من الغناء إلى الصراخ، تسمح لنا أصواتنا بالتعبير عن مجموعة واسعة من الأفكار والمشاعر، وتكون بمثابة مرآة لما نحس به ، ولكن هل تعلم أن صوتك يمكن أن يكشف أنك مصاب بمرض ما ولا تعلم؟
الحبال الصوتية هي التي تصدر صوتك. وتقع هذه الحبال في الحنجرة، وهي جزء من الجهاز التنفسي الذي يسمح للهواء بالمرور من الحلق إلى الرئتين. وعندما يمر الهواء عبر الرئتين ثم الحنجرة، فإنه يتسبب في اهتزاز الحبال الصوتية، مما ينتج عنه الصوت، الذي هو صوتك.
ومثل أي جزء من جسمك، يمكن أن تتأثر الحبال الصوتية والمنطقة المحيطة بها فتصاب بمرض. ولأننا نستخدم أصواتنا طوال اليوم، وكل يوم، فقد يكون الأمر واضحا جدا عندما يكون هناك خطب ما أو مشكلة.
ما الذي يمكن أن يكشفه صوتك عن صحتك؟
على هذا الأساس ، يشير الخبراء إلى أنواع عدة من المشاكل الصحية التي يمكن أن يكشف عنها صوتك ، ومع الأسف لا يعرف الكثيرون عنها رغم أن هذا الأمر مهم للغاية كي تراقب وتنتبه وتحصل على التشخيص المناسب في الوقت المناسب.
1- الصوت الأجش: فيروس الورم الحليمي البشري
من المتوقع صدور صوت أجش في الصباح، أو بعد ليلة ثقيلة يكون التعب قد نال منك فيها. ولكن في بعض الأحيان عادة ما يكون ذلك علامة على التهاب الحنجرة الحاد، والذي يحدث بسبب نزلة برد أو التهاب في الصدر أو الإفراط في استخدام الصوت.
يمكنك عادةً علاج هذه الحالة بالقيام بما يسمى تغييرات نمط الحياة العلاجية ، والحرص على الالتزام بأوقات نوم مبكرة.
ولكن في بعض الحالات، يمكن أن يكون الصوت الخشن علامة على شيء خطير، مثل السرطان أو فيروس الورم الحليمي البشري. لذلك ينبه الأطباء إلى أنه يجب على أي شخص لديه صوت أجش لمدة ثلاثة أسابيع ولم يتوقف أن يذهب إلى الطبيب لفحص أحباله الصوتية. من المحتمل بطبيعة الحال أن يكون مجرد شيء حميد، مثل ورم أو عقيدة على الطيات الصوتية، وهذه أورام غير سرطانية (وتسمى أيضا الطيات الصوتية) تمنع الحبال الصوتية من الاهتزاز بشكل طبيعي، ويمكن إزالتها عن طريق الجراحة. ولكن في حالات نادرة أخرى، يمكن أن يكون ذلك علامة على نمو سرطاني خطير أو فيروس الورم الحليمي البشري.
يسبب كل من فيروس الورم الحليمي البشري والسرطان أيضا نموا في الطيات الصوتية. ينتقل فيروس الورم الحليمي البشري عن طريق الاتصال الجنسي، ولكن نظرا لأنه لا يسبب أعراضا أو مشاكل ظاهرة فإن معظم الأشخاص لا يعرفون حتى أنهم مصابون به.
هناك حوالي 200 سلالة مختلفة من هذا المرض، معظمها غير ضار ويشفى لوحده دون تدخل. في حالات أخرى، يمكن أن يؤدي إلى ظهور ثآليل أو ورم، والتي عندما تكون في الحلق يمكن أن تؤثر على الصوت. لكن سلالتين منها ، هما hpv16 وhpv18 ، يمكن أن تسببا السرطان، بما في ذلك سرطانات الرقبة، مثل البلعوم، والحنجرة (صندوق الصوت).
تشمل الأعراض الأخرى لسرطان الرقبة ألم البلع وضيق التنفس وفقدان الوزن.
2- الصوت الرتيب: الباركنسون
يمكن أن يحوّل الصوت الرتيب حتى الموضوع الأكثر متعة إلى شيء ممل. ويقول الأطباء أن ما يزيد الأمور سوءا هو أن الصوت ذو النغمة الواحدة يمكن أن يكون أيضا علامة على وجود مرض عصبي، مثل مرض الباركنسون. ويعود سبب ذلك إلى أن حركة الأحبال الصوتية يتحكم فيها الدماغ، لذلك إذا حدث خطأ ما في الدماغ فإن الصوت غالبا ما يتأثر. من المرجح أن يعاني الأشخاص المصابون بهذا المرض من ضعف النطق والأصوات الناعمة والرتيبة.
مرض الباركنسون هو حالة تتسبب في تلف أجزاء من الدماغ بشكل تدريجي على مدى سنوات عديدة. ويعتقد في الولايات المتحدة الأمريكية أن حوالي واحد من كل 500 شخص يتأثر بهذه الحالة. السبب الدقيق وراء فقدان الخلايا العصبية غير واضح، لكن معظم الخبراء يعتقدون أن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية هي المسؤولة عن ذلك.
كما وجدت دراسة صينية نشرت في وقت سابق أن الصوت الرتيب المسطح يمكن أن يكون علامة على الاكتئاب. وأشار باحثون آخرون إلى أن الصوت يمكن أن يكون مؤشرا قويا على الصحة العقلية، حيث أن أولئك الذين لديهم نطاق أصوات أقل هم أكثر عرضة "بشكل كبير" لأن يكونوا غير سعداء.
3- الصوت العميق: متلازمة تكيس المبايض
عادة ما ترتبط الأصوات العميقة بالرجال، وهناك سبب علمي لذلك. فالحبال الصوتية عبارة عن شريطين من العضلات، وهي مثل جميع عضلات الجسم تنمو عندما يتم ضخها بهرمون التستوستيرون الذكوري. وهذا يعني أن النساء اللاتي يعانين من مشاكل هرمونية معينة، مثل متلازمة المبيض متعدد التكيسات، من المرجح أنهن يعانين أيضا من صوت أعمق.
متلازمة تكيس المبايض هي حالة شائعة تؤثر على كيفية عمل المبيضين لدى المرأة. لدى بعض النساء، يمكن أن يكون سببها الاختلالات الهرمونية، مثل ارتفاع مستويات الأنسولين أو الأندروجينات (الهرمونات "الذكورية). وتشمل الأعراض الأخرى حب الشباب وعدم انتظام الدورة الشهرية والخراج في المبيضين.
ومع ذلك، فإن الصوت الأعمق هو على الأرجح نتيجة للتدخين. يشير الخبراء إلى أن التدخين يهيج الحبال الصوتية عن طريق تجفيفها، مما قد يجعل الصوت أضعف بكثير.