منه الله سيد احمد
يعد الشفق القطبي من أروع المشاهد التي يمكن أن تجدها على هذا الكوكب. لكن الأرض ليست الجسم السماوي الوحيد الذي يختبر هذه الظواهر. لقد شوهدت أيضًا على عطارد، وبعض الأقمار حول المشتري، وحتى على مذنب. لكن المريخ هو أحد الكواكب غير المحظوظة التي قد لا ترى هذه الظاهرة عليها.
لسنوات، حاول العلماء اكتشاف كيفية حدوث الشفق القطبي على المريخ. والسبب تمثل في أن المريخ لا يحتوي على مجال مغناطيسي، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في تكوين الشفق القطبي على الأرض. لكن الآن ربما اكتشف العلماء كيف يتشكل الشفق القطبي للمريخ.
إذا لم تكن تعرف كيف يتكون الشفق القطبي على الأرض، فسببه أساسًا هو تفاعل المجال المغناطيسي لكوكبنا مع الرياح الشمسية. فعندما تصطدم الرياح الشمسية بالمجال المغناطيسي للأرض، تكون النتيجة هي الشفق القطبي المذهل الذي التقطه المصورون في الصور عدة مرات. ولكن، على كوكب المريخ، فإن هذا المجال المغناطيسي المهم مفقود في الغالب.
لقد كان للمريخ مجال مغناطيسي ومع ذلك يعتقد العلماء أن هذا المجال قد تلاشى في وقت مبكر من حياة الكوكب.
على الرغم من ذلك، قال الفيزيائيون أن الشفق القطبي المنفصل على المريخ محكوم بالتفاعل بين الرياح الشمسية، أي التدفق المستمر للجسيمات المشحونة من الشمس، والمجالات المغناطيسية التي تولدها القشرة عند خطوط العرض الجنوبية على المريخ.
ووجد العلماء أن طبيعة هذا التفاعل المحلي بين الرياح الشمسية والمجالات المغناطيسية القشرية هي التي تؤدي إلى الشفق القطبي المنفصل.
قال زاكاري جيرازيان، مؤلف الدراسة، في بيان : "لدينا أول دراسة مفصلة تبحث في كيفية تأثير ظروف الرياح الشمسية على الشفق القطبي على المريخ" .
نشر الفريق الدراسة حول ظاهرة الشفق القطبي على المريخ في مجلة البحوث الجيوفيزيائية: فيزياء الفضاء. وخلال الدراسة، لاحظوا أكثر من 200 حالة من حالات الشفق القطبي المنفصل للمريخ، الذي يحدث بشكل متكرر في نصف الكرة الجنوبي للكوكب.
لقد فعلوا ذلك باستخدام الغلاف الجوي للمريخ ومركبة الفضاء المتطايرة مافن، التي تم إطلاقها في عام 2013 وتم استخدامها في بعثات متعددة منذ وصولها إلى الكوكب الأحمر.
ومن خلال النظر إلى الملاحظات، تمكن الباحثون من رسم صورة واضحة إلى حد ما لما يسبب الشفق القطبي. ويقول جيرازيان: "الآن هو وقت مثمر للغاية ومثير للبحث عن الشفق القطبي على المريخ، وقاعدة بيانات ملاحظات الشفق القطبي المنفصلة التي لدينا من مافن هي الأولى من نوعها، مما يسمح لنا بفهم السمات الأساسية للشفق القطبي لأول مرة".