كيف يصبح الطفل قوي الشخصية وواثقا من نفسه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف يصبح الطفل قوي الشخصية وواثقا من نفسه

    كيف يصبح الطفل قوي الشخصية وواثقا من نفسه


    من الضروري أن يتعامل الأطفال بأنفسهم في بعض النزاعات بدون تدخل الوالدين.


    الأطفال بحاجة دائمة للدفء الأسري

    كولونيا (ألمانيا) - لا تعد القوة الداخلية من السمات التي يولد بها الطفل، ولكنها تتطور نتيجة لتفاعله اجتماعيا مع والديه، اللذين يضعان الأساس لنموه خلال أعوامه الأولى.

    وفي وقت لاحق، وتحديدا خلال مرحلة التعليم الابتدائي وفترة البلوغ، يكون الهدف هو الحفاظ على هذه العلاقة بين الطفل ووالديه، حيث إن الأسرة – إلى جانب البيئة المدرسية – لديها التأثير الأكبر على كيفية تعلم الأطفال طريقة التعامل مع حالات التوتر والمواقف الصعبة، بأسلوب جيد.

    وفيما يلي سبع نصائح لاثنتين من خبراء تنمية الطفل، بشأن كيفية قيام الوالدين بتعزيز الثقة في النفس لدى أطفالهم.

    تقول ميشائيلا جوكه، من المركز الاتحادي الألماني للتثقيف الصحي في كولونيا، “من الضروري أن يتواجد الآباء بجانب أبنائهم من أجل تنمية شخصيتهم، وذلك من خلال التحدث معهم، مع تقديم الدعم والثقة للطفل”.

    إن الأطفال الذين يشعرون بأنهم محبوبون ومقبولون، سيجدون أن تكوين المشاعر الطيبة تجاه أنفسهم، أمر أكثر سهولة.

    كما تتحدث كريستيانه كوتيك، وهي مدربة على الأبوة والأمومة في ميونخ، عن احتياج الطفل لـ”الدفء الأسري” وهو الشعور بأنه حقا في المنزل، ومحبوب، وقادر على الاسترخاء. وتقول إن “الأطفال لا يكتسبون احترام الذات من التلاميذ الآخرين في المدرسة، ولكن من المنزل”.

    من الضروري أن يتواجد الآباء بجانب أبنائهم من أجل تنمية شخصياتهم، وذلك من خلال التحدث معهم، وتقديم الدعم لهم

    وحتى لو لم يعودوا أطفالا صغارا وإذا كان بإمكانهم أن يقوموا بأنفسهم بالعديد من الأمور، لا يزال يحتاج الأطفال إلى الاهتمام الكامل من جانب والديهم حتى يتمكنوا من بناء شعور قوي بتقدير الذات. وتنصح كريستيانه كوتيك قائلة “يجب على الآباء أن يضعوا هواتفهم الذكية جانبا أكثر من المعتاد، وأن يكرسوا أنفسهم بشكل كامل وتام لأبنائهم”.

    فإن هذا يوضح للطفل مدى أهميته بالنسبة لهم، كما يوفر مناخا للحديث عن التجارب.

    وتشير كوتيك أيضا إلى أن الأطفال لا يزالون يحتاجون إلى الدعم العاطفي خلال مرحلة التعليم الابتدائي وفترة البلوغ. يجب أن يحصلوا على دفعة إيجابية، من خلال بداية جيدة لليوم الجديد، على سبيل المثال. وتقول “يجب على الآباء والأبناء أن يحصلوا على الوقت الكافي لكي يقولوا لبعضهم البعض ‘إلى اللقاء’ قبل الذهاب إلى المدرسة”. إن ذلك يدعم الطفل عندما يرسله والداه إلى المدرسة مع التوجه إليه بتمنيات طيبة.

    ومن الممكن أن يواجه الأطفال في حياتهم اليومية أنواعا مختلفة من المشاكل. وتقول ميشائيلا جوكه “يمكن للوالدين تقديم الدعم لهم، من خلال توضيح كيفية تعاملهم مع الأعباء التي يواجهونها بأنفسهم”. وتعد أفضل طريقة أن يظل المرء هادئا، وأن يضع حدوده في الحسبان، وأن يسعى إلى الحصول على الدعم وقبوله عند الاحتياج إليه.

    ويتعلم الأطفال داخل أسرتهم وعن طريق والديهم، كيفية التعامل مع النزاعات وطريقة حلها. وفي ما يخص ذلك، يعتبر الآباء والأمهات قدوة مهمة جدا. وتقول جوكه “يجب أن يتعامل الأطفال بأنفسهم في بعض النزاعات، بدون تدخل الوالدين. فعلى سبيل المثال، عند تعاملهم مع الآخرين من نفس الفئة العمرية، أو مع الأشقاء”.

    عندما يتعلمون أن يتحدثوا مع بعضهم البعض ويتوصلوا إلى حلول وسط، فإن ذلك يعطيهم ثقة في النفس لكي يتعاملوا عند المواقف الصعبة.

    وكلما صار الأطفال أكبر سنا، كلما زادت الضرورة لتشجيعهم على اتخاذ قراراتهم الخاصة وتحمل مسؤولية أفعالهم. وتقول جوكه “عندما يجرب الأبناء الأمور بأنفسهم ويتعلمون من أخطائهم، فإنهم يتعرفون على أنفسهم أيضا بشكل أفضل كشخص”. وبالتالي، تنمو شجاعتهم وثقتهم في أنفسهم.

    وتوصي كوتيك بأمور مثل: ترك بعض الأمور للأبناء، مثل إعداد مائدة العشاء، أو الذهاب إلى المتجر لشراء لفائف الخبز، لأنهم سيكبرون في ظل القيام بتلك المهام.

    وتنصح كوتيك، قائلة “من المدرسة الابتدائية فصاعدا، يحتاج الأطفال إلى هواية لتعزيز شخصيتهم، وتكون في أفضل الأحوال هواية خارج المدرسة”. وفي حال لم يعبر الطفل عن أي رغبة، يجب تشجيعه على اكتشاف اهتماماته ومواهبه، حيث إن إدراك الطفل أنه يجيد القيام بشيء ما، يعزز وعيه بنفسه. وفي الوقت نفسه، يمكن للهوايات أن تقوم بموازنة الحياة المدرسية اليومية، وأن تساعد في تقليل التوتر.
يعمل...
X