صبر الأمهات على الزواج السيء يؤذي الأبناء
ارتفاع معدلات النزاع بين الأبوين أثناء الطلاق يرتبط طرديا بضعف التكيُّف لدى الأطفال ومع ذلك فإن آثار النزاع قبل الانفصال ربما تؤثر عكسيا في بعض الحالات.
أثر العلاقة الزوجية السيئة على الأطفال أسوأ من نتائج الطلاق
تعتقد غالبية الأمهات أنّ قرار الانفصال أمر مؤلم للأطفال. وهن يخشين على أبنائهن من الآثار المحتملة للطلاق على المدى البعيد، ما يجعلهن يصبرن على الزيجات السيئة ويلتزمن بشكل الأسرة الطبيعي المكون من أب وأم وأطفال، لكن خبراء علم النفس يؤكدون أن ذلك لا يحمي الأبناء بقدر ما يسبب لهم الأذى.
يشير خبراء علم النفس إلى أن الخلافات الزوجية التي تنتج عن الزواج السيء، والتي يشعر بها الأطفال في أغلب الأوقات مهما حاول الوالدان إخفاءها، تؤثر بشكل كبير على نفسية أطفالهما وتعرضهم لصعوبات تركيز وتأخر دراسي، وزيادة المشاكل مع زملائهم في المدرسة.
كما أن لوم الأطفال لأنفسهم باستمرار على خلافات الأباء يؤدي بهم إلى عدم الإحساس بالأمان، فتزداد نوبات الغضب والتوتر والقلق والاكتئاب لديهم ويتملكهم الشعور بأحاسيس سلبية متعددة مع الوالدين ومع الآخرين.
وقالت ملاك بن عامر البالغة من العمر 12 سنة إنها ملت من خصومات والديها ولم تعد تطيق العيش معهما خصوصا وأن تلك الخصومات لم تعد بفائدة على الطرفين ولم تصلح من أوضاعهما.
وأضافت بن عامر لـ”العرب” أنها فكرت عديد المرات في أن تترك المنزل وتذهب إلى خالتها وأنها فكرت أيضا في أن تطرح عليها موضوع التبني خصوصا وأن خالتها لا تملك أطفالا، وذلك حتى تشعر بالأمان، لكن والدتها كانت دائما تحاول إقناعها بأن والدها يمكن أن يغيّر من طباعه وأنهما يجب أن يصبرا عليه.
الصحبي بن منصور: صبر الزوجة على زوجها السيء يخبئ معاناة صامتة للأبناء
وأكد الصحبي بن منصور أستاذ الحضارة بجامعة الزيتونة أن الصبر يرتبط بشكل حصري بالمرأة حيث إنها دائما الحلقة الأضعف في المجتمعات العربية فهي تكدح بالليل والنهار من أجل راحة الزوج والأبناء ورغم ذلك لا ينظر إلى جهودها تلك وتعبها إلا بعين مغمضة وغير مقدرة لحجم معاناتها في الفضاء الأسري.
وقال بن منصور لـ”العرب”، “في الحالات الكثيرة التي يكون فيها الزوج سيء السلوك مع زوجته تكون هذه الأخيرة ورغم شدة أسفها على وضعها التعيس وحنقها عليه متمسكة بقشة من الأمل في أن ينصلح حاله أو أن يعوضها الله كل خير عن طريق أبنائها في مستقبل الأيام”.
وأشار إلى أن المشكل الذي تغطيه شجرة صبر الزوجة هو المعاناة الصامتة للأبناء أو لبعضهم، إضافة إلى تأثير قسوة الأب وإحساس الأم بالقهر والعجز في مقابل استسلامها لقدرها الأسري المحتوم وحرصها على عيش الأبناء قي كنف أسرة غير مفصولة العرى بين الوالدين في نفسية الأبناء.
ووجد الباحثون أن ارتفاع معدلات النزاع بين الأبوين أثناء الطلاق وبعده يرتبط طرديًّا بضعف التكيُّف لدى الأطفال. ومع ذلك فإن آثار النزاع قبل الانفصال ربما تؤثر عكسيًّا في بعض الحالات. إذ أوضحت دراسة أجرتها هيذرينجتون ومعاونوها، أن بعض الأطفال الذين يتعرضون لمستويات مرتفعة من الخلافات بين والديهم قبل الطلاق، يتكيفون بطريقة أفضل من الأطفال الذين يتعرضون لمستويات منخفضة من تلك الخلافات. فمن الواضح أنه عندما يقل النزاع بين الأزواج، لا يكون الأطفال في الغالب مهيئين لسماع نبأ الطلاق الوشيك، بل تتملكهم الدهشة وربما الذعر من ذلك النبأ. إضافة إلى ذلك، فإن الأطفال الذين ينتمون إلى أسر تزيد فيها معدلات الخلاف، قد يرون الطلاق بمنزلة وسيلة للنجاة من الشجار بين الأبوين، وهو ما يبدد مخاوف الأمهات من خطر الانفصال، إذ أن معظم الأطفال يتأقلمون بشكل جيد مع مرور الوقت.
كما وجد الباحثون أيضا أن من الأطفال نسبة صغيرة نسبيًّا فحسب هي التي تتعرض لمشكلات خطيرة في أعقاب الطلاق، أو فيما بعد عندما يصلون إلى مرحلة الرشد.
الأطفال الذين ينتمون إلى أسر تزيد فيها معدلات الخلاف، يرون الطلاق وسيلة للنجاة وهو ما يبدد مخاوف الأمهات من خطر الانفصال
ويؤثر الطلاق على معظم الأطفال على المدى القصير، ولكن تشير الأبحاث إلى أن الأطفال يتعافون سريعًا بعد الصدمة الأولى. وفي دراسة أجريت مؤخرا وجد علماء النفس، أن الكثير من الأطفال يتعرضون لتأثيرات سلبية قصيرة الأجل بسبب الطلاق، وتتمثل تلك الآثار تحديدًا في مشاعر القلق والغضب والصدمة وعدم التصديق. وفي المعتاد تتقلص ردود الأفعال تلك أو تختفي بنهاية السنة الثانية. ولكن قلة قليلة من الأطفال فحسب، تظل تعاني مدةً أطول.
كذلك يتمكن معظم الأطفال الذين وقع الطلاق بين أبويهما من تسيير أمورهم بشكل طيب على المدى الأطول. وأجرت الدراسات مقارنة بين الأطفال الذين لا يزال آباؤهم مستمرين في الزواج ونظرائهم الذين تعرضوا لتجربة الطلاق في أعمار مختلفة. وقد عمل الباحثون على متابعة هؤلاء الأطفال حتى مرحلة الطفولة المتأخرة ومرحلة المراهقة، إذ أجروا تقييمًا لتحصيلهم الدراسي ومشكلاتهم الوجدانية والسلوكية ومشكلة الجنوح ومفهوم الذات والعلاقات الاجتماعية. وبصفة عامة، لم تجد الدراسات سوى فروق صغيرة للغاية فحسب في جميع تلك المعايير بين الأطفال من ذوي الآباء المطلقين وغيرهم من أبناء الأسر التي لم تتعرض للطلاق، مما يشير إلى أن الأغلبية العظمى من الأطفال يجتازون مشكلة الطلاق بشكل جيد.
ويمكن للانفصال أن تكون له فوائد، حيث تتوقف الشجارات التي يشهد عليها الطفل، ويستعمل فيها الآباء كل أنواع العدوانية، فيتعلّم أولادهم منهم هذه الخصال السلبية.
كما أنّ اللجوء إلى الانفصال أساسي عندما يكون الطفل عرضةً للإهانة أو للاعتداء الجسدي واللفظي. وفي هذه الحالة، يصب طلاق الوالدين وإبعاد الطفل من هذا الجو المؤلم في مصلحته الشخصية ويدعم اتزانه النفسي.
وعندما لا يتعامل الأهل مع أولادهم بمسؤولية، من الأفضل أن ينفصلا لكي لا يكوِّن الطفل صورة سلبية عن الأمومة والأبوّة. كما عندما يكون أحد الطرفين مدمنًا على المخدرات وليست لديه أيّ نيّة للإقلاع عن هذه العادة السيئة، أو لدى أحد الوالدين مشكلات مع القانون أو الإجرام وغيرها من الحالات التي لا تؤمّن بيئةً سليمة ينمو فيها الطفل.
وقد يكون الطلاق هو الحل النهائي للثنائي الذي يتخبّط بمشكلاته. ولكن من المهم أن يفكر هذا الثنائي بالأسباب التي أوصلته إليها وربّما إلى الطلاق.
الطلاق يؤثر على معظم الأطفال على المدى القصير ولكنهم يتعافون سريعا بعد الصدمة الأولى
ووفقا المستشار الاجتماعي جيف بالتيز، فإن أشجع الأزواج هم من يبذلون ما في وسعهم للعمل على حل مشكلاتهم وتحدي أنفسهم للقيام بما هو مطلوب لإصلاح حياتهم الزوجية قبل اختيار الطلاق حلا أخيرا، كالالتجاء إلى المشورة الزوجية المتخصصة وقراءة الكتب والتحدث مع الأصدقاء والأحباب.
وعندما يكون الزواج علاقة صحية يعمل فيها الوالدان سويا من أجل سعادة طويلة المدى لجميع أفراد الأسرة، فمن المؤكد أن هذا هو الأفضل للأطفال.
ويقول بالتيز إن “السلوكيات التي تعرضها في منزلك تمهّد الطريق للكيفية التي سيسلكها أطفالك عندما يكونون بالغين. فهم يتعلمون ما يعنيه الزواج، وكيف يكونون زوجا أو زوجة، وكيف يتعاملون بفعالية أو بسلبية مع النزاعات والاختلافات في الرأي في أي علاقة”.
ويؤكد بالتيز أنه حينما يقرر الأزواج الطلاق ويتعاملون مع طلاقهم بطريقة ناضجة وتعاونية، يكون هناك الكثير من الأسباب للاعتقاد بأن الأطفال يمكن أن يكونوا على ما يرام على المدى الطويل.
اللجوء إلى الانفصال أساسي عندما يكون الطفل عرضةً للإهانة أو للاعتداء الجسدي واللفظي. وفي هذه الحالة، يصب طلاق الوالدين وإبعاد الطفل من هذا الجو المؤلم في مصلحته الشخصية ويدعم اتزانه النفسي.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
راضية القيزاني
صحافية تونسية
ارتفاع معدلات النزاع بين الأبوين أثناء الطلاق يرتبط طرديا بضعف التكيُّف لدى الأطفال ومع ذلك فإن آثار النزاع قبل الانفصال ربما تؤثر عكسيا في بعض الحالات.
أثر العلاقة الزوجية السيئة على الأطفال أسوأ من نتائج الطلاق
تعتقد غالبية الأمهات أنّ قرار الانفصال أمر مؤلم للأطفال. وهن يخشين على أبنائهن من الآثار المحتملة للطلاق على المدى البعيد، ما يجعلهن يصبرن على الزيجات السيئة ويلتزمن بشكل الأسرة الطبيعي المكون من أب وأم وأطفال، لكن خبراء علم النفس يؤكدون أن ذلك لا يحمي الأبناء بقدر ما يسبب لهم الأذى.
يشير خبراء علم النفس إلى أن الخلافات الزوجية التي تنتج عن الزواج السيء، والتي يشعر بها الأطفال في أغلب الأوقات مهما حاول الوالدان إخفاءها، تؤثر بشكل كبير على نفسية أطفالهما وتعرضهم لصعوبات تركيز وتأخر دراسي، وزيادة المشاكل مع زملائهم في المدرسة.
كما أن لوم الأطفال لأنفسهم باستمرار على خلافات الأباء يؤدي بهم إلى عدم الإحساس بالأمان، فتزداد نوبات الغضب والتوتر والقلق والاكتئاب لديهم ويتملكهم الشعور بأحاسيس سلبية متعددة مع الوالدين ومع الآخرين.
وقالت ملاك بن عامر البالغة من العمر 12 سنة إنها ملت من خصومات والديها ولم تعد تطيق العيش معهما خصوصا وأن تلك الخصومات لم تعد بفائدة على الطرفين ولم تصلح من أوضاعهما.
وأضافت بن عامر لـ”العرب” أنها فكرت عديد المرات في أن تترك المنزل وتذهب إلى خالتها وأنها فكرت أيضا في أن تطرح عليها موضوع التبني خصوصا وأن خالتها لا تملك أطفالا، وذلك حتى تشعر بالأمان، لكن والدتها كانت دائما تحاول إقناعها بأن والدها يمكن أن يغيّر من طباعه وأنهما يجب أن يصبرا عليه.
الصحبي بن منصور: صبر الزوجة على زوجها السيء يخبئ معاناة صامتة للأبناء
وأكد الصحبي بن منصور أستاذ الحضارة بجامعة الزيتونة أن الصبر يرتبط بشكل حصري بالمرأة حيث إنها دائما الحلقة الأضعف في المجتمعات العربية فهي تكدح بالليل والنهار من أجل راحة الزوج والأبناء ورغم ذلك لا ينظر إلى جهودها تلك وتعبها إلا بعين مغمضة وغير مقدرة لحجم معاناتها في الفضاء الأسري.
وقال بن منصور لـ”العرب”، “في الحالات الكثيرة التي يكون فيها الزوج سيء السلوك مع زوجته تكون هذه الأخيرة ورغم شدة أسفها على وضعها التعيس وحنقها عليه متمسكة بقشة من الأمل في أن ينصلح حاله أو أن يعوضها الله كل خير عن طريق أبنائها في مستقبل الأيام”.
وأشار إلى أن المشكل الذي تغطيه شجرة صبر الزوجة هو المعاناة الصامتة للأبناء أو لبعضهم، إضافة إلى تأثير قسوة الأب وإحساس الأم بالقهر والعجز في مقابل استسلامها لقدرها الأسري المحتوم وحرصها على عيش الأبناء قي كنف أسرة غير مفصولة العرى بين الوالدين في نفسية الأبناء.
ووجد الباحثون أن ارتفاع معدلات النزاع بين الأبوين أثناء الطلاق وبعده يرتبط طرديًّا بضعف التكيُّف لدى الأطفال. ومع ذلك فإن آثار النزاع قبل الانفصال ربما تؤثر عكسيًّا في بعض الحالات. إذ أوضحت دراسة أجرتها هيذرينجتون ومعاونوها، أن بعض الأطفال الذين يتعرضون لمستويات مرتفعة من الخلافات بين والديهم قبل الطلاق، يتكيفون بطريقة أفضل من الأطفال الذين يتعرضون لمستويات منخفضة من تلك الخلافات. فمن الواضح أنه عندما يقل النزاع بين الأزواج، لا يكون الأطفال في الغالب مهيئين لسماع نبأ الطلاق الوشيك، بل تتملكهم الدهشة وربما الذعر من ذلك النبأ. إضافة إلى ذلك، فإن الأطفال الذين ينتمون إلى أسر تزيد فيها معدلات الخلاف، قد يرون الطلاق بمنزلة وسيلة للنجاة من الشجار بين الأبوين، وهو ما يبدد مخاوف الأمهات من خطر الانفصال، إذ أن معظم الأطفال يتأقلمون بشكل جيد مع مرور الوقت.
كما وجد الباحثون أيضا أن من الأطفال نسبة صغيرة نسبيًّا فحسب هي التي تتعرض لمشكلات خطيرة في أعقاب الطلاق، أو فيما بعد عندما يصلون إلى مرحلة الرشد.
الأطفال الذين ينتمون إلى أسر تزيد فيها معدلات الخلاف، يرون الطلاق وسيلة للنجاة وهو ما يبدد مخاوف الأمهات من خطر الانفصال
ويؤثر الطلاق على معظم الأطفال على المدى القصير، ولكن تشير الأبحاث إلى أن الأطفال يتعافون سريعًا بعد الصدمة الأولى. وفي دراسة أجريت مؤخرا وجد علماء النفس، أن الكثير من الأطفال يتعرضون لتأثيرات سلبية قصيرة الأجل بسبب الطلاق، وتتمثل تلك الآثار تحديدًا في مشاعر القلق والغضب والصدمة وعدم التصديق. وفي المعتاد تتقلص ردود الأفعال تلك أو تختفي بنهاية السنة الثانية. ولكن قلة قليلة من الأطفال فحسب، تظل تعاني مدةً أطول.
كذلك يتمكن معظم الأطفال الذين وقع الطلاق بين أبويهما من تسيير أمورهم بشكل طيب على المدى الأطول. وأجرت الدراسات مقارنة بين الأطفال الذين لا يزال آباؤهم مستمرين في الزواج ونظرائهم الذين تعرضوا لتجربة الطلاق في أعمار مختلفة. وقد عمل الباحثون على متابعة هؤلاء الأطفال حتى مرحلة الطفولة المتأخرة ومرحلة المراهقة، إذ أجروا تقييمًا لتحصيلهم الدراسي ومشكلاتهم الوجدانية والسلوكية ومشكلة الجنوح ومفهوم الذات والعلاقات الاجتماعية. وبصفة عامة، لم تجد الدراسات سوى فروق صغيرة للغاية فحسب في جميع تلك المعايير بين الأطفال من ذوي الآباء المطلقين وغيرهم من أبناء الأسر التي لم تتعرض للطلاق، مما يشير إلى أن الأغلبية العظمى من الأطفال يجتازون مشكلة الطلاق بشكل جيد.
ويمكن للانفصال أن تكون له فوائد، حيث تتوقف الشجارات التي يشهد عليها الطفل، ويستعمل فيها الآباء كل أنواع العدوانية، فيتعلّم أولادهم منهم هذه الخصال السلبية.
كما أنّ اللجوء إلى الانفصال أساسي عندما يكون الطفل عرضةً للإهانة أو للاعتداء الجسدي واللفظي. وفي هذه الحالة، يصب طلاق الوالدين وإبعاد الطفل من هذا الجو المؤلم في مصلحته الشخصية ويدعم اتزانه النفسي.
وعندما لا يتعامل الأهل مع أولادهم بمسؤولية، من الأفضل أن ينفصلا لكي لا يكوِّن الطفل صورة سلبية عن الأمومة والأبوّة. كما عندما يكون أحد الطرفين مدمنًا على المخدرات وليست لديه أيّ نيّة للإقلاع عن هذه العادة السيئة، أو لدى أحد الوالدين مشكلات مع القانون أو الإجرام وغيرها من الحالات التي لا تؤمّن بيئةً سليمة ينمو فيها الطفل.
وقد يكون الطلاق هو الحل النهائي للثنائي الذي يتخبّط بمشكلاته. ولكن من المهم أن يفكر هذا الثنائي بالأسباب التي أوصلته إليها وربّما إلى الطلاق.
الطلاق يؤثر على معظم الأطفال على المدى القصير ولكنهم يتعافون سريعا بعد الصدمة الأولى
ووفقا المستشار الاجتماعي جيف بالتيز، فإن أشجع الأزواج هم من يبذلون ما في وسعهم للعمل على حل مشكلاتهم وتحدي أنفسهم للقيام بما هو مطلوب لإصلاح حياتهم الزوجية قبل اختيار الطلاق حلا أخيرا، كالالتجاء إلى المشورة الزوجية المتخصصة وقراءة الكتب والتحدث مع الأصدقاء والأحباب.
وعندما يكون الزواج علاقة صحية يعمل فيها الوالدان سويا من أجل سعادة طويلة المدى لجميع أفراد الأسرة، فمن المؤكد أن هذا هو الأفضل للأطفال.
ويقول بالتيز إن “السلوكيات التي تعرضها في منزلك تمهّد الطريق للكيفية التي سيسلكها أطفالك عندما يكونون بالغين. فهم يتعلمون ما يعنيه الزواج، وكيف يكونون زوجا أو زوجة، وكيف يتعاملون بفعالية أو بسلبية مع النزاعات والاختلافات في الرأي في أي علاقة”.
ويؤكد بالتيز أنه حينما يقرر الأزواج الطلاق ويتعاملون مع طلاقهم بطريقة ناضجة وتعاونية، يكون هناك الكثير من الأسباب للاعتقاد بأن الأطفال يمكن أن يكونوا على ما يرام على المدى الطويل.
اللجوء إلى الانفصال أساسي عندما يكون الطفل عرضةً للإهانة أو للاعتداء الجسدي واللفظي. وفي هذه الحالة، يصب طلاق الوالدين وإبعاد الطفل من هذا الجو المؤلم في مصلحته الشخصية ويدعم اتزانه النفسي.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
راضية القيزاني
صحافية تونسية