يحيط التيار النفاث القطبي بنصف الكرة الأرضية الشمالي، ويدور مسافة 9 أميال فوق رؤوسنا مثل تاج منحنٍ أثيري فوق الكوكب. تفصل مجموعة الرياح القوية هواء القطب الشمالي البارد عن الهواء الدافئ في الجنوب، وهي مسؤولة عن نقل الطقس من الغرب إلى الشرق عبر الولايات المتحدة، فوق المحيط الأطلسي، وإلى أوروبا، وتتحكم بمدى رطوبة هذه المناطق ودفئها.
وفقًا لدراسة حديثة، يتجه التيار النفاث شمالًا مع ارتفاع درجة الحرارة العالمية، ويعود ذلك إلى اضطراب التوازن الحساس للهواء الدافئ والبارد الذي يُبقي التيار في مكانه.
وجدت الدراسة أن التيار النفاث سوف يخرج عن نطاقه الطبيعي بحلول عام 2060 إذا ما استمرت انبعاثات الغازات الدفيئة دون توقف.
قال الباحث من مركز النظم المناخية التابع لجامعة أريزونا والمشارك في إعداد الدراسة ماثيو عثمان شركة إنسايدر الإعلامية: «ربما بدأت هجرة التيار النفاث نحو الشمال بالفعل، ما يعيث فسادًا في طقس نصف الكرة الأرضية الشمالي، مسببًا أحداثًا متطرفة مثل حالات الجفاف وموجات الحر في أوروبا الجنوبية وشرق الولايات المتحدة».
وأضاف: «من المتوقع حدوث المزيد من الأمطار والفيضانات في الأقسام الشرقية من أوروبا واسكندنافيا».
تيار نفاث مهاجر
يبقى تيار شمال المحيط الأطلسي النفاث موجودًا في مكانه بفضل التضارب بين الهواء الدافئ المتجه شمالًا من المناطق الاستوائية والهواء البارد في القطب الشمالي، إذ تتحرك هذه الكتل الهوائية فور التقائها شرقًا بسرعة 110 أميال في الساعة، مدفوعة بدوران الأرض، لكن ارتفاع درجة حرارة الهواء يفسد ذلك التدفق والزِّحام.
ترتفع درجة حرارة القطب الشمالي بسرعة أعلى مرتين وسطيًا من بقية الكوكب؛ لذا ينتقل ذلك الهواء إلى أقصى الشمال قبل أن يجد الهواء البارد، مسببًا هجرة التيار النفاث إلى خطوط عرض أعلى.
أشار عثمان إلى أن التيار النفاث متقلب، أي أن مكان المجموعة يتغير باستمرار مع تقلب التفاوت في درجة الحرارة المسبب له، لكن دراسته نظرت إلى المستقبل البعيد ودرست موقع التيار على مدى 1250 عام مضى.
ألقى الباحثون نظرة إلى عينات لب ثلج من 50 موقعًا على غطاء جرينلاند الجليدي التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن من أجل إعادة تشكيل هذا السلوك السابق.
كشف اللب كمية الثلج المتساقط، إضافة إلى الوقت الذي حدث فيه ذلك، ثم أجرى الفريق -باستخدام نماذج المناخ- محاكاة لمكان حركة التيار النفاث في العقود الأربعة القادمة إذا استمرت انبعاثات الغازات الدفيئة بمعدلها الحالي.
أظهرت النتائج أن حركة مجموعات الرياح الحالية تُنذر بتخطي أي اتجاه سابق، ومن المتوقع أن تنحرف بشدة عن النهج مع عواقب وخيمة محتملة.
قال عثمان: «إذا دفعنا التيار النفاث خارج نطاقه الطبيعي الضخم بالفعل، قد نعرّض أنفسنا لمخاطر مناخية حادة بصورة متزايدة مستقبلًا».
قد نشهد المزيد من حالات الجفاف والفيضانات
تقترح دراسة عثمان أن هجرة التيار النفاث سوف تسبب على الأرجح ارتفاعًا أسرع في درجة حرارة الساحل الشرقي للولايات المتحدة مما هو عليه بالفعل، وسوف تختبر كل من أمريكا الشمالية وأوروبا حالات جفاف وفيضانات أكثر.
قال عثمان: «سوف تختبر أوروبا الواقعة في الطرف السفلي من التيار النفاث للمحيط الأطلسي هذه التأثيرات بحدة أكثر».
قد تصبح مناطق أوروبا الجنوبية شبه القاحلة -على وجه الخصوص- قاحلة أكثر، وقد تصبح أقسام أوروبا الشرقية التي تتمتع بمناخ أكثر رطوبة واعتدالًا مثل اسكندنافيا أكثر رطوبة بدرجة أكبر.
سوف يُحفز هطول الأمطار الإضافية حدوث المزيد من الفيضانات مثل تلك التي غزت أوروبا هذا الصيف، وقد تؤثر التغيرات التي تطرأ على التيار النفاث في الدوامات القطبية أيضًا.
يظن بعض العلماء أن الاحتباس الحراري سوف يجعل التيار النفاث أكثر تموجًا مما هو عليه بالفعل.
يُعد طريق التيار النفاث متعرجًا وجيبيًا؛ لأن الهواء الدافئ لا يتحرك بأكمله نحو الشمال بالمعدل ذاته، ولا يتجه الهواء القطبي بأكمله جنوبًا بصورة موحدة، ومن ثم تتجمع الأمواج العديدة الموجودة في الرياح مع بعضها بعضًا.
اقترحت دراسة نُشرت الشهر الماضي أن ذوبان الثلج البحري في القطب الشمالي قد يزيد كثافة وحجم هذه الانتفاخات المنحرفة، إذ ينتقل المزيد من الحرارة والرطوبة من سطح الأرض إلى الأعلى باتجاه الفضاء عندما يذوب الثلج البحري.
يكون ذلك مثل صخرة أُلقيت في حوض الغلاف الجوي، إذ إنها تخلق تموجات قوية فوق القطب الشمالي تشوه التيار النفاث، ما يخلق اهتزازات تدفع الهواء البارد للغاية نحو خط الاستواء.
ومن ثم، يزيد التيار النفاث الأكثر ذبذبة من فرص حدوث عواصف شتوية شديدة وموجات باردة في الولايات المتحدة.
تتضمن أمثلة عن طقس الشتاء القاسي حدث الدوامة القطبية التي ضربت الولايات المتحدة في عام 2019 والعاصفة الشتوية التي تركت الملايين من سكان تكساس دون كهرباء في شهر فبراير من هذا العام.
قال عثمان: «قد يعني تزايد تموج التيار النفاث مستقبلًا أن الأحداث القاسية مثل الدوامة القطبية قد تصبح أكثر تكرارًا أيضًا».
وفقًا لدراسة حديثة، يتجه التيار النفاث شمالًا مع ارتفاع درجة الحرارة العالمية، ويعود ذلك إلى اضطراب التوازن الحساس للهواء الدافئ والبارد الذي يُبقي التيار في مكانه.
وجدت الدراسة أن التيار النفاث سوف يخرج عن نطاقه الطبيعي بحلول عام 2060 إذا ما استمرت انبعاثات الغازات الدفيئة دون توقف.
قال الباحث من مركز النظم المناخية التابع لجامعة أريزونا والمشارك في إعداد الدراسة ماثيو عثمان شركة إنسايدر الإعلامية: «ربما بدأت هجرة التيار النفاث نحو الشمال بالفعل، ما يعيث فسادًا في طقس نصف الكرة الأرضية الشمالي، مسببًا أحداثًا متطرفة مثل حالات الجفاف وموجات الحر في أوروبا الجنوبية وشرق الولايات المتحدة».
وأضاف: «من المتوقع حدوث المزيد من الأمطار والفيضانات في الأقسام الشرقية من أوروبا واسكندنافيا».
تيار نفاث مهاجر
يبقى تيار شمال المحيط الأطلسي النفاث موجودًا في مكانه بفضل التضارب بين الهواء الدافئ المتجه شمالًا من المناطق الاستوائية والهواء البارد في القطب الشمالي، إذ تتحرك هذه الكتل الهوائية فور التقائها شرقًا بسرعة 110 أميال في الساعة، مدفوعة بدوران الأرض، لكن ارتفاع درجة حرارة الهواء يفسد ذلك التدفق والزِّحام.
ترتفع درجة حرارة القطب الشمالي بسرعة أعلى مرتين وسطيًا من بقية الكوكب؛ لذا ينتقل ذلك الهواء إلى أقصى الشمال قبل أن يجد الهواء البارد، مسببًا هجرة التيار النفاث إلى خطوط عرض أعلى.
أشار عثمان إلى أن التيار النفاث متقلب، أي أن مكان المجموعة يتغير باستمرار مع تقلب التفاوت في درجة الحرارة المسبب له، لكن دراسته نظرت إلى المستقبل البعيد ودرست موقع التيار على مدى 1250 عام مضى.
ألقى الباحثون نظرة إلى عينات لب ثلج من 50 موقعًا على غطاء جرينلاند الجليدي التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن من أجل إعادة تشكيل هذا السلوك السابق.
كشف اللب كمية الثلج المتساقط، إضافة إلى الوقت الذي حدث فيه ذلك، ثم أجرى الفريق -باستخدام نماذج المناخ- محاكاة لمكان حركة التيار النفاث في العقود الأربعة القادمة إذا استمرت انبعاثات الغازات الدفيئة بمعدلها الحالي.
أظهرت النتائج أن حركة مجموعات الرياح الحالية تُنذر بتخطي أي اتجاه سابق، ومن المتوقع أن تنحرف بشدة عن النهج مع عواقب وخيمة محتملة.
قال عثمان: «إذا دفعنا التيار النفاث خارج نطاقه الطبيعي الضخم بالفعل، قد نعرّض أنفسنا لمخاطر مناخية حادة بصورة متزايدة مستقبلًا».
قد نشهد المزيد من حالات الجفاف والفيضانات
تقترح دراسة عثمان أن هجرة التيار النفاث سوف تسبب على الأرجح ارتفاعًا أسرع في درجة حرارة الساحل الشرقي للولايات المتحدة مما هو عليه بالفعل، وسوف تختبر كل من أمريكا الشمالية وأوروبا حالات جفاف وفيضانات أكثر.
قال عثمان: «سوف تختبر أوروبا الواقعة في الطرف السفلي من التيار النفاث للمحيط الأطلسي هذه التأثيرات بحدة أكثر».
قد تصبح مناطق أوروبا الجنوبية شبه القاحلة -على وجه الخصوص- قاحلة أكثر، وقد تصبح أقسام أوروبا الشرقية التي تتمتع بمناخ أكثر رطوبة واعتدالًا مثل اسكندنافيا أكثر رطوبة بدرجة أكبر.
سوف يُحفز هطول الأمطار الإضافية حدوث المزيد من الفيضانات مثل تلك التي غزت أوروبا هذا الصيف، وقد تؤثر التغيرات التي تطرأ على التيار النفاث في الدوامات القطبية أيضًا.
يظن بعض العلماء أن الاحتباس الحراري سوف يجعل التيار النفاث أكثر تموجًا مما هو عليه بالفعل.
يُعد طريق التيار النفاث متعرجًا وجيبيًا؛ لأن الهواء الدافئ لا يتحرك بأكمله نحو الشمال بالمعدل ذاته، ولا يتجه الهواء القطبي بأكمله جنوبًا بصورة موحدة، ومن ثم تتجمع الأمواج العديدة الموجودة في الرياح مع بعضها بعضًا.
اقترحت دراسة نُشرت الشهر الماضي أن ذوبان الثلج البحري في القطب الشمالي قد يزيد كثافة وحجم هذه الانتفاخات المنحرفة، إذ ينتقل المزيد من الحرارة والرطوبة من سطح الأرض إلى الأعلى باتجاه الفضاء عندما يذوب الثلج البحري.
يكون ذلك مثل صخرة أُلقيت في حوض الغلاف الجوي، إذ إنها تخلق تموجات قوية فوق القطب الشمالي تشوه التيار النفاث، ما يخلق اهتزازات تدفع الهواء البارد للغاية نحو خط الاستواء.
ومن ثم، يزيد التيار النفاث الأكثر ذبذبة من فرص حدوث عواصف شتوية شديدة وموجات باردة في الولايات المتحدة.
تتضمن أمثلة عن طقس الشتاء القاسي حدث الدوامة القطبية التي ضربت الولايات المتحدة في عام 2019 والعاصفة الشتوية التي تركت الملايين من سكان تكساس دون كهرباء في شهر فبراير من هذا العام.
قال عثمان: «قد يعني تزايد تموج التيار النفاث مستقبلًا أن الأحداث القاسية مثل الدوامة القطبية قد تصبح أكثر تكرارًا أيضًا».