يشبه التنبؤ بمستقبل الأرض التنبؤ بالأحوال الجوية إلى حد ما، إذ تتأثر الدقة عند النظر أبعد إلى الأمام. من هذا المنطلق، يبدو من المستحيل التنبؤ بخمسين ألف سنة إلى الأمام!
لكن لكل قاعدة شواذ! فقد نتمكن من رسم صورة مستقبلية استنادًا إلى التاريخ المسجل على مدى 4 مليارات سنة.
بالنظر إلى تاريخ الأرض على المستوى الجيولوجي، يمكن الاعتماد على عمليات حتمية معينة مثل التطور والانقراض والصفائح التكتونية وتغير المناخ لمواصلة تشكيل الكوكب في المستقبل القريب.
يمكن التنبؤ بما ستبدو عليه الأرض بعد 50 ألف عام بالنظر إلى هذه العمليات.
الأرض كوكب يدور على محوره في أثناء دورانه حول الشمس، وهذه التحركات تؤثر في الكائنات التي تحاول تدعيم وجودها على سطح الأرض.
على سبيل المثال، الأرض لا تدور على محورها فحسب، بل أيضًا تهتز مثل بلبل دوّار. يسمي علماء الفلك ذلك بالاستباقية، وتجعل هذه العملية المحور يشير إلى أجزاء مختلفة من السماء في دورة مدتها 26 عامًا.
يشير القطب الشمالي حاليًا إلى نجم الشمال، بولاريس، أما بعد 13 ألف سنة سيصبح فيغا نجم الشمال الجديد. ستكون الأرض قد أنجزت دورتين استباقيتين خلال 50 ألف عام ، ما يعني أننا سنكون في نفس المكان الذي نحن فيه اليوم، على الأقل وفقًا لنظرتنا إلى السماء ليلًا.
تُعدّ التغيرات التي تحدث بسبب انحرافات مدار الأرض وميلانها أكثر أهميةً، إذ يتغير مدار الأرض من شكل دائري تقريبًا إلى شكل إهليجي إلى حد ما خلال دورة مدتها 97 ألف عام، وفي الوقت نفسه يتغير ميلان محور الأرض من 22.1 درجة في أحد الطرفين إلى 24.5 درجة في الطرف الآخر.
ينعكس الأثر المشترك لهذه الحركات بشدة على كمية الطاقة الشمسية التي تصل إلى الكوكب، فيدخل كوكب الأرض عصرًا جليديًا عندما يكون في المكان الصحيح، وهو وقت تصبح فيه صفائح القطب الجليدي أكثر ثخانة وتغطي كتلة يابسة قاريّة أكبر.
دامت العصور الجليدية تاريخيًا ما يقارب 100 ألف عام، مع فترات أدوار جليدية أكثر دفئًا دامت نحو 10 آلاف سنة بينها.
تمر الأرض حاليًا بواحدة من فترات الأدوار الجليدية هذه، لكنها ستدخل في حالة تجمد عميق أخرى في النهاية.
يعتقد الكثير من العلماء أن العصر الجليدي القادم سيصل إلى ذروته في غضون 80 ألف عام. من المحتمل أن يُصبح العالم أكثر برودةً خلال 50 ألف عام ، مع اقتراب صفائح ثلجية من مناطق بعيدة جنوبًا مثل مدينة نيويورك.
مستقبل الأرض: من الرطب إلى الجليدي وحتى الانفجار؟
ما تأثير الاحتباس الحراري في سيناريو العصر الجليدي مستقبلًا على المدى البعيد؟
قد يغير الاحتباس الحراري العالم جذريًا على المدى القريب. سوف تظهر التأثيرات الكاملة للاحتباس الحراري في 200 عام القادمة، أي بحلول عام 2200 مثلًا. حينها ستكون مستويات ثاني أكسيد الكربون الجوي أعلى من أي وقت مضى خلال الأعوام ال 650 ألف الماضية، ومن المعروف أن ثاني أكسيد الكربون يمنع الطاقة الشمسية من الإشعاع مرة أُخرى إلى الفضاء، ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب بصورة ملحوظة.
مع ارتفاع متوسط درجات الحرارة بضع درجات فقط، ستذوب الكتل الجليدية ويرتفع مستوى سطح البحر، ما يؤدي إلى حدوث فيضانات ساحلية، وأيضًا سترتفع درجات حرارة المحيطات وتصبح أكثر حموضة، ما يؤدي إلى انهيار واسع النطاق للشعاب المرجانية.
حينها ستواجه الكثير من الفصائل البحرية الانقراض، لكن ليست وحدها التي ستنقرض، بل أيضًا ربع الفصائل على اليابسة من نباتات وحيوانات ستختفي إلى الأبد. سيكون ذلك وقتًا حاسمًا لكوكبنا الأم، وقد يبدو أنه لا يمكن للأمور أن تسوء أكثر من ذلك.
لكن استنادًا إلى تاريخ الأرض البالغ 4 مليارات عام، ولسوء الحظ أن نهايات العالم ممكنة الحدوث إذا امتد الوقت بما فيه الكفاية.
سنواجه كارثة ملحمية شبه حتمية بعد 50 ألف عام، لأن الكوكب سيتغير إلى الأبد. قد تكون الكارثة على هيئة كويكب أو مذنّب يضرب الأرض فتنهي الحياة التي نعرفها.
يعتقد علماء الفلك أن تأثيرات كهذه تحدث كل مليون عام وسطيًا، لذا ما تزال الاحتمالات لصالحنا مستقبلًا حتى بعد 50 ألف عام.
قد تسبب الأرض بنفسها كارثةً أكثر احتمالًا، إذ إن القوة التي تحرك الصفائح التكتونية جاعلةً القارات تتجول في أنحاء العالم، هي نفسها التي تثير براكين هائلةً قادرة على إطلاق ما يكفي من الرماد والدخان في الجو لحجب أشعة الشمس مدة ما بين 10-15 عامًا. يعتقد الجيولوجيون أن انفجارات كهذه تحدث كل 50 ألف عام. هذه الاحتمالات ليست لصالحنا.
بعد تدهور الأرض ومواجهة حدث مدمر مثل البركان الهائل، ستشهد انقراضًا جماعيًا ينافس الانقراضات المدونة في السجل الأحفوري، أشهرها الانقراض الذي أباد الديناصورات في نهاية العصر الطباشيري. لكن الزوال الشامل للديناصورات لا يُقارن بحدث الانقراض الذي حصل في نهاية العصر البرمي قبل 251 مليون عام.
اختفى 95% من جميع الأنواع البحرية و 70% من جميع الفقاريات البرية، وقد كان سبب موجة القتل هذه بركانًا هائلًا حسب ما هو متوقع (تحديدًا انفجار الفخاخ السيبيرية الذي أثر في المناخ العالمي).
إذن، ما فرص بقاء الجنس البشري لينعم بالأرض بعد 50 ألف عام؟ بالنظر إلى أن الجنس البشري كان موجودًا منذ 100 ألف عام فقط وأن الحضارة البشرية الأطول عمرًا استمرت مدة 3000 عام فقط، يبدو أنه من المستبعد أن نكون نوعًا مسيطرًا في المستقبل البعيد.
تطور البشر على الرغم من ذلك وهم مستمرون بالتطور في يومنا هذا، ويعتقد بعض العلماء أن البشر قد تطوروا في الأعوام العشرة آلاف الماضية أسرع بمئة مرة من أي وقت آخر، لذا ربما تكون فرص القيام بالتغييرات اللازمة للتأقلم مع ظروف الأرض المستقبلية مرتفعةً.
توجد ميزة مثيرة للاهتمام على شبكة MSNBC تُسمى «قبل البشر وبعدهم»، عبرها يمكن رسم خرائط لما قد يحدث للجنس البشري خلال المدة ما بين مليون إلى 4 ملايين عام القادمة.
من المؤكد أنه إذا بقي الجنس البشري موجودًا، فلن يبدو أو يتصرف مثل البشر الذين يجوبون الأرض اليوم.
لكن لكل قاعدة شواذ! فقد نتمكن من رسم صورة مستقبلية استنادًا إلى التاريخ المسجل على مدى 4 مليارات سنة.
بالنظر إلى تاريخ الأرض على المستوى الجيولوجي، يمكن الاعتماد على عمليات حتمية معينة مثل التطور والانقراض والصفائح التكتونية وتغير المناخ لمواصلة تشكيل الكوكب في المستقبل القريب.
يمكن التنبؤ بما ستبدو عليه الأرض بعد 50 ألف عام بالنظر إلى هذه العمليات.
الأرض كوكب يدور على محوره في أثناء دورانه حول الشمس، وهذه التحركات تؤثر في الكائنات التي تحاول تدعيم وجودها على سطح الأرض.
على سبيل المثال، الأرض لا تدور على محورها فحسب، بل أيضًا تهتز مثل بلبل دوّار. يسمي علماء الفلك ذلك بالاستباقية، وتجعل هذه العملية المحور يشير إلى أجزاء مختلفة من السماء في دورة مدتها 26 عامًا.
يشير القطب الشمالي حاليًا إلى نجم الشمال، بولاريس، أما بعد 13 ألف سنة سيصبح فيغا نجم الشمال الجديد. ستكون الأرض قد أنجزت دورتين استباقيتين خلال 50 ألف عام ، ما يعني أننا سنكون في نفس المكان الذي نحن فيه اليوم، على الأقل وفقًا لنظرتنا إلى السماء ليلًا.
تُعدّ التغيرات التي تحدث بسبب انحرافات مدار الأرض وميلانها أكثر أهميةً، إذ يتغير مدار الأرض من شكل دائري تقريبًا إلى شكل إهليجي إلى حد ما خلال دورة مدتها 97 ألف عام، وفي الوقت نفسه يتغير ميلان محور الأرض من 22.1 درجة في أحد الطرفين إلى 24.5 درجة في الطرف الآخر.
ينعكس الأثر المشترك لهذه الحركات بشدة على كمية الطاقة الشمسية التي تصل إلى الكوكب، فيدخل كوكب الأرض عصرًا جليديًا عندما يكون في المكان الصحيح، وهو وقت تصبح فيه صفائح القطب الجليدي أكثر ثخانة وتغطي كتلة يابسة قاريّة أكبر.
دامت العصور الجليدية تاريخيًا ما يقارب 100 ألف عام، مع فترات أدوار جليدية أكثر دفئًا دامت نحو 10 آلاف سنة بينها.
تمر الأرض حاليًا بواحدة من فترات الأدوار الجليدية هذه، لكنها ستدخل في حالة تجمد عميق أخرى في النهاية.
يعتقد الكثير من العلماء أن العصر الجليدي القادم سيصل إلى ذروته في غضون 80 ألف عام. من المحتمل أن يُصبح العالم أكثر برودةً خلال 50 ألف عام ، مع اقتراب صفائح ثلجية من مناطق بعيدة جنوبًا مثل مدينة نيويورك.
مستقبل الأرض: من الرطب إلى الجليدي وحتى الانفجار؟
ما تأثير الاحتباس الحراري في سيناريو العصر الجليدي مستقبلًا على المدى البعيد؟
قد يغير الاحتباس الحراري العالم جذريًا على المدى القريب. سوف تظهر التأثيرات الكاملة للاحتباس الحراري في 200 عام القادمة، أي بحلول عام 2200 مثلًا. حينها ستكون مستويات ثاني أكسيد الكربون الجوي أعلى من أي وقت مضى خلال الأعوام ال 650 ألف الماضية، ومن المعروف أن ثاني أكسيد الكربون يمنع الطاقة الشمسية من الإشعاع مرة أُخرى إلى الفضاء، ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب بصورة ملحوظة.
مع ارتفاع متوسط درجات الحرارة بضع درجات فقط، ستذوب الكتل الجليدية ويرتفع مستوى سطح البحر، ما يؤدي إلى حدوث فيضانات ساحلية، وأيضًا سترتفع درجات حرارة المحيطات وتصبح أكثر حموضة، ما يؤدي إلى انهيار واسع النطاق للشعاب المرجانية.
حينها ستواجه الكثير من الفصائل البحرية الانقراض، لكن ليست وحدها التي ستنقرض، بل أيضًا ربع الفصائل على اليابسة من نباتات وحيوانات ستختفي إلى الأبد. سيكون ذلك وقتًا حاسمًا لكوكبنا الأم، وقد يبدو أنه لا يمكن للأمور أن تسوء أكثر من ذلك.
لكن استنادًا إلى تاريخ الأرض البالغ 4 مليارات عام، ولسوء الحظ أن نهايات العالم ممكنة الحدوث إذا امتد الوقت بما فيه الكفاية.
سنواجه كارثة ملحمية شبه حتمية بعد 50 ألف عام، لأن الكوكب سيتغير إلى الأبد. قد تكون الكارثة على هيئة كويكب أو مذنّب يضرب الأرض فتنهي الحياة التي نعرفها.
يعتقد علماء الفلك أن تأثيرات كهذه تحدث كل مليون عام وسطيًا، لذا ما تزال الاحتمالات لصالحنا مستقبلًا حتى بعد 50 ألف عام.
قد تسبب الأرض بنفسها كارثةً أكثر احتمالًا، إذ إن القوة التي تحرك الصفائح التكتونية جاعلةً القارات تتجول في أنحاء العالم، هي نفسها التي تثير براكين هائلةً قادرة على إطلاق ما يكفي من الرماد والدخان في الجو لحجب أشعة الشمس مدة ما بين 10-15 عامًا. يعتقد الجيولوجيون أن انفجارات كهذه تحدث كل 50 ألف عام. هذه الاحتمالات ليست لصالحنا.
بعد تدهور الأرض ومواجهة حدث مدمر مثل البركان الهائل، ستشهد انقراضًا جماعيًا ينافس الانقراضات المدونة في السجل الأحفوري، أشهرها الانقراض الذي أباد الديناصورات في نهاية العصر الطباشيري. لكن الزوال الشامل للديناصورات لا يُقارن بحدث الانقراض الذي حصل في نهاية العصر البرمي قبل 251 مليون عام.
اختفى 95% من جميع الأنواع البحرية و 70% من جميع الفقاريات البرية، وقد كان سبب موجة القتل هذه بركانًا هائلًا حسب ما هو متوقع (تحديدًا انفجار الفخاخ السيبيرية الذي أثر في المناخ العالمي).
إذن، ما فرص بقاء الجنس البشري لينعم بالأرض بعد 50 ألف عام؟ بالنظر إلى أن الجنس البشري كان موجودًا منذ 100 ألف عام فقط وأن الحضارة البشرية الأطول عمرًا استمرت مدة 3000 عام فقط، يبدو أنه من المستبعد أن نكون نوعًا مسيطرًا في المستقبل البعيد.
تطور البشر على الرغم من ذلك وهم مستمرون بالتطور في يومنا هذا، ويعتقد بعض العلماء أن البشر قد تطوروا في الأعوام العشرة آلاف الماضية أسرع بمئة مرة من أي وقت آخر، لذا ربما تكون فرص القيام بالتغييرات اللازمة للتأقلم مع ظروف الأرض المستقبلية مرتفعةً.
توجد ميزة مثيرة للاهتمام على شبكة MSNBC تُسمى «قبل البشر وبعدهم»، عبرها يمكن رسم خرائط لما قد يحدث للجنس البشري خلال المدة ما بين مليون إلى 4 ملايين عام القادمة.
من المؤكد أنه إذا بقي الجنس البشري موجودًا، فلن يبدو أو يتصرف مثل البشر الذين يجوبون الأرض اليوم.