب في تفشي وباء الكوليرا، فإن عدد الضحايا سيصل إلى عشرات الملايين».
ظهر مرض الكوليرا قبل ثوران بركان تامبورا، ولكن درجات الحرارة المتدنية التي أحدثها الثوران قد أدت إلى تطور سلالة جديدة من المرض في خليج البنغال.
كان يوجد قلة قليلة من البشر الذين امتلكوا مناعة لهذه السلالة التي انتشرت بعد ذلك في جميع أنحاء العالم.
هل شهد العالم ثورانات بركانية أوقعت عددًا أكبر من الضحايا مما أحدثه بركان تامبورا؟ والإجابة هي ربما، ولكن ليس بحوزتنا معلومات أو حقائق لنعرف ذلك، ولذلك يجمع المؤرخون على أن ثوران بركان تامبورا أحدث العدد الأكبر من الضحايا.
مثلًا، حظي ثوران بركان كراكاتوا في إندونيسيا عام 1883 على شهرة أكبر من تامبورا؛ لأنه كان حدثًا إعلاميًا جديدًا انتشر صداه في جميع أنحاء العالم عبر البرقيات والتصوير الفوتوغرافي، مثلما يقول وود.
لكن كان هذا الانفجار في الواقع أقل أثرًا ووطأة من انفجار بركان تامبورا، وعلى الرغم من أن عدد القتلى كان هائلًا، إذ بلغ 360 ألف قتيل، فقد كان أقل فتكًا عمومًا.
يُعد تدمير جبل فيزوف في مدينة بومبي عام 79 بعد الميلاد أحد أشهر الانفجارات البركانية، فإن عدد القتلى البالغ 2000 لا يعدو أن يكون نقطة في بحر الضحايا التي أحدثها انفجار بركان تامبورا.
يقول جوزيف مانينغ -أستاذ الدراسات القديمة والتاريخ لدى جامعة ييل- إن الآثار اللاحقة للبراكين أشد خطرًا بكثير من أثرها المباشر.
بسبب التقدم التكنولوجي؛ أصبحنا أكثر قدرة على أن نتنبأ بدقة أكبر بميعاد الثورانات البركانية في الوقت المناسب من أجل عمليات الإجلاء، واتخاذ إجراءات السلامة مثلما حدث عندما أُلغيَت رحلات الطيران تحسبًا لثوران بركان جبل أجونج في جزيرة بالي عام 2017، أو في يناير من عام 2018 عندما باشرت الفليبين بإجلاء السكان قرب جبل مايون قبل ثورانه الضخم.
يقول مانينغ: «قد تقل أعداد الناس التي قد تموت من حدثٍ كهذا، ولكن تكمن الخطورة في صدمات المناخ المائي والجفاف في جميع أنحاء العالم، وخاصة في مناطق الرياح الموسمية في العالم مثل الهند وشرق آسيا وشرق أفريقيا».
يرى مانينغ أننا لا نعير انتباهًا كافيًا لتلك الأنواع من التأثيرات التي ستؤثر ليس فقط في عدد القتلى المباشر، ولكن أيضًا في نظمنا البيئية لسنوات قادمة.
في عام 1815 ثار بركان تامبورا في جزيرة سومباوا التي تقع حاليًا ضمن دولة إندونيسيا. يعد المؤرخون ثوران هذا البركان الأشد فتكًا ودموية على مر التاريخ؛ إذ راح ضحيته 100 ألف شخص مباشرة بعد ثورانه.
يقول غيلين دارسي وود مؤلف كتاب (تامبورا: الثوران الذي غيَّر العالم): «لقي عدد كبير من الناس مصرعهم على مر الأعوام اللاحقة بسبب جملة من العوامل الثانوية التي غطت آثارها أرجاء العالم بأسره خلال ثلاثة أعوام من التغير المناخي نتيجة ثوران بركان تامبورا».
يضيف: «أصبح العالم أكثر برودة وتغيرت منظومة الطقس لثلاثة أعوام وتلفت المحاصيل الزراعية وانتشرت المجاعة في آسيا مرورًا بالولايات المتحدة وأوروبا».
قد تسبب البراكين القريبة من خط الاستواء تقلبات في الطقس على امتداد العالم إذا كانت ثوراناتها قوية بما يكفي لإطلاق غازات إلى طبقة الستراتوسفير في الغلاف الجوي.
تعلق هذه الغازات هناك لأنها عالية جدًا، إذ لا يمكن للمطر أن يزيلها، ثم تنتقل على طول خط الاستواء وتتطاير وتنتشر إلى القطبين؛ ما يقلل من كميات الحرارة التي تمر عبر الستراتوسفير من الشمس.
لا ينحصر تأثير ذلك في انخفاض درجات الحرارة فحسب؛ بل يتعداه إلى أكثر من ذلك بكثير؛ إذ إن لبقاء الغازات في طبقة الستراتوسفير تأثيرًا شاملًا وبالغًا في النظام البيئي الذي نعيش فيه. في حالة ثوران بركان تامبورا، فإن انخفاض درجات الحرارة قد أدى إلى انخفاض في معدل الأمطار وتلف المحاصيل الزراعية ومجاعات شاملة في أجزاء كثيرة من العالم.
من الصعب معرفة عدد الناس الذين لقوا حتفهم بسبب المجاعة وظروفها، لكن يقول وود: «إن الرقم قد يصل إلى نحو مليون شخص على الأقل بعد أعوام من ثوران البركان».
يضيف: «إذا أردتم احتساب أن ثوران بركان تامبورا قد تسبب في تفشي وباء الكوليرا، فإن عدد الضحايا سيصل إلى عشرات الملايين».
ظهر مرض الكوليرا قبل ثوران بركان تامبورا، ولكن درجات الحرارة المتدنية التي أحدثها الثوران قد أدت إلى تطور سلالة جديدة من المرض في خليج البنغال.
كان يوجد قلة قليلة من البشر الذين امتلكوا مناعة لهذه السلالة التي انتشرت بعد ذلك في جميع أنحاء العالم.
هل شهد العالم ثورانات بركانية أوقعت عددًا أكبر من الضحايا مما أحدثه بركان تامبورا؟ والإجابة هي ربما، ولكن ليس بحوزتنا معلومات أو حقائق لنعرف ذلك، ولذلك يجمع المؤرخون على أن ثوران بركان تامبورا أحدث العدد الأكبر من الضحايا.
مثلًا، حظي ثوران بركان كراكاتوا في إندونيسيا عام 1883 على شهرة أكبر من تامبورا؛ لأنه كان حدثًا إعلاميًا جديدًا انتشر صداه في جميع أنحاء العالم عبر البرقيات والتصوير الفوتوغرافي، مثلما يقول وود.
لكن كان هذا الانفجار في الواقع أقل أثرًا ووطأة من انفجار بركان تامبورا، وعلى الرغم من أن عدد القتلى كان هائلًا، إذ بلغ 360 ألف قتيل، فقد كان أقل فتكًا عمومًا.
يُعد تدمير جبل فيزوف في مدينة بومبي عام 79 بعد الميلاد أحد أشهر الانفجارات البركانية، فإن عدد القتلى البالغ 2000 لا يعدو أن يكون نقطة في بحر الضحايا التي أحدثها انفجار بركان تامبورا.
يقول جوزيف مانينغ -أستاذ الدراسات القديمة والتاريخ لدى جامعة ييل- إن الآثار اللاحقة للبراكين أشد خطرًا بكثير من أثرها المباشر.
بسبب التقدم التكنولوجي؛ أصبحنا أكثر قدرة على أن نتنبأ بدقة أكبر بميعاد الثورانات البركانية في الوقت المناسب من أجل عمليات الإجلاء، واتخاذ إجراءات السلامة مثلما حدث عندما أُلغيَت رحلات الطيران تحسبًا لثوران بركان جبل أجونج في جزيرة بالي عام 2017، أو في يناير من عام 2018 عندما باشرت الفليبين بإجلاء السكان قرب جبل مايون قبل ثورانه الضخم.
يقول مانينغ: «قد تقل أعداد الناس التي قد تموت من حدثٍ كهذا، ولكن تكمن الخطورة في صدمات المناخ المائي والجفاف في جميع أنحاء العالم، وخاصة في مناطق الرياح الموسمية في العالم مثل الهند وشرق آسيا وشرق أفريقيا».
يرى مانينغ أننا لا نعير انتباهًا كافيًا لتلك الأنواع من التأثيرات التي ستؤثر ليس فقط في عدد القتلى المباشر، ولكن أيضًا في نظمنا البيئية لسنوات قادمة.