ما أفضل طريق للإقلاع عن التدخين؟.. خبراء ألمان يقدمون استراتيجيات واعدة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما أفضل طريق للإقلاع عن التدخين؟.. خبراء ألمان يقدمون استراتيجيات واعدة

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	IMG_٢٠٢٣١٠٢٤_٢٠٥١٤٧.jpg 
مشاهدات:	24 
الحجم:	34.1 كيلوبايت 
الهوية:	173455 علكة النيكوتين.. أو الوخز بالإبر.. أو التطبيقات.. أو مجموعات الدردشة.. أو العلاج السلوكي.. أو استشارات الطبيب.. أو بخاخات الفم.. من بين ملايين المدخنين، يرغب الكثيرون في الإقلاع عن التدخين، ومع ذلك لا ينجح الإقلاع إلا بعد عدة طرق مجربة ومحاولات مؤلمة في كثير من الأحيان، أو يفشل تماماً.
    وينظر الخبراء بقلق إلى ارتفاع أعداد المدخنين. وفي مؤتمر متخصص عُقد مؤخراً في مدينة فرانكفورت الألمانية ناقش الخبراء أيضاً أية استراتيجيات واعدة يمكن أن تساعد الأشخاص الراغبين على الإقلاع، وما الذي يجب أن يتغير في نظام الرعاية الصحية.
    الحقيقة هي: التدخين يمكن أن يسبب السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي.
    ويقول الباحث الاجتماعي في مجال المخدرات، بيرند فيرزه: «لا توجد طريقة واحدة للإقلاع عن التدخين مناسبة للجميع.. أو سليمة لمعظم الناس». ويقدم تحليله عن الإقلاع عن التدخين الذي يتضمن بيانات نحو 6200 مشارك فوق 14 عاماً من المدخنين والأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين، معلومات حول أساليب ووسائل تم تجربتها. ومن النتائج الرئيسة لدراسته: «معظم المدخنين لا يستخدمون أي وسائل مساعدة أو عروض يمكن اعتبارها تدابير قائمة على أدلة».
    تشمل التدابير والعلاجات «المبنية على الأدلة»، والتي تم تصنيفها على أنها واعدة في أغلب الاختبارات السريرية: بدائل النيكوتين مثل البخاخات واللاصقات والعلكة وأدوية مخصصة للإقلاع عن التدخين والمشورة الطبية والعلاج السلوكي.
    ويقول عالم الاجتماع في جامعة فرانكفورت، فيرزه: «المشكلة الكبيرة هي أن هذه الطرق بالتحديد نادراً ما تُستخدم في الممارسة العملية ولا تحظى بشعبية كبيرة»، عازياً ذلك جزئياً إلى أن بعضها «ينطوي على تحديات» - أي معقدة التطبيق - حيث تتطلب وصفة طبية أو زيارة الطبيب.
    في المقابل كثيراً ما يلجأ المدخنون إلى السجائر الإلكترونية. ولاتزال مسألة ما إذا كانت هذه الطريقة تساعد الناس على الإقلاع عن التدخين أو الامتناع عنه لفترة طويلة مثار جدل.
    وتؤكد متحدثة باسم المركز الاتحادي الألماني للتثقيف الصحي (BzgA)، أن «هناك أدلة على أن السجائر الإلكترونية التي تحتوي على النيكوتين يمكن أن تساعد بعض المدخنين في الإقلاع عن التبغ. ومع ذلك، فإن البيانات المتاحة ليست كافية للتوصية بالسجائر الإلكترونية كوسيلة مساعدة للإقلاع عن التدخين... بالإضافة إلى ذلك - وعلى عكس بدائل النيكوتين - لم تتم الموافقة على السجائر الإلكترونية أو اختبارها كمنتج طبي».
    فيما يوضح فيرزه أن السجائر الإلكترونية وسخانات التبغ تمثل «بديلاً لتقليل الضرر» بالنسبة للبعض: «لكن هذه الأشكال ضارة أيضاً، ولكنها على الأقل أقل ضرراً من أي شيء يتم استنشاقه عن طريق منتجات الاحتراق».
    ويُقصد بمنتجات الاحتراق السجائر والسيجار والسجائر الملفوفة يدوياً والغليون، أما السجائر الإلكترونية فهي أجهزة عديمة الدخان تتبخر فيها سوائل تحتوي أو لا تحتوي على النيكوتين ويتم استنشاق هذا البخار.
    أما الباحث في مجال الإدمان، دانيل كوتس، من جامعة دوسلدورف الألمانية، فيشير إلى أن السجائر الإلكترونية يمكن أن تكون عاملاً مساعداً للمدخنين «الذين لا تعد الطرق الأخرى للإقلاع عن التدخين خياراً متاحاً لهم». لكن «من المهم التحول بشكل كامل من التبغ إلى السجائر الإلكترونية»، أي عدم استخدام السجائر الإلكترونية وتدخين السجائر العادية معاً، وبعد ذلك يُجرى الإقلاع عن السجائر الإلكترونية. يرى كوتس أن من الوسائل الأكثر فعالية المزج بين الدعم النفسي والعلاج الدوائي، مثل أجهزة الاستنشاق أو أقراص الاستحلاب والمواد الدوائية الفعالة، مثل البوبروبيون والفارينيكلين، وهي مواد تمت الموافقة عليها أيضاً كبدائل للنيكوتين. وعزا كوتس لجوء أقلية فقط لبدائل النيكوتين أيضاً إلى حقيقة أن شركات التأمين الصحي لا تغطيها.
    وفقاً لاستطلاع أُجري بتكليف من مؤسسة «ديبرا» للأبحاث الطبية، فإن 30% من السكان الذين تبلغ أعمارهم 14 عاما فأكثر في ألمانيا يدخنون حاليا، لكن نسبة منخفضة فقط - بلغت أقل من 10% في صيف 2023 - قامت بمحاولة جادة للإقلاع خلال الأشهر الـ12 الماضية، حسبما ذكر مدير الدراسة كوتس، موضحاً أن هذا ليس كافياً، وهو في نهاية المطاف نتيجة لضعف سياسة مكافحة التبغ في ألمانيا، مشيراً إلى أن النيكوتين من المواد الإدمانية السريعة، خاصة بين الشباب عندما يجربون التدخين.
    ويوضح بيرند فيرزه أن بعض المدخنين يعانون من أعراض انسحاب جسدية مثل التوتر واضطرابات النوم، إلا أن دراسته أظهرت أن إدمان النيكوتين بالنسبة للعديد من الأشخاص لا يلعب سوى دوراً ثانوياً على أية حال، لافتاً إلى أن المشكلة تكمن في العادات المكتسبة: «يلعب هنا الطقس التقليدي لتدخين السجائر وبعض المواقف المحفزة مثل الانتظار في محطة الحافلات أو أخذ قسط من الراحة في العمل دوراً رئيساً».
    ويعتقد الخبراء في مركز أبحاث السرطان الألماني أن العديد من المدخنين يمكنهم الإقلاع عن التدخين إذا أتيحت لهم إمكانية الوصول بسهولة إلى طرق الدعم، مشيرين في ذلك إلى ضرورة تولي التأمين الصحي تغطية تكاليف علاج إدمان التبغ، وزيادة الضرائب على منتجات التبغ، وحظر جميع الإعلانات المروجة له، وإقامة حملات منتظمة تحفز المدخنين على الإقلاع.
    كما دعا عالم الاجتماع فيرزه إلى عدم الرفض التام لأي وسيلة للإقلاع، موضحاً أن الحلول الفردية مهمة، وأن المهم بصورة أساسية هو توفر قوة الإرادة.
يعمل...
X