إعفاء الأبناء الذكور من المساعدة في أعمال المنزل يشعر الفتيات بالغبن
الآباء والأمهات في المجتمعات العربية يرون أن القيام بالمهام المنزلية لا يليق بأبنائهم الذكور.
الكثير من الأسر تقع في مشكلة التمييز بين الجنسين
ترتبط الأعمال المنزلية في المجتمعات العربية بالفتيات دون الفتيان. ونبّه خبراء العلاقات الأسرية إلى أن السبب الرئيسي في هذا الأمر يعود إلى العادات والتقاليد التي لا تزال الكثير من العائلات تتمسك بها وتشجع على عمل الإناث في المنزل وتأمّر الذكور، الذين يتعالون على الأعمال المنزلية ولا يشعرون بأي مسؤولية تجاهها، عليهنّ.
لندن – لا تحرص الأمهات على مساهمة أبنائهن الذكور في الأعمال المنزلية، وفي مقابل ذلك هن شديدات الحرص على مساهمة البنات فيها ويطالبنهنّ في أغلب الأحيان حتى بخدمة إخوتهن الذكور، ونادرا، إن لم يكن مستحيلا، أن يقدم الأخ على خدمة شقيقته وذلك لأن الأسرة هي من ترسخ هذه المعتقدات في تفكير الأبناء وهي التي تزرع عدم المساواة بينهم في تقسيم الأدوار داخل العائلة ويكون الابن في أغلب الأحيان الطرف المبجّل على حساب شقيقته مما يشعرها بالغبن والظلم.
وأوضح أخصائيو علم النفس أن نمو الذكور والإناث يحصل بنفس القدر من المساواة خلال سنواتهم الأولى، إلا أن الاختلاف يبدأ من العمر الذي تبدأ فيه الفتاة بالعمل في المنزل لمساعدة والدتها، لافتين إلى أن الأعمال المنزلية تهيّئ الإنسان وتجهزه لخوض الحياة العملية ومواجهة التحديات في سوق العمل.
وشددوا على ضرورة دفع الطفل للمشاركة في الأعمال المنزلية اليومية لكي تبنى شخصيته بشكل أفضل وتتبلور بالطريقة التي تجعله مستعداً مع الوقت للعمل بوظائف حقيقية دون الخوف من المسؤوليات أو الالتزامات.
وأكدوا أن تكليف الفتاة بأعمال منزلية دون الفتى قد يولد لديها الإحساس بالقلق، وينعكس على سلامتها النفسية مما يؤثر على شخصيتها مستقبلا. وقد تكون زيادة الأعباء عليها في الأعمال المنزلية بشكل مباشر أو غير مباشر مصدرا لتعرضها للضغوط النفسية وتتبادر إلى ذهنها أسئلة لا تجد الإجابة عليها، ومن ضمنها لماذا الفتاة هي وحدها من تشارك في هذه الأعمال دون أخيها الذي يتمتع بمزيد من الراحة ولا توكل إليه المهمات الموكلة إليها في المنزلي؟
وتسند المهام المنزلية في المجتمعات العربية في أغلب الأحيان للفتيات بدعم من الآباء والأمهات الذين يرون أن القيام بهذه المهام لا يليق بأبنائهم الذكور.
وقال الخبراء إن التمييز وعدم العدالة والمساواة بين الأبناء الذكور والإناث مشكلة يقع فيها الكثير من الآباء والأمهات، سواء بشكل متعمد أو غير متعمد، ويسبب هذا التصرف الكثير من الآثار السلبية على الفتيات والصبيان تمتد معهم حتى يكبروا، فالفتيات يتألمن ويتساءلن لم هذه التفرقة، والصبيان يصبحون شبابا وتترسخ داخلهم هذه الفكرة ويطبقونها على أبنائهم.
وقال صالح كباجة الأخصائي التربوي في فلسطين إن تعليم الأبناء الذكور المشاركة في أعمال البيت ينمي عند الطفل حُب التعاون والانتماء للأسرة، مشيراً إلى أنه يجب على الوالدين تحفيز الطفل وتشجيعه عندما يساعدهم بأي نشاط في المنزل ودعم سلوكه حتى يكتسبه ويشعر بالسعادة والفخر عندما يقوم بأي عمل.
وأكد كباجة “لا تختلف أهمية تعليم الذكور المشاركةَ في أعمال البيت في حال وجود أخوات أم لا، بل تتساوى ويتشاركون معا”، لافتا إلى أن “ذلك يرجع إلى طبيعة فهم الأسرة لنوع المساعدة ومدى غرس قيمة الحب والتعاون بين الأبناء وتبليغ مبدأ السعادة الأُسرية للطفل والتي تكمن في العمل بروح الفريق الواحد مع مراعاة دور الذكر في المجتمع وعدم تحجيمه بأعمال المنزل فقط”.
وأوضح أن “تعليم الطفل المشاركة في أعمال المنزل يعود عليه بالإحساس بوجوده وأنه عضو في أسرة متفاعلة ومترابطة ومتحابة، ويؤثر ذلك مستقبلاً على نشاطه الاجتماعي وثقته بالأسرة وبالمحيط ونظرة الطفل للمرأة بأنها كيان متكامل وليست رقماً عاديا”، لافتا إلى أن “سلوكيات الطفل تنبع من الأسرة، فهي الحاضنة الأولى له”.
وبين كباجة أن اهتمام الأسرة بتنشئة الطفل ينبع من خلال سلوكيات الوالدين ومدى نظرتهما لبعضهما وهل هما مكملان لبعضهما أو العكس، مضيفا أن الطفل يتعلم بالقدوة والتقليد، فما يصدر عن الأب يقوم به الابن وكذلك البنت وأمها.
ويرى كباجة أن “وعي الوالدين ودرجة تعليمهما لهما دور في مشاركة الذكر بأعمال المنزل، لكن الأهم من ذلك قناعة الوالدين بالحياة الاجتماعية ومدى السلوك الذي اكتسباه من أسرتيهما”. وقال إن “المجتمع العربي مجتمع ذكوري يرى أن دور الأنثى يقتصر على أعمال المنزل، ودور الذكر فقط أن يجد كل شيء جاهزا دون بذل أي مجهود”.
وأكد الدكتور وليد شبير أستاذ الخدمة الاجتماعية في الجامعة الإسلامية بغزة أن “مشاركة الذكور في أعمال المنزل قد يكون مفيدا لهم لما له من بعد نفسي واجتماعي”، مشيرا إلى أنه “ليس المهم عدد أو نوعية الأعمال التي نُسندها إلى الطفل بقدر شعوره بأنه مُلتزم ويتحمل مسؤولية مشاركة الأسرة في ترتيب أمور الحياة داخل المنزل”.
ولفت إلى أن هناك آباء وأمهات لا يرغبون في إرهاق أبنائهم بالعمل معهم داخل البيت لكي يتمتعوا بطفولتهم على حد زعمهم، مؤكدا أن “هذا ليس رأياً صائباً، بل يجب على الأب ألا يهمل مطلقاً مشاركة ابنه في المساعدة في بعض أعمال البيت لأن هذا يجعل الطفل مُهملاً في بقية المسائل، كما يخلق أبناءً أنانيين ومزعجين، ويجعلهم عندما يكبرون يرغبون في الاعتماد على غيرهم”.
ومن جانبها قالت أخصائية التربية الأسرية مسفرة الغامدي “مما لا شك فيه أن اختلاف المعاملة بين الجنسين خاصة في نطاق الأسرة الواحدة وفي ما يتعلق بتقديم المساعدات المنزلية التي تكون حصريا للبنات، قد يولد نوعا من عدم التوافق بينهما وقد يتسبب في شعور الفتاة بالدونية لما يسند إليها من الأعمال الخاصة في المنزل”.
وبينت أن إسناد الأم إلى ابنتها نوعا من الأعمال دون أخيها الذكر يشعر الفتاة بانكسار الشخصية الذي يطوعها في ما بعد لأن تكون هشة ذات حساسية مفرطة من إخوتها الذكور.
وجدير بالذكر أن البحوث والدراسات كشفت أن قيام الذكور بالأعمال المنزلية يساعدهم على التخلص من الصور النمطية البالية التي تربط بين أعمال المنزل والإناث وبالتالي تكون شخصيتهم منفتحة ومتقبلة لكل ما هو جديد، وهذا بدوره سيساعدهم على تحسين نمط حياتهم في المستقبل، لافتين إلى أن تربية الأطفال على عدم المساعدة في أعمال المنزل ينمي العناد في سلوكياتهم ويجعلهم لا يتقبلون فكرة المساعدة في حياتهم المستقبلية، وأن قيام الأطفال الذكور ببعض الأعمال المنزلية يساعدهم على الاعتماد على أنفسهم وتحملهم للمسؤولية.
وكشف تقرير صدر عن اليونيسف في 2016 أن الفتيات ما بين عمر 5 و14 عاما يقضين 40 في المئة من الوقت الإضافي أو 160 مليون ساعة إضافية في اليوم في القيام بأعمال منزلية دون مقابل وفي جمع المياه والحطب مقارنة بالصبيان من نفس العمر.
وشمل تقييم الوضع والتطلع لعام 2030 أولى التقديرات العالمية عن الوقت الذي تقضيه الفتيات في القيام بالأعمال المنزلية مثل الطبخ والتنظيف والاهتمام بأفراد العائلة وجمع الماء والحطب.
وكشفت البيانات أن العبء غير المتكافئ للعمل المنزلي يبدأ مبكرا وذلك بفتيات ما بين 5 و9 سنوات من العمر يقضين 30 في المئة أكثر، أي 40 مليون ساعة في اليوم في العمل المنزلي مقارنة بالصبيان في نفس عمرهن. وتنمو الفوارق مع نمو الفتيات حيث تقضي الفتيات في عمر 10 إلى 14 عاما 50 في المئة أكثر أو 120 مليون ساعة أكثر.
وأكدت أنجو مالهوترا مستشارة النوع الاجتماعي الأولى لدى اليونيسيف أن “العبء الكبير للعمل المنزلي دون مقابل يبدأ في الطفولة مبكرا ويشتد مع بلوغ الفتاة سن المراهقة، ونتيجة لذلك تُضحي الفتيات بفرص هامة للتعلم وللنمو وللاستمتاع بطفولتهن، وهذا التوزيع غير المتكافئ للعمل بين الأطفال يرسخ أنماط النوع الاجتماعي والعبء المضاعف على النساء والفتيات عبر الأجيال.
وذكر التقرير أن عمل الفتاة أقل وضوحًا وعادة ما يتم التقليل من قيمته. فعادة ما تُفرض مسؤوليات البالغين مثل الاهتمام بأفراد الأسرة الآخرين بمن فيهم الأطفال على الفتيات. ويحُد العمل الذي يُقضى في الأعمال المنزلية من وقت الفتاة للعب وقضاء الوقت مع الأصدقاء والمذاكرة ومن أن تكون طفلة.
ووجد التقرير أن الفتيات ما بين 10 و14 عاما في جنوب آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا يقضين ضعف الوقت تقريبا في الأعمال المنزلية مقارنة بالصبيان. وقال أتيلا هانسيجولو رئيس البيانات والتحليل لدى اليونيسف “إن إظهار القيمة الكمية للتحديات التي تواجهها الفتيات هي الخطوة الأولى تجاه تحقيق هدف التنمية المستدامة المتعلق بالمساوة بين الجنسين وإلى كسر الحواجز التي تواجه 1.1 مليار فتاة في العالم”.
الآباء والأمهات في المجتمعات العربية يرون أن القيام بالمهام المنزلية لا يليق بأبنائهم الذكور.
الكثير من الأسر تقع في مشكلة التمييز بين الجنسين
ترتبط الأعمال المنزلية في المجتمعات العربية بالفتيات دون الفتيان. ونبّه خبراء العلاقات الأسرية إلى أن السبب الرئيسي في هذا الأمر يعود إلى العادات والتقاليد التي لا تزال الكثير من العائلات تتمسك بها وتشجع على عمل الإناث في المنزل وتأمّر الذكور، الذين يتعالون على الأعمال المنزلية ولا يشعرون بأي مسؤولية تجاهها، عليهنّ.
لندن – لا تحرص الأمهات على مساهمة أبنائهن الذكور في الأعمال المنزلية، وفي مقابل ذلك هن شديدات الحرص على مساهمة البنات فيها ويطالبنهنّ في أغلب الأحيان حتى بخدمة إخوتهن الذكور، ونادرا، إن لم يكن مستحيلا، أن يقدم الأخ على خدمة شقيقته وذلك لأن الأسرة هي من ترسخ هذه المعتقدات في تفكير الأبناء وهي التي تزرع عدم المساواة بينهم في تقسيم الأدوار داخل العائلة ويكون الابن في أغلب الأحيان الطرف المبجّل على حساب شقيقته مما يشعرها بالغبن والظلم.
وأوضح أخصائيو علم النفس أن نمو الذكور والإناث يحصل بنفس القدر من المساواة خلال سنواتهم الأولى، إلا أن الاختلاف يبدأ من العمر الذي تبدأ فيه الفتاة بالعمل في المنزل لمساعدة والدتها، لافتين إلى أن الأعمال المنزلية تهيّئ الإنسان وتجهزه لخوض الحياة العملية ومواجهة التحديات في سوق العمل.
وشددوا على ضرورة دفع الطفل للمشاركة في الأعمال المنزلية اليومية لكي تبنى شخصيته بشكل أفضل وتتبلور بالطريقة التي تجعله مستعداً مع الوقت للعمل بوظائف حقيقية دون الخوف من المسؤوليات أو الالتزامات.
وأكدوا أن تكليف الفتاة بأعمال منزلية دون الفتى قد يولد لديها الإحساس بالقلق، وينعكس على سلامتها النفسية مما يؤثر على شخصيتها مستقبلا. وقد تكون زيادة الأعباء عليها في الأعمال المنزلية بشكل مباشر أو غير مباشر مصدرا لتعرضها للضغوط النفسية وتتبادر إلى ذهنها أسئلة لا تجد الإجابة عليها، ومن ضمنها لماذا الفتاة هي وحدها من تشارك في هذه الأعمال دون أخيها الذي يتمتع بمزيد من الراحة ولا توكل إليه المهمات الموكلة إليها في المنزلي؟
وتسند المهام المنزلية في المجتمعات العربية في أغلب الأحيان للفتيات بدعم من الآباء والأمهات الذين يرون أن القيام بهذه المهام لا يليق بأبنائهم الذكور.
وقال الخبراء إن التمييز وعدم العدالة والمساواة بين الأبناء الذكور والإناث مشكلة يقع فيها الكثير من الآباء والأمهات، سواء بشكل متعمد أو غير متعمد، ويسبب هذا التصرف الكثير من الآثار السلبية على الفتيات والصبيان تمتد معهم حتى يكبروا، فالفتيات يتألمن ويتساءلن لم هذه التفرقة، والصبيان يصبحون شبابا وتترسخ داخلهم هذه الفكرة ويطبقونها على أبنائهم.
الفتيات في جنوب آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا يقضين ضعف الوقت تقريبا في الأعمال المنزلية مقارنة بالصبيان
وقال صالح كباجة الأخصائي التربوي في فلسطين إن تعليم الأبناء الذكور المشاركة في أعمال البيت ينمي عند الطفل حُب التعاون والانتماء للأسرة، مشيراً إلى أنه يجب على الوالدين تحفيز الطفل وتشجيعه عندما يساعدهم بأي نشاط في المنزل ودعم سلوكه حتى يكتسبه ويشعر بالسعادة والفخر عندما يقوم بأي عمل.
وأكد كباجة “لا تختلف أهمية تعليم الذكور المشاركةَ في أعمال البيت في حال وجود أخوات أم لا، بل تتساوى ويتشاركون معا”، لافتا إلى أن “ذلك يرجع إلى طبيعة فهم الأسرة لنوع المساعدة ومدى غرس قيمة الحب والتعاون بين الأبناء وتبليغ مبدأ السعادة الأُسرية للطفل والتي تكمن في العمل بروح الفريق الواحد مع مراعاة دور الذكر في المجتمع وعدم تحجيمه بأعمال المنزل فقط”.
وأوضح أن “تعليم الطفل المشاركة في أعمال المنزل يعود عليه بالإحساس بوجوده وأنه عضو في أسرة متفاعلة ومترابطة ومتحابة، ويؤثر ذلك مستقبلاً على نشاطه الاجتماعي وثقته بالأسرة وبالمحيط ونظرة الطفل للمرأة بأنها كيان متكامل وليست رقماً عاديا”، لافتا إلى أن “سلوكيات الطفل تنبع من الأسرة، فهي الحاضنة الأولى له”.
وبين كباجة أن اهتمام الأسرة بتنشئة الطفل ينبع من خلال سلوكيات الوالدين ومدى نظرتهما لبعضهما وهل هما مكملان لبعضهما أو العكس، مضيفا أن الطفل يتعلم بالقدوة والتقليد، فما يصدر عن الأب يقوم به الابن وكذلك البنت وأمها.
ويرى كباجة أن “وعي الوالدين ودرجة تعليمهما لهما دور في مشاركة الذكر بأعمال المنزل، لكن الأهم من ذلك قناعة الوالدين بالحياة الاجتماعية ومدى السلوك الذي اكتسباه من أسرتيهما”. وقال إن “المجتمع العربي مجتمع ذكوري يرى أن دور الأنثى يقتصر على أعمال المنزل، ودور الذكر فقط أن يجد كل شيء جاهزا دون بذل أي مجهود”.
وأكد الدكتور وليد شبير أستاذ الخدمة الاجتماعية في الجامعة الإسلامية بغزة أن “مشاركة الذكور في أعمال المنزل قد يكون مفيدا لهم لما له من بعد نفسي واجتماعي”، مشيرا إلى أنه “ليس المهم عدد أو نوعية الأعمال التي نُسندها إلى الطفل بقدر شعوره بأنه مُلتزم ويتحمل مسؤولية مشاركة الأسرة في ترتيب أمور الحياة داخل المنزل”.
ولفت إلى أن هناك آباء وأمهات لا يرغبون في إرهاق أبنائهم بالعمل معهم داخل البيت لكي يتمتعوا بطفولتهم على حد زعمهم، مؤكدا أن “هذا ليس رأياً صائباً، بل يجب على الأب ألا يهمل مطلقاً مشاركة ابنه في المساعدة في بعض أعمال البيت لأن هذا يجعل الطفل مُهملاً في بقية المسائل، كما يخلق أبناءً أنانيين ومزعجين، ويجعلهم عندما يكبرون يرغبون في الاعتماد على غيرهم”.
ومن جانبها قالت أخصائية التربية الأسرية مسفرة الغامدي “مما لا شك فيه أن اختلاف المعاملة بين الجنسين خاصة في نطاق الأسرة الواحدة وفي ما يتعلق بتقديم المساعدات المنزلية التي تكون حصريا للبنات، قد يولد نوعا من عدم التوافق بينهما وقد يتسبب في شعور الفتاة بالدونية لما يسند إليها من الأعمال الخاصة في المنزل”.
وبينت أن إسناد الأم إلى ابنتها نوعا من الأعمال دون أخيها الذكر يشعر الفتاة بانكسار الشخصية الذي يطوعها في ما بعد لأن تكون هشة ذات حساسية مفرطة من إخوتها الذكور.
وجدير بالذكر أن البحوث والدراسات كشفت أن قيام الذكور بالأعمال المنزلية يساعدهم على التخلص من الصور النمطية البالية التي تربط بين أعمال المنزل والإناث وبالتالي تكون شخصيتهم منفتحة ومتقبلة لكل ما هو جديد، وهذا بدوره سيساعدهم على تحسين نمط حياتهم في المستقبل، لافتين إلى أن تربية الأطفال على عدم المساعدة في أعمال المنزل ينمي العناد في سلوكياتهم ويجعلهم لا يتقبلون فكرة المساعدة في حياتهم المستقبلية، وأن قيام الأطفال الذكور ببعض الأعمال المنزلية يساعدهم على الاعتماد على أنفسهم وتحملهم للمسؤولية.
وكشف تقرير صدر عن اليونيسف في 2016 أن الفتيات ما بين عمر 5 و14 عاما يقضين 40 في المئة من الوقت الإضافي أو 160 مليون ساعة إضافية في اليوم في القيام بأعمال منزلية دون مقابل وفي جمع المياه والحطب مقارنة بالصبيان من نفس العمر.
وشمل تقييم الوضع والتطلع لعام 2030 أولى التقديرات العالمية عن الوقت الذي تقضيه الفتيات في القيام بالأعمال المنزلية مثل الطبخ والتنظيف والاهتمام بأفراد العائلة وجمع الماء والحطب.
وكشفت البيانات أن العبء غير المتكافئ للعمل المنزلي يبدأ مبكرا وذلك بفتيات ما بين 5 و9 سنوات من العمر يقضين 30 في المئة أكثر، أي 40 مليون ساعة في اليوم في العمل المنزلي مقارنة بالصبيان في نفس عمرهن. وتنمو الفوارق مع نمو الفتيات حيث تقضي الفتيات في عمر 10 إلى 14 عاما 50 في المئة أكثر أو 120 مليون ساعة أكثر.
وأكدت أنجو مالهوترا مستشارة النوع الاجتماعي الأولى لدى اليونيسيف أن “العبء الكبير للعمل المنزلي دون مقابل يبدأ في الطفولة مبكرا ويشتد مع بلوغ الفتاة سن المراهقة، ونتيجة لذلك تُضحي الفتيات بفرص هامة للتعلم وللنمو وللاستمتاع بطفولتهن، وهذا التوزيع غير المتكافئ للعمل بين الأطفال يرسخ أنماط النوع الاجتماعي والعبء المضاعف على النساء والفتيات عبر الأجيال.
وذكر التقرير أن عمل الفتاة أقل وضوحًا وعادة ما يتم التقليل من قيمته. فعادة ما تُفرض مسؤوليات البالغين مثل الاهتمام بأفراد الأسرة الآخرين بمن فيهم الأطفال على الفتيات. ويحُد العمل الذي يُقضى في الأعمال المنزلية من وقت الفتاة للعب وقضاء الوقت مع الأصدقاء والمذاكرة ومن أن تكون طفلة.
ووجد التقرير أن الفتيات ما بين 10 و14 عاما في جنوب آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا يقضين ضعف الوقت تقريبا في الأعمال المنزلية مقارنة بالصبيان. وقال أتيلا هانسيجولو رئيس البيانات والتحليل لدى اليونيسف “إن إظهار القيمة الكمية للتحديات التي تواجهها الفتيات هي الخطوة الأولى تجاه تحقيق هدف التنمية المستدامة المتعلق بالمساوة بين الجنسين وإلى كسر الحواجز التي تواجه 1.1 مليار فتاة في العالم”.