الكشف
- الكشف - إذا تهيأت النفوس واستعدت لقبول الأفكار الجديدة كان انتقالها
من شخص إلى آخر أسرع وأقوى ، حتى لقد يشبه الوحي المفاجيء والالهام ، ويسمى هذا الانتقال كشفاً ، ويكون عقلياً أو انفعالياً . ولنأت بأمثلة نوضح بها هذين النوعين. الكشف العقلى : أحسن مثال يدل على ذلك حكاية الشيخ الرئيس أبي على ابن سينا
وكشفه عن أغراض ارسطو في كتاب ما بعد الطبيعة
قال الشيخ الرئيس .
قرأت كتاب ما بعد الطبيعة فما كنت أفهم ما فيه، والتبس علي غرض واضعه ، حتى اعدت قراءته اربعين مرة ، وصار لي محفوظاً وانا مع ذلك لا افهمه ، ولا اعرف المقصود به ، وأيست من نفسي ، وقلت هذا الكتاب لا سبيل إلى فهمه وإذ أنا في يوم من الايام، حضرت وقت العصر في الوراقين، وبيد دلال مجلد ينادي عليه ، فعرضه علي فرددته رد متبرم معتقداً أن لا فائدة لي في هذا العلم ، فقال لي : اشتر ،هذا فانه رخيص ابيعك اياه بثلاثة دراهم، وصاحبه محتاج إلى ثمنه . فاشتريته ، فإذا هو كتاب ( ابي نصر الفارابي ، في اغراض کتاب ما بعد الطبيعة . ورجعت إلى بيتي وأسرعت قراءته ، فانفتح علي في الوقت أغراض ذلك الكتاب ، بسبب انه كان لي محفوظا على ظهر القلب ، وفرحت بذلك وتصدقت
في ثاني يوم بشيء كثير على الفقراء شكراً لله تعالى ، ) .
و شبيه بذلك ايضاً كشف ) ما لبرانش ( عن اغراض ديكارت في كتاب الانسان . فإنه لما قرأه انفتحت عليه أبوابه كأنه يعرفها ، وأصيب بخفقان في قلبه منعه من متابعة القراءة
الكشف الانفعالي : أحسن مثال يدل على ذلك اسلام عمر بن الخطاب، قال: كنت من
اشد الناس على رسول الله (صلعم) ، فبينا انا يوماً في بعض طرق مكة، اذ لقيني رجل من
معهم قریش ، فقال : اين تذهب يا ابن الخطاب ، انت تزعم انك هكذا وقد دخل عليك هذا الامر في بيتك . قلت : وما ذاك ، قال : اختك قد صبات . فجئت حتى قرعت الباب، وكان القوم جلوساً يقرأون القرآن في صحيفة ، فلما سمعوا صوتي تبادروا ، واختفوا ، وتركوا، أو نسوا الصحيفة من أيديهم ، فقامت المرأة ففتحت لي ، فقلت : يا عدوة نفسها، قد بلغني انك صبوت ، فأرفع شيئاً في يدي فأضربها فسال الدم ، فلما رأت المرأة الدم بكت ، ثم قالت : يا ابن الخطاب ما كنت فاعلا فافعل ، فقد اسلمت . فدخلت وانا مغضب ، فجلست على السرير ، فنظرت فإذا بكتاب في ناحية البيت ، فقلت : ما هذا الكتاب أعطينيه ، فقالت : لا اعطيكه ، لست من اهله فلم ازل بها حتى اعطتنيه ، فإذا فيه «بسم الله الرحمن الرحيم» ، فلما مررت بالرحمن الرحيم ذعرت ، ورميت بالصحيفة من يدي ، ثم رجعت إلى نفسي ، فإذا فيها وسبح الله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم ، قال : فكلما مررت باسم من اسماء الله عز وجل ذعرت ، ثم ترجع إلى نفسي حتى بلغت « آمنوا بالله ورسوله وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ، ، حتى بلغت إلى قوله ( ان كنتم مؤمنين ، فقلت : و أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله (١). 6 (
و سبب هذا الكشف ان للعوامل اللاشعورية في حياة النفس الشاعرة الشأن الأول ، وهي بواعث خفية غامضة تدفع الانسان إلى الحركة من غير أن يفقه شيئاً من أسباب
ظهورها .
- الكشف - إذا تهيأت النفوس واستعدت لقبول الأفكار الجديدة كان انتقالها
من شخص إلى آخر أسرع وأقوى ، حتى لقد يشبه الوحي المفاجيء والالهام ، ويسمى هذا الانتقال كشفاً ، ويكون عقلياً أو انفعالياً . ولنأت بأمثلة نوضح بها هذين النوعين. الكشف العقلى : أحسن مثال يدل على ذلك حكاية الشيخ الرئيس أبي على ابن سينا
وكشفه عن أغراض ارسطو في كتاب ما بعد الطبيعة
قال الشيخ الرئيس .
قرأت كتاب ما بعد الطبيعة فما كنت أفهم ما فيه، والتبس علي غرض واضعه ، حتى اعدت قراءته اربعين مرة ، وصار لي محفوظاً وانا مع ذلك لا افهمه ، ولا اعرف المقصود به ، وأيست من نفسي ، وقلت هذا الكتاب لا سبيل إلى فهمه وإذ أنا في يوم من الايام، حضرت وقت العصر في الوراقين، وبيد دلال مجلد ينادي عليه ، فعرضه علي فرددته رد متبرم معتقداً أن لا فائدة لي في هذا العلم ، فقال لي : اشتر ،هذا فانه رخيص ابيعك اياه بثلاثة دراهم، وصاحبه محتاج إلى ثمنه . فاشتريته ، فإذا هو كتاب ( ابي نصر الفارابي ، في اغراض کتاب ما بعد الطبيعة . ورجعت إلى بيتي وأسرعت قراءته ، فانفتح علي في الوقت أغراض ذلك الكتاب ، بسبب انه كان لي محفوظا على ظهر القلب ، وفرحت بذلك وتصدقت
في ثاني يوم بشيء كثير على الفقراء شكراً لله تعالى ، ) .
و شبيه بذلك ايضاً كشف ) ما لبرانش ( عن اغراض ديكارت في كتاب الانسان . فإنه لما قرأه انفتحت عليه أبوابه كأنه يعرفها ، وأصيب بخفقان في قلبه منعه من متابعة القراءة
الكشف الانفعالي : أحسن مثال يدل على ذلك اسلام عمر بن الخطاب، قال: كنت من
اشد الناس على رسول الله (صلعم) ، فبينا انا يوماً في بعض طرق مكة، اذ لقيني رجل من
معهم قریش ، فقال : اين تذهب يا ابن الخطاب ، انت تزعم انك هكذا وقد دخل عليك هذا الامر في بيتك . قلت : وما ذاك ، قال : اختك قد صبات . فجئت حتى قرعت الباب، وكان القوم جلوساً يقرأون القرآن في صحيفة ، فلما سمعوا صوتي تبادروا ، واختفوا ، وتركوا، أو نسوا الصحيفة من أيديهم ، فقامت المرأة ففتحت لي ، فقلت : يا عدوة نفسها، قد بلغني انك صبوت ، فأرفع شيئاً في يدي فأضربها فسال الدم ، فلما رأت المرأة الدم بكت ، ثم قالت : يا ابن الخطاب ما كنت فاعلا فافعل ، فقد اسلمت . فدخلت وانا مغضب ، فجلست على السرير ، فنظرت فإذا بكتاب في ناحية البيت ، فقلت : ما هذا الكتاب أعطينيه ، فقالت : لا اعطيكه ، لست من اهله فلم ازل بها حتى اعطتنيه ، فإذا فيه «بسم الله الرحمن الرحيم» ، فلما مررت بالرحمن الرحيم ذعرت ، ورميت بالصحيفة من يدي ، ثم رجعت إلى نفسي ، فإذا فيها وسبح الله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم ، قال : فكلما مررت باسم من اسماء الله عز وجل ذعرت ، ثم ترجع إلى نفسي حتى بلغت « آمنوا بالله ورسوله وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ، ، حتى بلغت إلى قوله ( ان كنتم مؤمنين ، فقلت : و أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله (١). 6 (
و سبب هذا الكشف ان للعوامل اللاشعورية في حياة النفس الشاعرة الشأن الأول ، وهي بواعث خفية غامضة تدفع الانسان إلى الحركة من غير أن يفقه شيئاً من أسباب
ظهورها .
تعليق