الرجولة المتكافئة مع الأنوثة:
-----------------------------------
رواية الهويات الوطنيةالضائعة حين تكون العصبيات الضيقة هي من تتحكم بقرار الانتماء من عدمه ..هويات الأرواح المتشظية والمتفتتة كما جغرافيتها/ جغرافيتنا الشاسعة التي أورثتها/ أورثتنا تصورات عاطفية للانتماء وحسب. رواية مليئة بالمفارقات الشديدة بين حالات تراجيدية حكمت نسيج الأحداث كلها والتي هي انعكاس لواقع أشد قتامة منها..وبين عنوان مستوحى من أغنية ام كلثوم " افرح ياقلبي.." وهي مقصودة من الكاتبة المبدعة " علوية صبح " والهدف هو تعميق إحساس القارئ بالمنتج الإبداعي بين يديه، على مبدأ.. ذم عن طريق المدح.. أو المضحك المبكي..أو شر البلية مايضحك ..تقول الساردة:
كان من عادة ابنته أن تدمع عيناها أو تزم شفتيها كلما ترك البيت وسافر.راحت تنظر إليه بصمت على غير عادتهاوهو يوضب الحقيبة،ويبتسم لها مع كل التفاتة إليها.وجهها كان محقونا بالغضب،ونظراتهافيها مزيج من تعابير العتب والحب والنقمة،تطلع إليهاوسألها وهو يحمل قميصا أسودبيديه،ماإذا كانت تحب السفرمعه...هزت كتفيها ونظرت إلى حقيبته وقالت:أكره حقيبتك وأكرهك..أنت لست أبي،ولا أهل لي سوى أمي التي ماتت وجدتي.
- جسد"كرستين " حر،يستطيع أن ينفصل متى تشاء، هو لاينتظره، فيما جسد" رلى " يبقى في انتظارطويل يتيح له العيش مع كرستين التي لايستطيع التخلي عنها، فهي حبيبته الأبدية، بددت وحشته ومخاوفه في نيويورك.قبل أن تحتضنه، كان يشعر انه أشبه بفأر الشوارع أو جرذ تحت الأرض.أحاطته بالحياة ووهبته معنى لوجوده، وعرفته على عالم كان يجهله ويجهل أسراره..أمدته بإحساس عميق بإنسانيته وبمعنى آخر للرجولة، الرجولة المتكافئة مع الأنوثة.
- كم سأل نفسه عن قوة الصبر الجبارة التي يهبها الصمت أوراق الشجر الصفراء كي تغادر أغصانها وتقع على الأرض بسكينة وبلا ألم فراق أو ندم! كانت نفسه دائما تنكسرفي الكلام والصراخ في البيت، وتلتئم في الموسيقى والصمت.
- أرجوك أيها الطائرالخفي اخبرني عن نهاية قصتي قبل النقطة الأخيرة، فصوتك كان معلوما لدي وسمعت منك كل حكايتي، وربما امتلأ صندوق عودي بهل.أناعاجز في هذه اللحظة من الوصول إليها وخائف منها، هل سأصل إلى مطار نيويورك وأدون النوتات فجأة؟ لم يجبه الطائر،بل توقف عن الكلام المباح.دخل في صمت رهيب فصرخ غسان هلعا بأعلى صوته: احك ياطير، أرجوك احك..لم يسمع سوى صمت الطائر.
رواية مهمة مليئة بأسئلة الهويات المفتقدة والمهدورة من قبل السلطات السياسية والدينية التي تفرغ الأوطان من روائحها ومعاني الانتماء الحقيقي لها لصالح مصالحها الضيقة وأيديولوجياتها العفنة..لكاتبة محترفةأجادت عملها بإبداع مشهود معجون بتعب الواقع ومشقات المهنة وجمالياتها العالية بآن معا..أغبطك أيتها الروائية الجريئة..
=AZWWsRCTaYKitW9DTt5pYdo5c2AbMgacuMtZCBvgyiGJNUFz1 YkNJ82JYChLd_bomNlZPCO_d2RgM1CL6f8lVJluKm3HBEFggR4 CRjT6U4FhaLRbKx_X5YuMoXBEZvQ6zLU&__tn__=EH-R]