قرية بيت جاش ,وقسوة الطبيعة وطيبة الانسان
.................................................. ..........
في نقطة يتلاقى فيها الغيم مع الجبل يمكن للحياة أن تنمو أيضاً في ثنايا الصخر، ويمكن للإنسان أن يحيا بطيبة وحب وعطاء،
تقع القرية على ارتفاع يناهز 1200 متر، وهي آخر قرية في ريف "بانياس" وتتبع إدارياً إلى ناحية "العنازة"، وبعدها يأتي سهل الغاب،
.
يستغرق الوصول إليها من "الدالية" (اللاذقية) نحو الساعة عبر طريق "الدالية – الجَديدة"، ومن ثم إلى "الشندخة" مروراً بـ"خربة شمرا" وهي خربة أثرية قيل إن قصراً لـ "بنات وردان" كان فيها،
ويبلغ طول الطريق من "الشندخة" إلى "بيت جاش" 4 كم تقريباً؛ يقطعها طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية كل يوم مشياً حيث لا سيارات تخدم تلك القرية أبداً.
.
• يعود أصل الاسم إلى أن اسم أول من سكن فيها كان "جاش" وقد حدث هذا من مئات السنين حيث يعود نسب جميع سكان القرية إليه، ولكن لا يوجد أي دليل على صحة هذا الكلام فليس في القرية أية عائلة تحمل هذه الكنية، ولكن لربما تغيرت الكنى عبر فترات زمنية سابقة.
• وهناك رأي آخر يقول إن "أصل الاسم سرياني ويعني مكان اللمس أو الفحص أو الاضطراب،
ولغةً: "جاش الماءُ تدفق وجرى".
.
يبلغ عدد سكانها صيفاً نحو 700 نسمة وينخفض العدد شتاء إلى أقل من 400 نسمة حيث لا يبقى فيها سوى المزارعون والمعمرون عموماً؛ فأغلب شبابها وصباياها ينزلون إما إلى "اللاذقية" حيث الجامعة أو إلى "حماة" القريبة لممارسة التجارة والعمل هناك، وهناك عدد من المغتربين عن القرية في كل أنحاء "سورية"، وبعضهم في المهجر أيضاً.
.
تشتهر القرية بزراعة التبغ ويبلغ الإنتاج تقريباً نحو ثلاثين طناً من التبغ البلدي (البصمة) ويباع أغلبه إلى الدولة في حين يذهب جزء من الباقي إلى تجار مدينة "حماة" الذين يتوافدون إليها لشرائه، أما الباقي فهو للاستهلاك المحلي،
وتبغ "بيت جاش" مميز ومعروف على مستوى المنطقة والمحافظة ويلاقي إقبالاً شديداً لخفته وطيبته؛ فالأراضي التي يزرع فيها متوسطة الخصوبة ولا تسمد بغير السماد العربي ولا يضاف إليها أية مواد كيمياوية أبداً.
.
من الزراعات الأخرى زراعة "الحنطة"، وتزرع كموسم صيفي في حقول صغيرة استصلحها الأهالي على مر السنين وهي تشكل نسبة صغيرة من إجمالي مساحة الأراضي المحيطة بالقرية وأغلبها صخور حادة،
.
كما لا تزرع في القرية أشجار مثمرة بسبب البرد الشديد الذي يضر بها، وتكاد تكون تجربة زراعة أشجار الزيتون واحدة من التجارب الجريئة التي بدأها السكان المحليون فيها وقد بدأت تعطي بعض النتائج الطيبة رغم قساوة الطبيعة.
.
وبسب قساوة الطبيعة فإن تربية الماعز والاستفادة من منتجاتها من ألبان وأجبان إلى جانب الأبقار التي وزعتها مديرية الزراعة في "طرطوس"؛ تعد العمل الرئيسي لمعظم سكان القرية حيث يتوزعون الرعي فيما بينهم شباباً وشيباً على مدار العام، وترعى الماعز مختلف صنوف الأشجار خاصة السنديان الحراجي المعمر الذي لا يزيد طوله في تلك المنطقة على نصف متر إلى متر واحد تقريباً بسبب ضغط الجو والهواء القالع صيفاً شتاءً، ولكن هذا الرعي أثر سلباً في الثروة الحراجية رغم مراقبته من قبل الدولة.
.
وتشتهر زبدة "بيت جاش" على مستوى المنطقة، وهي تصنع من القشدة المأخوذة من وجه اللبن الرائب خاصة لبن الماعز؛ حيث يضرب اللبن في وعاء جلدي لساعات، وبعد أن تفوش الزبدة على وجه اللبن، تقشط ثم تغلى مع قليل من الملح الصخري لمدة لا تتجاوز الساعة في وعاء نحاسي، وتترك من ثم لتبرد وتقسو، وتباع الزبدة والسمنة و"الشنكليش" والألبان وباقي المنتجات إلى القرى المجاورة، وتشهد القرية طلباً متزايداً على هذه المنتجات الطبيعية.
.
تتوافر في القرية كل أنواع الخدمات من هاتف ومياه وكهرباء وصرف صحي، كما تم مد أنابيب لمياه الشرب من نبع وادي "بلوسين" إلى القرية،
وماعدا ذلك فإن الأهالي هنا يقومون بتجميع مياه المطر في آبار تستخدم للطبخ والغسيل، حيث يقومون بغسيل السطوح وتنظيفها تنظيفاً شديداً قبل بداية موسم المطر، والمياه المجمعة في الآبار تكفي في أغلب الأحيان موسماً كاملاً، علماً أن معدل هطول المطر فيها يبلغ حسب الأرصاد الجوية في "طرطوس" نحو 600ملم سنوياً.
تعاني القرية من قسوة الطبيعة الشديدة؛ إذ يبقى الثلج في تلك الارتفاعات لفترات طويلة تصل حتى أوائل الصيف..الا ان ذلك لم يؤثر في طيبة الأهالي وعلاقتهم الطيبة مع الآخرين، فالاستقبال الحافل بكل المودة هو العنوان الأبرز لهم ،اذ يحار الزائر إلى قرية "بيت جاش" أين سيقضي ليلته إذا صادف وحل بتلك البقاع، فالكل يريده ضيفاً على داره المتواضعة وعلى مائدته العامرة بما تقدمه الطبيعة القاسية جداً هناك، وفي كل الحالات عليك أن تقي نفسك شرور البرد صيفاً وشتاءً متى وصلتها.
=AZVnjF4fyR6Otrf76CD_PuB-blJMv_h524DVTEgjsTYuG0lTpmu6AuvHI1Ny-X2MnOIHVipcCNAsQ648q0HyiWRrw0DSku9mTXFRsMW2kR0PfXU ulVxhpuEGtYT-5ST75-QpnRLwWqzdkmCfYIwuQUCAHhoHooqQRITSzU5mt8bxIzitbWSN DiTJFOrdMlO9QlE&__tn__=*bH-R]
=AZVnjF4fyR6Otrf76CD_PuB-blJMv_h524DVTEgjsTYuG0lTpmu6AuvHI1Ny-X2MnOIHVipcCNAsQ648q0HyiWRrw0DSku9mTXFRsMW2kR0PfXU ulVxhpuEGtYT-5ST75-QpnRLwWqzdkmCfYIwuQUCAHhoHooqQRITSzU5mt8bxIzitbWSN DiTJFOrdMlO9QlE&__tn__=*bH-R]
=AZVnjF4fyR6Otrf76CD_PuB-blJMv_h524DVTEgjsTYuG0lTpmu6AuvHI1Ny-X2MnOIHVipcCNAsQ648q0HyiWRrw0DSku9mTXFRsMW2kR0PfXU ulVxhpuEGtYT-5ST75-QpnRLwWqzdkmCfYIwuQUCAHhoHooqQRITSzU5mt8bxIzitbWSN DiTJFOrdMlO9QlE&__tn__=*bH-R]
=AZVnjF4fyR6Otrf76CD_PuB-blJMv_h524DVTEgjsTYuG0lTpmu6AuvHI1Ny-X2MnOIHVipcCNAsQ648q0HyiWRrw0DSku9mTXFRsMW2kR0PfXU ulVxhpuEGtYT-5ST75-QpnRLwWqzdkmCfYIwuQUCAHhoHooqQRITSzU5mt8bxIzitbWSN DiTJFOrdMlO9QlE&__tn__=*bH-R]
=AZVnjF4fyR6Otrf76CD_PuB-blJMv_h524DVTEgjsTYuG0lTpmu6AuvHI1Ny-X2MnOIHVipcCNAsQ648q0HyiWRrw0DSku9mTXFRsMW2kR0PfXU ulVxhpuEGtYT-5ST75-QpnRLwWqzdkmCfYIwuQUCAHhoHooqQRITSzU5mt8bxIzitbWSN DiTJFOrdMlO9QlE&__tn__=*bH-R]