أمازون تُقيم منطقة إقليمية لمراكز البيانات السحابية في الإمارات
الإمارات تسعى جاهدة لاستعادة مكانتها في الأسواق من خلال استقطاب التكنولوجيات الحديثة لجلب الاستثمارات.
إليكم تجربتنا الأكثر ابتكارا
أبوظبي - دخل عملاق التجارة الإلكترونية أمازون في مرحلة جديدة من التوسع في الشرق الأوسط باختياره الإمارات كنقطة إقليمية من أجل بناء منطقة ضخمة لمراكز بياناتها السحابية.
وأعلنت شركة أمازون ويب سيرفيسز لخدمات الحوسبة السحابية (أي.دبليو.أس) الثلاثاء أنها تعتزم استثمار حوالي خمسة مليارات دولار حتى العام 2036 لإنشاء هذه المنطقة.
وتعد المنطقة هي الثانية في منطقة الشرق الأوسط بعد البحرين، التي سبقت جيرانها في استقطاب إحدى أبرز شركات وادي السيليكون لتركيز نشاطها في أصغر اقتصادات بلدان المنطقة.
وكان قد جرى إطلاق خدمات أمازون ويب سرفيس في البحرين خلال 2019 حين قررت وحدة الحوسبة السحابية التابعة لعملاق التجارة الإلكترونية تأسيس نشاط لها هناك.
وقالت أمازون “ستكون لدى المطورين والشركات الناشئة ورجال الأعمال والمؤسسات خيارات أكبر لتشغيل تطبيقاتهم وخدمة المستخدمين من مراكز البيانات الموجودة في الإمارات باستخدام خيارات متقدمة لتقنيات أمازون ويب سيرفيسز لتنمية الابتكار”.
ووفق بيان الشركة الأميركية، الذي نشرته وكالة بلومبرغ، فإن المؤسسات الحكومية والتعليمية والمنظمات غير الربحية ستتمتع كذلك بهذه الخدمات.
وتقدر الشركة أن إنفاقها المتوقع على إنشاء وتشغيل المنطقة الجديدة سيدعم ما يقرب من ستة آلاف وظيفة بدوام كامل سنويا للبائعين الخارجيين.
وستضيف المنطقة الجديدة التي تطلقها أمازون تحت اسم “خدمات الحوسبة السحابية في الشرق الأوسط – منطقة الإمارات” ما يقدر بنحو 41 مليار درهم (11 مليار دولار) على مدار السنوات الخمس عشرة المقبلة إلى الناتج المحلي الإجمالي للإمارات.
وتنشئ أمازون ويب سيرفيسز مناطق “توافر الخدمات” التي تهيئ البنية التحتية في مواقع جغرافية منفصلة ومتميزة.
ومشروع الشركة في الإمارات يتكون من ثلاث مناطق، وتنضم إلى منطقة الشركة في البحرين، والتي تم افتتاحها في يوليو 2019.
وكل مناطق الشركة تقع بعيدة عن بعضها بما يكفي لدعم استمرارية عمل الزبائن، ولكنها قريبة بدرجة كافية حتى تقوم بتوفير زمن انتقال منخفض للبيانات التي تستخدم مناطق خدمات متعددة.
ومع إطلاق منطقة أمازون ويب سيرفيسز الجديدة في الشرق الأوسط (الإمارات)، تمتلك أمازون ويب سيرفيسز حاليا 87 منطقة لتوافر الخدمات في 27 منطقة جغرافية حول العالم.
11
مليار دولار سيضيفها مشروع أمازون إلى الاقتصاد الإماراتي سنويا بحلول 2036
وتخطط الشركة الأميركية لإطلاق 21 منطقة توافر جديدة، وأيضا سبعة مواقع أخرى في أستراليا وكندا والهند ونيوزيلندا وإسبانيا وسويسرا.
وتجذب مراكز البيانات اهتمام الشركات الكبرى، وخلال العام الماضي تم إبرام صفقتين بقيمة إجمالية بلغت 18.8 مليار دولار.
واستهدفت الصفقتان الاستحواذ على اثنين من أكبر مراكز البيانات، ما ألقى الضوء على زخم الاستحواذ على أصول الحوسبة السحابية الرئيسية مع ظهور جيل جديد من خدمات شبكة الجيل الخامس وشبكات الألياف الضوئية.
وتسعى الإمارات جاهدة لاستعادة مكانتها في الأسواق من خلال استقطاب التكنولوجيات الحديثة لجلب الاستثمارات، في محاولة منها للتسويق لنفسها كمركز للتكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مستقبلا.
وهذا الاستثمار ليس الأول بالنسبة إلى أمازون بالسوق الإماراتية، ففي نوفمبر الماضي أعلنت أنها ستتعاون مع مكتب أبوظبي للاستثمار لإنشاء مركز لوجستي جديد في إمارة أبوظبي مما يمنحها فرصة أكبر من أجل تنمية أعمالها في قطاع تجارة التجزئة.
ويندرج ذلك التعاون في إطار برنامج الابتكار التابع لمكتب أبوظبي للاستثمار البالغ قيمته 540 مليون دولار لدعم الشركات المبتكرة العامة في قطاعات رئيسية.
الشركة تقدر أن إنفاقها المتوقع على إنشاء وتشغيل المنطقة الجديدة سيدعم ما يقرب من ستة آلاف وظيفة بدوام كامل سنويا للبائعين الخارجيين
وسيجسد المركز مدى التزام أمازون بالنمو المستدام في المنطقة، بما يتماشى مع خارطة طريق الاستدامة التي أعلنت عنها الشركة لأعمالها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ونجحت أمازون في مارس 2017 في التوصل إلى اتفاق لشراء شركة سوق.كوم، أكبر موقع لتجارة التجزئة عبر الإنترنت في الشرق الأوسط، لتوسع بذلك دائرة انتشارها السريع في أنحاء العالم.
وأدخل ذلك الاتفاق أمازون بقوة إلى سوق يشهد نموا سريعا في وقت تواصل المجموعة الاستثمار في قطاع تجارة التجزئة، رغم توسيع عملياتها لتشمل خدمات متنوعة أخرى.
ويعرض موقع سوق.كوم قرابة 8.4 مليون منتج ضمن 31 تصنيفا بينها الإلكترونيات والأزياء والساعات والمفروشات، ويستقطب أكثر من 45 مليون زائر شهريا لبيعهم منتجات انطلاقا من مراكز عمل رئيسية في السعودية والإمارات ومصر والكويت.
وفي يونيو 2018 أحدثت أمازون صدمة كبيرة في قطاع الخدمات اللوجستية ونقل الطرود في العالم وخاصة في الدول المتقدمة التي تنشط فيها بقوة حين أعلنت أنها ستبني شبكة شاحنات لتوريد بضائعها إلى زبائنها في الولايات المتحدة. ورجحت حينها تعميم التجربة في دول أخرى.