تسبب الفيلم الوثائقي «قرصنة البحار» (Seaspiracy) الذي عُرض على منصة نتفلكس بموجة جدل عارمة منذ صدوره في مارس 2021، إذ يسلط الضوء على الجانب المظلم في مجال صيد الأسماك. يفترض الفيلم أن جميع الأسماك ستختفي من المحيطات والبحار بحلول عام 2048!
لكن هل هذا صحيح؟ سألنا ثمانية خبراء في مجال العلوم البحرية والبيئية عن ذلك، ورأي سبعة منهم أن ذلك غير مرجح.
ما مصدر هذا التوقع؟
يقول مخرج الفيلم والمعلق على أحداثه علي تبريزي: «إذا استمر معدل صيد الأسماك الحالي بنفس الوتيرة، فإننا سنشهد خلو المحيطات من الأسماك بحلول عام 2048».
يتردد صدى هذه الادعاءات منذ عام 2006، وتحدثت عنها العديد من التقارير الإخبارية والمقالات. لكن ما مصدرها الرئيسي؟
سنة 2006، نشر الكاتب بوريس وورم وزملاؤه ورقة بحثية في مجلة (Science) تحدثت عن تراجع أعداد الكائنات البحرية وفقدان التنوع البحري، ما يؤثر في النظام البيئي بأكمله.
أشار المؤلفون إلى أن استمرار معدل الصيد الحالي على هذا النحو سيؤدي إلى انقراض جميع الأصناف المعرضة للصيد بحلول منتصف القرن الحالي.
لماذا لا يُعد هذا التوقع دقيقًا؟
يوضح الدكتور مايكل ميلنيشاك، الخبير في علوم صيد الأسماك من جامعة واشنطن بعض القضايا المتعلقة بتوقع عام 2006 فيقول: «إن الحديث عن انقراض جماعي للأسماك بسبب الصيد يُعد أمرًا مبالغًا فيه، لأن التوقعات استندت إلى بيانات الصيد، دون النظر إلى وفرة الأسماك وعددها في البحار والمحيطات المختلفة».
أيضًا فإن الطريقة المتبعة للتوقع غير واقعية، إذ تفترض أننا سنقف مكتوفي الأيدي في حين يستمر معدل الصيد بالارتفاع.
استندت العديد من الدراسات العلمية إلى الأسباب ذاتها التي أشار إليها الدكتور ميلنيشاك لدحض ادعاءات توقع عام 2048، لكنها لم تؤخذ بعين الاعتبار.
وفقًا للدكتور روبرت ستينك الخبير في علوم المحيطات من جامعة ماين، فإنه في غضون ثلاث سنوات بعد نشر الدراسة، أي بحلول عام 2009، نجحت العديد من التجمعات البحرية في إعادة بناء نفسها والتكاثر من جديد.
ما مدى تأثير الفيلم عالميًا؟
يفترض الفيلم خلو المحيطات من الأسماك بحلول عام 2048، ورغم دحض هذه الفرضية على مدار أكثر من عشر سنوات، سلط الفيلم في كثير من مشاهده الضوء على الجانب المظلم من الصيد البحري، وأشار إلى أن وقف الصيد تمامًا هو السبيل الوحيد لإنقاذ المحيطات.
يرى فريق من الخبراء أن المعلومات والنصائح التي قدمها الفيلم ستنعكس سلبًا -لا إيجابًا- على صناعة الصيد والمحيطات عمومًا.
يقول الدكتور أليك كريستي، خبير العلوم البحرية من جامعة كامبريدج: «تعد الطريقة التي استخدم بها الفيلم الدراسات العلمية مثالًا جيدًا لممارسات البحث غير المؤكدة والمشكوك في صحتها، إذ استند إلى بيانات غير دقيقة ونتائج غير مؤكدة من بين البيانات الأخرى التي تضمنتها الدراسة».
يقول الدكتور هولدن هاريس، الخبير في علوم الصيد من جامعة فلوريدا: «أغفل الفيلم بعض الإنجازات التي تحققت بالفعل في مجال الصيد المستدام. هذا التجاهل المتعمد لقصص الإدارة الناجحة التي تحققت بالفعل يُعد نظرة غير محايدة للقضية. أعرف العديد من الأشخاص الذين أُجريت معهم المقابلات ممن أمضوا حياتهم في سبيل الحفاظ على المحيطات، وهم لا يستحقون أن يُنظر إليهم بهذه الطريقة».
هل يُعد الصيد الجائر مشكلة كبيرة؟
نعم، اتفق جميع الخبراء على اعتبار الصيد الجائر مشكلة كبيرة وخطيرة جدًا. إذ إن ثلث الثروة السمكية حول العالم قد استُنفدت بسبب الصيد الجائر، ما يُعد مؤشرًا خطيرًا، لذا فإن الصيد الجائر ما زال من أخطر المشكلات العالمية التي تتعرض لها المحيطات.
يؤكد الدكتور أليك كريستي خطورة الصيد الجائر واستخدام المصايد الصناعية كما جاء في الفيلم، لكننا بحاجة إلى الاستناد إلى المعلومات الصحيحة والوقائع -لا الخيال- حتى نتمكن من معالجة المشكلة.
الخلاصة
لا يتفق الخبراء والمختصون مع فرضية انقراض الأسماك بحلول عام 2048، لكنهم يتفقون جميعًا على خطورة الصيد الجائر وغير المنظم ويعدونها قضية بيئية مهمة جدًا.
لكن هل هذا صحيح؟ سألنا ثمانية خبراء في مجال العلوم البحرية والبيئية عن ذلك، ورأي سبعة منهم أن ذلك غير مرجح.
ما مصدر هذا التوقع؟
يقول مخرج الفيلم والمعلق على أحداثه علي تبريزي: «إذا استمر معدل صيد الأسماك الحالي بنفس الوتيرة، فإننا سنشهد خلو المحيطات من الأسماك بحلول عام 2048».
يتردد صدى هذه الادعاءات منذ عام 2006، وتحدثت عنها العديد من التقارير الإخبارية والمقالات. لكن ما مصدرها الرئيسي؟
سنة 2006، نشر الكاتب بوريس وورم وزملاؤه ورقة بحثية في مجلة (Science) تحدثت عن تراجع أعداد الكائنات البحرية وفقدان التنوع البحري، ما يؤثر في النظام البيئي بأكمله.
أشار المؤلفون إلى أن استمرار معدل الصيد الحالي على هذا النحو سيؤدي إلى انقراض جميع الأصناف المعرضة للصيد بحلول منتصف القرن الحالي.
لماذا لا يُعد هذا التوقع دقيقًا؟
يوضح الدكتور مايكل ميلنيشاك، الخبير في علوم صيد الأسماك من جامعة واشنطن بعض القضايا المتعلقة بتوقع عام 2006 فيقول: «إن الحديث عن انقراض جماعي للأسماك بسبب الصيد يُعد أمرًا مبالغًا فيه، لأن التوقعات استندت إلى بيانات الصيد، دون النظر إلى وفرة الأسماك وعددها في البحار والمحيطات المختلفة».
أيضًا فإن الطريقة المتبعة للتوقع غير واقعية، إذ تفترض أننا سنقف مكتوفي الأيدي في حين يستمر معدل الصيد بالارتفاع.
استندت العديد من الدراسات العلمية إلى الأسباب ذاتها التي أشار إليها الدكتور ميلنيشاك لدحض ادعاءات توقع عام 2048، لكنها لم تؤخذ بعين الاعتبار.
وفقًا للدكتور روبرت ستينك الخبير في علوم المحيطات من جامعة ماين، فإنه في غضون ثلاث سنوات بعد نشر الدراسة، أي بحلول عام 2009، نجحت العديد من التجمعات البحرية في إعادة بناء نفسها والتكاثر من جديد.
ما مدى تأثير الفيلم عالميًا؟
يفترض الفيلم خلو المحيطات من الأسماك بحلول عام 2048، ورغم دحض هذه الفرضية على مدار أكثر من عشر سنوات، سلط الفيلم في كثير من مشاهده الضوء على الجانب المظلم من الصيد البحري، وأشار إلى أن وقف الصيد تمامًا هو السبيل الوحيد لإنقاذ المحيطات.
يرى فريق من الخبراء أن المعلومات والنصائح التي قدمها الفيلم ستنعكس سلبًا -لا إيجابًا- على صناعة الصيد والمحيطات عمومًا.
يقول الدكتور أليك كريستي، خبير العلوم البحرية من جامعة كامبريدج: «تعد الطريقة التي استخدم بها الفيلم الدراسات العلمية مثالًا جيدًا لممارسات البحث غير المؤكدة والمشكوك في صحتها، إذ استند إلى بيانات غير دقيقة ونتائج غير مؤكدة من بين البيانات الأخرى التي تضمنتها الدراسة».
يقول الدكتور هولدن هاريس، الخبير في علوم الصيد من جامعة فلوريدا: «أغفل الفيلم بعض الإنجازات التي تحققت بالفعل في مجال الصيد المستدام. هذا التجاهل المتعمد لقصص الإدارة الناجحة التي تحققت بالفعل يُعد نظرة غير محايدة للقضية. أعرف العديد من الأشخاص الذين أُجريت معهم المقابلات ممن أمضوا حياتهم في سبيل الحفاظ على المحيطات، وهم لا يستحقون أن يُنظر إليهم بهذه الطريقة».
هل يُعد الصيد الجائر مشكلة كبيرة؟
نعم، اتفق جميع الخبراء على اعتبار الصيد الجائر مشكلة كبيرة وخطيرة جدًا. إذ إن ثلث الثروة السمكية حول العالم قد استُنفدت بسبب الصيد الجائر، ما يُعد مؤشرًا خطيرًا، لذا فإن الصيد الجائر ما زال من أخطر المشكلات العالمية التي تتعرض لها المحيطات.
يؤكد الدكتور أليك كريستي خطورة الصيد الجائر واستخدام المصايد الصناعية كما جاء في الفيلم، لكننا بحاجة إلى الاستناد إلى المعلومات الصحيحة والوقائع -لا الخيال- حتى نتمكن من معالجة المشكلة.
الخلاصة
لا يتفق الخبراء والمختصون مع فرضية انقراض الأسماك بحلول عام 2048، لكنهم يتفقون جميعًا على خطورة الصيد الجائر وغير المنظم ويعدونها قضية بيئية مهمة جدًا.