سألنا الخبراء عن الجزء المتسبب في موت من يسقطون في الشلالات، والنصائح التي من شأنها أن تعزز الفرص في النجاة.
في 14 أغسطس 2011، زلت قدم طالبة يابانية من على حاجز الحماية المشيد فوق شلالات هورسيشو، الشلال الشهير التابع لنياجارا، وغاصت 55 مترًا. في أثناء البحث عنها في اليوم الموالي، وجدت السلطات جثة ضحية شلالات أخرى تعود لرجل مجهول الهوية.
رغم تضاعف عدد التقارير المحررة في ذلك الصيف المميت، وحقيقة أن المرور العرضي فوق الشلال بإمكانه أن يخلق دراما سينمائية جيدة، تُعتبر احتمالات تخطيه صدفةً ضئيلة.
ولكن هل بالإمكان بطريقة ما أن تعزيز فرص النجاة في أثناء القفز داخل شلال مثل نياجارا؟
لا تقفز عمدًا في شلال، فمن المحتمل أن تلحق بنفسك إصابات خطيرةً أو تموت حتى. نفترض أن تساعدك النصائح التالية للنجاة إذا صادف أن وجدت نفسك تواجه شلالًا دون أي وسيلة للهروب.
التهديدات:
تتدفق ستة ملايين قدم مكعب من المياه إلى الشلالات في كل دقيقة في أثناء ساعات الذروة نهارًا. تصل سرعة منحدرات النهر فوق الشلالات إلى 24 كيلومتر في الساعة، ونحو 109 كيلومتر في الساعة عند الحافة.
يقول مالكولم كوبر، رئيس جمعية هاواي للسباحة الذي نشأ في بافالو بنيويورك ويعرف نياجارا جيدًا: «أساسًا، سوف تصطدم بالصخور».
لكن الصخور لا تمثل التهديد الوحيد. وإذا لم تتفطن إلى بقيتها فإن التالي هو الفقاعات؛ توجد بحيرة تحت الشلال تشبه الأمواج الكبيرة.
يقول كوبر «يوجد هناك الكثير من الهواء المختلط مع الماء حيث لا تستطيع السباحة فيه. يتحول كل شيء إلى اللون الأسود في الأمواج الكبيرة لأن ضوء الشمس يُحجب بسبب الفقاعات، كما هو الحال بالتأكيد في شلالات نياجرا».
إذا نجوت من الفقاعات، فما زال هناك احتمال أن يشوّش الاضطراب والظلام تحت الماء وجهة أي شخص نجا من الغطس في شلالات نياجرا.
يضيف كوبر: «عندما تحاصرك الأمواج الكبيرة، سيتعذر عليك معرفة أي طريق يقود إلى الأعلى، فأنت تتعرض للدفع مِن الماءِ. عليك فقط أن تأمل أن تُقذف إلى أعلى. ويمكن للحطام أن يكون قاتلًا آخر. تتجسد المخاطر في كل الأشياء التي تطوّقك، وتتعرض إلى الضرب تحت الماء، وهذا هو السبب الذي يدفع محبي الكاياك إلى ارتداء الخوذات».
وأخيًرا، إذا تمكنت من بلوغ السطح، يمكنك أن تطفو حتى في تيار جارف. ولكن عليك أن تقلق بعد ذلك بشأن البرد. إذ تبلغ درجة حرارة مياه نياجارا ما يقارب -1 درجة مئوية. ويؤكد كوبر أن أمامك نحو 3 دقائق قبل أن تغيب عن الوعي.
يمكن أن تسبب صدمة الدخول المفاجئ إلى الماء البارد نوبةً قلبية، ويطال هذا التهديد الأشخاص الأصحاء أيضًا، ولكن إذا نجوت من ذلك، تمنحك فرقة العمل أقل من 15 دقيقة في الماء شديد البرودة أو الأقل برودة، ومن 15 إلى 30 دقيقة في الماء الذي يبلغ 4 درجات مئوية.
النصائح:
يصعب وضع خطة للعب في مواجهة العديد من المخاطر، ولكن ستيفن لابوف، رئيس فرقة العمل، قدم لائحة نصائح قصيرة للبقاء على قيد الحياة عند القفز في شلال.
يقول في هذا الصدد: «أولًا عليك ألا تجزع، وخذ نفسًا عميقًا قبل أن تتجاوز الحافة. اجعل قدميك أول عضو يرتطم ببركة الشلال لتتفادى إصابة رأسك في أثناء سقوطك. شد عضلاتك ولف ذراعيكَ حول جمجمتك لتحميها، وغطِّ أنفك عبر لف كوعك حوله. قبل أن تدخل بركة الشلال، اضغط على ساقيك معًا، وشد أليتيك، وأغلق عينيك وفمك لتقاوم سيل الماء. عندما تبلغ السطح اسبح أسفل التيارِ بأسرع ما يمكن لتَتفادى الماء المنهمر وإذا سقطت أمام حشد من السياح، فلا بد أن تكون المساعدة في طريقها إليك».
ويختم لابوف لائحة نصائحه بقوله أن الأدرينالين سيساعدك.
بعض التلميحات المفيدة المقتطفة من إصدار بوبيلار ميكانكس لشهر أبريل 2003:
لنفترض أنك تسبح في نهر وفجأةً جرفك التيار أسفل المجرى، يجثم الموت أمامك في شكل شلال، تركل وتدفع ذراعيك باذلًا أقصى قوتك دون جدوى، وليس هناك طريقة لتجنب السقوط. ماذا يجب أن تفعل؟
وحتى بدون نصيحة لابوف، انزلق ثلاثة أشخاص أو قفزوا إلى الشلالات دون حماية وعاشوا ليخبرونا عن ذلك. سنة 1960، سقط روجر وودورد، وهو في السابعة من عمره، من على الشلالات وهو يرتدي سترة نجاة. في عام 2003، قفز كيرك جونز البالغ من العمر 40 سنة دون سترة نجاة حتى. وفي سنة 2009، نجا رجل مجهول الهوية من السقوط وسبح حتى انتشله المنقذون.
لن نعرف أبداً كيف امتثل هؤلاء الناجون من شلال نياجرا لتعاليم لابوف. ومع ذلك، يُعد دخولهم المياه في أفضل زاوية بوضع أقدامهم أولًا سبب نجاتهم. هذه هي الطريقة التي ينتهجها معظم الغواصين، ومحطمو الأرقام القياسية العالمية في مرتفعات تتجاوز شلال نياجرا البالغ 180 قدمًا طولًا، لذلك ليس من المستحيل البقاء على قيد الحياة.
تُعتبر اللياقة البدنية العامة مهمة أيضًا. ويتطلب الغوص العالي التدرب، حتى في المرتفعات الأقل علوًا، إضافةً إلى امتلاك الجسم القوي الذي بإمكانه تلقي الضرب. ويوضح الاتحاد العالمي للغوص العالي أنه مع دخول الغواصين إلى الماء، تكون أجزاء أجسامهم تحت الماء في أعلى معدل للتباطؤ، في حين أن الجزء الذي ما يزال جافًا يشهد تسارعًا تامًا. وتقول الجمعية في موقعها على الإنترنت: «يجب أن يكون الرياضي في أقصى درجات القوة وشد العضلات عند الدخول، لتجنب ضغط الجسم وأجزائه أو اعوجاجه»، وهو ما يفسر نصيحة لابوف بشأن شد الأليتين.
إذا لم يكن الجسم في أقصى متانته ليتحمل تلك القوى، أو إذا حدث السقوط من ارتفاع كبير لدرجة أن جسم الإنسان لا يستطيع تحملها ببساطة، فإن النتائج يمكن أن تكون شنيعة. سنة 1968، نشر ريتشارد سنايدر دراسة بعنوان: (الإصابات القاتلة الناتجة عن التأثير القوي للمياه)، وهي تقرير طبي لإدارة الطيران الاتحادية، نظرًا لانتشار السفر الجوي التجاري عبر المياه، فقد أرادت وكالة الطيران الفيدرالية أن تعرف مدى قدرة البشر على البقاء على قيد الحياة تحت تأثيرات المياه.
نظر سنايدر في نتائج تشريح 169 شخص قفز من فوق جسر البوابة الذهبية في سان فرانسيسكو في فترة 29 عامًا. وقد بلغ ارتفاع القفزة 76 مترًا، أو ما يزيد بنسبة 40 في المئة عن السقوط في شلال نياجارا.
شلال صغير مجازفة خطيرة:
الهروب من الهيدروليك يتطلب السباحة إلى القاع والعودة إلى ما وراء نقطة الغليان، أسفل الدوامة.
تمثل الشلالات الصغيرة الموجودة في المجاري والأنهار الصغيرة أو المتوسطة الحجم سدودًا منخفضةً تستخدم لتنظيم تدفق المياه، أو لمنع الكائنات الحية الغازية من السباحة إلى أعلى المجرى.
يقول كيفين كولبورن عضو منظمة وايت واتر الأمريكية، وهي مجموعة غير ربحية لحفظ مياه الأنهار الجارفة: «تُسمى آلات الغرق لأنه من غير الممكن تصميمها بشكل أفضل لإغراق الناس».
تبدو السدود بالنسبة إلى غواصة تتجه إلى أسفل التيار كأنها خط واحد من المياه العاكسة المسطحة، ولكن يخلق تسارع جريان المياه فوق السد دوامةً من الماء يمكنها أن تحبس غواصة.
انحنِ واهبط إلى القاع، وتحرك باتجاه أسفل المجرى إذا علقت في هيدروليك. يقول كولبورن: «إنها حركة مخالفة للحدس، لكن التدفق الخارجي الوحيد موجود في الأسفل». ارتقِ للسطح فقط بعد أن تتخطى الدوامة الكامنة بالقرب من السد.
أورد سنايدر في تقاريره أن تأثير المياه قد سحق القفص الصدري لأكثر من نصف القافزين وتمزقت القلوب والأوعية الدموية من الداخل بعد تغير مفاجئ في الضغط، ولكن من المحتمل أن يكون تلف الأعضاء ناجمًا عن شظايا من تمزق العظام والغضروف. إذ اخترقت الأضلاع المكسورة الرئتين في ثلاثة أرباع القافزين، وتمزقت الأكباد في أكثر من النصف، وأصيب 30٪ بإصابات دماغية. وأخيرًا، فإن 45 من القافزين (26.6%) ربما قد اختبروا هذا التأثير ولكنهم ماتوا غرقًا.
ومع ذلك، وجد سنايدر أيضًا أن وضع الجسم عند الارتطام قد يكون العامل الأكثر أهميةً. واستشهد ببيانات تثبت أن الناس نجوا من ارتطامهم بالماء بسرعات تتراوح بين 110 و126 كيلومترًا في الساعة إذا وضعوا أقدامهم أولاً، و106 كم/س إذا وضعوا رؤوسهم أولاً، و95 كم/س فقط إذا اصطدموا بالسطح على جانبيهم أو بطونهم. ولكن مع ذلك، ما تزال النسب الإجمالية مروعة: ففي وقت إجرائه لدراسته سنة 1968، توفي 99.3% من الواقعين أو القافزين المعروفين في البوابة الذهبية بسبب قفزاتهم.
لذلك فمن المرجح أن يكون كوبر محقًا منذ البداية: «لكي تنجو من أي سقوط في الماء من مثل هذه المرتفعات العظيمة لا بد أن تكون محظوظًا. قد يساعدك أن تكون شابًا قويًا ومدربًا على الغوص على الجرف، ولكن، تظل أفضل طريقة للبقاء على قيد الحياة متمثلة في الابتعاد عن قضبان الحماية».
في 14 أغسطس 2011، زلت قدم طالبة يابانية من على حاجز الحماية المشيد فوق شلالات هورسيشو، الشلال الشهير التابع لنياجارا، وغاصت 55 مترًا. في أثناء البحث عنها في اليوم الموالي، وجدت السلطات جثة ضحية شلالات أخرى تعود لرجل مجهول الهوية.
رغم تضاعف عدد التقارير المحررة في ذلك الصيف المميت، وحقيقة أن المرور العرضي فوق الشلال بإمكانه أن يخلق دراما سينمائية جيدة، تُعتبر احتمالات تخطيه صدفةً ضئيلة.
ولكن هل بالإمكان بطريقة ما أن تعزيز فرص النجاة في أثناء القفز داخل شلال مثل نياجارا؟
لا تقفز عمدًا في شلال، فمن المحتمل أن تلحق بنفسك إصابات خطيرةً أو تموت حتى. نفترض أن تساعدك النصائح التالية للنجاة إذا صادف أن وجدت نفسك تواجه شلالًا دون أي وسيلة للهروب.
التهديدات:
تتدفق ستة ملايين قدم مكعب من المياه إلى الشلالات في كل دقيقة في أثناء ساعات الذروة نهارًا. تصل سرعة منحدرات النهر فوق الشلالات إلى 24 كيلومتر في الساعة، ونحو 109 كيلومتر في الساعة عند الحافة.
يقول مالكولم كوبر، رئيس جمعية هاواي للسباحة الذي نشأ في بافالو بنيويورك ويعرف نياجارا جيدًا: «أساسًا، سوف تصطدم بالصخور».
لكن الصخور لا تمثل التهديد الوحيد. وإذا لم تتفطن إلى بقيتها فإن التالي هو الفقاعات؛ توجد بحيرة تحت الشلال تشبه الأمواج الكبيرة.
يقول كوبر «يوجد هناك الكثير من الهواء المختلط مع الماء حيث لا تستطيع السباحة فيه. يتحول كل شيء إلى اللون الأسود في الأمواج الكبيرة لأن ضوء الشمس يُحجب بسبب الفقاعات، كما هو الحال بالتأكيد في شلالات نياجرا».
إذا نجوت من الفقاعات، فما زال هناك احتمال أن يشوّش الاضطراب والظلام تحت الماء وجهة أي شخص نجا من الغطس في شلالات نياجرا.
يضيف كوبر: «عندما تحاصرك الأمواج الكبيرة، سيتعذر عليك معرفة أي طريق يقود إلى الأعلى، فأنت تتعرض للدفع مِن الماءِ. عليك فقط أن تأمل أن تُقذف إلى أعلى. ويمكن للحطام أن يكون قاتلًا آخر. تتجسد المخاطر في كل الأشياء التي تطوّقك، وتتعرض إلى الضرب تحت الماء، وهذا هو السبب الذي يدفع محبي الكاياك إلى ارتداء الخوذات».
وأخيًرا، إذا تمكنت من بلوغ السطح، يمكنك أن تطفو حتى في تيار جارف. ولكن عليك أن تقلق بعد ذلك بشأن البرد. إذ تبلغ درجة حرارة مياه نياجارا ما يقارب -1 درجة مئوية. ويؤكد كوبر أن أمامك نحو 3 دقائق قبل أن تغيب عن الوعي.
يمكن أن تسبب صدمة الدخول المفاجئ إلى الماء البارد نوبةً قلبية، ويطال هذا التهديد الأشخاص الأصحاء أيضًا، ولكن إذا نجوت من ذلك، تمنحك فرقة العمل أقل من 15 دقيقة في الماء شديد البرودة أو الأقل برودة، ومن 15 إلى 30 دقيقة في الماء الذي يبلغ 4 درجات مئوية.
النصائح:
يصعب وضع خطة للعب في مواجهة العديد من المخاطر، ولكن ستيفن لابوف، رئيس فرقة العمل، قدم لائحة نصائح قصيرة للبقاء على قيد الحياة عند القفز في شلال.
يقول في هذا الصدد: «أولًا عليك ألا تجزع، وخذ نفسًا عميقًا قبل أن تتجاوز الحافة. اجعل قدميك أول عضو يرتطم ببركة الشلال لتتفادى إصابة رأسك في أثناء سقوطك. شد عضلاتك ولف ذراعيكَ حول جمجمتك لتحميها، وغطِّ أنفك عبر لف كوعك حوله. قبل أن تدخل بركة الشلال، اضغط على ساقيك معًا، وشد أليتيك، وأغلق عينيك وفمك لتقاوم سيل الماء. عندما تبلغ السطح اسبح أسفل التيارِ بأسرع ما يمكن لتَتفادى الماء المنهمر وإذا سقطت أمام حشد من السياح، فلا بد أن تكون المساعدة في طريقها إليك».
ويختم لابوف لائحة نصائحه بقوله أن الأدرينالين سيساعدك.
بعض التلميحات المفيدة المقتطفة من إصدار بوبيلار ميكانكس لشهر أبريل 2003:
لنفترض أنك تسبح في نهر وفجأةً جرفك التيار أسفل المجرى، يجثم الموت أمامك في شكل شلال، تركل وتدفع ذراعيك باذلًا أقصى قوتك دون جدوى، وليس هناك طريقة لتجنب السقوط. ماذا يجب أن تفعل؟
- خذ نفسًا عميقًا: قم بذلك قبل أن تذهب إلى الحافة، لأنه قد لا يكون لديك قدر كبير من السيطرة على الموقف في أثناء سقوطك في الهواء وفي المياه العميقة أيضًا.
- اجعل قدميك أول ما يلامس بركة الشلال: يكمن الخطر الأكبر في أثناء المرور عبر الشلال في ضرب رأسك على جسم تحت الماء وفقدانك الوعي. حتى لو اصطدمت بالماء وأنت تتخذ الوضعية المذكورة فما يزال الخطر قائمًا وكسر الأطراف واردًا. لذا، اضغط على قدميك معًا وأبقهما عموديتين.
- اقفز وابتعد: ابتعد عن مياه الشلال قبل أن تصل. عليك أن تتجنب الاصطدام بالصخور مباشرة في القاع.
- ضع ذراعيك حول رأسك: ابدأ بالسباحة على الفور بضرب الماء حتى قبل أن ترتفع إلى السطح. سوف تبطئ السباحة هبوطك إلى حد ما.
- اسبح مع التيار: من الضروري ألا تعلق خلف الشلال أو على الصخور تحته.
وحتى بدون نصيحة لابوف، انزلق ثلاثة أشخاص أو قفزوا إلى الشلالات دون حماية وعاشوا ليخبرونا عن ذلك. سنة 1960، سقط روجر وودورد، وهو في السابعة من عمره، من على الشلالات وهو يرتدي سترة نجاة. في عام 2003، قفز كيرك جونز البالغ من العمر 40 سنة دون سترة نجاة حتى. وفي سنة 2009، نجا رجل مجهول الهوية من السقوط وسبح حتى انتشله المنقذون.
لن نعرف أبداً كيف امتثل هؤلاء الناجون من شلال نياجرا لتعاليم لابوف. ومع ذلك، يُعد دخولهم المياه في أفضل زاوية بوضع أقدامهم أولًا سبب نجاتهم. هذه هي الطريقة التي ينتهجها معظم الغواصين، ومحطمو الأرقام القياسية العالمية في مرتفعات تتجاوز شلال نياجرا البالغ 180 قدمًا طولًا، لذلك ليس من المستحيل البقاء على قيد الحياة.
تُعتبر اللياقة البدنية العامة مهمة أيضًا. ويتطلب الغوص العالي التدرب، حتى في المرتفعات الأقل علوًا، إضافةً إلى امتلاك الجسم القوي الذي بإمكانه تلقي الضرب. ويوضح الاتحاد العالمي للغوص العالي أنه مع دخول الغواصين إلى الماء، تكون أجزاء أجسامهم تحت الماء في أعلى معدل للتباطؤ، في حين أن الجزء الذي ما يزال جافًا يشهد تسارعًا تامًا. وتقول الجمعية في موقعها على الإنترنت: «يجب أن يكون الرياضي في أقصى درجات القوة وشد العضلات عند الدخول، لتجنب ضغط الجسم وأجزائه أو اعوجاجه»، وهو ما يفسر نصيحة لابوف بشأن شد الأليتين.
إذا لم يكن الجسم في أقصى متانته ليتحمل تلك القوى، أو إذا حدث السقوط من ارتفاع كبير لدرجة أن جسم الإنسان لا يستطيع تحملها ببساطة، فإن النتائج يمكن أن تكون شنيعة. سنة 1968، نشر ريتشارد سنايدر دراسة بعنوان: (الإصابات القاتلة الناتجة عن التأثير القوي للمياه)، وهي تقرير طبي لإدارة الطيران الاتحادية، نظرًا لانتشار السفر الجوي التجاري عبر المياه، فقد أرادت وكالة الطيران الفيدرالية أن تعرف مدى قدرة البشر على البقاء على قيد الحياة تحت تأثيرات المياه.
نظر سنايدر في نتائج تشريح 169 شخص قفز من فوق جسر البوابة الذهبية في سان فرانسيسكو في فترة 29 عامًا. وقد بلغ ارتفاع القفزة 76 مترًا، أو ما يزيد بنسبة 40 في المئة عن السقوط في شلال نياجارا.
شلال صغير مجازفة خطيرة:
الهروب من الهيدروليك يتطلب السباحة إلى القاع والعودة إلى ما وراء نقطة الغليان، أسفل الدوامة.
تمثل الشلالات الصغيرة الموجودة في المجاري والأنهار الصغيرة أو المتوسطة الحجم سدودًا منخفضةً تستخدم لتنظيم تدفق المياه، أو لمنع الكائنات الحية الغازية من السباحة إلى أعلى المجرى.
يقول كيفين كولبورن عضو منظمة وايت واتر الأمريكية، وهي مجموعة غير ربحية لحفظ مياه الأنهار الجارفة: «تُسمى آلات الغرق لأنه من غير الممكن تصميمها بشكل أفضل لإغراق الناس».
تبدو السدود بالنسبة إلى غواصة تتجه إلى أسفل التيار كأنها خط واحد من المياه العاكسة المسطحة، ولكن يخلق تسارع جريان المياه فوق السد دوامةً من الماء يمكنها أن تحبس غواصة.
انحنِ واهبط إلى القاع، وتحرك باتجاه أسفل المجرى إذا علقت في هيدروليك. يقول كولبورن: «إنها حركة مخالفة للحدس، لكن التدفق الخارجي الوحيد موجود في الأسفل». ارتقِ للسطح فقط بعد أن تتخطى الدوامة الكامنة بالقرب من السد.
أورد سنايدر في تقاريره أن تأثير المياه قد سحق القفص الصدري لأكثر من نصف القافزين وتمزقت القلوب والأوعية الدموية من الداخل بعد تغير مفاجئ في الضغط، ولكن من المحتمل أن يكون تلف الأعضاء ناجمًا عن شظايا من تمزق العظام والغضروف. إذ اخترقت الأضلاع المكسورة الرئتين في ثلاثة أرباع القافزين، وتمزقت الأكباد في أكثر من النصف، وأصيب 30٪ بإصابات دماغية. وأخيرًا، فإن 45 من القافزين (26.6%) ربما قد اختبروا هذا التأثير ولكنهم ماتوا غرقًا.
ومع ذلك، وجد سنايدر أيضًا أن وضع الجسم عند الارتطام قد يكون العامل الأكثر أهميةً. واستشهد ببيانات تثبت أن الناس نجوا من ارتطامهم بالماء بسرعات تتراوح بين 110 و126 كيلومترًا في الساعة إذا وضعوا أقدامهم أولاً، و106 كم/س إذا وضعوا رؤوسهم أولاً، و95 كم/س فقط إذا اصطدموا بالسطح على جانبيهم أو بطونهم. ولكن مع ذلك، ما تزال النسب الإجمالية مروعة: ففي وقت إجرائه لدراسته سنة 1968، توفي 99.3% من الواقعين أو القافزين المعروفين في البوابة الذهبية بسبب قفزاتهم.
لذلك فمن المرجح أن يكون كوبر محقًا منذ البداية: «لكي تنجو من أي سقوط في الماء من مثل هذه المرتفعات العظيمة لا بد أن تكون محظوظًا. قد يساعدك أن تكون شابًا قويًا ومدربًا على الغوص على الجرف، ولكن، تظل أفضل طريقة للبقاء على قيد الحياة متمثلة في الابتعاد عن قضبان الحماية».