اياس معاويه
Iyas bin Mu'awiya - Iyas ben Mu'awiya
إياس بن معاوية
(46 ـ 122هـ/666 ـ 740م)
إياس بن معاوية بن قرّة المزني، أبو واثلة، من أشهر من تولى القضاء في العهد الأموي، كان أعجوبة في الفطنة والذكاء، وكان لسناً بليغاً رأساً في الفصاحة، صادق الحدس سديد الرأي في أحكامه، حتى ضرب المثل به في الذكاء والفراسة وصواب الرأي وحضور البديهة فقيل «أزكن من إياس». وكان إلى ذلك دميماً رث الثياب متقشفاً، وقد روي عن ذكائه أخبار كثيرة جمعها المدائني في كتاب سماه «زَكَنُ إياس». لا يعرف شيء عن طفولته وشبابه. ولاه عمر بن عبد العزيز قضاء البصرة فذاع صيته.
قال فيه الجاحظ: «كان إياس من مفاخر مضر ومن مُقَدَّمي القضاة وكان فقيه البدن، دقيق المسلك في الفِطن، وكان صادق الحدس نِقاباً، وكان عجيب الفِراسة ملهماً، وكان عفيف الطعم، كريم المداخل والشيم، وجيهاً عند الخلفاء، مقدَّماً عند الأكفاء».
وذكروا أن إياساً أتى حلقة من حلق قريش في مسجد دمشق، فاستولى على المجلس بفصاحته ولسنه، ورأوه أحمر دميماً باذّ الهيئة قشفاً، فاستهانوا به، فلما عرفوه اعتذروا إليه وقالوا له: الذنب مقسوم بيننا وبينك، أتيتنا في زي مسكين، تكلمنا بكلام الملوك.
ومن أخباره، أنه نظر يوماً إلى آجرتين بالرحبة وهو بمدينة واسط فقال إن تحت إحداهما دابة، ولما سئل عن السبب أجاب: لأن ما بين الآجرتين كان نديّاً فعلم أن تحتها شيئاً يتنفس ولما نزعت الآجرة فإذا تحتها حيّة مطوية.
وقيل لإياس بن معاوية: فيك أربع خصال، دمامة، وكثرة كلام، وإعجاب بنفسك، وتعجيلك بالقضاء. قال: أما الدمامة فالأمر فيها إلى غيري، أما كثرة الكلام فبصواب أتكلم أم بخطأ، قالوا: بصواب، قال: فالإكثار من الصواب أمثل، وأما إعجابي بنفسي أفيعجبكم ما ترون مني ؟ قالوا: نعم قال: فإني أحق أن أعجب بنفسي، وأما قولكم إنك تعجل بالقضاء فكم هذه وأشار بيده خمسة، فقالوا: خمسة فقال: عجلتم ألاقلتم واحداً واثنين وثلاثة وأربعة وخمسة، قالوا: ما نعد شيئاً قد عرفناه، قال: فما أحبس شيئاً قد تبين لي فيه الحكم.
توفي بواسط.
ريمة الزين
Iyas bin Mu'awiya - Iyas ben Mu'awiya
إياس بن معاوية
(46 ـ 122هـ/666 ـ 740م)
إياس بن معاوية بن قرّة المزني، أبو واثلة، من أشهر من تولى القضاء في العهد الأموي، كان أعجوبة في الفطنة والذكاء، وكان لسناً بليغاً رأساً في الفصاحة، صادق الحدس سديد الرأي في أحكامه، حتى ضرب المثل به في الذكاء والفراسة وصواب الرأي وحضور البديهة فقيل «أزكن من إياس». وكان إلى ذلك دميماً رث الثياب متقشفاً، وقد روي عن ذكائه أخبار كثيرة جمعها المدائني في كتاب سماه «زَكَنُ إياس». لا يعرف شيء عن طفولته وشبابه. ولاه عمر بن عبد العزيز قضاء البصرة فذاع صيته.
قال فيه الجاحظ: «كان إياس من مفاخر مضر ومن مُقَدَّمي القضاة وكان فقيه البدن، دقيق المسلك في الفِطن، وكان صادق الحدس نِقاباً، وكان عجيب الفِراسة ملهماً، وكان عفيف الطعم، كريم المداخل والشيم، وجيهاً عند الخلفاء، مقدَّماً عند الأكفاء».
وذكروا أن إياساً أتى حلقة من حلق قريش في مسجد دمشق، فاستولى على المجلس بفصاحته ولسنه، ورأوه أحمر دميماً باذّ الهيئة قشفاً، فاستهانوا به، فلما عرفوه اعتذروا إليه وقالوا له: الذنب مقسوم بيننا وبينك، أتيتنا في زي مسكين، تكلمنا بكلام الملوك.
ومن أخباره، أنه نظر يوماً إلى آجرتين بالرحبة وهو بمدينة واسط فقال إن تحت إحداهما دابة، ولما سئل عن السبب أجاب: لأن ما بين الآجرتين كان نديّاً فعلم أن تحتها شيئاً يتنفس ولما نزعت الآجرة فإذا تحتها حيّة مطوية.
وقيل لإياس بن معاوية: فيك أربع خصال، دمامة، وكثرة كلام، وإعجاب بنفسك، وتعجيلك بالقضاء. قال: أما الدمامة فالأمر فيها إلى غيري، أما كثرة الكلام فبصواب أتكلم أم بخطأ، قالوا: بصواب، قال: فالإكثار من الصواب أمثل، وأما إعجابي بنفسي أفيعجبكم ما ترون مني ؟ قالوا: نعم قال: فإني أحق أن أعجب بنفسي، وأما قولكم إنك تعجل بالقضاء فكم هذه وأشار بيده خمسة، فقالوا: خمسة فقال: عجلتم ألاقلتم واحداً واثنين وثلاثة وأربعة وخمسة، قالوا: ما نعد شيئاً قد عرفناه، قال: فما أحبس شيئاً قد تبين لي فيه الحكم.
توفي بواسط.
ريمة الزين