في النظام البيئي المعقد، قد يؤدي الحفاظ على بعض الأنواع إلى انهيار التوازن أسرع من الحفاظ على أنواع أخرى. وجد الباحثون أن الأنواع التي نعدها أكثر قيمة وتستحق الحماية، غالبًا ليست الأهم في الحفاظ على الشبكات البيئية المعقدة التي نعتمد عليها.
استخدمت عالمة البيئة أيسلين كيز وزملاؤها من جامعة كاليفورنيا بيانات من ثلاث شبكات غذائية ساحلية لمحاكاة عشرات سلاسل الانقراضات، من أجل اكتساب فهم أفضل بخصوص كيف ترسخ الارتباطات خدمات النظام البيئي واستقرار مجمل الشبكات ذاتيًا.
خدمات النظام البيئي هي الطرق التي تساهم بها الطبيعة في رفاهية البشرية، مثل موارد المياه العذبة أو التلقيح أو النباتات التي تخفف من انجراف التربة. في الولايات المتحدة وحدها، تبلغ قيمة مساهمة الخدمات المقدمة من الحشرات وحدها مليارات الدولارات سنويًا.
تتداخل هذه الخدمات مع كل ما نفعله. مثلًا، تعتمد استثمارات المؤسسات المالية اعتمادًا كبيرًا على خدمات النظام البيئي، ويُعتقد أن أكثر من نصف إجمالي الناتج المحلي العالمي يعتمد على السلع والخدمات التي توفرها الطبيعة.
مع ذلك، فالعديد من أنشطتنا تفكك عشوائيًا وبمعدل متسارع الخيوط التي تدعم خدمات النظام البيئي. فعندما نفقد أحد الأنواع، سيتدفق فقدان الأنواع الأخرى التي كانت تعتمد عليه، الانقراضات الثانوية، ويخلق هذا الوضع مزيدًا من التهديدات على خدمات النظام البيئي التي نعتمد عليها.
في مارس من هذا العام، وجد فريق من الباحثين دعامة للعلاقة القوية بين التلاشي السريع للأنواع واندثار خدمات النظام البيئي.
تقول المؤلفة المشاركة وعالمة البيئة سيلفيا كيووسو من جامعة لندن: «هذه الروابط يجب أن تكون أوضح في تقييم مساهمات الطبيعة في رفاهية الإنسان، من أجل فهم كامل لكيفية إدارة هذه الموارد وحمايتها»،.
في محاولة لفهم هذه المساهمات فهمًا أفضل، توصلت النمذجة التي قامت بها كيز والفريق في الدراسة إلى أن الأنواع التي تقدم الخدمات لا تؤدي دورًا حاسمًا في استقرار الشبكات الغذائية، في حين أن الأنواع التي تؤدي أدوارًا داعمة في الخدمات من طريق التفاعلات، ضرورية من أجل تمكين شبكات الغذاء والخدمات.
يعني هذا أن خدمات النظام البيئي تتعرض لتهديد أكبر مما كان متوقعًا، لأن عددًا كبيرًا من الأنواع، أكثر مما نظن، يدعم هذه الخدمات، ما يمثل إشكالًا كبيرًا حين يتعلق الأمر بإعطاء الأولوية في حماية الأنواع.
توضح كيز: «تقريبيًا، لا يوجد ما يكفي من المال للحماية. الأساليب التقليدية التي تُقيَّم بها خدمات النظام البيئي قد تفقد الكثير من هذه الأشياء».
«تركز الكثير من تقييمات خدمات النظام البيئي على الأنواع التي تقدم الخدمة مباشرةً فقط، لكننا نعلم أن التأثيرات قد تنتقل عبر النظام البيئي، لذا فإننا نوضح أن حالات الانقراض الثانوية هذه التي لم تؤخذ بالضرورة بعين الاعتبار، تمثل إضعافًا متزايدًا للخدمات».
فعليًا، ثبت أن فقدان الأنواع قوية القدرة الترابطية يسبب المزيد من الانقراضات الثانوية، على الأقل في النظم البيئية للأراضي العشبية، إذ تؤيد نتائج الدراسة الجديدة ذلك.
ليست كل مستويات النظام البيئي معرضة بنفس القدر لهذا التأثير التفكيكي.
من المرجح أن تتأثر سلبًا بالانقراضات الثانوية تلك الأنواع الموجودة في أعلى السلسلة الغذائية، مثل الأسماك الكبيرة، مقارنةً بتلك الموجودة في المستويات الغذائية الأدنى، مثل النباتات.
تقترح كيز : «حماية بعض الأنواع التي تساهم بشكل غير مباشر في الخدمات، بدعمها أو منحها الأولوية، قد يساعد في التخفيف من أي تهديدات غير مباشرة. أعتقد أن هذه المقاربة قد تكون وسيلة لرصد الموارد بشكل أفضل من أجل حماية مختلف الأنواع والخدمات».
حذّر الباحثون من أن نموذجهم لا يتضمن حتى الآن العديد من العوامل التفاعلية، إنها مجرد خطوة أولى في فهم تأثيرات الانقراضات الثانوية. هناك أيضًا الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لتحديد الأنواع الرئيسية ونسيجها التفاعلي المعقد في هذا الإطار، خاصة التفاعلات واسعة النطاق.
يشير تقرير حديث من مؤشر خدمات النظم البيئية والتنوع البيولوجي إلى أن فقدان خدمات النظام البيئي قد يتباطأ أو يتوقف إذا كان دور التنوع البيولوجي، ومساهمته الكاملة في الإنتاج الاقتصادي جزءًا لا يتجزأ من القرارات التي تتخذها الكيانات الحكومية والشركات وبقية الأطراف المؤثرة.
تخطط كيز وفريقها للتحقيق: هل العوامل التي تجعل الشبكات الغذائية أكثر مرونة ضد الانقراض، هي نفسها التي تساعد في الحفاظ على خدمات النظام البيئي ؟
استخدمت عالمة البيئة أيسلين كيز وزملاؤها من جامعة كاليفورنيا بيانات من ثلاث شبكات غذائية ساحلية لمحاكاة عشرات سلاسل الانقراضات، من أجل اكتساب فهم أفضل بخصوص كيف ترسخ الارتباطات خدمات النظام البيئي واستقرار مجمل الشبكات ذاتيًا.
خدمات النظام البيئي هي الطرق التي تساهم بها الطبيعة في رفاهية البشرية، مثل موارد المياه العذبة أو التلقيح أو النباتات التي تخفف من انجراف التربة. في الولايات المتحدة وحدها، تبلغ قيمة مساهمة الخدمات المقدمة من الحشرات وحدها مليارات الدولارات سنويًا.
تتداخل هذه الخدمات مع كل ما نفعله. مثلًا، تعتمد استثمارات المؤسسات المالية اعتمادًا كبيرًا على خدمات النظام البيئي، ويُعتقد أن أكثر من نصف إجمالي الناتج المحلي العالمي يعتمد على السلع والخدمات التي توفرها الطبيعة.
مع ذلك، فالعديد من أنشطتنا تفكك عشوائيًا وبمعدل متسارع الخيوط التي تدعم خدمات النظام البيئي. فعندما نفقد أحد الأنواع، سيتدفق فقدان الأنواع الأخرى التي كانت تعتمد عليه، الانقراضات الثانوية، ويخلق هذا الوضع مزيدًا من التهديدات على خدمات النظام البيئي التي نعتمد عليها.
في مارس من هذا العام، وجد فريق من الباحثين دعامة للعلاقة القوية بين التلاشي السريع للأنواع واندثار خدمات النظام البيئي.
تقول المؤلفة المشاركة وعالمة البيئة سيلفيا كيووسو من جامعة لندن: «هذه الروابط يجب أن تكون أوضح في تقييم مساهمات الطبيعة في رفاهية الإنسان، من أجل فهم كامل لكيفية إدارة هذه الموارد وحمايتها»،.
في محاولة لفهم هذه المساهمات فهمًا أفضل، توصلت النمذجة التي قامت بها كيز والفريق في الدراسة إلى أن الأنواع التي تقدم الخدمات لا تؤدي دورًا حاسمًا في استقرار الشبكات الغذائية، في حين أن الأنواع التي تؤدي أدوارًا داعمة في الخدمات من طريق التفاعلات، ضرورية من أجل تمكين شبكات الغذاء والخدمات.
يعني هذا أن خدمات النظام البيئي تتعرض لتهديد أكبر مما كان متوقعًا، لأن عددًا كبيرًا من الأنواع، أكثر مما نظن، يدعم هذه الخدمات، ما يمثل إشكالًا كبيرًا حين يتعلق الأمر بإعطاء الأولوية في حماية الأنواع.
توضح كيز: «تقريبيًا، لا يوجد ما يكفي من المال للحماية. الأساليب التقليدية التي تُقيَّم بها خدمات النظام البيئي قد تفقد الكثير من هذه الأشياء».
«تركز الكثير من تقييمات خدمات النظام البيئي على الأنواع التي تقدم الخدمة مباشرةً فقط، لكننا نعلم أن التأثيرات قد تنتقل عبر النظام البيئي، لذا فإننا نوضح أن حالات الانقراض الثانوية هذه التي لم تؤخذ بالضرورة بعين الاعتبار، تمثل إضعافًا متزايدًا للخدمات».
فعليًا، ثبت أن فقدان الأنواع قوية القدرة الترابطية يسبب المزيد من الانقراضات الثانوية، على الأقل في النظم البيئية للأراضي العشبية، إذ تؤيد نتائج الدراسة الجديدة ذلك.
ليست كل مستويات النظام البيئي معرضة بنفس القدر لهذا التأثير التفكيكي.
من المرجح أن تتأثر سلبًا بالانقراضات الثانوية تلك الأنواع الموجودة في أعلى السلسلة الغذائية، مثل الأسماك الكبيرة، مقارنةً بتلك الموجودة في المستويات الغذائية الأدنى، مثل النباتات.
تقترح كيز : «حماية بعض الأنواع التي تساهم بشكل غير مباشر في الخدمات، بدعمها أو منحها الأولوية، قد يساعد في التخفيف من أي تهديدات غير مباشرة. أعتقد أن هذه المقاربة قد تكون وسيلة لرصد الموارد بشكل أفضل من أجل حماية مختلف الأنواع والخدمات».
حذّر الباحثون من أن نموذجهم لا يتضمن حتى الآن العديد من العوامل التفاعلية، إنها مجرد خطوة أولى في فهم تأثيرات الانقراضات الثانوية. هناك أيضًا الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لتحديد الأنواع الرئيسية ونسيجها التفاعلي المعقد في هذا الإطار، خاصة التفاعلات واسعة النطاق.
يشير تقرير حديث من مؤشر خدمات النظم البيئية والتنوع البيولوجي إلى أن فقدان خدمات النظام البيئي قد يتباطأ أو يتوقف إذا كان دور التنوع البيولوجي، ومساهمته الكاملة في الإنتاج الاقتصادي جزءًا لا يتجزأ من القرارات التي تتخذها الكيانات الحكومية والشركات وبقية الأطراف المؤثرة.
تخطط كيز وفريقها للتحقيق: هل العوامل التي تجعل الشبكات الغذائية أكثر مرونة ضد الانقراض، هي نفسها التي تساعد في الحفاظ على خدمات النظام البيئي ؟