الشاعرة الدكتورة سناء العبيدي
الفاتح الإسلامي الكبير طارق بن زياد في المصادر التاريخية.. الأصل والدور التاريخي
طارق بن زياد النفزي هو قائد مسلم فتح إسبانيا مولى الأمير موسى بن نصير أمير أفريقيا من قبل الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، قاد أول الجيوش الإسلامية التي دخلت شبه جزيرة ابيريا. يعتبر طارق بن زياد من أشهر القادة العسكرين في التاريخ و يحمل جبل طارق جنوب إسبانيا أسمه حتى يومنا هذا و قد توفي في سنة 720م
الفاتح الإسلامي الكبير طارق بن زياد في المصادر التاريخية.. الأصل والدور التاريخ.
شخصية إسلامية رمزية عظيمة نالت حظوة كبيرة لدورها المحوري في توسيع الدولة الإسلامية وفتح الأمصار في المغرب الأقصى وشبه الجزيرة الإيبيرية (الأندلس)، إن
ها شخصية القائد الإسلامي الكبير طارق بن زياد (50-101 هـ)، وهو أحد قادة الفتح الإسلامي في جيش و
الي أفريقيا موسى بن نصير في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم.
طارق بن زياد الذي انتقل من البر الأفريقي إلى الأوروبي،
وقاد جيوش المسلمين في معارك الفتح المبين في شبه الجزيرة الإيبيرية أو الأندلس (إسبانيا والبرتغال الآن) في رجب 92 هـ/ أبريل 711 م لتخليصها من جور حكامها القوط الغربيين،
وكانت أول منطقة نزل بها -حملت اسمه في ما بعد- منطقة جبل طارق، والتي تحولت لدولة مستقلة تحت التاج البريطاني حتى اليوم، وكان هذا الفتح بداية للوجود الإسلامي في الأندلس الذي امتد لنحو 800 عام تقريبا،
وكان النصر الساحق بقيادته في معركة وادي لكة التي أنهت حكم القوط للأندلس (محمود شلبي، ص 87).
قوة شخصية طارق بن زياد جاءت من الدور
الذي لعبته حتى أن نسبه صار مثارا للجدل والخلافات بين الشعوب الإسلامية،
وكل يدعي أن ابن زياد من أصل قريب منه وينتمي له،
فمنهم من قال إنه أمازيغي وآخر قال إنه عربي،
و
غيره قال إنه فارسي،
ووصل حد الاختلاف بأنه جزائري أو مغربي،
خاصة بعد صدور المسلسل التاريخي "طارق بن زياد".
وقد غدت المسلسلات التاريخية في أيامنا هذه عنصرا سخافات وتزيف التاريخ الإسلامي الكبير بيد عملاء الصهيونية
في بناء التصورات والأفكار والقناعات التاريخية لدى الأمم والشعوب بخصوص ماضيها، و
مثلما يمكن أن يكون لهذه المسلسلات لو كان دور إيجابي في التعريف بالتاريخ وتبسيطه لعموم الناس من خلال تصوير حياة القادة العظماء والفاتحين والعلماء يمكن أن يكون لها دور سلبي يتمثل في تنميط التاريخ وبناء أيديولوجيات محلية،
مما يُنتج ردود أفعال متباينة حول بعض الشخصيات أو الأحداث التاريخية، لكن اغلب المسلسلات التاريخية تم تزيف حيقتها على يد أعداء الإسلام والمسلمين من الماسون وغيرهم .
فتح الأندلس.. هكذا خلّد التاريخ اسم طارق بن زياد
كان فتح شبه الجزيرة الأيبيرية
(التي عرفت بالأندلس لاحقاً) من أبرز إنجازات طارق بن زياد كقائد عسكري.
البداية كانت من مدينة سبتة،
فبعد أن سيطر موسى بن نصير على المغرب الأقصى بقيت سبتة فقط خارج حكم المسلمين،
وكان يحكمها آنذاك حاكم قوطي يدعى يوليان.
وكان من عادة أشراف القوط إرسال أولادهم إلى بلاط الملك كي يتعلموا هناك، لكن ملك القوط ويدعى لذريق اغتصب ابنة يوليان، التي كانت تعيش في بلاطه،
فقرر الأخير الانتقام من الملك بمساعدة المسلمين على غزو أيبيريا.
وهكذا راسل يوليان موسى بن نصير وطارق بن زياد،
ودعاهما لعبور المضيق (الذي عرف باسم مضيق جبل طارق) لغزو القوط.
كان لدى ابن زياد حلم باجتياز المياه إلى الضفة المقابلة،
ونشر الإسلام في شبه الجزيرة الأيبيرية، ولم يمانع ابن نصير الفكرة، فراسل الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك يُبلغه عرض يوليان ويستأذنه في العبور،
فأمره باختبار الدفاعات الإسبانية بغارة صغيرة، خوفاً من أن يغرر بالمسلمين هناك، وعندما تأكد المسلمون من ضعف دفاعات العدو أذن الخليفة لطارق بن زياد بالعبور.
كان ذلك عام 711، عندما توجه طارق نحو الأندلس على رأس جيش مكون من قرابة 7 آلاف رجل معظمهم من البربر،
فعبروا المضيق الفاصل بين البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، ونزلوا في رأس شبه الجزيرة الأيبيرية في الموقع الذي يعرف اليوم باسم جبل طارق،
وتمكنوا من السيطرة على الموقع بعد اصطدامهم مع الحامية القوطية.
بعد ذلك بدأ ابن زياد في التوغل في الأندلس،
ونجح في فتح قرطاجنة والجزيرة الخضراء، ثمَّ تقدم باتجاه الغرب حتى بلغ خندة جنوب غربي إسبانيا، وعندما علم لذريق بعبور جيش طارق، جمع جيشاً بلغ نحو 100 ألف رجل وسار لقتالهم، وبالرغم من كثرة عددهم تمكن طارق من الانتصار عليهم نصراً ساحقاً،
وتشير بعض المصادر إلى أن طارق قتل لذريق بنفسه.
وبعد الانتصار في هذه المعركة أرسل طارق قوات لفتح قرطبة وإلبيرة وسار بنفسه لفتح طليطلة عاصمة القوط.
وبفتح الأندلس خلد التاريخ اسم طارق بن زياد،
فقد مهد الطريق أمام المسلمين ليحكموا تلك المنطقة زهاء 8 قرون لاحقاً.
كيف دخل الإسلام إلى الأندلس أول مراحل دخول الإسلام إلى شبه الجزيرة الأيبيرية وهي الأندلس، ك
ان عندما عبر طارق بن زياد وجيش المسلمين المضيق المُسمّى بمضيق جبل طارق، بأمرٍ من القائد موسى ابن نُصير
في السنة 92 من السنة الهجرية.[١]
وتم فتح بلاد الأندلس في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بن مروان، ر
غم تَخَوُّف الخليفة من خوض المسلمين غِمار هذا الفتح، إلّا أنَّ القائد موسى بن نُصير طمأنه،
ولمّا وافق على شرطِ الخليفة الذي نصّ على إرسال سرية استكشافية للأندلس قبل إرسال جيش المسلمين كاملاً.[٢] و
كان هذا الشرط صادراً من الخليفة الوليد بن عبد الملك، ل
حفظِ أرواح المسلمين، وتقليل حدّة المخاطر التي قد يقعون فيها في حال إرسالهم للفتح.[٢] وبعد نجاة السريّة الاستكشافية وعودتها بسلام، ت
م إرسال جموع جيش المسلمين مع القائد طارق بن زياد إلى الأندلس ونشبت العديد من المعارك بين المسلمين والقوط وكانت الانتصارات حليفة المسلمين.[٣] ث
مّ بدأ الإسلام يدخل بلاد الأندلس شيئاً فشيئاً بمجرد فتحهم لها،[٣] وكان أهل تلك البلاد قبل انتشار الإسلام غارقين في الفقر، والجهل، والبؤس،
والظلم، إلى أن وصلهم الإسلام، فأخرجهم من الظلمات إلى النّور ومن الجهل إلى العلم،
وقاد بلادهم إلى أسمى وأرقى أنواع الإزدهار الثقافي والعلمي والعمراني.[٤] مدة حكم المسلمين للأندلس استمرّ حُكم المسلمين للأندلس ثمانية قرون،[٥] وقد تعاقب على الأندلس عدد من الحُكّام الذين كان لهم الأثر الكبير في استمرار حكم المسلمين للأندلس،
وأبرزهم ما يأتي:[٦] عبد الرحمن الداخل الملقب بصقر قريش.
هشام بن عبد الرحمن الداخل. الحكم بن هشام.
عبد الرحمن بن الحكم. محمد بن عبد الرحمن الأوسط. المنذر بن محمد. عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن.
عبد الرحمن الناصر لدين الله. الحكم المستنصر بالله. هشام المؤيد بالله. الحاجب المنصور. محمد المهدي بالله. سليمان المستعين بالله. عبد الرحمن المرتضى. ع
بد الرحمن بن هشام المستظهر بالله. محمد المستكفي.
هشام بن محمد المعتد بالله. يوسف بن تاشفين.[٧] ي
عقوب المنصور الموحدي.[٧]
سقوط الأندلس هناك عدد من العوامل التي أدّت إلى سقوط الأندلس، وبيانها فيما يأتي:[٨]
ضياع الإسلام شيئاً فشيئاً من قلوب المسلمين، م
مّا أدّى إلى ظهور الفُسق والفجور وكثرة المعاصي، و
انتشار الفساد بين الحُكّام والأمراء والعلماء. انغماس المسلمين بالترف وزيادة تعلقهم بملذات الدنيا وشهواتها،
فتنافس الحُكّام في تشييد القصور الفاخرة، وزاد اهتمام المسلمين بالغناء، ف
اعتادوا الترف والرخاء مما شغلهم ذلك عن الجهاد.[٩] م
صاهرة الأمراء للنصارى واتخاذهم كمُعينٍ لهم، إذ بيّن الله -تعالى- في كتابه عواقب مثل هذا الفعل:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ).[١٠] ت
فرّق أمراء المسلمين وتشتّت كلمتهم، ممّا أدّى لضعفهم وتفشي الأعداء بين صفوفهم.[١١] إ
غراء أهل الأندلس بالمال من قِبل العدو، ممّا ساعد على سهولة الاستيلاء عليها.[١٢]
أسباب سقوط الأندلس
يرجع سقوط الأندلس إلى الأسباب الآتية:[٣]
الانحراف والبعد عن شرع الله وعن المنهج الإسلاميّ القويم؛ حيث انتشر شرب الخمور، ولم يحاسب شاربها،
كما انتشر اللهو، والغناء،
والموسيقا، والجواري، وتسابق الأمراء في تقريب المغنيين والمغنيات منهم،
وأقاموا للمغنيين قصوراً بجانب قصورهم، كما بنوا المدارس من أجل تعليم الموسيقا، والغناء.
الترف،
وانشغال حكام الأندلس في الإنفاق على المسكن،
والملبس، والمأكل، وعدم اهتمامهم في الدفاع عن أرضهم وعرضهم.
اندلاع النزاعات بين ملوك الطوائف،
كما قاد هذا النزاع إلى نشوب النزاع بين المسلمين في الأندلس، فتنازع العرب مع البربر،
وتنازع اليمانية مع القيسية، وكان نتيجة هذا النزاع مقتل عدد كبير من المسلمين،
حيث فاق عدد القتلى أضعاف قتلى فتح الأندلس. تخلّف كثير من العلماء عن دورهم الدعويّ، والإصلاحيّ، وكذلك دورهم في الدعوة إلى الجهاد، إذ انشغلوا بالمسائل الخلافية وتجاهلوا الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. التخاذل والتقاعس في جميع جوانب الحياة.[٢]
سقوط طليطلة تعرّضت مدينة طليطلة لهجمات عديدة من النصارى الذين عاشوا في عهد فرناندو الأول،
وكذلك في عهد ابنه ألفونسو السادس، هذا فضلاً عن النزاعات المتبادلة بين ملوك الطوائف في المناطق المجاورة لمدينة طليطلة، فأدرك النصارى أنّ طليطلة هي واسطة العِقْد في الأندلس،
وأن سقوطها سيؤدي إلى سقوط مدينة قرطبة، وبطليوس، وغرناطة، وإشبيلية، وهكذا حتى تسقط جميع المدن الأندلسية واحدة تلو الأخرى،
وبالفعل كان سقوط طليطلة في شهر صفر عام 478هـ، ودخل ملك قشتالة ألفونسو السادس إليها، فخرجت من قبضة المسلمين، وأصبحت عاصمة للنصارى، واهتزّ العالم العربيّ والإسلاميّ في المشرق والمغرب على خبر سقوطها،
وأخذ الشعراء يصوّرون ذلك، ومنهم الشاعر ابن عسال الذي يقول:[٤]
يَا أَهْلَ أَنْدَلُسٍ حُثُّوا مَطِيَّكُمُ فَمَـا الْمَقَـامُ بِهَـا إِلاَّ مِـنَ الْغَلَطِ الثَّـوْبُ يُنْسَـلُ مـِنْ أَطْرَافِهِ وَأَرَى ثَوْبَ الْجَزِيرَةِ مَنْسُولاً مِنَ الْوَسَطِ مَنْ جَاوَرَ الشَّرَّ لاَ يَأْمَنْ بَوَائِقَهُ كَيْفَ الْحَيَـاةُ مَـعَ الْحَيَّاتِ فِي سَفَطٍ