الطيبة الشرقية في بادية حمص..تراث زاخر بالحضارة

الطيبة الشرقية في بادية حمص..تراث زاخر بالحضارة
-------------------------------------------------------
"الطيبة الشرقية" هي بلدة في بادية الشام .
و هي آبدة أثرية هامة تقع في منطقة تدمر من محافظة حمص. ازدهر موقعها في القرون الأولى للميلاد، وفيها كتابات تدمرية ويونانية مؤرّخة بعام 134م، وكذلك تيجان أعمدة كورنثية من القرن الثاني للميلاد، وكتابات أيوبية.
وكانت مزدهرة في الأعوام من 1616م إلى 1750م، .
.
تقع شمال مدينة السخنة بمسافة 20 كيلومتراً على طريق الرقة، ويبلغ عدد سكانها نحو 5,000 نسمة،
كما أنشئت بها وحدة زراعية ومركز صحي
.
عرفت في العصور الرومانية باسم"اوزيرا" كما ذكرت في لوحة"بوتنجر" الرومانية وهي عبارة عن خريطة للمدن الرومانية.
.
وعرفت باسم"عرض" (بضم العين وسكون الراء) في العصور الاسلامية..وسميت بهذا الاسم"عرض" اشتقاقا من الاعتراض كونها تقع معترضة للجبال التدمرية الشمالية..او لانها تقع بعرض تلك الجبال وهكذا حسب ماعلل "ياقوت الحموي" الذي ذكرها في كتابه (معجم البلدان) حيث قال:
(عُرْضٌ بليدٌ في بريّة الشام بين تدمر والرصافة الهاشمية وهي من المناظر ((والمناظر هي الواحات التي كانت في برية الشام وكانت محطة من محطات طريق الحرير التجاري بين الشرق والغرب)).)
.
وقد احتفظت بهذا الاسم حتى نهاية القرن الرابع عشر للميلاد حيث بدأ هذا الاسم يتلاشى ليحل محله اسمها الجديد" الطيبة" والذي اطلق عليها من قبل البدو الرحل وذلك نسبة لطيب مياهها حيث انها اعذب واطيب من ماء المناظر(الواحات) وحتى من ماء "السخنة"
.
ازدهرت في العصر الروماني في القرن الثاني الميلادي ابان ازدهار تدمر وفي العصر الاسلامي ابان الخلافة الاموية والدولة الايوبية
حيث ازدهرت في العصور الوسطى لقربها من قصر الحير الشرقي "قصر الزيتونة"
ويعود بناء مسجدها التاريخي ومئذنته المشهورة الى فترة بناء قصر الحير وهي اكبر شاهد على ازدهارها في تلك الحقبة الزمنية.
.
خلت الطيبة الشرقية من السكان نهائيا لمدة تقارب الاربعة قرون وهي نفس المدة التي خلت بها المناظر(الواحات) من السكان الى ان تم اعمارها من قبل شخص اسمه"جلال" وبعض عمومته وذلك نهاية القرن الثامن عشر الميلادي بعد ان حصل على اذن بذلك من الوالي العثماني في دير الزور..ترافق ذلك مع زمن اعمار المناظر من قبل سكانها الحاليين لتحيا "الطيبة او عرض" حديثا بسكانها الحاليين اذ اصبحوا يشكلون النسيج السخني العريق في حاضرة السخاني وديارهم "السخنة" و "عرض الطيبة" و "المناظر" و "الكوم"
.
انتسب اليها كثير من العلماء والشعراء.زوذكرها عدد من الشعراء منهم:
المتنبي - البحتري - ناصح الدين الارجاني - وابن نباتة السعدي - وابن قاضي حماة
.
مر بها سيف الدولة الحمداني وكانت محطة من محطات رحلته الى البادية.
.
كما مر بها كثير من الرحالة الاجانب ومنهم:
• "بيترو دوللافييه" سنة 1616 للميلاد اثناء رحلته من حلب الى بغداد حيث قال:
(وصلنا يوم الاثنين عند الظهر الى موضع مأهول بالسكان مسور يطلقون عليه اسم مدينة "طيبة" والحقيقة انها اسم يطابق المسمى..ففي صحراء قاحلة تفتقر الى اي نوع من المؤن يجد المسافر فيها كل ما يحتاجه من المؤن)
ثم قال:
وانتهزت فرصة وجودنا هناك فدخلت الى البلدة لألقي نظرة فرأيت آثارا قديمة في المسجد والاثر هو (برج ناقوسمشيد بالطابوق)..
ثم قال: رأيت حجرا" داخل المسجد هو محط تكريم الاهالي..عليه كتابة يونانية وتحتها سطران مكتوبان بحرف لعله حرف عبري او سومري)
.
•كما مر بها الرحالة "جان باتيست تافرينييه" اثناء رحلته الى العراق سنة1676 للميلاد وذكر انها مزدهرة
.
• ومر بها القنصل الفرنسي "لوي جاك روسو" سنة 1808 للميلاد وذكر انها كانت مهجورة بسبب الغزو الوهابي للبادية وان اهلها رحلوا الى السبخة..وقال:
(ومئذنة طيبة لاتزال قائمة وهي مربعة الشكل ينتهي اعلاها بقوس حاد..رأيت في قسمها الاعلى كتابة غير مؤرخة بما معناه
(ليلهم الله الخيرين والصالحين الحنان والرحمة نحو الفقراء والمساكين)
ثم ذكر ان منظر الريف المحيط بطيبة جميل جدا..وبها عين ماؤها معدنية حارة..وبير ماؤه لذيذ لحسن حظ المسافرين..ومنها جاء اسمها "الطيبة".
.
• كما مر بها كثير غيرهم مثل:
- "شافلييه دي سان لوبان" سنة 1756 للميلاد.
- و"لاتوش" سنة 1785للميلاد.
- وذكرها وكتب عنها الرحالة الفرنسي " البير دي بوشمان" في كتابه (السخنة محطة للقوافل) حيث كتب عنها بشييء من التفصيل..
.
اما العلماء الذين انتسبوا اليها بنسبة "العرضي" بضم العين وسكون الراء فهم اكثر من ثلاثين عالما" كان من اشهرهم:
- عبد الوهاب بن الضحاك ..وهو اقدمهم
- عمر بن عبد الوهاب العرضي وهو شيخ الاسلام ومحدث حلب .
- ابو الوفا محمد بن عمر بن عبد الوهاب العرضي الشافعي..مفتي حلب وابن مفتيها..وهو مؤرخ ومفسر ونحوي واظيب وصوفي
- الشاعر ابو العباس احمد بن يمن بن همام العرضي .
- مؤيد الدين بن بريك العرضي العامري وهو عالم فلكي ورياضي وقد بنى مرصد "مراغة" ولقبه شرف المهندسين..
وغيرهم الكثير..
.
وقد عانت هذه البلدة كثيرا من الهجرات الجماعية على مر العصور..ونا ان تزدهر حتى يهجرها اهلها..ولم تمضي عليها 100سنة او اكثر بقليل الا وتعرضت لهجرة جماعية..
كما نال هذه البلدة مانالته اخواتها من قرى الصحراء وتعرضت لموجة من النزوح الجماعي اثناء غزو التتار لبلاد الشام..
.
وفي سنة 1800 ميلادي تعرضت بادية الشام للغزو الوهابي فهجرها اهلها الى السخنة..
.
وفي سنة 1917ميلادي والتي تسمى "سنة الحقة" هجرها اهلها وذهب اغلبهم الى السخنة والسفيرة في حلب والى الرقة..
.
ثم عاد اليها اهلها في اواخر عشرينيات القرن الماضي وعاشو فيها حتى عام 2012ميلادي حيث نالها مانال اغلب المدن والقرى السورية من الارهاب وسكنوا بجانبها في تجمعات صغيرة
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
الاستاذ قاسم حميد الزيتون (بتصرف)
بقلم الاستاذ محمود العطيش (بتصرف)
من مدونة السخنة الحدث
=AZVSuFV7lP69y3rxIBuw4Qn34FLKfe1Ue53yWb2m9eo32wLW0 dQnMCJKfnvhnxv7TfyEp-0o9BqSxX_NKU2uFpWKaPoPZ_AGlc6NL5_e-_EAyddWq1onfumYRPGtIDz5ocvnlls8rSHakS4x6gNh2y6yYWG Jb7U6LnMmpdPIk2aE0617hWp8J94VJNxOTQPFm0c&__tn__=*b H-R]
=AZVSuFV7lP69y3rxIBuw4Qn34FLKfe1Ue53yWb2m9eo32wLW0 dQnMCJKfnvhnxv7TfyEp-0o9BqSxX_NKU2uFpWKaPoPZ_AGlc6NL5_e-_EAyddWq1onfumYRPGtIDz5ocvnlls8rSHakS4x6gNh2y6yYWG Jb7U6LnMmpdPIk2aE0617hWp8J94VJNxOTQPFm0c&__tn__=*b H-R]
=AZVSuFV7lP69y3rxIBuw4Qn34FLKfe1Ue53yWb2m9eo32wLW0 dQnMCJKfnvhnxv7TfyEp-0o9BqSxX_NKU2uFpWKaPoPZ_AGlc6NL5_e-_EAyddWq1onfumYRPGtIDz5ocvnlls8rSHakS4x6gNh2y6yYWG Jb7U6LnMmpdPIk2aE0617hWp8J94VJNxOTQPFm0c&__tn__=*b H-R]
=AZVSuFV7lP69y3rxIBuw4Qn34FLKfe1Ue53yWb2m9eo32wLW0 dQnMCJKfnvhnxv7TfyEp-0o9BqSxX_NKU2uFpWKaPoPZ_AGlc6NL5_e-_EAyddWq1onfumYRPGtIDz5ocvnlls8rSHakS4x6gNh2y6yYWG Jb7U6LnMmpdPIk2aE0617hWp8J94VJNxOTQPFm0c&__tn__=*b H-R]
=AZVSuFV7lP69y3rxIBuw4Qn34FLKfe1Ue53yWb2m9eo32wLW0 dQnMCJKfnvhnxv7TfyEp-0o9BqSxX_NKU2uFpWKaPoPZ_AGlc6NL5_e-_EAyddWq1onfumYRPGtIDz5ocvnlls8rSHakS4x6gNh2y6yYWG Jb7U6LnMmpdPIk2aE0617hWp8J94VJNxOTQPFm0c&__tn__=*b H-R]