عز الدين القسام Al-Qassam Izz Ed-Din شيخ المجاهدين في سورية وفلسطين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عز الدين القسام Al-Qassam Izz Ed-Din شيخ المجاهدين في سورية وفلسطين

    القسام (عز الدين ـ)
    (1882 ـ 1935)
    محمد عز الدين بن الشيخ عبد القادر القسام، شيخ المجاهدين في سورية وفلسطين، ولد في مدينة جبلة السورية التابعة لمحافظة اللاذقية.
    تلقى علومه الأولى على يد والده صاحب أحد كتاتيب البلدة، فحفظ القرآن الكريم ونشأ نشأة دينية صالحة، غادر إلى القاهرة وتابع دراسته في الأزهر فأخذ عن الشيخ الإمام محمد عبده ومحمد أحمد الطوخي، حيث تجلت مواهبه وكان متميزاً من أقرانه، أرّقته مشكلات أمته بعدما رأى بأم عينه مصر وهي تشهد حالة من الغليان المفعم بالوطنية وصدق المشاعر في أعقاب دخول القوات البريطانية إليها والقضاء على الثورة العرابية، الأمر الذي ترك أثره الواضح في شخصيته ومسيرته النضالية. وبعد أن نال الشهادة الأهلية عاد إلى سورية ثم سافر إلى اصطنبول سنة 1903 ليستقر بعدها في جبلة، وقد وقر في نفسه أن من أبرز مهام رجل الدين تعليم أبناء الأمة كيف يكون النضال، فكان خطابه الوطني مفعماً بالمعاني الجهادية الصادقة، وأصبح جامع السلطان إبراهيم في مدينة جبلة قبلة المصلين الذين استهوتهم خطبه النارية. واتسعت سمعة القسام وبَعُد صيته فكان مثال الداعية المجاهد حينما أَتْبع الكلمة بالعمل، وكان على رأس المتظاهرين احتجاجاً على العدوان الإيطالي الذي استهدف احتلال ليبيا وتمكن من حشد مئات المتطوعين, بيد أن السلطات العثمانية حالت دون ذهابهم إلى هناك , وحينما احتلت القوات الفرنسية سواحل بلاد الشام سنة 1919 كان الشيخ القسام في طليعة المناضلين الذين تصدوا للفرنسيين بمنطقة صهيون إلى جانب صالح العلي وعمر البيطار ونافع الشامي، وقد لفت الأنظار إليه بصفته مجاهداً أحيا في قلوب الناس جذوة النضال، الأمر الذي جعل فرنسا تبذل المكافآت والأموال لمن يدل عليه وأصدرت بحقه حكماً بالإعدام، فالتجأ إلى منطقة الحفة ذات الموقع الحصين، ومنها كان يدير العمليات ويقوم بتوجيه أتباعه إلى تحصينات العدو, فاشتد الطلب في أثره فغادر إلى فلسطين ميدانه الجديد، واستقر بحيفا حيث عمل مدرساً في بداية الأمر بالمدرسة الإسلامية إلى جانب عمله خطيباً وإمام جامع الاستقلال في المدينة، ولمواقفه الجريئة وبلاغته وفصاحته كان مسجده عامراً بالمصلين. وفي عام 1926 انتسب إلى جمعية الشبان المسلمين ثم أصبح رئيساً لها، ولعمله مأذوناً شرعياً لدى المحكمة الشرعية كان يخرج إلى القرى والأرياف داعياً الناس ومحذراً من المخاطر المحدقة بهم، وأصبح له أتباع وتلاميذ كُثُر، بعث فيهم روح الوطنية والجهاد.
    استمر القسام في حيفا ما يزيد على عشر سنوات يؤسس لقاعدة نضالية تركت آثاراً واضحة في حركة النضال الفلسطيني, ولم يمنعه انشغاله في قضايا التعليم من ممارسة دوره القيادي لمواجهة حركة الاستيطان الصهيوني والاستعمار البريطاني الغادر، واستطاع في جولاته في القرى أن يقوم بتشكيل تنظيم سري ذي طبيعة ثورية، بدأ عمله مع مطلع ثلاثينيات القرن الماضي على شكل خلايا سرية لايتجاوز عدد أفراد إحداها خمسة أفراد، استهدفت مقاومة الاحتلال ومنع تسلل الجماعات اليهودية إلى فلسطين، ثم انضم إليه عدد كبير من شباب فلسطين، وقام بجمع التبرعات وشراء ما توافر من الأسلحة وزعت على تلامذته وأعضاء تنظيمه، واتصل بالعديد من الشخصيات والرموز الفلسطينية بهدف التنسيق معها، وفي مقدمتهم مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني الذي طلب إليه إصدار فتوى تجيز قتال المستعمرين، سواء أكانوا بريطانيين أم مهاجرين يهود, غير أن جهوده لم تثمر بسبب تهاون القائمين على الحركة الوطنية آنذاك, الذين كانوا يميلون إلى الحل السياسي من دون العسكري، في حين كان القسام ومن تبعه يؤمنون بأن الثورة المسلحة هي وحدها الكفيلة بوضع نهاية حقيقية للانتداب ومنع قيام دولة يهودية على أرض فلسطين، وفي عام 1935م شكل القسام من بين أتباعه خمس لجان كان عمل الأولى دعائياً إعلانياً لإطلاع الجماهير على حقيقة المشروع البريطاني الصهيوني، والثانية للإعداد والتدريب العسكري وتنظيم الجماعات المسلحة، والثالثة لتوفير ما يلزم من معدات ومستلزمات خدمية، والرابعة للاستخبارات ومتابعة ما يقوم به العدو، والخامسة للعلاقات الخارجية. وتمكن من حشد ما يقرب من ألف مقاتل خرج مع قلة منهم في تشرين الثاني/نوڤمبر إلى نواحي جنين بهدف حشد ما أمكن من شباب المنطقة، فوصل إلى كفر زان وبركين، ثم إلى جبال البارد وكفر قوت، وكانت السلطات البريطانية بالتعاون مع العناصر اليهودية الموالية تتابع مايقوم به القسام، فأرسلت قوات كبيرة مدججة بأحدث الأسلحة وفرضت عليه طوقاً محكماً داخل أحراش يعبد (على بعد نحو 18كم إلى الجنوب الغربي من مدينة جنين) يوم 19/11/1935، ودارت بينه وبين البريطانيين معركة استمرت زهاء 6ساعات، ومع أنه لم يكن معه سوى أحد عشر رجلاً من إخوانه المجاهدين، فإنه ألحق بالقوات البريطانية خسائر كبيرة وكبدها مايزيد على خمسة عشر قتيلاً ورفض بإباء إلقاء السلاح إلى أن استشهد ومعه اثنان من رفاقه (الشيخ السيد الحنفي المصري والشيخ يوسف الزيادي)، وأسر خمسة واختفى الباقون في الجبال المحيطة، وقد تركت هذه المعركة أصداء واسعة داخل فلسطين وخارجها؛ فكانت المقدمة التي أشعلت فتيل الثورة الفلسطينية عام 1936م، وأصبح القسام وأتباعه الذين عرفوا فيما بعد بالقساميين رمزاً من رموز حركة المقاومة الفلسطينية التي تمخض عنها ميلاد تيارات ثورية بين صفوف الشباب؛ كان القسام قدوتهم وكانوا هم القاعدة التي أسست للعمل الفلسطيني المسلح في ظل الأوضاع التي تعيشها فلسطين اليوم، وقد رثاه عشية استشهاده كثير من الشعراء كان في مقدمتهم فؤاد الخطيب الذي قال فيه:
    ما كنتُ أحسبُ قبل شخصك أمةً
    في بردتيه يضمُها إنسانُ
    لم يثن عزمك والكتائب شمّرَت
    نصل يشبّ توقداً وسنانُ
    هو صيحة ملأَ الفضاء دويها
    فسلِ العروبة هل لها آذانُ
    مصطفى الخطيب
يعمل...
X