هل فكرت يومًا عندما شاهدت الصحراء في إمكانية تحويل تلك المساحات الشاسعة من الرمال إلى غابة مورقة؟ هذا هو هدف حركة تسمى تخضير الصحراء ، وتوجد العديد من المشاريع قيد التنفيذ لتخضير الصحراء في أفريقيا والشرق الأوسط والصين.
ما هو تخضير الصحراء ؟
يوضح الاسم ما يعنيه تمامًا، فهي عملية تحويل الصحاري إلى غابات مورقة. لا يقتصر الأمر على الصحاري القاحلة حيث تمتد الكثبان الرملية المتحركة على مساحات شاسعة فقط، بل يشمل أيضًا الأراضي شبه القاحلة.
تهدف تلك العملية إلى استصلاح أجزاء من الأراضي الصحراوية وتخصيبها؛ وذلك لاستخدامها في الزراعة، والغابات، إضافةً إلى بعض الأهداف البيئية الأخرى، مثل: تجنب تعرية التربة وتآكلها، وتحسين التنوع البيولوجي. يأمل الخبراء أن يساعد تخضير الصحراء على مواجهة التغير المناخي والحماية من آثاره مثل الجفاف والمجاعة.
على سبيل المثال، يُنفَّذ الآن مشروع ضخم لتخضير الصحراء في الساحل وإريتريا. يُطلق على هذا المشروع مشروع غابة الصحراء، ويهدف إلى تجنب الظروف المشابهة للجفاف التي تسببها الصحراء الكبرى. لن تقتصر فوائد هذا المشروع على حماية أرواح البشر فقط، بل يدفع اقتصاد الدول ويساعدها على مجابهة التغير المناخي.
الوسائل المستخدمة لتخضير الصحراء
كيف يمكننا البدء في تحويل الصحراء إلى غابة؟ بالطبع عن طريق غرس البذور وريها بالماء.
لا شك أن الماء هو العنصر الأكثر أهمية في تلك العملية، وهو بالطبع من الموارد الأندر في المناطق الصحراوية.
عادةً ما يُستخدم مزيج من الأساليب، مثل الري والمياه الجوفية والرمال المتشربة بالمياه ومياه الأمطار والهواء الرطب المحمل ببخار الماء. من ناحية أخرى، هناك محاولات حثيثة لتقليل كمية المياه المستخدمة بقدر الإمكان. وفي هذا الصدد هناك بعض التقنيات التي قد تؤدي دورًا هامًا مثل المواد المخزنة للماء (الراتنجات) وتقنيات التكثيف.
تعيد سلطة مدينة ورزازات المغربية استخدام مياه الصرف الصحي في الري؛ لتساعد على تخضير الأراضي الجافة في المنطقة.
يستخدم مشروع غابة الصحراء خلايا الطاقة الشمسية وعنفات الرياح للمساعدة في المشاكل المرتبطة بالماء، فقد أظهرت الأبحاث أن هناك استراتيجيات معينة خاصة بمزارع الرياح والطاقة الشمسية يمكنها أن تغير الظروف المناخية في المناطق المجاورة لها بشكل ملحوظ؛ فتلك المزارع الضخمة يمكنها رفع درجة الحرارة والرطوبة في المناطق المجاورة، ما يدعم مشروع تخضير الصحراء.
قد تساعد أيضًا مزارع الرياح والطاقة الشمسية على زيادة الأمطار، مثلما ظهر في الساحل (منطقة في أفريقيا تحد الجزء الجنوبي من الصحراء الكبرى). يساعد ذلك على خلق دورة أبدية، إذ تعتمد النباتات على مياه الأمطار، وترشحها مرة أخرى لتؤدي إلى المزيد من الأمطار.
تُعد التربة الخصبة أحد المتطلبات لتحويل الصحاري إلى غابات. لا تناسب الرمال سريعة الانهيار الزراعة، إذ أنها تحتوي في أفضل الظروف على القليل من المياه، إضافةً إلى افتقارها للمواد العضوية التي تساعد على نمو النباتات. لذا فإن تحويل الأراضي الصحراوية إلى تربة تدعم الحياة يُعد تحديًا كبيرًا.
إضافة الكربون البيروجيني إلى التربة الصحراوية يُعد من أهم طرق التخصيب. يُنتج الكربون البيروجيني من الاحتراق غير التام للمواد العضوية. يُعد الفحم النباتي والكربون الأسود والسخام من أنواع الكربون البيروجيني. وأظهرت الأبحاث أن إضافة مصادر للكربون البيروجيني يُكسب التربة المجدبة والمتدهورة الخصوبة، ويعيد إليها الحياة مرة أخرى.
بجانب الكربون البيروجيني، يساعد تثبيت الأس الهيدروجيني (كمية الطمي في التربة) وإزالة التلوث على زيادة خصوبة التربة.
بعد تخصيب التربة، النباتات مستعدة للنمو، وعادةً ما تكون النباتات المستخدمة في تخضير الصحراء من النباتات المحبة للملح، ما يعني أن لتلك النباتات قدرة على النمو في ظروف ترتفع فيها تركيزات الملح في الماء.
في حالة استخدام الأرض للزراعة، لابد من اعتماد تقنيات مستدامة للزراعة. من بين تلك التقنيات التي تحافظ على التربة لفترات طويلة: تدوير المحاصيل، والزراعة المعمرة، والزراعة في الماء. بالإضافة إلى ذلك، يساعد التنسيق الذكي للتربة على تجنب تآكل التربة بدرجة كبيرة وإبقاء الجزء الخصب في مكانه أعلى التربة.
لماذا يجب أن نهتم بتخضير الصحراء؟
كما ذكرنا، فإن تخضير الصحراء يقدم حلولًا للعديد من المشاكل البيئية التي تواجهنا في الوقت الحالي، وعلى رأسها التغير المناخي والآثار المدمرة المرتبطة به.
بتوسيع رقعة الغطاء النباتي، تزداد كمية الكربون الذي تحتجزه النباتات. سوف يخفف ذلك بالطبع من كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعث إلى الغلاف الجوي وبالتالي تقليل الاحترار الحادث.
تساعد النباتات أيضًا على تلطيف الأحوال المناخية بالمنطقة التي تنمو بها، وتجنب بعض الأحداث الخطيرة، مثل الجفاف بزيادة الأمطار بفعل الغطاء النباتي ومزارع الرياح والطاقة الشمسية. قد يجنبنا نمو نباتات جديدة المزيد التصحر.
تستفيد الزراعة أيضًا من تحويل الصحاري إلى أراضٍ خصبة. تبحث العديد من الشركات المعنية بتقنيات الزراعة عن طرق لجعل الزراعة أكثر استدامة. بالنسبة للبلدان التي تشغل الصحاري مساحات واسعة من أراضيها، يمثل تخضير الصحراء بارقة أمل لزيادة المحاصيل الغذائية، ومواجهة المستقبل الضبابي مع تهديدات شح الغذاء.
يساهم تخضير الغابات بطريقة فعالة أيضًا من الناحية الاقتصادية. في الصين، تُزرع صحراء كوبوكي حاليًا، فقد أدى التصحر إلى انتشار الفقر على نطاق واسع في المنطقة، ولكن، منذ بداية مشروع الإصلاح البيئي، تغيرت المنطقة إيجابيًا.
مثل ما هو الحال في مشروع غابة الصحراء، توجد مزارع عملاقة للطاقة الشمسية في كوبوكي. تتكون تلك المزارع من 650,000 خلية شمسية تنتج كمية هائلة من الكهرباء تصل إلى 1000 ميغاوات، ما يكفي لإمداد مدينة صغيرة باحتياجاتها من الطاقة. استزرع المشروع أيضًا نباتات خاصة تعلق بالرمال المتحركة سريعة الانهيار، فتزيد من تماسك التربة بفاعلية، ما يقلل من تآكلها ويمنع التصحر في المناطق الأخرى.
ولكن لسوء الحظ، فكلما وجدت المميزات لابد من عيوب.
على الرغم من الفوائد العديدة لتخضير الصحراء، فإن الصحاري والمناطق شبه القاحلة تعد موطنًا للعديد من الأنظمة البيئية التي قد تصبح مهددة بالفناء في حالة تحول الصحاري إلى أراضي خضراء.
في هذا السياق، تعتبر غابة يتير في فلسطين مثالًا على الأنظمة البيئية التي أصبحت مهددة، خاصةً في ظل المشاريع التي تهدف إلى توسيع رقعة تلك الغابة، لتصبح الكثير من أشكال الحياة البرية مهددة وخاصة الزواحف، وهو ما حذر منه الكثير من العلماء.
وعلى الرغم من الجوانب السلبية التي قد تسببها مشاريع تخضير الصحاري، وإذا ما كانت تلك المخاطر يمكن التغاضي عنها أم لا، فقد يبقى تخضير الغابات من أفضل الاستراتيجيات في جعبة البشرية لعلاج كوكب الأرض من الأمراض التي تسبب فيها البشر.
ما هو تخضير الصحراء ؟
يوضح الاسم ما يعنيه تمامًا، فهي عملية تحويل الصحاري إلى غابات مورقة. لا يقتصر الأمر على الصحاري القاحلة حيث تمتد الكثبان الرملية المتحركة على مساحات شاسعة فقط، بل يشمل أيضًا الأراضي شبه القاحلة.
تهدف تلك العملية إلى استصلاح أجزاء من الأراضي الصحراوية وتخصيبها؛ وذلك لاستخدامها في الزراعة، والغابات، إضافةً إلى بعض الأهداف البيئية الأخرى، مثل: تجنب تعرية التربة وتآكلها، وتحسين التنوع البيولوجي. يأمل الخبراء أن يساعد تخضير الصحراء على مواجهة التغير المناخي والحماية من آثاره مثل الجفاف والمجاعة.
على سبيل المثال، يُنفَّذ الآن مشروع ضخم لتخضير الصحراء في الساحل وإريتريا. يُطلق على هذا المشروع مشروع غابة الصحراء، ويهدف إلى تجنب الظروف المشابهة للجفاف التي تسببها الصحراء الكبرى. لن تقتصر فوائد هذا المشروع على حماية أرواح البشر فقط، بل يدفع اقتصاد الدول ويساعدها على مجابهة التغير المناخي.
الوسائل المستخدمة لتخضير الصحراء
كيف يمكننا البدء في تحويل الصحراء إلى غابة؟ بالطبع عن طريق غرس البذور وريها بالماء.
لا شك أن الماء هو العنصر الأكثر أهمية في تلك العملية، وهو بالطبع من الموارد الأندر في المناطق الصحراوية.
عادةً ما يُستخدم مزيج من الأساليب، مثل الري والمياه الجوفية والرمال المتشربة بالمياه ومياه الأمطار والهواء الرطب المحمل ببخار الماء. من ناحية أخرى، هناك محاولات حثيثة لتقليل كمية المياه المستخدمة بقدر الإمكان. وفي هذا الصدد هناك بعض التقنيات التي قد تؤدي دورًا هامًا مثل المواد المخزنة للماء (الراتنجات) وتقنيات التكثيف.
تعيد سلطة مدينة ورزازات المغربية استخدام مياه الصرف الصحي في الري؛ لتساعد على تخضير الأراضي الجافة في المنطقة.
يستخدم مشروع غابة الصحراء خلايا الطاقة الشمسية وعنفات الرياح للمساعدة في المشاكل المرتبطة بالماء، فقد أظهرت الأبحاث أن هناك استراتيجيات معينة خاصة بمزارع الرياح والطاقة الشمسية يمكنها أن تغير الظروف المناخية في المناطق المجاورة لها بشكل ملحوظ؛ فتلك المزارع الضخمة يمكنها رفع درجة الحرارة والرطوبة في المناطق المجاورة، ما يدعم مشروع تخضير الصحراء.
قد تساعد أيضًا مزارع الرياح والطاقة الشمسية على زيادة الأمطار، مثلما ظهر في الساحل (منطقة في أفريقيا تحد الجزء الجنوبي من الصحراء الكبرى). يساعد ذلك على خلق دورة أبدية، إذ تعتمد النباتات على مياه الأمطار، وترشحها مرة أخرى لتؤدي إلى المزيد من الأمطار.
تُعد التربة الخصبة أحد المتطلبات لتحويل الصحاري إلى غابات. لا تناسب الرمال سريعة الانهيار الزراعة، إذ أنها تحتوي في أفضل الظروف على القليل من المياه، إضافةً إلى افتقارها للمواد العضوية التي تساعد على نمو النباتات. لذا فإن تحويل الأراضي الصحراوية إلى تربة تدعم الحياة يُعد تحديًا كبيرًا.
إضافة الكربون البيروجيني إلى التربة الصحراوية يُعد من أهم طرق التخصيب. يُنتج الكربون البيروجيني من الاحتراق غير التام للمواد العضوية. يُعد الفحم النباتي والكربون الأسود والسخام من أنواع الكربون البيروجيني. وأظهرت الأبحاث أن إضافة مصادر للكربون البيروجيني يُكسب التربة المجدبة والمتدهورة الخصوبة، ويعيد إليها الحياة مرة أخرى.
بجانب الكربون البيروجيني، يساعد تثبيت الأس الهيدروجيني (كمية الطمي في التربة) وإزالة التلوث على زيادة خصوبة التربة.
بعد تخصيب التربة، النباتات مستعدة للنمو، وعادةً ما تكون النباتات المستخدمة في تخضير الصحراء من النباتات المحبة للملح، ما يعني أن لتلك النباتات قدرة على النمو في ظروف ترتفع فيها تركيزات الملح في الماء.
في حالة استخدام الأرض للزراعة، لابد من اعتماد تقنيات مستدامة للزراعة. من بين تلك التقنيات التي تحافظ على التربة لفترات طويلة: تدوير المحاصيل، والزراعة المعمرة، والزراعة في الماء. بالإضافة إلى ذلك، يساعد التنسيق الذكي للتربة على تجنب تآكل التربة بدرجة كبيرة وإبقاء الجزء الخصب في مكانه أعلى التربة.
لماذا يجب أن نهتم بتخضير الصحراء؟
كما ذكرنا، فإن تخضير الصحراء يقدم حلولًا للعديد من المشاكل البيئية التي تواجهنا في الوقت الحالي، وعلى رأسها التغير المناخي والآثار المدمرة المرتبطة به.
بتوسيع رقعة الغطاء النباتي، تزداد كمية الكربون الذي تحتجزه النباتات. سوف يخفف ذلك بالطبع من كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعث إلى الغلاف الجوي وبالتالي تقليل الاحترار الحادث.
تساعد النباتات أيضًا على تلطيف الأحوال المناخية بالمنطقة التي تنمو بها، وتجنب بعض الأحداث الخطيرة، مثل الجفاف بزيادة الأمطار بفعل الغطاء النباتي ومزارع الرياح والطاقة الشمسية. قد يجنبنا نمو نباتات جديدة المزيد التصحر.
تستفيد الزراعة أيضًا من تحويل الصحاري إلى أراضٍ خصبة. تبحث العديد من الشركات المعنية بتقنيات الزراعة عن طرق لجعل الزراعة أكثر استدامة. بالنسبة للبلدان التي تشغل الصحاري مساحات واسعة من أراضيها، يمثل تخضير الصحراء بارقة أمل لزيادة المحاصيل الغذائية، ومواجهة المستقبل الضبابي مع تهديدات شح الغذاء.
يساهم تخضير الغابات بطريقة فعالة أيضًا من الناحية الاقتصادية. في الصين، تُزرع صحراء كوبوكي حاليًا، فقد أدى التصحر إلى انتشار الفقر على نطاق واسع في المنطقة، ولكن، منذ بداية مشروع الإصلاح البيئي، تغيرت المنطقة إيجابيًا.
مثل ما هو الحال في مشروع غابة الصحراء، توجد مزارع عملاقة للطاقة الشمسية في كوبوكي. تتكون تلك المزارع من 650,000 خلية شمسية تنتج كمية هائلة من الكهرباء تصل إلى 1000 ميغاوات، ما يكفي لإمداد مدينة صغيرة باحتياجاتها من الطاقة. استزرع المشروع أيضًا نباتات خاصة تعلق بالرمال المتحركة سريعة الانهيار، فتزيد من تماسك التربة بفاعلية، ما يقلل من تآكلها ويمنع التصحر في المناطق الأخرى.
ولكن لسوء الحظ، فكلما وجدت المميزات لابد من عيوب.
على الرغم من الفوائد العديدة لتخضير الصحراء، فإن الصحاري والمناطق شبه القاحلة تعد موطنًا للعديد من الأنظمة البيئية التي قد تصبح مهددة بالفناء في حالة تحول الصحاري إلى أراضي خضراء.
في هذا السياق، تعتبر غابة يتير في فلسطين مثالًا على الأنظمة البيئية التي أصبحت مهددة، خاصةً في ظل المشاريع التي تهدف إلى توسيع رقعة تلك الغابة، لتصبح الكثير من أشكال الحياة البرية مهددة وخاصة الزواحف، وهو ما حذر منه الكثير من العلماء.
وعلى الرغم من الجوانب السلبية التي قد تسببها مشاريع تخضير الصحاري، وإذا ما كانت تلك المخاطر يمكن التغاضي عنها أم لا، فقد يبقى تخضير الغابات من أفضل الاستراتيجيات في جعبة البشرية لعلاج كوكب الأرض من الأمراض التي تسبب فيها البشر.