1 - المذهب النفسي
هو مذهب الفيلسوف و تارد - Gabriel Tard الذي زعم أن التقليد ظاهرة كلية تشمل جميع الكائنات ، فالأحوال النفسية تنتقل من شخص إلى آخر بالتقليد ، كما ينتقل الضوء أو الصوت من وسط إلى آخر بالاهتزاز . الفرد يقلد قبل كل شيء نفسه، كما في العادة والذاكرة ، ثم يقلد غيره ، والنائم يقلد المنوم ، و الصغير يقلد الكبير ، والفقير يقلد الغني ، والضعيف يقلد القوي ، والأحفاد يقلدون الأجداد ، وتقليد النائم للمنوم أولى الظواهر الاجتماعية البسيطة ، أو هو كما قيل نقطة الاتصال بين علم النفس وعلم الاجتماع، أما
تقليد الأحفاد للاجداد فهو ظاهرة مركبة لا تنحل إلى الغريزة بل يدخل فيها كثير من العناصر الذهنية ، و من هذا التقليد بين الأجيال تتولد العادات الاجتماعية ، لانها ميراث الماضي و من تقليد الناس بعضهم لبعض في الحاضر تتولد الأزياء وينتشر الاختراع ، ولولا التقليد لما صارت هذه الأشياء اجتماعية. وللتقليد قانونان ذكر هما ( تارد ) :
القانون الأول : ان تقليد الباطن متقدم على تقليد الظاهر . أي اننا نبدأ بتقليد الناس في أفكارهم وعواطفهم قبل تقليدنا اياهم في ازيائهم وأعمالهم ، ومعنى ذلك أيضاً أن تقليد الأفكار يسبق تقليد الألفاظ و الآثار ، وان تقليد المقاصد والغايات متقدم على تقليد الوسائل المؤدية اليها .
إذا دققنا في هذا القانون وجدناه لا ينطبق على جميع الأحوال . اذ كثيراً ما يقلد الانسان ظاهر الحياة قبل أن يقلد باطنها . وهناك أمثلة كثيرة تدل على انتقال التقليد من الظاهر إلى الباطن حيناً ومن الباطن إلى الظاهر حيناً آخر
القانون الثاني : - ان التقليد يتجه من الوطى إلى العالي . فالصغير يقلد الكبير ، والوضيع يقلد الرفيع ، والطفل يقلد معلمه ، والرعية تقلد حكامها ، والأحفاد يقلدون الأجداد . والامم المغلوبة تقلد الأمم الغالبة ، والأرياف تقلد المدن
فالظواهر الاجتماعية اذن ظواهر نفسية تنتشر بين الافراد بالتقليد فلا وجود في الحياة الاجتماعية لحادثة لا أساس لها في الأفراد بل الكل مؤلف من الأجزاء . وما يصح بالنسبة إلى الفرد يصح بالنسبة إلى غيره ، وليس علم الاجتماع سوى باب من أبواب علم النفس .
وهناك وسائل أخرى لانتقال الظواهر النفسية من شخص إلى آخر وهي :
- البرهان والاقناع - يمكنني نقل افكاري إلى شخص آخر أما بالبرهان وأما بالاقناع ، وفرقوا بين البرهان والاقناع بقولهم إن الأول مبني على الأدلة العقلية فقط، أما الثاني فمبني على المواطف . غاية البرهان ذيوع الحقيقة ذيوعاً مستقلاً عن الأشخاص ، أما غاية الاقناع فهي تسخير عقل المخاطب وتعجيزه ، و انفاد بضاعته حتى لا يقدر على الاعتراض، لا لأن الأمر قد استبان له ووضح ، بل لأنه لم يبق عنده ما يعترض به على خصمه . فطريقة
البرهان هي طريقة العلم والتعلم ، أما طريقة الاقناع فهي منهج رؤساء الأحزاب والخطباء والرسل ، اولئك يعلمون الحقائق بالبراهين العقلية ، وهولاء ينشرون آراءهم السياسية والدينية بكل وسائل الاقناع
هو مذهب الفيلسوف و تارد - Gabriel Tard الذي زعم أن التقليد ظاهرة كلية تشمل جميع الكائنات ، فالأحوال النفسية تنتقل من شخص إلى آخر بالتقليد ، كما ينتقل الضوء أو الصوت من وسط إلى آخر بالاهتزاز . الفرد يقلد قبل كل شيء نفسه، كما في العادة والذاكرة ، ثم يقلد غيره ، والنائم يقلد المنوم ، و الصغير يقلد الكبير ، والفقير يقلد الغني ، والضعيف يقلد القوي ، والأحفاد يقلدون الأجداد ، وتقليد النائم للمنوم أولى الظواهر الاجتماعية البسيطة ، أو هو كما قيل نقطة الاتصال بين علم النفس وعلم الاجتماع، أما
تقليد الأحفاد للاجداد فهو ظاهرة مركبة لا تنحل إلى الغريزة بل يدخل فيها كثير من العناصر الذهنية ، و من هذا التقليد بين الأجيال تتولد العادات الاجتماعية ، لانها ميراث الماضي و من تقليد الناس بعضهم لبعض في الحاضر تتولد الأزياء وينتشر الاختراع ، ولولا التقليد لما صارت هذه الأشياء اجتماعية. وللتقليد قانونان ذكر هما ( تارد ) :
القانون الأول : ان تقليد الباطن متقدم على تقليد الظاهر . أي اننا نبدأ بتقليد الناس في أفكارهم وعواطفهم قبل تقليدنا اياهم في ازيائهم وأعمالهم ، ومعنى ذلك أيضاً أن تقليد الأفكار يسبق تقليد الألفاظ و الآثار ، وان تقليد المقاصد والغايات متقدم على تقليد الوسائل المؤدية اليها .
إذا دققنا في هذا القانون وجدناه لا ينطبق على جميع الأحوال . اذ كثيراً ما يقلد الانسان ظاهر الحياة قبل أن يقلد باطنها . وهناك أمثلة كثيرة تدل على انتقال التقليد من الظاهر إلى الباطن حيناً ومن الباطن إلى الظاهر حيناً آخر
القانون الثاني : - ان التقليد يتجه من الوطى إلى العالي . فالصغير يقلد الكبير ، والوضيع يقلد الرفيع ، والطفل يقلد معلمه ، والرعية تقلد حكامها ، والأحفاد يقلدون الأجداد . والامم المغلوبة تقلد الأمم الغالبة ، والأرياف تقلد المدن
فالظواهر الاجتماعية اذن ظواهر نفسية تنتشر بين الافراد بالتقليد فلا وجود في الحياة الاجتماعية لحادثة لا أساس لها في الأفراد بل الكل مؤلف من الأجزاء . وما يصح بالنسبة إلى الفرد يصح بالنسبة إلى غيره ، وليس علم الاجتماع سوى باب من أبواب علم النفس .
وهناك وسائل أخرى لانتقال الظواهر النفسية من شخص إلى آخر وهي :
- البرهان والاقناع - يمكنني نقل افكاري إلى شخص آخر أما بالبرهان وأما بالاقناع ، وفرقوا بين البرهان والاقناع بقولهم إن الأول مبني على الأدلة العقلية فقط، أما الثاني فمبني على المواطف . غاية البرهان ذيوع الحقيقة ذيوعاً مستقلاً عن الأشخاص ، أما غاية الاقناع فهي تسخير عقل المخاطب وتعجيزه ، و انفاد بضاعته حتى لا يقدر على الاعتراض، لا لأن الأمر قد استبان له ووضح ، بل لأنه لم يبق عنده ما يعترض به على خصمه . فطريقة
البرهان هي طريقة العلم والتعلم ، أما طريقة الاقناع فهي منهج رؤساء الأحزاب والخطباء والرسل ، اولئك يعلمون الحقائق بالبراهين العقلية ، وهولاء ينشرون آراءهم السياسية والدينية بكل وسائل الاقناع
تعليق