استمر العصر الجليدي الأخير ما يزيد على 100 ألف سنة، أبدية محاطة بالجليد تتجاوز حدود الخيال، لكن لم يظل هذا الشتاء الطويل في سكون. ظهر التغير المناخي خلال العصر الجليدي الأخير الذي انتهى قبل 12 ألف سنة، ظاهرةً قوية كالتي نعيشها الآن وإن كان لأسباب مختلفة.
النظام المناخي
على مدى العصر الجليدي، سببت سلسلة من أحداث مفاجئة غير مترابطة ارتفاع الحرارة بين فترات البرودة، وأدى كل منها إلى رفع درجات الحرارة نحو 16 درجة مئوية، في موجات حرارية مؤقتة نشطت عقودًا قبل أن تختفي.
سُميت هذه الظواهر المفاجئة «دانسغارد-أوشغر»، وحدثت عشرات المرات على مدى 100 ألف عام خلال العصر الجليدي الأخير، فما السبب؟
قالت إيميلي كابرون عالمة الجليد من جامعة كوبنهاغن: «حاولت العديد من الدراسات الإجابة عن هذا السؤال طويلًا: أيّ جزء من النظام المناخي تغير أولًا عندما بدأت هذه التغيرات المناخية المفاجئة، التي بلغ عددها نحو الثلاثين؟».
ما الذي سبّب تغير المناخ؟ أهي التيارات المحيطية في شمال المحيط الأطلسي؟ أم الرياح وأنماط هطول الأمطار في نصف الكرة الشمالي؟ أم انتشار جليد البحار في القطب الشمالي؟ إذا وُجد نمط يعجل هذا الارتفاع في الحرارة فهو غير معروف حتى الآن.
مؤلفة الدراسة إيميلي كابرون تحمل قطعة رقيقة مصقولة من القلب الجليدي
اكتشفت كابرون وفريقها أنه عند ظهور أحداث دانسغارد-أوشغر، حدثت سلسلة من التحولات المناخية المترابطة، التي يؤثر كل منها في الآخر، ومع غياب الأدلة الملحوظة عن وجود مؤثر محدد، يشبه ذلك إلى حد بعيد انهيار بيت كبير من أوراق اللعب إذ تهب عليه ريح غير مرئية.
لفهم الأمر، حلل الباحثون قلبين جليديين ضخمين، محفورين في الغطاء الجليدي في غرينلاند، وهي أعمدة من الثلج المضغوط يصل طولها إلى 3 كيلومترات.
تحتفظ هذه الأعمدة بالعديد من الإشارات الكيميائية للظروف المناخية القديمة، متضمنةً نسب النظائر التي تكشف عن درجات الحرارة السابقة، وفقاعات الغاز التي تظهر تركيب الغلاف الجوي، وغير ذلك من الأدلة.
وفقًا للباحثين، تشير البيانات الأساسية المتوفرة من عينات الثلج، إضافةً إلى عمليات محاكاة المناخ التي أجراها الفريق، إلى تنوع العوامل المتزامنة المجتمعة على مقربة نسبية لتشكيل أحداث دانسغارد-أوشغر. لا نستطيع أن نعرف يقينًا أي من هذه الآليات قد تكون أكثر تأثيرًا من سواها.
كتب المؤلفون: «قد لا يوجد تسلسل فريد من التغيرات التي تمثل احترار دانسغارد-أوشغر، أو محفز محدد لهذه التغيرات المفاجئة».
تقترن عناصر النظام المناخي اقترانًا وثيقًا في الصورة المشكلة لاحترار دانسغارد-أوشغر، ومن غير الممكن تحليل الأحداث وترتيبها من حيث الأهمية، وعلى هذا فمن الصعب أن نبحث في البيانات عن سلسلة محددة من الأحداث التي قد تصف جميع التحولات المناخية المفاجئة التي حصلت في العصر الجليدي الأخير وصفًا كافيًا.
على كلٍّ فإن بعض السمات المميزة للتحولات المناخية المفاجئة واضحة خلال الأحداث، ومنها مستوى الغطاء الجليدي للبحار، الذي يتضاءل بسرعة اليوم.
بالتأكيد لسنا في عصر جليدي الآن، ولم يزعم أحد أن حدث دانسغارد-أوشغر على وشك أن يتكرر.
مع ذلك فنحن نعلم أن بيئتنا تتغير سريعًا وسط الأزمات المناخية الحالية، وتوجد عوامل مثل الجليد البحري، الذي كان مؤثرًا بقوة في التغيرات المناخية في الماضي، والذي ربما يملك إمكانيات تأثير قوية للغاية لم نفهمها بالكامل حتى الآن.
يقول المؤلف المساعد سان أولاندر راسموسن من جامعة كوبنهاغن: «تؤكد النتائج أهمية محاولة الحد من التغيرات المناخية ، بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشري المنشأ، وغيره من غازات الاحتباس الحراري، للتقليل من تغير المناخ التدريجي القابل للتوقع، والتقليل من مخاطر تغيرات المناخ المفاجئة في المستقبل».
النظام المناخي
على مدى العصر الجليدي، سببت سلسلة من أحداث مفاجئة غير مترابطة ارتفاع الحرارة بين فترات البرودة، وأدى كل منها إلى رفع درجات الحرارة نحو 16 درجة مئوية، في موجات حرارية مؤقتة نشطت عقودًا قبل أن تختفي.
سُميت هذه الظواهر المفاجئة «دانسغارد-أوشغر»، وحدثت عشرات المرات على مدى 100 ألف عام خلال العصر الجليدي الأخير، فما السبب؟
قالت إيميلي كابرون عالمة الجليد من جامعة كوبنهاغن: «حاولت العديد من الدراسات الإجابة عن هذا السؤال طويلًا: أيّ جزء من النظام المناخي تغير أولًا عندما بدأت هذه التغيرات المناخية المفاجئة، التي بلغ عددها نحو الثلاثين؟».
ما الذي سبّب تغير المناخ؟ أهي التيارات المحيطية في شمال المحيط الأطلسي؟ أم الرياح وأنماط هطول الأمطار في نصف الكرة الشمالي؟ أم انتشار جليد البحار في القطب الشمالي؟ إذا وُجد نمط يعجل هذا الارتفاع في الحرارة فهو غير معروف حتى الآن.
مؤلفة الدراسة إيميلي كابرون تحمل قطعة رقيقة مصقولة من القلب الجليدي
اكتشفت كابرون وفريقها أنه عند ظهور أحداث دانسغارد-أوشغر، حدثت سلسلة من التحولات المناخية المترابطة، التي يؤثر كل منها في الآخر، ومع غياب الأدلة الملحوظة عن وجود مؤثر محدد، يشبه ذلك إلى حد بعيد انهيار بيت كبير من أوراق اللعب إذ تهب عليه ريح غير مرئية.
لفهم الأمر، حلل الباحثون قلبين جليديين ضخمين، محفورين في الغطاء الجليدي في غرينلاند، وهي أعمدة من الثلج المضغوط يصل طولها إلى 3 كيلومترات.
تحتفظ هذه الأعمدة بالعديد من الإشارات الكيميائية للظروف المناخية القديمة، متضمنةً نسب النظائر التي تكشف عن درجات الحرارة السابقة، وفقاعات الغاز التي تظهر تركيب الغلاف الجوي، وغير ذلك من الأدلة.
وفقًا للباحثين، تشير البيانات الأساسية المتوفرة من عينات الثلج، إضافةً إلى عمليات محاكاة المناخ التي أجراها الفريق، إلى تنوع العوامل المتزامنة المجتمعة على مقربة نسبية لتشكيل أحداث دانسغارد-أوشغر. لا نستطيع أن نعرف يقينًا أي من هذه الآليات قد تكون أكثر تأثيرًا من سواها.
كتب المؤلفون: «قد لا يوجد تسلسل فريد من التغيرات التي تمثل احترار دانسغارد-أوشغر، أو محفز محدد لهذه التغيرات المفاجئة».
تقترن عناصر النظام المناخي اقترانًا وثيقًا في الصورة المشكلة لاحترار دانسغارد-أوشغر، ومن غير الممكن تحليل الأحداث وترتيبها من حيث الأهمية، وعلى هذا فمن الصعب أن نبحث في البيانات عن سلسلة محددة من الأحداث التي قد تصف جميع التحولات المناخية المفاجئة التي حصلت في العصر الجليدي الأخير وصفًا كافيًا.
على كلٍّ فإن بعض السمات المميزة للتحولات المناخية المفاجئة واضحة خلال الأحداث، ومنها مستوى الغطاء الجليدي للبحار، الذي يتضاءل بسرعة اليوم.
بالتأكيد لسنا في عصر جليدي الآن، ولم يزعم أحد أن حدث دانسغارد-أوشغر على وشك أن يتكرر.
مع ذلك فنحن نعلم أن بيئتنا تتغير سريعًا وسط الأزمات المناخية الحالية، وتوجد عوامل مثل الجليد البحري، الذي كان مؤثرًا بقوة في التغيرات المناخية في الماضي، والذي ربما يملك إمكانيات تأثير قوية للغاية لم نفهمها بالكامل حتى الآن.
يقول المؤلف المساعد سان أولاندر راسموسن من جامعة كوبنهاغن: «تؤكد النتائج أهمية محاولة الحد من التغيرات المناخية ، بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشري المنشأ، وغيره من غازات الاحتباس الحراري، للتقليل من تغير المناخ التدريجي القابل للتوقع، والتقليل من مخاطر تغيرات المناخ المفاجئة في المستقبل».