فهرب سنوحي إلى بلاد (وتنو العليا) في وسط بلاد الشام وهناك عمل طبيباً للفقراء فذاع صيته وعالج الملك فقربه منه وجعله طبيبه ومستشاره، أعد الملك جيشاً لمحاربة مصر وكان قد ابتكر سيوفاً من المعدن (وكانت السيوف في زمنه من الخشب) وأسر بذلك لسنوحي، فما كان من سنوحي إلا وتراسل مع ملك مصر وطلب الأمان ليعود فيخبره بسره المهم وحين وصل مصر أظهر السيف المعدني فقام ملك مصر بصناعة سيوف المعدن لكي يواجه بها ملك رتنو.
وهكذا انتصر الملك المصري سنوسرت الأول، على غزاة بلده بفضل سنوحي الذي طلب من الملك أن يعطيه الأمان ليسر له بحكايته فسمعها وسمح لسنوحي أن يعيش في مصر آمناً وأن يكون الطبيب الخاص للملك وفيما يلي مقطع من رسالة سنوسرت الأولى لسنوحي يطلب منه العودة:
عد إلى مصر حتى ترى الأرض التي ولدت فيها ونشأت، وقبل الأرض عند البوابة الثنائية العظمى، والتحق بالبلاط، لقد هرمت الآن، وعسر نشاطك، فتذكر يوم الدفن، وليلة إعداد الطيوب والأكفان، ويوماً يعد لك فيه موكب مشهود، وتابوتاً ذهبياً بقناع من اللازورد.. لا ينبغي أن تموت في بلد غريب، ولا ينبغي أن يخفرك البدو، أو أن تكفن في جلد شاة، هذا ليس أوان الطواف في الأرض، فعد واحذر المرض.