تعليم الطفل كيفية إدارة مخاوفه يساعده على بناء الثقة والاستقلالية
الخبراء ينصحون الآباء بالتحقق من صحة مشاعر أبنائهم وإخبارهم بأنهم يتعاملون معهم بجدية.
تجربة الخوف مفيدة لنفسية الطفل
واشنطن – يؤكد خبراء علم النفس أن الخوف لدى الأطفال جزء طبيعي وصحي من النمو، لذلك لا يمكن للوالدين ولا ينبغي عليهم الوجود دائما لتهدئة الطفل.
ويقول الخبراء إنه بينما يواجه الأطفال أحيانا أشياء مخيفة بالفعل، إلا أن معظم مخاوف الطفولة المتنوعة لا تمثل تهديدا حقيقيا على الأطفال.
ويضيفون أن تعليم الطفل كيفية إدارة مخاوفه من دون تدخل الوالدين يساعده على بناء الثقة والاستقلالية التي يحتاجها ليشعر بالسيطرة على مخاوفه، سواء في صغره أو عندما يكبر.
إذا تلقى الأطفال رسالة مفادها أن الآباء سيكونون دائمًا موجودين لتقديم الراحة فلن يتعلموا كيفية القيام بذلك بأنفسهم
وتقول إليانا بلات العاملة الاجتماعية في معهد تشايلد مايند إنه بينما يواجه الأطفال للأسف أحيانا أشياء مخيفة حقا فإن معظم مخاوف الطفولة المتنوعة في الحديقة لا تمثل تهديدا حقيقيا، “فالوحش في الخزانة هو مجرد معطف قديم كان الآباء ينوون التبرع به مما يعني أنهم في الواقع يمثلون فرصة مثالية للأطفال للعمل على مهارات التنظيم الذاتي”.
وتضيف أن تعليم الطفل كيفية إدارة مخاوفه دون تدخل الوالدين سيساعده على بناء الثقة والاستقلالية التي سيحتاجها ليشعر بمزيد من التحكم وسيكون أقل خوفًا الآن ومع تقدمه في السن.
لكن بالنسبة إلى الأطفال فإن بناء التنظيم الذاتي يستغرق وقتًا وممارسة ومساحة للتعلم، مما يعني أن الآباء يشعرون بالراحة مع ترك الأطفال غير مرتاحين قليلاً أثناء اكتشافهم للأشياء.
وتتابع “لكن لكي يحدث ذلك غالبًا ما يتعين على الآباء معالجة قلقهم أولاً (…) نريد أن نمنح الأطفال فرصة للتدرب على تجاوز المواقف الصعبة، ولكن بالنسبة إلى كثير من الآباء فإن قول ذلك أسهل من فعله”.
وتوضح أنه على الرغم من أن القفز قد يساعد الطفل على أن يكون أقل خوفًا في الوقت الحالي (ويشعر بتحسن تجاه أبيه)، إلا أنه على المدى الطويل قد يجعل من الصعب عليه تعلم كيفية تهدئة نفسه.
وتقول بلات “إذا تلقى الأطفال رسالة مفادها أن الأم أو الأب سيكونان دائمًا موجودين لتقديم الراحة فليس هناك الكثير من الحوافز أو الفرص لتعلم كيفية القيام بذلك بأنفسهم”.
وينصح الخبراء الآباء بالتحقق من صحة مشاعر أبنائهم وإخبارهم بأنهم يتعاملون معهم بجدية.
الخوف جزء طبيعي وصحي من النمو
ويقول الدكتور بوسمان “عندما يقول الطفل شيئًا ما مخيفًا فهناك فرصة جيدة جدًا لئلّا نعتقد نحن الكبار أنه مخيف. لكننا نريد دائمًا أن نبدأ من خلال التحقق من صحة مشاعرهم”.
وعلى سبيل المثال بدلاً من “هيا لم يكن ذلك مخيفًا!” أو “ما الذي تخاف منه؟” جرّب “واو، هذا يبدو مخيفًا!” أو “أعرف أن الكثير من الأطفال قلقون بشأن ذلك”.
وتعتبر المخاوف جزءا من الطفولة، فمَن من الأطفال لم يختبئ تحت الأغطية عند سماع صوت ما، ولم يفكر في التأكد من أنه لا وحوش مختبئة في الخزانة، أو حتى تجنب الذهاب للنوم إلا بمساعدة الأم؟
وعندما يخاف الكبار من شيء ما فإنهم يفكرون في طمأنة أنفسهم وتفكيك المخاوف والتعامل معها، وهو ما يسمى التنظيم الذاتي. وهي مهارة غير مرئية قائمة على إدارة عواطفنا وسلوكنا بطريقة صحيحة.
أما بالنسبة إلى الأطفال فإن بناء التنظيم الذاتي يستغرق وقتا ومساحة للتعلم، ما يعني أن الآباء بحاجة إلى ترك أطفالهم قليلا لاستكشاف المخاوف وإدراكها.
ولا يعني التحفيز على التنظيم الذاتي سحب كل الدعم بحيث نضع الطفل فجأة في غرفة مظلمة ونقول له “إلى اللقاء، كن شجاعا، أراك صباحا”. لكن الهدف هو إرشاد الطفل برفق حتى يصبح قادرا على تولي زمام الأمور بنفسه.