تأثير الحياة الاجتماعية في العقل
تأثير الحياة الاجتماعية في العقل : - سنتكلم في الفصول الآتية على تأثير الحياة الاجتماعية في كل فعل من أفاعيلنا النفسية كالذاكرة ، والانتباه ، والادراك ، والحكم ، ، والاستدلال والاختراع، فلنقتصر هنا على القول أن الانسان لا يستطيع أن يتجرد عن تأثير البيئة الاجتماعية، لأن هناك تصورات عامة، وآراء مشتركة بين الناس، تؤثر في تفكيره فلا يفرق بين الخير والشر، أو بين المستحب والمكروه، أو بين الجميل والقبيح، أو بين الممكن والمحال، إلا في اطار الحياة الاجتماعية ، وقد قيل ان هذه المعاني تختلف باختلاف الجماعات والاجيال والتربية ، فليس الخير في نظر الرجل الابتدائي كالخير في نظر المتمدن، وليس الممكن في نظر الطفل كالممكن في نظر الراشد ، ولطالما بدلت التربية مفاهيم الجمال ، والخير ، والحقيقة ، فصار الرجل اذا اختلفت تربيته يتصور الحياة والعمل على طريقة مخالفة جداً لطريقة أخيه . وسوف نذكر في المنطق تأثير الهيئة الاجتماعية في التصور والحكم ، والقياس ، وعملها في تولد الفكر العلمي لقد درس ) لفي برول ( عقلية الأمم الابتدائية ، فوجد مفاهيمها مختلفة عن مفاهيم العقل المتمدن، فلولا الحياة الاجتماعية لكان لنا
منطق غير هذا . ولعلنا إذ ذاك لا نحتاج إلى المنطق أبداً .
تأثير الحياة الاجتماعية في الافعال : - ان صور افعالنا تختلف وتتبدل بتبدل الحماة الاجتماعية ، حتى لقد أثبت (موس ) و ( لفى برول) ان الانسان الابتدائي مصهور في البيئة الإجتماعية، وأن بوادر هيجانه وأفعاله مختلفة عن بوادر الانسان المتمدن، ذلك لأن السنة الاجتماعية تضيق عليه الخناق وتقيده باعتبارات الدين والاخلاق والآداب والازياء، وهذا جار في كل عصر إلا أن الانسان الابتدائي لما كان اضعف شخصية من المتمدن كان تضييق البيئة عليه أظهر وأقوى، وكانت أفعاله أقل تعلقاً به . ينتج من ذلك أن أفعالنا متعلقة بالاوضاع الاجتماعية المحيطة بنا وأن لكل زمان أنماطاً من الفعل وضروباً من السلوك متناسبة مع شروط حياته . .
تأثير الحياة الاجتماعية في العواطف - ان للحياة الاجتماعية تأثيراً في العواطف، وإذا كان الانسان الحديث لا يشعر بالعواطف التي كان يشعر بها الانسان
القديم فمرد ذلك إلى ان العواطف تتبدل بتبدل الزمان . فلا العواطف الوطنية ، ولا العواطف المنزلية أو الخلقية ، بمستقرة على حال واحدة ، وكذلك صورة الحب والذوق وشروط الصداقة وعاطفة الشرف . فهي في تبدل دائم
٣ - تعليل هذا التأثير
لا يكتفي العالم بملاحظة الظواهر بل يريد تعليلها ، ولما كان الايضاح العلمي يقوم على ربط الظواهر بعضها ببعض كان هم علماء النفس في ايضاح هذه الآثار الاجتماعية ربطها بمبادی، بسيطة وعلائق عامة . وهم في ذلك على مذهبين ، فمنهم من يقول إن الأمور الاجتماعية تنحل إلى عناصر نفسية ، و انه يمكن تعليل كل ظاهرة اجتماعية بانتقال الأثر النفسي من شخص إلى آخر بالتقليد والايحاء ، وان قوانين الحياة النفسية الفردية كافية لايضاح الامور الاجتماعية ، وتسمى هذه النظرية بالنظرية النفسية Psychologisme - ومنهم من يقول ان هناك حياة اجتماعية ذات صفات خاصة ، وان الاحوال الاجتماعية لا تنحل إلى عناصر نفسية فردية، بل تخضع لنواميس جديد لا توضحها قوانين السيكولوجيا الفردية ، وهي تؤثر في حياة الافراد كما تؤثر الطبيعة في الجسد ، وعلى ذلك فان السيكولوجيا تابعة لعلم الاجتماع ، لأنه لا يمكن ايضاح حقيقة الفرد إلا إذا نسب إلى تأثير الحياة الاجتماعية
فيه ، وتسمى هذه النظرية بالنظرية الاجتماعية Sociologisme
تأثير الحياة الاجتماعية في العقل : - سنتكلم في الفصول الآتية على تأثير الحياة الاجتماعية في كل فعل من أفاعيلنا النفسية كالذاكرة ، والانتباه ، والادراك ، والحكم ، ، والاستدلال والاختراع، فلنقتصر هنا على القول أن الانسان لا يستطيع أن يتجرد عن تأثير البيئة الاجتماعية، لأن هناك تصورات عامة، وآراء مشتركة بين الناس، تؤثر في تفكيره فلا يفرق بين الخير والشر، أو بين المستحب والمكروه، أو بين الجميل والقبيح، أو بين الممكن والمحال، إلا في اطار الحياة الاجتماعية ، وقد قيل ان هذه المعاني تختلف باختلاف الجماعات والاجيال والتربية ، فليس الخير في نظر الرجل الابتدائي كالخير في نظر المتمدن، وليس الممكن في نظر الطفل كالممكن في نظر الراشد ، ولطالما بدلت التربية مفاهيم الجمال ، والخير ، والحقيقة ، فصار الرجل اذا اختلفت تربيته يتصور الحياة والعمل على طريقة مخالفة جداً لطريقة أخيه . وسوف نذكر في المنطق تأثير الهيئة الاجتماعية في التصور والحكم ، والقياس ، وعملها في تولد الفكر العلمي لقد درس ) لفي برول ( عقلية الأمم الابتدائية ، فوجد مفاهيمها مختلفة عن مفاهيم العقل المتمدن، فلولا الحياة الاجتماعية لكان لنا
منطق غير هذا . ولعلنا إذ ذاك لا نحتاج إلى المنطق أبداً .
تأثير الحياة الاجتماعية في الافعال : - ان صور افعالنا تختلف وتتبدل بتبدل الحماة الاجتماعية ، حتى لقد أثبت (موس ) و ( لفى برول) ان الانسان الابتدائي مصهور في البيئة الإجتماعية، وأن بوادر هيجانه وأفعاله مختلفة عن بوادر الانسان المتمدن، ذلك لأن السنة الاجتماعية تضيق عليه الخناق وتقيده باعتبارات الدين والاخلاق والآداب والازياء، وهذا جار في كل عصر إلا أن الانسان الابتدائي لما كان اضعف شخصية من المتمدن كان تضييق البيئة عليه أظهر وأقوى، وكانت أفعاله أقل تعلقاً به . ينتج من ذلك أن أفعالنا متعلقة بالاوضاع الاجتماعية المحيطة بنا وأن لكل زمان أنماطاً من الفعل وضروباً من السلوك متناسبة مع شروط حياته . .
تأثير الحياة الاجتماعية في العواطف - ان للحياة الاجتماعية تأثيراً في العواطف، وإذا كان الانسان الحديث لا يشعر بالعواطف التي كان يشعر بها الانسان
القديم فمرد ذلك إلى ان العواطف تتبدل بتبدل الزمان . فلا العواطف الوطنية ، ولا العواطف المنزلية أو الخلقية ، بمستقرة على حال واحدة ، وكذلك صورة الحب والذوق وشروط الصداقة وعاطفة الشرف . فهي في تبدل دائم
٣ - تعليل هذا التأثير
لا يكتفي العالم بملاحظة الظواهر بل يريد تعليلها ، ولما كان الايضاح العلمي يقوم على ربط الظواهر بعضها ببعض كان هم علماء النفس في ايضاح هذه الآثار الاجتماعية ربطها بمبادی، بسيطة وعلائق عامة . وهم في ذلك على مذهبين ، فمنهم من يقول إن الأمور الاجتماعية تنحل إلى عناصر نفسية ، و انه يمكن تعليل كل ظاهرة اجتماعية بانتقال الأثر النفسي من شخص إلى آخر بالتقليد والايحاء ، وان قوانين الحياة النفسية الفردية كافية لايضاح الامور الاجتماعية ، وتسمى هذه النظرية بالنظرية النفسية Psychologisme - ومنهم من يقول ان هناك حياة اجتماعية ذات صفات خاصة ، وان الاحوال الاجتماعية لا تنحل إلى عناصر نفسية فردية، بل تخضع لنواميس جديد لا توضحها قوانين السيكولوجيا الفردية ، وهي تؤثر في حياة الافراد كما تؤثر الطبيعة في الجسد ، وعلى ذلك فان السيكولوجيا تابعة لعلم الاجتماع ، لأنه لا يمكن ايضاح حقيقة الفرد إلا إذا نسب إلى تأثير الحياة الاجتماعية
فيه ، وتسمى هذه النظرية بالنظرية الاجتماعية Sociologisme
تعليق