أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أن عام 2020 كان أشد الأعوام التي سُجلت على كوكب الأرض حرارةً، متفوقًا على عام 2016 بعُشر درجة مئوية. درجات الحرارة قريبة بما يكفي لتقع ضمن هامش خطأ العلماء؛ لذلك اعتبروها العلماء علاقة احصائية.
وجد علماء وكالة ناسا أن متوسط درجات الحرارة العالمية في عام 2020 كان أكثر دفئًا مما كان عليه في متوسط 30 عامًا بين عام 1951 و1980 بمقدار درجة مئوية واحدة.
وجدت دراسة أخرى عن الاحتباس الحراري أجرتها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أن عام 2020 كان في الواقع ثاني أدفأ عام على الإطلاق، بعد عام 2016؛ وربما يرجع ذلك إلى حقيقة أن باحثي الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي قارنوا متوسط درجة الحرارة السنوي بمتوسط 100 عام بين 1901 و2000.
رغم ذلك قد تساعد البيانات في تفسير السبب وراء ارتفاع أزمة المناخ إلى مستويات جديدة في عام 2020، وخاصةً في الولايات المتحدة.
لا يستطيع العلماء تحديد ما إذا كانت عاصفةً فرديةً أو حريقًا سبَّبه تغير المناخ مباشرةً؛ لأن العديد من العوامل تساهم في كل حدث. لكن الخبراء يتفقون أن الطقس يزداد تطرفًا مع ارتفاع درجة حرارة الأرض.
ذكر جافين شميدت، مدير معهد جودارد لدراسات الفضاء التابع لوكالة ناسا في بيان صحفي: «إن السنوات السبع الماضية كانت أدفأ سبع سنوات مسجلة، دالة على اتجاه الاحترار المستمر والدراماتيكي».
يرتبط الطقس المتطرف بارتفاع درجات الحرارة
قد لا يكون من قبيل المصادفة أن الأعوام الأشد حرارة على كوكب الأرض كانت مبتلاة بطقس غريب.
اندلعت حرائق الغابات في شرق أستراليا في يناير، وفي أمريكا الجنوبية اشتعلت النيران في أوسع الأراضي الرطبة الاستوائية على الأرض، وضرب إعصار غوني الفلبين برياح مستمرة بلغت 195 ميل في الساعة (313 كم/ساعة) ما يجعله أقوى إعصار استوائي يضرب اليابسة في التاريخ، وقد انفصل نهر جليدي ضخم عن جرف جليدي في غرينلاند وانجرفت إلى البحر.
أظهرت الأبحاث أن تغير المناخ يساهم في زيادة قوة الأعاصير، وموجات الحرارة الشديدة، وحرائق الغابات الأكبر والأكثر تدميرًا، وهطول الأمطار الغزيرة التي يمكن أن تسبب الفيضانات.
قال جيم كوسين، عالم الغلاف الجوي في الإدارة الوطنية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي، لصحيفة الجارديان: «إن الاحترار العالمي لن يؤدي بالضرورة إلى زيادة تكوين العواصف المدارية عمومًا، ولكن عندما نحصل على عاصفة فمن المرجح أن تصبح أقوى، والعواصف القوية هي ما يهمنا حقًا».
ربطت بعض الدراسات بين ارتفاع درجة حرارة المناخ ووصول الدوامة القطبية المألوف الآن عند خطوط العرض المعتدلة. حتى إن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي إلى هبوب عواصف رعدية وتولّد أعاصير.
خسرت الولايات المتحدة 95 مليار دولار أمريكي في أضرار الكوارث المناخية
لا يوجد جزء من الولايات المتحدة نجا من كارثة في العام الماضي، فموجات الحرارة جفَّفت الغرب، ودوامة قطبية برَّدت الشمال الشرقي. وأجبرت حرائق الغابات في شمال غرب المحيط الهادئ وروكي عشرات الآلاف من الناس على إخلاء منازلهم في أواخر الصيف.
حُرِقت أربعة ملايين فدان في كاليفورنيا -أكثر من ضعف الرقم القياسي السابق للولاية- وتسببت الحرائق في مقتل 31 شخصًا على الأقل في كاليفورنيا، وتسعة في أوريغون، وواحد في واشنطن.
وشهدت كولورادو أيضًا ثلاثة من أكبر أربعة حرائق في تاريخ الولاية. ذكر الصحفي إريك هولثاوس أن المنطقة لم تشهد حريقًا على هذا النطاق منذ ألف عام.
في الوقت نفسه، كان عدد الأعاصير التي انهالت على طول الخليج والسواحل الجنوبية الشرقية أكثر من أي عام آخر في التاريخ المسجل.
بحيرة تشارلز، لويزيانا لم يكن لديها الوقت للتعافي من إعصار واحد قبل الضربة التالية. دمر إعصار لورا المنازل برياح بسرعة 150 ميل/ساعة (240 كم/ساعة). وبعد ستة أسابيع، أغرق إعصار دلتا أكثر من 38 سم من الأمطار.
وقد عانى وسط الولايات المتحدة القارية من عواصف وفيضانات قياسية والأعاصير.
وفي الإجمال، شهدت الولايات المتحدة 22 كارثة من كوارث الطقس والمناخ في عام 2020 كلفت البلاد مليار دولار أميركي من الأضرار أو أكثر، حتى أنها حطمت رقمًا قياسيًا سنويًا سابقًا بلغ 16 كارثة في عام 2017.
وطبقًا للإدارة الوطنية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي، فإن الكوارث الـ22 ارتبطت سبع منها بالأعاصير المدارية، و13 بعواصف شديدة، وواحدة بالجفاف، وواحد بحرائق الغابات، وبلغت الخسائر 95 مليار دولار أميركي.
لا مكان للاختباء
إن ارتفاع حرارة الأرض بمرور الوقت يوضح أمرًا واحدًا على نحو متزايد: فقريبًا، إن لم يكن بالفعل، لن يكون هناك مكان للاختباء من العواقب المدمرة لسلوك البشر في تغيير المناخ.
والواقع أن الحرارة الشديدة قد تجعل بعض المناطق في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، والشرق الأوسط، وأستراليا غير صالحة للعيش في الصيف. ويتوقع العلماء أن تسوء العواصف والحرائق الشديدة أيضًا. كل ذلك يمكن أن يؤدي إلى أزمة قوية في إنتاج الغذاء.
من المتوقع أيضًا أن تنفد المياه من بعض المدن. إذ يتوقع الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ انخفاضات حادة في الموارد المائية تؤثر على 8٪ من سكان العالم من 2021 إلى 2040.
غابات الأمازون المطيرة، والشعاب المرجانية على مستوى العالم، والغطاء الجليدي في جرينلاند، كلها معرضة لخطر الانهيار. والقطب الشمالي في طريقه إلى خسارة المزيد من الجليد هذا القرن مقارنة بأي نقطة منذ العصر الجليدي الأخير. وبحلول عام 2100، قد يبتلع ارتفاع مستويات سطح البحر مدنًا، مثل: نيو أورليانز وبوسطن وفينس ولاجوس وجاكرتا؛ فيدفع بذلك موجات من اللاجئين إلى الداخل.
قال شميدت: «سواء كان عام واحد رقمًا قياسيًا أم لا، فهو ليس بهذه الأهمية حقًا فالأشياء المهمة ذات اتجاهات طويلة الأجل. مع هذه الاتجاهات، ومع تزايد التأثير البشري على المناخ، علينا أن نتوقع استمرار تحطيم الأرقام القياسية».
وجد علماء وكالة ناسا أن متوسط درجات الحرارة العالمية في عام 2020 كان أكثر دفئًا مما كان عليه في متوسط 30 عامًا بين عام 1951 و1980 بمقدار درجة مئوية واحدة.
وجدت دراسة أخرى عن الاحتباس الحراري أجرتها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أن عام 2020 كان في الواقع ثاني أدفأ عام على الإطلاق، بعد عام 2016؛ وربما يرجع ذلك إلى حقيقة أن باحثي الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي قارنوا متوسط درجة الحرارة السنوي بمتوسط 100 عام بين 1901 و2000.
رغم ذلك قد تساعد البيانات في تفسير السبب وراء ارتفاع أزمة المناخ إلى مستويات جديدة في عام 2020، وخاصةً في الولايات المتحدة.
لا يستطيع العلماء تحديد ما إذا كانت عاصفةً فرديةً أو حريقًا سبَّبه تغير المناخ مباشرةً؛ لأن العديد من العوامل تساهم في كل حدث. لكن الخبراء يتفقون أن الطقس يزداد تطرفًا مع ارتفاع درجة حرارة الأرض.
ذكر جافين شميدت، مدير معهد جودارد لدراسات الفضاء التابع لوكالة ناسا في بيان صحفي: «إن السنوات السبع الماضية كانت أدفأ سبع سنوات مسجلة، دالة على اتجاه الاحترار المستمر والدراماتيكي».
يرتبط الطقس المتطرف بارتفاع درجات الحرارة
قد لا يكون من قبيل المصادفة أن الأعوام الأشد حرارة على كوكب الأرض كانت مبتلاة بطقس غريب.
اندلعت حرائق الغابات في شرق أستراليا في يناير، وفي أمريكا الجنوبية اشتعلت النيران في أوسع الأراضي الرطبة الاستوائية على الأرض، وضرب إعصار غوني الفلبين برياح مستمرة بلغت 195 ميل في الساعة (313 كم/ساعة) ما يجعله أقوى إعصار استوائي يضرب اليابسة في التاريخ، وقد انفصل نهر جليدي ضخم عن جرف جليدي في غرينلاند وانجرفت إلى البحر.
أظهرت الأبحاث أن تغير المناخ يساهم في زيادة قوة الأعاصير، وموجات الحرارة الشديدة، وحرائق الغابات الأكبر والأكثر تدميرًا، وهطول الأمطار الغزيرة التي يمكن أن تسبب الفيضانات.
قال جيم كوسين، عالم الغلاف الجوي في الإدارة الوطنية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي، لصحيفة الجارديان: «إن الاحترار العالمي لن يؤدي بالضرورة إلى زيادة تكوين العواصف المدارية عمومًا، ولكن عندما نحصل على عاصفة فمن المرجح أن تصبح أقوى، والعواصف القوية هي ما يهمنا حقًا».
ربطت بعض الدراسات بين ارتفاع درجة حرارة المناخ ووصول الدوامة القطبية المألوف الآن عند خطوط العرض المعتدلة. حتى إن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي إلى هبوب عواصف رعدية وتولّد أعاصير.
خسرت الولايات المتحدة 95 مليار دولار أمريكي في أضرار الكوارث المناخية
لا يوجد جزء من الولايات المتحدة نجا من كارثة في العام الماضي، فموجات الحرارة جفَّفت الغرب، ودوامة قطبية برَّدت الشمال الشرقي. وأجبرت حرائق الغابات في شمال غرب المحيط الهادئ وروكي عشرات الآلاف من الناس على إخلاء منازلهم في أواخر الصيف.
حُرِقت أربعة ملايين فدان في كاليفورنيا -أكثر من ضعف الرقم القياسي السابق للولاية- وتسببت الحرائق في مقتل 31 شخصًا على الأقل في كاليفورنيا، وتسعة في أوريغون، وواحد في واشنطن.
وشهدت كولورادو أيضًا ثلاثة من أكبر أربعة حرائق في تاريخ الولاية. ذكر الصحفي إريك هولثاوس أن المنطقة لم تشهد حريقًا على هذا النطاق منذ ألف عام.
في الوقت نفسه، كان عدد الأعاصير التي انهالت على طول الخليج والسواحل الجنوبية الشرقية أكثر من أي عام آخر في التاريخ المسجل.
بحيرة تشارلز، لويزيانا لم يكن لديها الوقت للتعافي من إعصار واحد قبل الضربة التالية. دمر إعصار لورا المنازل برياح بسرعة 150 ميل/ساعة (240 كم/ساعة). وبعد ستة أسابيع، أغرق إعصار دلتا أكثر من 38 سم من الأمطار.
وقد عانى وسط الولايات المتحدة القارية من عواصف وفيضانات قياسية والأعاصير.
وفي الإجمال، شهدت الولايات المتحدة 22 كارثة من كوارث الطقس والمناخ في عام 2020 كلفت البلاد مليار دولار أميركي من الأضرار أو أكثر، حتى أنها حطمت رقمًا قياسيًا سنويًا سابقًا بلغ 16 كارثة في عام 2017.
وطبقًا للإدارة الوطنية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي، فإن الكوارث الـ22 ارتبطت سبع منها بالأعاصير المدارية، و13 بعواصف شديدة، وواحدة بالجفاف، وواحد بحرائق الغابات، وبلغت الخسائر 95 مليار دولار أميركي.
لا مكان للاختباء
إن ارتفاع حرارة الأرض بمرور الوقت يوضح أمرًا واحدًا على نحو متزايد: فقريبًا، إن لم يكن بالفعل، لن يكون هناك مكان للاختباء من العواقب المدمرة لسلوك البشر في تغيير المناخ.
والواقع أن الحرارة الشديدة قد تجعل بعض المناطق في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، والشرق الأوسط، وأستراليا غير صالحة للعيش في الصيف. ويتوقع العلماء أن تسوء العواصف والحرائق الشديدة أيضًا. كل ذلك يمكن أن يؤدي إلى أزمة قوية في إنتاج الغذاء.
من المتوقع أيضًا أن تنفد المياه من بعض المدن. إذ يتوقع الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ انخفاضات حادة في الموارد المائية تؤثر على 8٪ من سكان العالم من 2021 إلى 2040.
غابات الأمازون المطيرة، والشعاب المرجانية على مستوى العالم، والغطاء الجليدي في جرينلاند، كلها معرضة لخطر الانهيار. والقطب الشمالي في طريقه إلى خسارة المزيد من الجليد هذا القرن مقارنة بأي نقطة منذ العصر الجليدي الأخير. وبحلول عام 2100، قد يبتلع ارتفاع مستويات سطح البحر مدنًا، مثل: نيو أورليانز وبوسطن وفينس ولاجوس وجاكرتا؛ فيدفع بذلك موجات من اللاجئين إلى الداخل.
قال شميدت: «سواء كان عام واحد رقمًا قياسيًا أم لا، فهو ليس بهذه الأهمية حقًا فالأشياء المهمة ذات اتجاهات طويلة الأجل. مع هذه الاتجاهات، ومع تزايد التأثير البشري على المناخ، علينا أن نتوقع استمرار تحطيم الأرقام القياسية».