١- النفس والعالم الخارجي
لنخرج الآن من الجسد ولننظر إلى علاقة الظواهر النفسية بالظواهر الطبيعية الخارجية . فالنفس في مجاهل هذا العالم الشاخص تتغير من حال إلى حال ، لا تقف على مشهد إلا لتستقر في غيره ، فهي كسائر الموجودات في تغير دائم ، لا حياة لها إلا بالتبدل والحركة، كأنها كائن حي يتغذى وينمو ويتسق في نظام الوجود، وهي تتصل بالعالم الخارجي بواسطة الجسد الذي يحاورها ، فكأن الجسد سفينتها التي تبحر عليها في هذا الوجود
المشخص المحسوس .
و على ذلك فاننا نستطيع أن ندرس النفس من الوجهة الخارجية لا كما فعل السلوكيون بل على طريقة علماء الحياة أو علماء الفيزياء . فننظر في شروط حياتها ونموها ومؤ الفتها للمحيط . ثم نبحث في تأثير العوامل الخارجية في الظواهر النفسية ونسبتها
إليها .
لا عن الظواهر النفسية والبيولوجيا - يقول علماء البيولوجيا ان كل جسم حي بد له إذا عاش من ان يؤالف شروط البيئة . والحياة في نظر سبنسر تنشأ . موالفة الداخل للخارج . والاجسام الحية كلها تنمو بتمثيل العناصر التي تمتصها ، فتتبدل هذه المواد الممتصة إلى نسج واعضاء ، فكأن الجسد مخبر تركيب كيماوي ، إلا أن طبيعة مركباته مختلفة عن طبيعة المركبات المعدنية . فبينا انت تجد الأجسام الهامدة التي لا حياة فيها تميل إلى التوازن والسكون تجد الأجسام الحية في حركة مستمرة تتغير تحت تأثير العوامل الخارجية فتصطفيها وترد الفعل على آثارها، وتكون بهذا الاصطفاء صورة نوعية خاصة كأن هنالك خطة مرسومة من قبل تحققها الحياة بتبدل صورة النوع وتكاملها . أقول . إذا كانت الأجسام الجامدة تتكون من العناصر البسيطة التي تنحل إليها ، فإن الأجسام الحية دائمة الحركة والنمو ، كأن هنالك فكراً مديراً يصطفي العناصر اللازمة لبقاء الحياة ونموها . ويمكننا جمع كل هذه الخواص بقولنا : الحياة هي التكيف ، والتمثيل ، ورد الفعل ، والتنظيم ،
والاصطفاء
والشعور كما قدمنا شبيه بالأجسام الحية ، نجد فيه جميع خواص الحياة على صورة أتم
من صور الحياة المألوفة . فأولى خواص للشعور تأثيره في التكيف أي في مؤالفة البيئة ، ولا بقاء له دون هذه المؤالفة . ولكن المؤالفة التامة تؤدي إلى اللاشعور . لانه لا وجود للشعور في الأعضاء التي آلفت المحيط ولا في الحركات المستقرة الثابتة . مثال ذلك ان راكب الدراجة لا ينتبه الحركات رجليه ، ولا يشعر بدقائقها ، كأن التصور كما قال ( هنري برغسون ( مسدود بالعمل ، فلا احساس في حالة التوازن التام ، بل الشعور موال للحرة والتبدل ، وهو لا يظهر إلا عند انقطاع المؤالفة .
وثانية خواص الشعور تمثيله العناصر الخارجية. فالنفس تجمع الاحساسات وتصهرها وتبدلها ، وتكون منها معاني الأشياء ، فكأن إدراك العالم الخارجي ومعرفته شبيهان بتمثيل الجسد للمواد الغذائية
وكذلك الحركات والأفعال المنعكسة والغرائز والنزعات . فهي أشبه شيء بأعمال تعكس بها النفس آثار المحيط الخارجي . وسترى في المباحث الآتية كيف تقوم النفس بالاصطفاء في الاحساس، والادراك، والمشاهدة، والتفكير، والتقرير، وفقاً لقانون الاهتمام، وكيف ينظم الشعور هذه المواد المنتخبة وينسقها . ومما يقرب وجه الشبه بين الشعور والأجسام الحية خضوعه لقانون التطور والتكامل ، حتى لقد قال (ري ) : ( يتطور الشعور وينمو بتأثير الاحتياجات العملية ، وهو ذو علاقة تامة بتطور صور الحياة )
وقد سمي العلماء هذه الطريقة بالسيكولوجيا الحيوية وهي تبحث في تكيف الشعور وتبدله وفقاً لشرائط الحياة ، وبحسب الحاجات العملية، والمنفعة ، والاهتمام.
لنخرج الآن من الجسد ولننظر إلى علاقة الظواهر النفسية بالظواهر الطبيعية الخارجية . فالنفس في مجاهل هذا العالم الشاخص تتغير من حال إلى حال ، لا تقف على مشهد إلا لتستقر في غيره ، فهي كسائر الموجودات في تغير دائم ، لا حياة لها إلا بالتبدل والحركة، كأنها كائن حي يتغذى وينمو ويتسق في نظام الوجود، وهي تتصل بالعالم الخارجي بواسطة الجسد الذي يحاورها ، فكأن الجسد سفينتها التي تبحر عليها في هذا الوجود
المشخص المحسوس .
و على ذلك فاننا نستطيع أن ندرس النفس من الوجهة الخارجية لا كما فعل السلوكيون بل على طريقة علماء الحياة أو علماء الفيزياء . فننظر في شروط حياتها ونموها ومؤ الفتها للمحيط . ثم نبحث في تأثير العوامل الخارجية في الظواهر النفسية ونسبتها
إليها .
لا عن الظواهر النفسية والبيولوجيا - يقول علماء البيولوجيا ان كل جسم حي بد له إذا عاش من ان يؤالف شروط البيئة . والحياة في نظر سبنسر تنشأ . موالفة الداخل للخارج . والاجسام الحية كلها تنمو بتمثيل العناصر التي تمتصها ، فتتبدل هذه المواد الممتصة إلى نسج واعضاء ، فكأن الجسد مخبر تركيب كيماوي ، إلا أن طبيعة مركباته مختلفة عن طبيعة المركبات المعدنية . فبينا انت تجد الأجسام الهامدة التي لا حياة فيها تميل إلى التوازن والسكون تجد الأجسام الحية في حركة مستمرة تتغير تحت تأثير العوامل الخارجية فتصطفيها وترد الفعل على آثارها، وتكون بهذا الاصطفاء صورة نوعية خاصة كأن هنالك خطة مرسومة من قبل تحققها الحياة بتبدل صورة النوع وتكاملها . أقول . إذا كانت الأجسام الجامدة تتكون من العناصر البسيطة التي تنحل إليها ، فإن الأجسام الحية دائمة الحركة والنمو ، كأن هنالك فكراً مديراً يصطفي العناصر اللازمة لبقاء الحياة ونموها . ويمكننا جمع كل هذه الخواص بقولنا : الحياة هي التكيف ، والتمثيل ، ورد الفعل ، والتنظيم ،
والاصطفاء
والشعور كما قدمنا شبيه بالأجسام الحية ، نجد فيه جميع خواص الحياة على صورة أتم
من صور الحياة المألوفة . فأولى خواص للشعور تأثيره في التكيف أي في مؤالفة البيئة ، ولا بقاء له دون هذه المؤالفة . ولكن المؤالفة التامة تؤدي إلى اللاشعور . لانه لا وجود للشعور في الأعضاء التي آلفت المحيط ولا في الحركات المستقرة الثابتة . مثال ذلك ان راكب الدراجة لا ينتبه الحركات رجليه ، ولا يشعر بدقائقها ، كأن التصور كما قال ( هنري برغسون ( مسدود بالعمل ، فلا احساس في حالة التوازن التام ، بل الشعور موال للحرة والتبدل ، وهو لا يظهر إلا عند انقطاع المؤالفة .
وثانية خواص الشعور تمثيله العناصر الخارجية. فالنفس تجمع الاحساسات وتصهرها وتبدلها ، وتكون منها معاني الأشياء ، فكأن إدراك العالم الخارجي ومعرفته شبيهان بتمثيل الجسد للمواد الغذائية
وكذلك الحركات والأفعال المنعكسة والغرائز والنزعات . فهي أشبه شيء بأعمال تعكس بها النفس آثار المحيط الخارجي . وسترى في المباحث الآتية كيف تقوم النفس بالاصطفاء في الاحساس، والادراك، والمشاهدة، والتفكير، والتقرير، وفقاً لقانون الاهتمام، وكيف ينظم الشعور هذه المواد المنتخبة وينسقها . ومما يقرب وجه الشبه بين الشعور والأجسام الحية خضوعه لقانون التطور والتكامل ، حتى لقد قال (ري ) : ( يتطور الشعور وينمو بتأثير الاحتياجات العملية ، وهو ذو علاقة تامة بتطور صور الحياة )
وقد سمي العلماء هذه الطريقة بالسيكولوجيا الحيوية وهي تبحث في تكيف الشعور وتبدله وفقاً لشرائط الحياة ، وبحسب الحاجات العملية، والمنفعة ، والاهتمام.
تعليق