علم النفس الفيزيائي
1 علم النفس الفيزيائي : - قدمنا أن الاحساس ظاهرة نفسية ، وقلنا أنه واسطة للاطلاع على العالم الخارجي ، وقد فرقنا بين الاحساس الذي يتناوله علم النفس وبين الاحساسات التي يبحث فيها علماء الطبيعة . فالاحساس من الوجهة النفسية أول المعرفة ، اليه تنحل كل أفاعيلنا العقلية ، ومعارفنا المجردة ، وهو ناشيء عن المؤثرات الخارجية . فلولا المرئيات لما حصلت الرؤية، ولولا المسموعات لما حدث السمع ، وهذه المرئيات و المسموعات ندرسها في علم الفيزياء . فنبحث في ظواهر الضوء والصوت مثلاً ، ونتحرى قوانينها .
هي فهنالك اذن عوامل خارجية باعثة على حدوث الاحساس يمكن دراستها وتحقيقها ، مع بيان العلاقات التي بينها وبين الظواهر النفسية. تلك الغاية التي من أجلها أسس (فيشتر) علم النفس الفيزيائي . وهو علم يوصل به إلى معرفة نسبة الاحساس إلى المؤثر . ونحن سنوضح هذه الطريقة وننتقدها فيما بعد . وما أورد ناذكرها هنا الا لنبين علاقة الشعور بالعالم الخارجي.
وترجع الآن إلى ما قدمناه فنقول : ان الظواهر النفسية متصلة بالجد . وقد بينا مطمع بعض العلماء عند نسبتهم الظواهر النفسية إلى الظواهر الفيسيولوجية ، وفندنا طريقتهم رغبة في المحافظة على استقلال علم النفس . ثم ذكرنا علاقة النفس بالعالم الخارجي ، وأوردنا رأي علماء البيولوجيا ، وطريقتهم التي يسيرون عليها في دراسة تكيف الشعور ، وشروط تبدله وفقاً لشرائط الحياة . ولولا أن هناك عاملاً خارجياً آخر أكثر خطورة من العوامل التي ذكرها علماء البيولوجيا لوقفنا عند آرائهم ، واضطررنا إلى دراسة الظواهر النفسية لا من جهة علاقاتها بالجد فقط ، بل من وجهة انسجامها في عالم أوسع وأتم وأكمل ، هذا مع المحافظة على طريقتها الخاصة التي من بينها فيما بعد. ولكن الانسان كما نعلم لا يعيش منفرداً ، بل يعيش في وسط اجتماعي ولهذه البيئة الاجتماعية تأثير عظيم في حياته النفسية . نعم ان الحياة النفسية متعلقة بالحياة العضوية ، إلا ان تعلقها بالحياة الاجتماعية أشد وأقوى، أضف إلى ذلك ان ارتكاز الحياة النفسية على الأسس الحيوية وحدها يجعل التفكير خاضعاً للعمل ، ويمنع من الاتصال بالغايات المجردة السامية. ان هناك تفكيراً خالياً من الغرض ، مجرداً من المنفعة ، لا توصلنا اليه تلك الأسس الحيوية التي يبنون عليها أفاعيل النفس . ولا نتصل بهذه الغايات المجردة الا إذا خرجنا من نفوسنا ، ومما تنطوي عليه انانيتنا ، ونظرنا إلى الناس الذين يشاطروننا الحياة ، ويغترفون ماءها من الحوض المشترك الذي نغترف منه . تلك هي الهيئة الاجتماعية التي ينبغي لنا البحث عن تأثيرها في الحياة النفسية . قال دور کهایم : ( هناك قسم من وجودنا ليس متعلقاً مباشرة بالعامل العضوي ، وهو كل ما يمثل الهيئة الاجتماعية في نفوسنا ) . ولذلك فنحن قائلون في علائق الحياة النفسية
بالحياة الاجتماعية .
1 علم النفس الفيزيائي : - قدمنا أن الاحساس ظاهرة نفسية ، وقلنا أنه واسطة للاطلاع على العالم الخارجي ، وقد فرقنا بين الاحساس الذي يتناوله علم النفس وبين الاحساسات التي يبحث فيها علماء الطبيعة . فالاحساس من الوجهة النفسية أول المعرفة ، اليه تنحل كل أفاعيلنا العقلية ، ومعارفنا المجردة ، وهو ناشيء عن المؤثرات الخارجية . فلولا المرئيات لما حصلت الرؤية، ولولا المسموعات لما حدث السمع ، وهذه المرئيات و المسموعات ندرسها في علم الفيزياء . فنبحث في ظواهر الضوء والصوت مثلاً ، ونتحرى قوانينها .
هي فهنالك اذن عوامل خارجية باعثة على حدوث الاحساس يمكن دراستها وتحقيقها ، مع بيان العلاقات التي بينها وبين الظواهر النفسية. تلك الغاية التي من أجلها أسس (فيشتر) علم النفس الفيزيائي . وهو علم يوصل به إلى معرفة نسبة الاحساس إلى المؤثر . ونحن سنوضح هذه الطريقة وننتقدها فيما بعد . وما أورد ناذكرها هنا الا لنبين علاقة الشعور بالعالم الخارجي.
وترجع الآن إلى ما قدمناه فنقول : ان الظواهر النفسية متصلة بالجد . وقد بينا مطمع بعض العلماء عند نسبتهم الظواهر النفسية إلى الظواهر الفيسيولوجية ، وفندنا طريقتهم رغبة في المحافظة على استقلال علم النفس . ثم ذكرنا علاقة النفس بالعالم الخارجي ، وأوردنا رأي علماء البيولوجيا ، وطريقتهم التي يسيرون عليها في دراسة تكيف الشعور ، وشروط تبدله وفقاً لشرائط الحياة . ولولا أن هناك عاملاً خارجياً آخر أكثر خطورة من العوامل التي ذكرها علماء البيولوجيا لوقفنا عند آرائهم ، واضطررنا إلى دراسة الظواهر النفسية لا من جهة علاقاتها بالجد فقط ، بل من وجهة انسجامها في عالم أوسع وأتم وأكمل ، هذا مع المحافظة على طريقتها الخاصة التي من بينها فيما بعد. ولكن الانسان كما نعلم لا يعيش منفرداً ، بل يعيش في وسط اجتماعي ولهذه البيئة الاجتماعية تأثير عظيم في حياته النفسية . نعم ان الحياة النفسية متعلقة بالحياة العضوية ، إلا ان تعلقها بالحياة الاجتماعية أشد وأقوى، أضف إلى ذلك ان ارتكاز الحياة النفسية على الأسس الحيوية وحدها يجعل التفكير خاضعاً للعمل ، ويمنع من الاتصال بالغايات المجردة السامية. ان هناك تفكيراً خالياً من الغرض ، مجرداً من المنفعة ، لا توصلنا اليه تلك الأسس الحيوية التي يبنون عليها أفاعيل النفس . ولا نتصل بهذه الغايات المجردة الا إذا خرجنا من نفوسنا ، ومما تنطوي عليه انانيتنا ، ونظرنا إلى الناس الذين يشاطروننا الحياة ، ويغترفون ماءها من الحوض المشترك الذي نغترف منه . تلك هي الهيئة الاجتماعية التي ينبغي لنا البحث عن تأثيرها في الحياة النفسية . قال دور کهایم : ( هناك قسم من وجودنا ليس متعلقاً مباشرة بالعامل العضوي ، وهو كل ما يمثل الهيئة الاجتماعية في نفوسنا ) . ولذلك فنحن قائلون في علائق الحياة النفسية
بالحياة الاجتماعية .
تعليق