ارتفاع منسوب البحر سيؤدي إلى عواقب وخيمة، وفقاً لدراسة جديدة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ارتفاع منسوب البحر سيؤدي إلى عواقب وخيمة، وفقاً لدراسة جديدة

    سيؤثر ارتفاع منسوب البحر في السواحل والمجتمعات البشرية تأثيرًا معقدًا غير متوقع، وفقًا لدراسة شملت 12 ألف سنة، تحولت فيها جزيرة كبيرة إلى مجموعة من الجزر الصغيرة. أعاد الباحثون دراسة ارتفاع منسوب البحر لإنشاء خريطة للتغيرات الساحلية ضمن 1000 سنة، ووجدوا أن جزر سيلي قبالة الساحل الجنوبي الغربي للمملكة المتحدة، تحولت من جزيرة واحدة إلى وضعها الحالي المتمثل في 140 جزيرة في غضون ألف سنة. مدخل مقبرة من العصر البرونزي في سانت ماري، جزر سيلي مدخل مقبرة من العصر البرونزي في سانت ماري، جزر سيلي توصلت الدراسة التي قادتها جامعة إكستر بالتعاون مع وحدة كورنوول الأثرية وجامعة كارديف و14 معهدًا آخر إلى أن التغيرات في مساحة الأرض والوجود البشري حدثت بمعدلات متغيرة، وارتبطت غالبًا بالمعدل السائد لارتفاع مستوى البحر. مع تغير المناخ الذي يؤدي الآن إلى ارتفاع سريع في مستوى سطح البحر، يقول الباحثون إن التأثيرات لن تكون دائمًا طفيفة، مثل اضطرار البشر إلى التراجع عن السواحل. قال قائد فريق البحث، الأستاذ في جامعة إكستر روبرت بارنيت: «عندما نفكر في ارتفاع مستوى سطح البحر في المستقبل، يجب النظر في مدى تعقيد الأنظمة المتعلقة، كالجغرافيا الطبيعية والاستجابة البشرية». «السرعة التي تُغمر بها الأرض لا تتعلق فقط بارتفاع مستوى سطح البحر، بل تختلف تبعًا للجغرافيا المحلية وأشكال الأرض وجيولوجيتها». «من المرجح أن تختلف الاستجابة البشرية بين مكان وآخر، مثلًا، قد يكون لدى مجتمع ما أسباب قوية لعدم التخلي عن موقع ما». صورة جوية لحدود حقل حجري مغمور بالمياه، جزر سيلي صورة جوية لحدود حقل حجري مغمور بالمياه، جزر سيلي طوّر الباحثون منحنى جديدًا لمستوى سطح البحر على مدار 12 ألف عام لجزر سيلي، وقارنوه بالمعلومات الحديثة المتعلقة بتشكل المظاهر الطبيعية والغطاء النباتي والكثافة السكانية، التي حصلوا عليها من بيانات غبار الطلع والفحم والأدلة الأثرية المجموعة. يعزز البحث الجديد البيانات التي جُمعت عبر مشروع ليونيس بين عامي 2009 و2013، وهي دراسة عن البيئة الساحلية والبحرية التاريخية لجزر سيلي. تشير هذه النتائج إلى أنه خلال فترة (4000 -5000) سنة مضت، غُمرت الأرض سريعًا. استجابةً لهذا التغير في السواحل، تأقلم الناس مع الوضع الجديد بدلاً من التخلي عن المنطقة. بحلول العصر البرونزي قبل 4400 سنة، يشير السجل الأثري إلى أن المنطقة استوطنها سكان دائمون، وعوضًا عن مغادرة الجزر حدثت زيادة في الأنشطة. لا تزال أسباب ذلك مجهولة، لكن أحد الاحتمالات أن البحار الضحلة الجديدة ومناطق المد والجزر خلقت فرصًا لصيد الأسماك وجمع المحار وصيد الطيور البرية. حدث هذا الفقد السريع للأراضي حين كان ارتفاع مستوى سطح البحر بطيئًا نسبيًّا، لأن الكثير من أراضي سيلي في تلك المرحلة كانت مسطحة نسبيًّا وقريبة من مستوى سطح البحر. ووجدت الدراسة أنه قبل نحو 4000 – 5000 سنة كانت معدلات خسارة الأراضي 10 آلاف متر مربع سنويًّا، وهو ما يعادل مساحة ملعب رغبي. وهكذا، تحول نحو نصف هذه الأراضي إلى مياه ضحلة، وربما مثّل ذلك دعمًا للمجتمعات الساحلية. قال تشارلي جونز أحد مديري وحدة كورنوول الأثرية: «يؤكد البحث الجديد أن الفترة قبل 4000 سنة شهدت أهم خسارة في اليابسة في تاريخ سيلي، ما يعادل خسارة ثلثي مساحة الجزر الحديثة». بعد مضي 4000 سنة، استمرت مجموعة الجزر في الغرق بسبب ارتفاع مستويات سطح البحر، حتى خلال معدلات ارتفاع مستوى سطح البحر القليلة، نحو 1 ملم سنويًا. أضاف الدكتور بارنيت: «من الواضح أن التغير الساحلي السريع قد يحدث نتيجة لارتفاع صغير نسبي تدريجي في مستوى سطح البحر». «المعدل الحالي لمتوسط ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي -نحو 3.6 ملم سنويًا- هو أكبر بكثير من المعدل المحلي في جزر سيلي -(1-2) ملم سنويًا- الذي سبّب إعادة تنظيم ساحلي كبير في فترة 4000-5000 سنة مضت». «والأهم هو استجابة الإنسان لهذه التغيرات، التي يصعب توقعها، إذ نرى اليوم في الدول الجُزُرية أن الممارسات الثقافية تحدد استجابة المجتمعات الساحلية، مثل برامج إعادة التوطين المخطط لها في فيجي، ومنع الهجرة بسبب المناخ في تافالو». «رأينا في الماضي أن إعادة التنظيم الساحلي في جزر سيلي أدت إلى توافر موارد جديدة للمجتمع الساحلي، لا نظن أن تؤدي إعادة التنظيم الساحلي في المستقبل إلى توافر موارد جديدة قادرة على دعم مجتمعات بأكملها». «من المؤكد أن المنظورات المجتمعية والثقافية لسكان المناطق الساحلية ستكون حاسمةً لاستجابة ناجحة لتغير المناخ في المستقبل».
يعمل...
X