الحتمية في علم النفس
إن ظواهر الطبيعة بأسرها خاضعة لنظام ثابت ، ليس فيها مصادفة ولا اتفاق ، وانما هي مقيدة بقوانين عامة ، فإذا عرفنا هذه القوانين أمكننا أن نتنبأ بما سيقع في المستقبل . ومبدأ هذا النظام هو التقيد الطبيعي، أو الأطراد الطبيعي، أو الحتمية ، وهو أن يكون كل سابق متبوعاً بلاحقه في الشروط نفسها ، فلا تظهر حادثة أو تزول إلا إذا ظهرت علتها أو زالت
ما من علم إلا على مبدإ الحتمية اعتماده في تأسيس قوانينه . فكما تستند الفيزياء ، والكيمياء والفيسيولوجيا ، إلى مبدإ الحتمية الطبيعة. كذلك يستند علم النفس إلى مبدا . (Déterminisme Psychologique)aillirit!
ما من علم إلا على مبدإ الحتمية اعتماده في تأسيس قوانينه . فكما تستند الفيزياء ، والكيمياء والفيسيولوجيا ، إلى مبدإ الحتمية الطبيعة. كذلك يستند علم النفس إلى مبدا الحتمية النفسية ، ( Determinisme Psychologique )
وهذه الحتمية النفسية شبيهة بالحتمية الطبيعية لأنها تربط الظواهر النفسية بعضها ببعض ، على النحو الذي يتم به ارتباط الحوادث الطبيعية ، وكما يمكننا تعليل الأفكار بأسباب فيسيولوجية فكذلك يمكننا إيضاحها بعلل نفسية ؛ إلا أن هذا الايضاح النفسي يختلف عن الايضاح المادي ، وسبب ذلك أن الحتمية في العلوم الطبيعية توجب أن يكون الفعل معادلاً لرد الفعل ، وأن يكون المعلول معادلاً للملة ، أما في علم النفس فإن المعلول يزيد على العلة ، ويضيف اليها شيئاً جديداً ، لأن الشعور حركة ونمو ، وحياة متكاملة، ولأن في الإدراك مثلا شيئاً لا وجود له في الإحساس ؛ ولا يمكننا إيضاح الظاهرة اللاحقة بالظاهرة السابقة إيضاحاً تاماً ، لأن الظاهرة اللاحقة تحتوي على عناصر جديدة منضمة إلى العناصر القديمة، فكأن هناك غائية مسيطرة على تغيرات النفس ، وكأن الحياة النفسية إبداع كلها
والحتمية النفسية شبيهة بالحتمية الفيسيولوجية أيضاً، لأن حياة الجسد الظاهرة ووظائفه المختلفة من هضم ودوران دم وتوالد وتنفس تدل على أن هناك غاية متبعة، وهذه حفظ الحياة وبقاؤها ونموها الغاية هي
فالحتمية النفسية ترجع إذن إلى سببية غائية توضح فيها ظواهر النفس بوظائفها، والوظائف بتعاونها واتجاهها إلى غاية واحدة
١ - وقد رأى بعض الفلاسفة أن هذه الحتمية مضادة للحرية فقالوا : لا يمكن الجمع بين الحرية والحتمية في علم النفس ، فاذا قبلنا الحتمية نفينا الحرية والعكس بالعكس
٢ - قليل من التدقيق يظهر فساد هذا الرأي ذلك لأن الحتمية النفسية لا تستلزم بطلان الحرية ، ولأن الحرية النفسية لا توجب بطلان الحتمية ، بل توجب تعلق المعلول بالعلة أي ارتباط الظواهر النفسية كلها بعلة كلية . وهذه العلة الكلية هي الأنا . فالحتمية النفسية ليست مناقضة إذن للحرية النسبية ، وإنما هي متناقصة للحرية المطلقة ، ومفهوم الحرية المطلقة ، أو حرية الاختيار مفهوم متافيزيقي ، لا مفهوم علمي
إن ظواهر الطبيعة بأسرها خاضعة لنظام ثابت ، ليس فيها مصادفة ولا اتفاق ، وانما هي مقيدة بقوانين عامة ، فإذا عرفنا هذه القوانين أمكننا أن نتنبأ بما سيقع في المستقبل . ومبدأ هذا النظام هو التقيد الطبيعي، أو الأطراد الطبيعي، أو الحتمية ، وهو أن يكون كل سابق متبوعاً بلاحقه في الشروط نفسها ، فلا تظهر حادثة أو تزول إلا إذا ظهرت علتها أو زالت
ما من علم إلا على مبدإ الحتمية اعتماده في تأسيس قوانينه . فكما تستند الفيزياء ، والكيمياء والفيسيولوجيا ، إلى مبدإ الحتمية الطبيعة. كذلك يستند علم النفس إلى مبدا . (Déterminisme Psychologique)aillirit!
ما من علم إلا على مبدإ الحتمية اعتماده في تأسيس قوانينه . فكما تستند الفيزياء ، والكيمياء والفيسيولوجيا ، إلى مبدإ الحتمية الطبيعة. كذلك يستند علم النفس إلى مبدا الحتمية النفسية ، ( Determinisme Psychologique )
وهذه الحتمية النفسية شبيهة بالحتمية الطبيعية لأنها تربط الظواهر النفسية بعضها ببعض ، على النحو الذي يتم به ارتباط الحوادث الطبيعية ، وكما يمكننا تعليل الأفكار بأسباب فيسيولوجية فكذلك يمكننا إيضاحها بعلل نفسية ؛ إلا أن هذا الايضاح النفسي يختلف عن الايضاح المادي ، وسبب ذلك أن الحتمية في العلوم الطبيعية توجب أن يكون الفعل معادلاً لرد الفعل ، وأن يكون المعلول معادلاً للملة ، أما في علم النفس فإن المعلول يزيد على العلة ، ويضيف اليها شيئاً جديداً ، لأن الشعور حركة ونمو ، وحياة متكاملة، ولأن في الإدراك مثلا شيئاً لا وجود له في الإحساس ؛ ولا يمكننا إيضاح الظاهرة اللاحقة بالظاهرة السابقة إيضاحاً تاماً ، لأن الظاهرة اللاحقة تحتوي على عناصر جديدة منضمة إلى العناصر القديمة، فكأن هناك غائية مسيطرة على تغيرات النفس ، وكأن الحياة النفسية إبداع كلها
والحتمية النفسية شبيهة بالحتمية الفيسيولوجية أيضاً، لأن حياة الجسد الظاهرة ووظائفه المختلفة من هضم ودوران دم وتوالد وتنفس تدل على أن هناك غاية متبعة، وهذه حفظ الحياة وبقاؤها ونموها الغاية هي
فالحتمية النفسية ترجع إذن إلى سببية غائية توضح فيها ظواهر النفس بوظائفها، والوظائف بتعاونها واتجاهها إلى غاية واحدة
١ - وقد رأى بعض الفلاسفة أن هذه الحتمية مضادة للحرية فقالوا : لا يمكن الجمع بين الحرية والحتمية في علم النفس ، فاذا قبلنا الحتمية نفينا الحرية والعكس بالعكس
٢ - قليل من التدقيق يظهر فساد هذا الرأي ذلك لأن الحتمية النفسية لا تستلزم بطلان الحرية ، ولأن الحرية النفسية لا توجب بطلان الحتمية ، بل توجب تعلق المعلول بالعلة أي ارتباط الظواهر النفسية كلها بعلة كلية . وهذه العلة الكلية هي الأنا . فالحتمية النفسية ليست مناقضة إذن للحرية النسبية ، وإنما هي متناقصة للحرية المطلقة ، ومفهوم الحرية المطلقة ، أو حرية الاختيار مفهوم متافيزيقي ، لا مفهوم علمي
تعليق