الفشل تجربة  محبطة لكنها فرصة لإعادة النظر في القدرات التي استخدمت في تحقيق الأهداف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفشل تجربة  محبطة لكنها فرصة لإعادة النظر في القدرات التي استخدمت في تحقيق الأهداف

    مشاركة الآباء للطفل في البحث عن أسباب فشله تساعده على تجاوزها


    الفشل تجربة محبطة لكنها فرصة لإعادة النظر في القدرات التي استخدمت في تحقيق الأهداف.


    على الأهل مساعدة الطفل على تجاوز صعوباته

    القاهرة - يؤكد خبراء علم النفس أن الفشل يترافق مع نمو دماغي متسارع للطفل ونضج في التفكير سرعان ما يعيدان الاتزان النفسي إليه، إذ يعملان على تجديد طريقة تحدي الإخفاق بالإصرار والمثابرة وتكرار المحاولة للخروج من المستنقع الذي يجد الطفل نفسه فيه.

    ويقول استشاريو التربية الأسرية إن الفشل تجربة ذات نتائج محبطة، لكنها في المقابل فرصة ثمينة لإعادة النظر في القدرات والطرق التي استخدمت في تحقيق الأهداف، بهدف تحويلها إلى طاقة إيجابية للانطلاق مجددا بطريقة مختلفة. ودون قصد، قد يسبب الآباء الذين لديهم توقعات عالية وغير واقعية قلقًا وخوفًا لدى أطفالهم.

    ويرى الخبراء أنه بدلًا من خلق بيئة يشعر فيها الأطفال بأن عليهم الفوز في كل مرة، فإن الأفضل والأكثر واقعية توقع حدوث الفشل أحيانًا، لأن الأشخاص يميلون إلى التعلم من أخطائهم أكثر مما يتعلمون من النجاح. مثلًا، بعد الاختبار فإن الشخص يميل إلى تذكر أخطائه بدلًا من تذكر الإجابات الصحيحة.

    كما على الأهل تقبّل الفشل والابتعاد عن المثالية، فالطفل إنسان، ومن الطبيعي أن يمر بمثل هذه الأمور. لذلك عليهم، وفق الخبراء، البحث عن طرق تحوّل الغضب المتولد داخل الطفل إلى طاقة تفجر فيه قوة التحدي، مع تعزيز الثقة بالنفس حتى لا يخجل من ضعفه، والاستعانة بمن يثق بهم حتى يعبر الطفل عن الشعور المتعاظم داخله، وتركه يبكي ويتحدث بحرية وتفريغ ما ينتابه من غضب، والعمل على رفع معنوياته من خلال كتابة قائمة بإنجازات الطفل وصفاته التي تمده بالقوة.

    ◙ على الآباء ألا يبالغوا في رد فعلهم أو يظهروا الإحباط لطفلهم إن أخفق بل يجب أن يشجعوه وأن يقدروا محاولاته للوصول إلى النجاح

    وقد يشعر الكثير من الأطفال بضغط غير مرئي، لكنه ثقيل، ليكونوا أفضل وأن يصلوا إلى القمة، وأن يحصدوا الجوائز والمنح الدراسية. والحقيقة هي أنهم لا يستطيعون أن يربحوا في كل مرة.

    ويتعلق جزء من عملية بناء المرونة لدى الأطفال بالوالدين. وقالت مي علي المدونة والباحثة في التربية الإيجابية للأطفال والحاصلة علي بكالوريوس علوم، إن هناك طاقة كامنة بداخل كل إنسان يمكنه تحويلها من طاقة سالبة إلى موجبة تدفعه إلى الأمام بدلاً من الرجوع إلى الخلف في حالات الإخفاق، وعندما نتحدث عن الطفل فتعتبر البيئة المحيطة به هي المنبع الأساسي لأحلامه ورغباته وطموحاته، حيث يشكل الآباء المصدر الرئيسي لتعزيز ودعم أحلام أطفالهم ومساعدتهم لمعرفة ذواتهم والدفع بهم لإدارة إخفاقهم ومساندتهم في مهب الفشل الذي لن يكون فشلاً حتى يستسلم له الطفل.

    وأضافت أنه على الآباء عدم المبالغة في رد فعلهم تجاه أطفالهم “وألا يبالغوا في رد فعلهم أو يظهروا الإحباط لطفلهم إن أخفق، بل يجب أن يشجعوه وأن يقدروا محاولاته للوصول إلى النجاح وأن يكرروا على مسامعه ‘يكفيك شرف المحاولة'".

    ويدفع الخوف من الفشل الطفل دوما للتركيز على الجوانب السلبية والإخفاقات ويُنسيه أحيانا الإنجازات والنجاحات التي حققها، لذلك على الآباء تعزيز المفاهيم الإيجابية لدى طفلهم مثل أن الفشل البسيط لا يلغي النجاح الكبير، والفشل والنجاح كلاهما ضروريان، والفشل هو أساس التطوّر والتقدّم.

    وعندما يدرك الطفل جيداً أن الفشل لا يقيس إمكانياته ومعدل ذكائه وقدرته على التطور والتقدم سيخفف ذلك خوفه من الفشل ويجعله أكثر ارتياحاً ومرونة في التعامل مع كل الحالات ومع كافة النتائج وسيقدّر الفشل كنتيجة على أنه فرصة هامّة لتصويب الأخطاء والكشف عن مكامن الضعف.
يعمل...
X