تُظهر خريطة جديدة لقاع البحر، اقتراب أحد الأنهر الجليدية المدمرة من الذوبان كليًا وإحداث كارثة كبيرة.
يراقب الباحثون نهر ثويتس الجليدي في القطب الجنوبي وهم على متن السفينة ناثانيل-ب. المصدر: (ألكسندرا مازور/ جامعة غوتنبرغ).
أصبح لقب نهر ثويتس: النهر الجليدي المُدمر بعد غوص روبوتات مختصة بمراقبة حالة النهر الجليدي أسفل قاع البحر في القطب الجنوبي، واتضح أن سبب ذوبان هذا النهر هو فقدان كميات كبيرة من الجليد المحيط به.
عبر دراسة خريطة تفصيلية لحالة النهر الجليدي والبيئة من حوله، وُجِد أن النهر مرّ بمراحل تراجع سريعة في منسوبه على مدى عدة قرون، وسيتراجع منسوبه الآن أسرع من أيّ وقت سابق بسبب تغير المناخ
يبلغ حجم نهر ثويتس حجم ولاية فلوريدا في أميركا أو حجم المملكة المتحدة بأكملها. يذوب هذا النهر الجليدي ويصب في المحيط غرب القطب الجنوبي.
صرح الباحثون: «إن لقب النهر المخيف يأتي نظرًا إلى ما قد ينتج عنه من ارتفاع في مستويات مياه البحار حول العالم بين 0.9 و 3 أمتار في حال ذوبانه كليًا».
صرحت منظمة ثويتس الدولية للأنهار الجليدية أنه بسبب تغير المناخ، يُعاني النهر تراجعًا مضاعفًا في منسوب الماء أكثر من الثلاثين سنة الماضية، ويخسر نحو 50 مليار طن من كتلته الجليدية سنويًا.
يمتد نهر ثويتس إلى أسفل المحيط ويُثبت في مكانه بواسطة نقاط خشنة في القاع، ما يُبطئ من ذوبان النهر.
تُسمى الأقسام الموجودة في قاع البحر التي تُحيط بباطن النهر الجليدي «نقاط التثبيت» التي تُحدد سرعة تراجع منسوب ماء النهر.
في الدراسة الجديدة، استخدم الباحثون رجلًا آليًا غطاسًا لرسم خريطة تُبين إحدى نقاط التثبيت المهمة لنهر ثويتس: وهي أشبه بتلة بارزة في قاع البحر تُسمى النتوء، ويبلغ عمقها أسفل البحر 650 مترًا.
كشفت الخريطة تراجعًا مضاعفًا في كتلة الجليد المحيطة بالنهر خلال القرنين الماضيين أكثر من الوقت الحاضر، عندما كانت النتوء ساندة للكتلة الجليدية.
يقول الباحثون: «إن الخريطة الجديدة أشبه بكرة سحرية يُمكنها الكشف عن مستقبل النهر الجليدي في حال انفصاله الكلي عن نقطة التثبيت الحالية، التي يصل عمقها إلى نحو 300 متر تحت البحر وترتكز على نقطة أخرى أعمق منها وهي النتوء»، ويزداد تحقق هذا الاحتمال مع زيادة درجات حرارة المياه وذوبان أعماق الكتلة الجليدية للنهر.
يقول المؤلف المساعد للدراسة الجيوفيزيائي البحري بهيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي روبرت لارتر: «يكاد نهر ثوايتس أن يذوب كليًا، وسنشهد تغيرات كبيرة لحالة النهر خلال فترات زمنية قصيرة في المستقبل».
فهم ما بين السطور
استطاع الباحثون رسم الخريطة التفصيلية للنتوء بفضل الرجل الآلي الغطاس ران (نسبةً لإلهة البحر النورسية)، إذ أمضى 20 ساعة في قاع البحر يمسح قسمًا من نقطة التثبيت، حجمها 13 كيلومترًا مربعًا.
أظهرت الخريطة النهائية أن النتوء تغطيه 160 من الخطوط المجوفة الموازية لبعضها، مانحةً النتوء شكلًا يُشبه ماسح رموز الأعمدة (الباركود). سُميت هذه الأجواف غربية الشكل الضلوع، وهي على عمق بين 0.1 و 0.7 متر.
تتراوح أبعاد المسافات الفاصلة بين هذه الضلوع 10.5-1.6 متر، لكن أغلبها يبعد عن الذي يليه مسافة موحدة وهي 7 أمتار.
في الواقع، هذه الضلوع بصمات تركها المد العالي بعد دفعه للكتلة الجليدية إلى سطح البحر فترةً قصيرة، ما أدى إلى تحرك الكتلة الجليدية باتجاه اليابسة قليلًا حتى جاء المد المنخفض وأبقى الكتلة في مكانها الحالي.
يُمثل كل ضلع يومًا من السنة؛ إذ تُشكل الخطوط خريطة تُبين الحركة التدريجية للنهر الجليدي خلال فترة 5 أشهر ونصف.
يُشبه التنوع بين حجوم ومساحات الخطوط المجوفة دورة المد المرتفع والمد المنخفض، مع ملاحظة أن المد المرتفع يُسبب تحرك النهر الجليدي بقوة وبسرعة أكبر من المد المنخفض.
(خلال المدود العظمى، يزداد ارتفاع المدود المرتفعة أكثر وتنخفض المدود المنخفضة أكثر. خلال المدود المنخفضة، تنخفض المدود المرتفعة وترتفع المدود المنخفضة).
تُوضح خريطة قاع البحر هذه توزع الخطوط المجوفة المتوازية على سطح نقطة الثبات للنهر وهي النتوء، وتُسمى هذه الخطوط أيضًا الأضلع. (مصدر: أليستر غراهام/ جامعة جنوب فلوريدا).
يقول المسؤول عن الدراسة الباحث أليستر غراهام مُختص علوم أرض المحيطات من جامعة جنوب فلوريدا: «يبدو الأمر أشبه بقياس المد في قاع البحر، إن جمال هذه البيانات مدهش حقًا».
ويضيف: «إن الخطوط المجوفة الجذابة تُثير القلق أيضًا».
بناءً على تباعد الأضلع، حدد الباحثون معدل تراجع منسوب ماء النهر الجليدي عندما كان النهر مرتكزًا على النتوء بين 2.1-2.3 كيلومتر بالسنة، ما يعني أن معدل تراجع منسوب ماء النهر ازداد ثلاثة أضعاف عن الفترة السابقة بين السنوات 2011-2019.
كشفت البيانات المأخوذة حينها من الأقمار الصناعية أن نسبة تراجع منسوب الماء نحو 0.8 كيلومتر سنويًّا.
لا يعلم الباحثون متى توضع النهر الجليدي فوق النتوء، ومن المؤكد أن هذا التغير طرأ خلال القرنين الماضيين وقطعًا كان قبل فترة 1950.
لم يتمكن الباحثون من تحصيل عينات ضرورية تُساعد في تحديد عمر النتوء من قاع البحر؛ لأن الظروف التي تؤدي إلى زيادة تجمد النهر تفرض على الباحثين الابتعاد بسرعة عن المنطقة حفاظًا على سلامتهم.
يُعد فريق البحث بالإجابة عن هذا السؤال المهم عند العودة إلى المنطقة لدراستها.
صورة تُظهر الرجل الآلي الغطاس ران لحظات قبل نزوله إلى أسفل النهر الجليدي لرسم خريطة النتوء. (مصدر: آنا وهلين/ جامعة غوتنبرغ).
يقول غراهام: «إن الدراسات الجديدة حول وضع النهر الجليدي مقلقة، إذ تُظهر أن النهر يمر بفترات يتراجع فيها منسوب الماء بسرعة كبيرة وهذا قبل الأخذ بعين الاعتبار تأثيرات تغير المناخ في زيادة حرارة المياه وذوبان الثلج».
يُسرّع هذين الأمرين من احتمالية انفصال النهر عن نقطة ارتكازه الحالية وارتكازه على نقطة أخرى شبيهة بالنتوء، ما سيؤدي إلى ذوبان الكتلة الثلجية للنهر بسرعة أكبر.
بينت بحوث سابقة أتت نتائجها من رحلات استكشاف الغواصات الآلية أن المياه الدافئة أسفل قعر النهر تُسبب ذوبان الكتلة الثلجية بسرعة، وهذا يُسرع من دخول النهر الجليدي في حالة حرجة ومدمرة.
يقول لارتر: «ما أن يبدأ النهر الجليدي بالانفصال عن الحرف السطحي الذي يُثبته حاليًا، سيبدأ معدل منسوب الماء بالتراجع خلال سنوات قليلة بالسرعة ذاتها عندما كانت النتوء».
يراقب الباحثون نهر ثويتس الجليدي في القطب الجنوبي وهم على متن السفينة ناثانيل-ب. المصدر: (ألكسندرا مازور/ جامعة غوتنبرغ).
أصبح لقب نهر ثويتس: النهر الجليدي المُدمر بعد غوص روبوتات مختصة بمراقبة حالة النهر الجليدي أسفل قاع البحر في القطب الجنوبي، واتضح أن سبب ذوبان هذا النهر هو فقدان كميات كبيرة من الجليد المحيط به.
عبر دراسة خريطة تفصيلية لحالة النهر الجليدي والبيئة من حوله، وُجِد أن النهر مرّ بمراحل تراجع سريعة في منسوبه على مدى عدة قرون، وسيتراجع منسوبه الآن أسرع من أيّ وقت سابق بسبب تغير المناخ
يبلغ حجم نهر ثويتس حجم ولاية فلوريدا في أميركا أو حجم المملكة المتحدة بأكملها. يذوب هذا النهر الجليدي ويصب في المحيط غرب القطب الجنوبي.
صرح الباحثون: «إن لقب النهر المخيف يأتي نظرًا إلى ما قد ينتج عنه من ارتفاع في مستويات مياه البحار حول العالم بين 0.9 و 3 أمتار في حال ذوبانه كليًا».
صرحت منظمة ثويتس الدولية للأنهار الجليدية أنه بسبب تغير المناخ، يُعاني النهر تراجعًا مضاعفًا في منسوب الماء أكثر من الثلاثين سنة الماضية، ويخسر نحو 50 مليار طن من كتلته الجليدية سنويًا.
يمتد نهر ثويتس إلى أسفل المحيط ويُثبت في مكانه بواسطة نقاط خشنة في القاع، ما يُبطئ من ذوبان النهر.
تُسمى الأقسام الموجودة في قاع البحر التي تُحيط بباطن النهر الجليدي «نقاط التثبيت» التي تُحدد سرعة تراجع منسوب ماء النهر.
في الدراسة الجديدة، استخدم الباحثون رجلًا آليًا غطاسًا لرسم خريطة تُبين إحدى نقاط التثبيت المهمة لنهر ثويتس: وهي أشبه بتلة بارزة في قاع البحر تُسمى النتوء، ويبلغ عمقها أسفل البحر 650 مترًا.
كشفت الخريطة تراجعًا مضاعفًا في كتلة الجليد المحيطة بالنهر خلال القرنين الماضيين أكثر من الوقت الحاضر، عندما كانت النتوء ساندة للكتلة الجليدية.
يقول الباحثون: «إن الخريطة الجديدة أشبه بكرة سحرية يُمكنها الكشف عن مستقبل النهر الجليدي في حال انفصاله الكلي عن نقطة التثبيت الحالية، التي يصل عمقها إلى نحو 300 متر تحت البحر وترتكز على نقطة أخرى أعمق منها وهي النتوء»، ويزداد تحقق هذا الاحتمال مع زيادة درجات حرارة المياه وذوبان أعماق الكتلة الجليدية للنهر.
يقول المؤلف المساعد للدراسة الجيوفيزيائي البحري بهيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي روبرت لارتر: «يكاد نهر ثوايتس أن يذوب كليًا، وسنشهد تغيرات كبيرة لحالة النهر خلال فترات زمنية قصيرة في المستقبل».
فهم ما بين السطور
استطاع الباحثون رسم الخريطة التفصيلية للنتوء بفضل الرجل الآلي الغطاس ران (نسبةً لإلهة البحر النورسية)، إذ أمضى 20 ساعة في قاع البحر يمسح قسمًا من نقطة التثبيت، حجمها 13 كيلومترًا مربعًا.
أظهرت الخريطة النهائية أن النتوء تغطيه 160 من الخطوط المجوفة الموازية لبعضها، مانحةً النتوء شكلًا يُشبه ماسح رموز الأعمدة (الباركود). سُميت هذه الأجواف غربية الشكل الضلوع، وهي على عمق بين 0.1 و 0.7 متر.
تتراوح أبعاد المسافات الفاصلة بين هذه الضلوع 10.5-1.6 متر، لكن أغلبها يبعد عن الذي يليه مسافة موحدة وهي 7 أمتار.
في الواقع، هذه الضلوع بصمات تركها المد العالي بعد دفعه للكتلة الجليدية إلى سطح البحر فترةً قصيرة، ما أدى إلى تحرك الكتلة الجليدية باتجاه اليابسة قليلًا حتى جاء المد المنخفض وأبقى الكتلة في مكانها الحالي.
يُمثل كل ضلع يومًا من السنة؛ إذ تُشكل الخطوط خريطة تُبين الحركة التدريجية للنهر الجليدي خلال فترة 5 أشهر ونصف.
يُشبه التنوع بين حجوم ومساحات الخطوط المجوفة دورة المد المرتفع والمد المنخفض، مع ملاحظة أن المد المرتفع يُسبب تحرك النهر الجليدي بقوة وبسرعة أكبر من المد المنخفض.
(خلال المدود العظمى، يزداد ارتفاع المدود المرتفعة أكثر وتنخفض المدود المنخفضة أكثر. خلال المدود المنخفضة، تنخفض المدود المرتفعة وترتفع المدود المنخفضة).
تُوضح خريطة قاع البحر هذه توزع الخطوط المجوفة المتوازية على سطح نقطة الثبات للنهر وهي النتوء، وتُسمى هذه الخطوط أيضًا الأضلع. (مصدر: أليستر غراهام/ جامعة جنوب فلوريدا).
يقول المسؤول عن الدراسة الباحث أليستر غراهام مُختص علوم أرض المحيطات من جامعة جنوب فلوريدا: «يبدو الأمر أشبه بقياس المد في قاع البحر، إن جمال هذه البيانات مدهش حقًا».
ويضيف: «إن الخطوط المجوفة الجذابة تُثير القلق أيضًا».
بناءً على تباعد الأضلع، حدد الباحثون معدل تراجع منسوب ماء النهر الجليدي عندما كان النهر مرتكزًا على النتوء بين 2.1-2.3 كيلومتر بالسنة، ما يعني أن معدل تراجع منسوب ماء النهر ازداد ثلاثة أضعاف عن الفترة السابقة بين السنوات 2011-2019.
كشفت البيانات المأخوذة حينها من الأقمار الصناعية أن نسبة تراجع منسوب الماء نحو 0.8 كيلومتر سنويًّا.
لا يعلم الباحثون متى توضع النهر الجليدي فوق النتوء، ومن المؤكد أن هذا التغير طرأ خلال القرنين الماضيين وقطعًا كان قبل فترة 1950.
لم يتمكن الباحثون من تحصيل عينات ضرورية تُساعد في تحديد عمر النتوء من قاع البحر؛ لأن الظروف التي تؤدي إلى زيادة تجمد النهر تفرض على الباحثين الابتعاد بسرعة عن المنطقة حفاظًا على سلامتهم.
يُعد فريق البحث بالإجابة عن هذا السؤال المهم عند العودة إلى المنطقة لدراستها.
صورة تُظهر الرجل الآلي الغطاس ران لحظات قبل نزوله إلى أسفل النهر الجليدي لرسم خريطة النتوء. (مصدر: آنا وهلين/ جامعة غوتنبرغ).
يقول غراهام: «إن الدراسات الجديدة حول وضع النهر الجليدي مقلقة، إذ تُظهر أن النهر يمر بفترات يتراجع فيها منسوب الماء بسرعة كبيرة وهذا قبل الأخذ بعين الاعتبار تأثيرات تغير المناخ في زيادة حرارة المياه وذوبان الثلج».
يُسرّع هذين الأمرين من احتمالية انفصال النهر عن نقطة ارتكازه الحالية وارتكازه على نقطة أخرى شبيهة بالنتوء، ما سيؤدي إلى ذوبان الكتلة الثلجية للنهر بسرعة أكبر.
بينت بحوث سابقة أتت نتائجها من رحلات استكشاف الغواصات الآلية أن المياه الدافئة أسفل قعر النهر تُسبب ذوبان الكتلة الثلجية بسرعة، وهذا يُسرع من دخول النهر الجليدي في حالة حرجة ومدمرة.
يقول لارتر: «ما أن يبدأ النهر الجليدي بالانفصال عن الحرف السطحي الذي يُثبته حاليًا، سيبدأ معدل منسوب الماء بالتراجع خلال سنوات قليلة بالسرعة ذاتها عندما كانت النتوء».