Historical Figures رموز تاريخية
ظلت معركة ماراثون The battle of Marathon لآلاف السنين محفورة بقوة في سجلات التاريخ الغربي معركة حاسمة في صراع الثقافات ، يصف السرد التاريخي جيش أثينا الذي فاق العدد ، وبينما ننظر من خلال نافذة الزمان بالعودة آلاف السنين إلى الماضي ، فإن ما بدأ ک إشتباكات بسيطة غالبا ما يعتبر الآن حربا فلسفية بين الثقافات...
____
بدأ كل شيء مع الثورة الأيونية و (أريستاجوراس Aristagoras) طاغية ميليتوس Miletus الذي قرر التخلي عن استبداده وتبني موقف نزيه من أجل تفكيك السيطرة الفارسية على المدن اليونانية في آسيا الصغرى ، وقد حاول (أريستاجوراس) الحصول على دعم لمساعيه من البر الرئيسي لليونان. ولكن بعد رفضه من قبل الملك (كليومينيس Cleomenes) وجد (أريستاجوراس) الدعم من حكومة أثينا التي كانت تنظر إلى الإمبراطورية الفارسية بريبة وقلق ، أرسلت السلطة في أثينا عدة سفن حربية بحرية لمساعدة اليونانيين الأيونيين في التمرد...
بالقرب من ميليتوس تعرض التمرد لهزيمة بحرية حاسمة في جزيرة ليد Lade وفشل فشلا ذريعا ، وسقطت المدينة وأصبح أهالي ميليتوس من النساء والأطفال عبيدا وتم طرد الرجال الذين بقوا على قيد الحياة من أرضهم..
وفي وقت مبكر من الحملة ، تم حرق عاصمة بلاد فارس الغربية ساردس Sardis وتم تسويتها بالأرض...
كانت الحرب قادمة ، فقد حزن اليونانيون على ضياع ميليتوس مسقط رأس الفيلسوف طاليس ، وعلى الجانب الآخر لم ينس الملك (داريوس Darius) حاكم بلاد فارس تدمير ساردس ، لذلك لا يوجد أمل في المصالحة..
بعد الغزو الفاشل لشمال اليونان في عام 492 قبل الميلاد ، وضع الملك (داريوس) خططا لإرسال قوة غزو كبيرة عبر بحر إيجة للإطاحة ب أثينا والإستيلاء على البر الرئيسي لليونان...
ونظرا للمصير الذي لحق ب ميليتوس ، خضعت العديد من المدن بما في ذلك طيبة Thebes و أرغوس Argos للغزو الفارسي ، كانت أثينا وسبارتا فقط هما اللذان وقفا بحزم في هذا التحدي...
تقول الأسطورة أنه عندما ظهر مندوبين الملك (داريوس) عند أبواب أثينا و سبارتا ، قتلوا على الفور ، ويقال أن جنود سبارتا ألقوا الرسل في بئر عميق عندما طلبوا من شعب سبارتا الاستسلام والخضوع...
في غضون ذلك ، كانت أثينا قد اتخذت القرار بمواجهة الفرس ، كانت بلاد فارس تمتلك عددا اكبر من الجنود (غير معروف الأرقام بالتحديد) بالاضافة إلى امتلاك فرسان متفوقين..
في هذا الوقت ، لعب (ميلتيادس Miltiades) دورا استراتيچيا حاسما في انقاذ أثينا ، ذلك الرجل الذي قضى معظم حياته في الحكم عاد إلى أثينا عام 493 قبل الميلاد وسرعان ما اتهم بأنه كان طاغية خلال حكمه وتم تقديمه للمحاكمة...
من الصعب أن تتخيل سبب إهتمام أثينا بأحد مواطنيها المستبدين في الخارج ، خاصة مع وجود غزو فارسي ضخم على الأعتاب.. يخبرنا هيرودوت أن اضطهاد (ميلتيادس) نشأ من أعداءه السياسيين..
كان (ميلتيادس) جنرالا موهوبا وقد خدم في الجيش الفارسي بينما كان يعيش في آسيا الصغرى تحت السيطرة الفارسية ، أي كان على دراية ب التكتيكات الفارسية ، لذلك كان الأكثر تأهيلا لقيادة الدفاع ضد الغزاة.. وربما كان حرق أثينا سببا في اقناع شعبها ببراءة (ميلتيادس)...
---» يقدم (هيرودوت) ترجمة مثيرة ل خطاب (ميلتيادس) إلى (کاليماخوس Callimachus) لمحاولة اقناعه بالذهاب للحرب فيما يلي:
"... الأمر متروك لك الآن ، لتستعبد أثينا أو لتجعلها حرة ، وتترك لجميع الأجيال القادمة من البشرية نصبا تذكاريا لنفسك مثل هارموديوس و أريستوجيتون. في الوقت الحالي ، تعيش أثينا أكثر اللحظات خطورة في تاريخها ، إذا انحنت سوف ترى بالفعل ما ستعانيه ، ولكن إذا نجت المدينة ، يمكنها أن تصبح المدينة الأولى في اليونان.."
_ هيرودوت (التاريخ)
___
تم قبول (ميلتيادس) في جيش أثينا وبدأ التخطيط لمواجهة الفرس..
وفي أواخر سبتمبر عام 490 قبل الميلاد ، تجمع الجيش الأثيني على تل يطل على المكان الذي نزلت فيه القوات الفارسية على شاطئ ماراثون Marathon ، مع العلم أنهم كانوا أقل عددا ، ركز (ميلتيادس) قواته في ممر ضيق من شأنه أن يمنع التقدم الفارسي إلى أثينا..
تداخلت الدروع البرونزية فيما بين الجنود اليونانيين وخلقت تشكيلا من الكتائب التي كانت قادرة على صد هجمات الأعداء...
تقدم الجيش الفارسي ولكنهم وجدوا أنفسهم في مأزق بسبب دروع الجيش الأثيني الأفضل في الإعداد والتجهيز بالاضافة إلى ميزة الرماح الأطول والدروع القوية و الموضع التكتيكي الممتاز ، تمكن الجيش الأثيني من صد التقدم الفارسي بشكل مستمر..
لم يكن الجيش الفارسي مجهزا بشكل مناسب في هذه الحرب ، العديد من الجنود يمتلكون دروع خشبية أو مصنوعة من الخوص ، مع حصر الجيش الأثيني في ممر ضيق ، أصبح الجيش الفارسي غير قادر على الالتفات حول اليونانيين ، وبعد عدة أيام من المعركة دفع الإغريق الغزاة إلى سفنهم ، وعانى الجيش الفارسي من خسائر فادحة وأجبر على العودة إلى دياره...
___________________________________
• Source:
✓ Battle of Marathon / Article by. Van Bryan (Contributing writer for Classical Wisdom with a background in classical philosophy)
Published August 27, 2021
classicalwisdom.com
______________________
By. Aya Mahmoud