ابو رفعت حاج بكري - مثقفو حلب
أمس الساعة ٤:٣٧ م ·
من ذكريات لي..اوحت الي بأن اعرض لكم نبذه عن اشهر مؤرخي العرب والاسلام..ابن الاثير الجزري وأخويه...
ففي شهر حزيران من عام ١٩٧٧..وقبل التحاقي بوزارة العدل بعام واحد..عندما كنت رئيسا لدائرة املاك الدولة بمحافظة الحسكه..خرجت بمهمه لفرض اجور مثل على اراضي املاك الدوله..حيث وصلت الى قرية.. عين ديوار..التابعه لناحية المالكيه..وهي اخر قرية سوريه في الزاويه الشرقيه للبلاد...والتي
تشرف من الشرق على وادي نهر دجله....فهناك يرسم نهر دجلة الحدود بيننا وبين تركيا والعراق على مسافة ٥٠كم ..
وقفت يومها لأشاهد في بطن الوادي..جزيرة ابن عمر في الجانب الغربي المحاذي لنا من نهر دجله..حيث تقبع بلدة جميلة على هذه الجزيره..يربطها جسر مع الضفة الشرقيه من النهر...
هنا تذكرت كم أخرجت هذه الجزيرة من المشاهير في تاريخنا..حيث اشهرهم المؤرخ ابن الاثيرالجزري.
والحقيقه هي ان اسم ابن الاثير الجرزي يكنى به ثلاثة أخوه ..وان والدهم عربي من بني ربيعه شغل وزيرا لامراء الزنكيين في الموصل..والذي قام بتربية اولاده الثلاثه على العلم والفضيله...
اولهم..عز الدين ..المؤرخ المتوفى عام ٦٣٠ هجرته اي ١٢٣٢ م...صاحب كتاب الكامل في التاريخ..وهو اعظم مرجع للتاريخ لدينا وقد رتب الحوادث في كتابه حسب السنين..وقد كان كل من جاء بعده عالة عليه..ومن كتبه ايضا كتاب ..اسد الغابه في معرفة الصحابه ..كما كان عالما في علوم كثيره كالانساب والهيئة والمنطق الحساب.. وقدخرج لفتره مع صلاح الدين الأيوبي في جهاده..
والثاني هو ..مجد الدين..أبو السعادات.. المتوفى عام ٦٠٦ هجرته اي ١٢١٠ م..عرضت عليه وزارة الموصل فاعتذر لانشغاله بالعلم والتاليف..ومن أشهر كتبه ..كتاب جامع الأصول في أحاديث الرسول..وهو يجمع صحاح البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابو داوود وموطا مالك وقد رتب كتابه حسب المواضيع..مع الشروح والمعاني...
الثالث..هو ضياء الدين..وهو اديب ونحوي كبير..التحق بصلاح الدين الأيوبي بعد معركة حطين..وزار القاهره وتوفي في بغداد..ومن اشهر كتبه..المثل السائر في ادب الكاتب والشاعر...
وعود على بدء في مهمتي..فقد ذكر لي مرافقي ان هناك تحتنا في الوادي ..الجسر الروماني الاثري وأنه.لامانع من الوصول اليه على ضفتنا الغربيه..وبالفعل نزلنا وشاهدنا اطلال هذا الجسر الذي بقي منه اجزاء في كلا الضفتين..ولفت نظري احد سكان المنطقه الى صورة الابراج المرسومه بشكل دائري على جدار الجسر وقالوا لنا وهو أمر لاأثبته..ان الشمس تنعكس على كل برج من البروج المرسومه في ميعاده ..كبرج الثور ..أو الجوزاء او السرطان الخ..كما اذكر اننا وفي طريقنا الى الجسر عثرنا على مقبرة بائده مرت عليها فيضانات النهر..وقد شاهدت شاهدة قبر كتب عليها ..هذا قبر ابو عبد الله المعري...كما شاهدت في الطريق النازل الى الجسر بقايا لطريق اثري مرصوف بالحجاره..من المؤكد انه كان يمر بالجسر باتجاه الموصل..
بقي ان أقول من الذكرى ايضا..ان احد مرافقى وهو مهندس زراعي قد سقط لدى محاولته الصعود للجسر فتمسك بي وشق قميصي..فأصبحت في حرج من مقابلة الناس ..حيث دخلت حينها على مخفر عين ديوار وسألت رئيس المخفر عما اذا كانت بجوارهم امرأه تصلح لي القميص ..فضحك ولبى لي طلبي مشكورا..
عدت الى الحسكه وانا أحمل معي بضع سنابل من القمح قطفتها من حقل على ضفة دجله ..لم ار في حياتي أجمل ولا أخصب منها..وقد احتفظنا بها في مزهرية بالمنزل لسنين طويله...
..
أمس الساعة ٤:٣٧ م ·
من ذكريات لي..اوحت الي بأن اعرض لكم نبذه عن اشهر مؤرخي العرب والاسلام..ابن الاثير الجزري وأخويه...
ففي شهر حزيران من عام ١٩٧٧..وقبل التحاقي بوزارة العدل بعام واحد..عندما كنت رئيسا لدائرة املاك الدولة بمحافظة الحسكه..خرجت بمهمه لفرض اجور مثل على اراضي املاك الدوله..حيث وصلت الى قرية.. عين ديوار..التابعه لناحية المالكيه..وهي اخر قرية سوريه في الزاويه الشرقيه للبلاد...والتي
تشرف من الشرق على وادي نهر دجله....فهناك يرسم نهر دجلة الحدود بيننا وبين تركيا والعراق على مسافة ٥٠كم ..
وقفت يومها لأشاهد في بطن الوادي..جزيرة ابن عمر في الجانب الغربي المحاذي لنا من نهر دجله..حيث تقبع بلدة جميلة على هذه الجزيره..يربطها جسر مع الضفة الشرقيه من النهر...
هنا تذكرت كم أخرجت هذه الجزيرة من المشاهير في تاريخنا..حيث اشهرهم المؤرخ ابن الاثيرالجزري.
والحقيقه هي ان اسم ابن الاثير الجرزي يكنى به ثلاثة أخوه ..وان والدهم عربي من بني ربيعه شغل وزيرا لامراء الزنكيين في الموصل..والذي قام بتربية اولاده الثلاثه على العلم والفضيله...
اولهم..عز الدين ..المؤرخ المتوفى عام ٦٣٠ هجرته اي ١٢٣٢ م...صاحب كتاب الكامل في التاريخ..وهو اعظم مرجع للتاريخ لدينا وقد رتب الحوادث في كتابه حسب السنين..وقد كان كل من جاء بعده عالة عليه..ومن كتبه ايضا كتاب ..اسد الغابه في معرفة الصحابه ..كما كان عالما في علوم كثيره كالانساب والهيئة والمنطق الحساب.. وقدخرج لفتره مع صلاح الدين الأيوبي في جهاده..
والثاني هو ..مجد الدين..أبو السعادات.. المتوفى عام ٦٠٦ هجرته اي ١٢١٠ م..عرضت عليه وزارة الموصل فاعتذر لانشغاله بالعلم والتاليف..ومن أشهر كتبه ..كتاب جامع الأصول في أحاديث الرسول..وهو يجمع صحاح البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابو داوود وموطا مالك وقد رتب كتابه حسب المواضيع..مع الشروح والمعاني...
الثالث..هو ضياء الدين..وهو اديب ونحوي كبير..التحق بصلاح الدين الأيوبي بعد معركة حطين..وزار القاهره وتوفي في بغداد..ومن اشهر كتبه..المثل السائر في ادب الكاتب والشاعر...
وعود على بدء في مهمتي..فقد ذكر لي مرافقي ان هناك تحتنا في الوادي ..الجسر الروماني الاثري وأنه.لامانع من الوصول اليه على ضفتنا الغربيه..وبالفعل نزلنا وشاهدنا اطلال هذا الجسر الذي بقي منه اجزاء في كلا الضفتين..ولفت نظري احد سكان المنطقه الى صورة الابراج المرسومه بشكل دائري على جدار الجسر وقالوا لنا وهو أمر لاأثبته..ان الشمس تنعكس على كل برج من البروج المرسومه في ميعاده ..كبرج الثور ..أو الجوزاء او السرطان الخ..كما اذكر اننا وفي طريقنا الى الجسر عثرنا على مقبرة بائده مرت عليها فيضانات النهر..وقد شاهدت شاهدة قبر كتب عليها ..هذا قبر ابو عبد الله المعري...كما شاهدت في الطريق النازل الى الجسر بقايا لطريق اثري مرصوف بالحجاره..من المؤكد انه كان يمر بالجسر باتجاه الموصل..
بقي ان أقول من الذكرى ايضا..ان احد مرافقى وهو مهندس زراعي قد سقط لدى محاولته الصعود للجسر فتمسك بي وشق قميصي..فأصبحت في حرج من مقابلة الناس ..حيث دخلت حينها على مخفر عين ديوار وسألت رئيس المخفر عما اذا كانت بجوارهم امرأه تصلح لي القميص ..فضحك ولبى لي طلبي مشكورا..
عدت الى الحسكه وانا أحمل معي بضع سنابل من القمح قطفتها من حقل على ضفة دجله ..لم ار في حياتي أجمل ولا أخصب منها..وقد احتفظنا بها في مزهرية بالمنزل لسنين طويله...
..