الطريقة الموضوعية. ٣
الملاحظة الخارجية غير المباشرة الناس لأنفسهم ، وعلى تحليله لآثارهم . هناك طريقتان للحصول على ملاحظات الناس لأنفسهم ، أولاهما طريقة السؤال وثانيتهما طريقة الاختبار الشخصي .
: - ان هذه الطريقة تعتمد على تأويل العالم لملاحظات
وطريقة السؤال أو طريقة الاستقصاء هي توجيه سؤال أو عدة أسئلة مطبوعة تنشر في مجلة أو ترسل إلى الأشخاص بطريق البريد ، ليجيب عنها عدد كبير من الناس . وبذلك يحصل العالم على عدد كبير من الأجوبة المختلفة ، فيجمعها ويدقق فيها ويحللها ويصنفها . استعمل العلماء هذه الطريقة في دراسة الاستعدادات النفسية ، ودراسة أنواع التذكر . والوهم ، والتفكير مع علائقها بالصور الذهنية ، حق لقد قال ( ريبو) ان هذه الطريقة شبيهة بطريقة التصويت العام. وهي قليلة الضبط لا يجوز الاعتماد عليها وحدها في الوصول إلى اليقين.
وأما طريقة الاختبار الشخصي فهي أن يلقي العالم نفسه على شخص أو عدة أشخاص في شروط معينة اسئلة خاصة محدودة يجيبون عنها . وطريقة الاختبار الشخصي هذه دقيقة جداً ، فقد نخطىء في وضع السؤال ، وقد تؤثر في المسؤول ، وقد نبدل الأجوبة ونبتعد عن معناها الحقيقي . ولكن طريقة الاختبار الشخصي أفضل من طريقة السؤال ، فاذا استطاع العالم أن يحافظ فيها على الروح الانتقادية ، وعلى شروط الأمانة العلمية ، أمكنه أن
يسلم من الوقوع في الخطأ
ومما يلحق بطريقة الاختبار الشخصي طريقة الاستبطان التجريبي :
يصفها الأدباء في رواياتهم . أما الطريقة التجريبة فتطلق على تجارب رد الفعل أو تجارب المقاييس العددية . الا أنهم قربوا بعد ذلك هاتين الطريقتين المتضادتين بعضهما من بعض ، وتصوروا طريقة جديدة سموها بطريقة الاستبطان التجريبي. وقد أطلق على هذه الطريقة في المانيا أسم طريقة ) ورزبورغ ( وهو أسم الجامعة التي طبقتها ، وأطلق عليها في فرنسة أسم طريقة ( باريز ) ، لأن الفضل الأول في استعمالها يرجع الى ( الفرد بينه ( الذي كان استاذاً لعلم النفس في الصوربون . وتقوم هذه الطريقة على اهتمام الباحث النفسي بوصف الشخص لحالته النفسة أكثر من اهتمامه برد فصله ، أو يجوابه عن سؤال من الأسئلة . فاذا طلب العالم من شخص أن يقارن بين وزنين مثلا انصرف اهتمامه الى ما يجري في نفس هذا الشخص أكثر من اهتمامه بصحة مقارنته وضبطها . واذا بحث في تداعي الأفكار اهتم بكيفية حدوث التداعي أكثر من اهتمامه بالالفاظ المتداعية . وكذلك اذا القي سؤالاً على شخص أهتم بالصور النفسية التي استعان بها هذا الشخص في جوابه عن السؤال . فهذه اذن إلى سبر الحياة الداخلية ، وهي في حالة النشاط . وقد أدت إلى الكشف عن كثير من الحقائق النفسية، وأظهرت للعلماء أن الاحساسات والصور لا تقوم بالدور الذي كان يعزى اليها. وأن هناك احوالا نفسية أخرى تؤثر في حياة النفس كالشعور الطريقة ترمي
بالعلائق ، والشعور بالعواطف الفكرية ، والاوضاع الذهنية ، والنزعات .
و مما يعين على اكمال هذه الملاحظات الخارجية دراسة الجماعات ، فقد رأينا في الفصل السابق أن للمجتمع تأثيراً في نفوس الأفراد . حتى لقد قال ( نيتشه ) إن ملاحظة الجماعات أكثر فائدة من ملاحظة الفرد . لأن الفرد ضعيف ، لا يستطيع أن يسترسل في رغائبه وميوله كالجماعات ، ولذلك كانت الجماعات أصدق من الأفراد في اظهار رغائبها، لأنها أكثر منهم تلقائية وأقل خوفاً وتقية .
لم نبحث حتى الآن إلا في نفسية الراشد ، ولم نبين شيئاً من صور الحياة الفكرية الابتدائية ، إلا أننا نعلم أن حياتنا الفكرية الحاضرة قد تولدت من الحياة الفكرية الابتدائية . ولذلك كانت ملاحظة الأطفال والحيوانات متممة للملاحظة الخارجية، لأنها توضح شروط
الحياة النفسية البسيطة ، وتبين كيف تولدت الحركات الارادية من الحركات اللاارادية التلقائية وكيف اكتسبت اللغة ، ونمت الحواس ، وارتقت العواطف . فما بالك إذا كانت دراسة الحيوان تدل على أنه يمكن تفضيله على الانسان ببعض قواه الخاصة
الملاحظة الخارجية غير المباشرة الناس لأنفسهم ، وعلى تحليله لآثارهم . هناك طريقتان للحصول على ملاحظات الناس لأنفسهم ، أولاهما طريقة السؤال وثانيتهما طريقة الاختبار الشخصي .
: - ان هذه الطريقة تعتمد على تأويل العالم لملاحظات
وطريقة السؤال أو طريقة الاستقصاء هي توجيه سؤال أو عدة أسئلة مطبوعة تنشر في مجلة أو ترسل إلى الأشخاص بطريق البريد ، ليجيب عنها عدد كبير من الناس . وبذلك يحصل العالم على عدد كبير من الأجوبة المختلفة ، فيجمعها ويدقق فيها ويحللها ويصنفها . استعمل العلماء هذه الطريقة في دراسة الاستعدادات النفسية ، ودراسة أنواع التذكر . والوهم ، والتفكير مع علائقها بالصور الذهنية ، حق لقد قال ( ريبو) ان هذه الطريقة شبيهة بطريقة التصويت العام. وهي قليلة الضبط لا يجوز الاعتماد عليها وحدها في الوصول إلى اليقين.
وأما طريقة الاختبار الشخصي فهي أن يلقي العالم نفسه على شخص أو عدة أشخاص في شروط معينة اسئلة خاصة محدودة يجيبون عنها . وطريقة الاختبار الشخصي هذه دقيقة جداً ، فقد نخطىء في وضع السؤال ، وقد تؤثر في المسؤول ، وقد نبدل الأجوبة ونبتعد عن معناها الحقيقي . ولكن طريقة الاختبار الشخصي أفضل من طريقة السؤال ، فاذا استطاع العالم أن يحافظ فيها على الروح الانتقادية ، وعلى شروط الأمانة العلمية ، أمكنه أن
يسلم من الوقوع في الخطأ
ومما يلحق بطريقة الاختبار الشخصي طريقة الاستبطان التجريبي :
يصفها الأدباء في رواياتهم . أما الطريقة التجريبة فتطلق على تجارب رد الفعل أو تجارب المقاييس العددية . الا أنهم قربوا بعد ذلك هاتين الطريقتين المتضادتين بعضهما من بعض ، وتصوروا طريقة جديدة سموها بطريقة الاستبطان التجريبي. وقد أطلق على هذه الطريقة في المانيا أسم طريقة ) ورزبورغ ( وهو أسم الجامعة التي طبقتها ، وأطلق عليها في فرنسة أسم طريقة ( باريز ) ، لأن الفضل الأول في استعمالها يرجع الى ( الفرد بينه ( الذي كان استاذاً لعلم النفس في الصوربون . وتقوم هذه الطريقة على اهتمام الباحث النفسي بوصف الشخص لحالته النفسة أكثر من اهتمامه برد فصله ، أو يجوابه عن سؤال من الأسئلة . فاذا طلب العالم من شخص أن يقارن بين وزنين مثلا انصرف اهتمامه الى ما يجري في نفس هذا الشخص أكثر من اهتمامه بصحة مقارنته وضبطها . واذا بحث في تداعي الأفكار اهتم بكيفية حدوث التداعي أكثر من اهتمامه بالالفاظ المتداعية . وكذلك اذا القي سؤالاً على شخص أهتم بالصور النفسية التي استعان بها هذا الشخص في جوابه عن السؤال . فهذه اذن إلى سبر الحياة الداخلية ، وهي في حالة النشاط . وقد أدت إلى الكشف عن كثير من الحقائق النفسية، وأظهرت للعلماء أن الاحساسات والصور لا تقوم بالدور الذي كان يعزى اليها. وأن هناك احوالا نفسية أخرى تؤثر في حياة النفس كالشعور الطريقة ترمي
بالعلائق ، والشعور بالعواطف الفكرية ، والاوضاع الذهنية ، والنزعات .
و مما يعين على اكمال هذه الملاحظات الخارجية دراسة الجماعات ، فقد رأينا في الفصل السابق أن للمجتمع تأثيراً في نفوس الأفراد . حتى لقد قال ( نيتشه ) إن ملاحظة الجماعات أكثر فائدة من ملاحظة الفرد . لأن الفرد ضعيف ، لا يستطيع أن يسترسل في رغائبه وميوله كالجماعات ، ولذلك كانت الجماعات أصدق من الأفراد في اظهار رغائبها، لأنها أكثر منهم تلقائية وأقل خوفاً وتقية .
لم نبحث حتى الآن إلا في نفسية الراشد ، ولم نبين شيئاً من صور الحياة الفكرية الابتدائية ، إلا أننا نعلم أن حياتنا الفكرية الحاضرة قد تولدت من الحياة الفكرية الابتدائية . ولذلك كانت ملاحظة الأطفال والحيوانات متممة للملاحظة الخارجية، لأنها توضح شروط
الحياة النفسية البسيطة ، وتبين كيف تولدت الحركات الارادية من الحركات اللاارادية التلقائية وكيف اكتسبت اللغة ، ونمت الحواس ، وارتقت العواطف . فما بالك إذا كانت دراسة الحيوان تدل على أنه يمكن تفضيله على الانسان ببعض قواه الخاصة
تعليق