المقارنة بين التوأم تغذي الشعور بالنقص لدى أحدهما

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المقارنة بين التوأم تغذي الشعور بالنقص لدى أحدهما

    المقارنة بين التوأم تغذي الشعور بالنقص لدى أحدهما


    علماء النفس يدعون الآباء إلى التركيز على الاختلافات بين الأطفال التوأم و تجنب مقارنة ببعضهما البعض حتى لا يؤثر ذلك عليهما كثيرا في المستقبل.

    إطلاق أسماء متشابهة على التوأم يُعطيهما شعورا بتبعية أحدهما للآخر

    يؤكد خبراء علم النفس على ضرورة التعامل مع الأطفال التوأم بشكل إيجابي وعدم المقارنة بينهما حتى لا يشعر أحدهما بالنقص. ويتجاهل الآباء عادة أنّ كلا من الطفلين التوأم مستقل بذاته، ويحتاج إلى رعاية خاصة تلبي احتياجاته ومستوى نموّه الشخصي. ويحذر الخبراء من هذا الخطأ في التربية معتبرين أن المقارنة بين التوأم خطأ يقع فيه الكثير من الآباء والأمهات، وفي أغلب الأحيان عن غير قصد.

    يعدّ إنجاب التوائم من التجارب المثيرة للاهتمام بالنسبة إلى الأم والعائلة والبيئة المحيطة، سواء كان التوأم متطابقا أم مختلفا، وسواء كان من نفس الجنس أم لا، فمسألة أن يكون لدى الأم طفلان صغيران بنفس العمر، ويحتاجان نفس الرعاية والاهتمام بنفس الطاقة، هو أمر ليس سهلًا أبدًا، خصوصًا إن كان هؤلاء التوأم أول حمل بالنسبة إلى المرأة.

    لكن ما يزيد الأمر تعقيدا هو كيفية تربية الإخوة التوأم بنفس الحظوظ وعدم التمييز بينهما. فأثناء نمو التوأم، سوف يلاحظ الوالدان أن كلا منهما له سمات شخصية تختلف عن الآخر، وينبغي تجنب أي سلوكيات قد تُفسّر على أنها ميل أو تحيّز لأحدهما على حساب الآخر.

    وقد تكون هناك تعليقات عفوية من الأب أو الأم، لكن أحد الطفلين يمكن أن يفهم منها أن شقيقه يحظى بمكانة أفضل لدى الوالدين، لهذا يجب الانتباه جيدا إلى كل كلمة.

    ومن أكثر الأخطاء شيوعا، عند تربية التوأم، مقارنة أحدهما بالآخر وتجاهل أن كلا منهما مستقل بذاته، ويحتاج إلى رعاية خاصة تلبي احتياجاته ومستوى نموّه الشخصي.

    وقالت الاستشارية النفسية يارا الشيخ محمد إن التوائم المختلفة قد تختلف في الشكل والمضمون فترى أحدهم متميزا عن غيره بالتحصيل العلمي وقد يكون متفوقا بعكس توأمه أو توائمه. وقد يتمتع بمواهب وقدرات لا يتمتع توأمه بها، وهو ما يجعل بعض الأهالي ينجذبون لأحد من التوأم دون الآخر ما يجعل الطفل الذي تعرض للإهمال يعاني من قلة الثقة بالنفس، لأنه لم يتعامل معاملة أخيه التوأم.

    وترى الشيخ محمد أنه على الأسرة أن تعامل التوأم ذات المعاملة، فالطفل الذي يعاني من عدم قدرته على التحصيل العلمي بشكل يجعله يماثل أخاه المتفوق يجب على والديه ألا يقوما بتأنيبه وإنما يجب عليهما معرفة الأسباب وراء مشكلة التحصيل، فمن الممكن أن يكون غير منضبط وكثير الحركة ما يشتت انتباهه، أو أن طريقة التدريس التي يتلقاها لا تناسب قدراته، فقد يكون بحاجة لطرق أخرى.

    وعليه يجب على الأهل معرفة السبب ونقاط الضعف ومعالجتها ومشاركة التشجيع له ولأخيه وعدم إشعاره بأن أخاه متميز أكثر منه وأنه أجمل منه أو أنه هادئ، فالتمييز بينهما سيزيد المشكلة سوءا.

    كما يجب أن يثنيا على طفليهما المتفوق أمام أخيه التوأم ما يزيد من التحفيز لدى طفلهما غير المتميز ولكن ليس بشكل دائم كي لا تدخل الغيرة بينهما بالإضافة إلى المشاكل النفسية التي من الممكن أن يعاني منها الأخير.


    أي خلل في التعامل مع التوأم سيثير بينهما الشعور بالكره والضغينة


    وقالت الكاتبة إيلينا سانز في تقرير نشرته مجلة “ميخور كون سالود” الإسبانية، إن إنجاب التوائم زاد بشكل ملحوظ في جميع أنحاء العالم خلال السنوات الأخيرة، وتقدّر إحدى الدراسات بأن السبب الأساسي هو تطوّر علاجات الخصوبة.

    وأضافت أنه يجب تجنب المقارنة بين التوأم بأي شكل من الأشكال، مشيرة إلى أن ذلك خطأ يقع فيه الكثير من الآباء والأمهات، وفي أغلب الأحيان عن غير قصد. وأكدت أنه من الخطأ مقارنة وزن أحدهما أو طوله بشقيقه، لأن ذلك قد يغذي الشعور بالنقص لدى أحدهما. وفي الواقع، ينبغي مناقشة تلك الاختلافات مع طبيب الأطفال فقط.

    وقالت هاجر حنيني أم لتوأم من جنس الإناث إنها دائمة الحرص على أن تعاملهما معاملة جيدة وعادلة، ذلك أنها تشتري لهما نفس الملابس من نفس المحل حتى لا تثير غيرة إحداهما من الأخرى، والشيء نفسه بالنسبة إلى الأدوات المدرسية، والمحفظات وهدايا أعياد الميلاد.

    وأضافت لـ”العرب” أن التعامل مع الأطفال التوأم ليس بالأمر الهين لأنهما شديدا الالتصاق ببعضهما البعض وأي خلل في التعامل معهما سيثير بينهما الشعور بالكره والضغينة، لذلك لا بد من أن يتقن الآباء فن التعامل مع الأبناء التوأم.

    وينصح علماء النفس بعدم إطلاق أسماء متشابهة في النطق على التوأم، لأنّ هذا يُعطيهما شعورا بأن أحدهما تابع للآخر، وبتجنب إلباس التوأم نفس الملابس تمامًا، لأنّ هذا سيلغي شخصياتهما، وسيؤثر عليهما كثيرًا في المستقبل، وسيخلق لهما مشاكل عديدة، وقد يُصبح من الصعب فصل شخصياتهما عن بعضهما البعض في المستقبل.

    كما ينصحون بتنظيم وقت الرضاعة بالنسبة إلى التوأم، وذلك بتبديل دور الرضاعة بينهما بشكلٍ منتظم، كإعطاء واحدٍ منهما رضاعة طبيعية وإعطاء الآخر رضاعة صناعية، ثم التبديل بينهما بشكلٍ عادل.

    ويدعو علماء النفس الآباء إلى تجنب مقارنة الطفلين ببعضهما البعض، حتى وإن كان تطابق الشكل بينهما كبيرًا جدًا. ويجب التركيز على الاختلافات وتعزيز موهبة كل واحد منهما والاهتمام باحتياجاته التي تبرز بصورة أكبر مع التقدم في العمر، فقد يكون أحد من التوأم أكثر نشاطًا من الآخر، وقد يكون أحدهما دائم البكاء والآخر هادئ الطبع.
    على الآباء تجنب أي سلوكيات قد تُفسّر على أنها ميل أو تحيّز لأحد الطفلين على حساب الآخر، وذلك تجنبا لشعور الغيرة

    كما يدعونهم إلى التعامل مع التوأم دون تمييز في الرعاية والعناية، خصوصًا في حال اختلاف جنس التوأم، ويجب أن يكون إعطاء الحنان لهما متساويًا من قبل الأم والأب، وعدم الانحياز لأحد دون آخر.

    ويرى خبراء علم النفس أنه لا يمكن تعلم كيفية تقسيم الانتباه والاهتمام بين اثنين وربما أكثر، فمن الطبيعي كأهل الشعور في البداية بالميل إلى أحد من التوأم، لاسيما إذا لم يخرج الاثنين معًا من المستشفى.

    ويوصون بتخصيص وقت خاص لكل طفل من التوأم مع كل واحد من الوالدين لتكوين علاقة وثيقة وحميمة بين جميع أفراد الأسرة. وإطعام كل توأم على حدة، والنظر للطفل أثناء إرضاعه، والمسح على رأسه بالأيدي، فهذه اللمسة الناعمة بين الجلد والجلد تخلق التقارب والألفة بين الأم والأب مع الطفل. وتحويل فترة تغيير الحفاظة لوقت نوعي مخصص للطفل، والنوم بجانبه.


    راضية القيزاني
    صحافية تونسية
يعمل...
X