قوروش الثاني الكبير
قوروش الكبير (Kyros) Cyrus the Great اسم يطلق على مؤسس الامبراطورية الأخمينية الفارسية، وبحسب هيرودوت Herodotos يعد الثاني بين أرستقراطية الأخمينيين الذين حملوا هذا الاسم؛ ولهذا يطلق عليه أحياناً قوروش الثاني، ويعني اسمه بالفارسية Kurush (الكلب الصغير).
يرجح المؤرخون المعاصرون ولادته نحو600ق.م، وترتبط بهذه الولادة أسطورة ذكرها عدد من المؤرخين الإغريق أبرزهم إكسنوفون Xenophon (زينوفون) وهيرودوت.تفيد الأسطورة أن والده (قمبيز) Cambyses تزوج من مانداني Mandane ابنة الملك الميدي أسْتياغِس Astyages التي رأت في الحلم بعد ولادة ابنها قوروش أن هذا الطفل سيخلف والدها أستياغس في الحكم، وعندما أخبرت والدها أمر بقتل الطفل، ولكن وزيره هارباغوس Harpagos ترك الطفل في العراء ليلقى مصيره، وهناك أشفقت عليه ذئبة رعته إلى أن عَثر عليه أحد الرعاة، وأطلق عليه اسم سباكو Spako وتعني بالميديه (كلب). وعندما شب قوروش وأثبت قدراته القتالية ولاه جدّه من دون معرفته بحقيقة الأمر ولاية أنشان Anshan (جزء من إقليم ميديا Media)، وعندما اكتشف هويته الحقيقية قام بتوحيد قبائل فارس Persia وثار ضد جده ومليكه أستياغس، ودخل عاصمته إكباتانا Ecbatana (همدان المعاصرة) سنة 549ق.م معلناً ولادة دولة جديدة، ومبتدئاً سلسلة من الغزوات في الشرق والغرب.
بدأ فتوحاته سنة 547ق.م حينما هاجم كرويسوس (Kroisos) Croesus ملك لوديا Lydia (إحدى أقاليم آسيا الصغرى) ودخل عاصمته سارديس Sardes وضم كل آسيا الصغرى إلى حكمه، بعد ذلك اتجه شرقاً حيث وصل إلى حدود نهر الهندوس وجبال الهندوكوش Hindu Kush وضم مقاطعاتها إلى امبراطوريته. وفي سنة 539ق.م تمكن من ضم إقليم بابل وسورية الطبيعية إلى أملاكه بعد القضاء على المملكة البابلية الحديثة. وبذلك امتدت امبراطورية قوروش من الهند إلى البحر الإيجي، وتمكن بقدراته الذاتية الفذة من حمايتها طوال حياته التي امتدت حتى سنة 530ق.م التي شهدت مقتله في أواسط آسيا حين كان يقاتل قبائل الماساجيتاي Massagetai البدوية، ودفن في مدينة باسارجاداي Pasargadae وخلفه في الحكم ابنه قمبيز.
يميل المؤرخون المعاصرون اعتماداً على المصادر الأدبية القديمة إلى وصف قوروش بالملك العادل والملك الرحيم، وبأنه كان نموذجاً للحاكم المثالي، حتى إن بعض المصادر الفارسية تطلق عليه دائماً لقب (الأب)، ويبدو ذلك بتأثير الروايات الني روَّجها مؤيدوه في عصره من تواضع وحدب على الفقراء، واحترام أديان رعاياه، وإبرازه احتراماً خاصاً للإله البابلي مردوك Marduk، وسماحه لبقايا اليهود في بابل بالعودة إلى فلسطين؛ كل ذلك أدى إلى قيام عدد من الكتاب بتأليف عدد من الكتب حول هذه الشخصية، كان أبرزها ما كتبه عنه المؤرخ اليوناني إكسنوفون (زينوفون) بعنوان «كوروبايديا» Cyropaedia أو تربية قوروش، وهو كتاب نصائح في تربية الملوك، وكذلك عدد من الكتب التي صدرت بعد ذلك وحملت عنوانات Cyrus Saga أو بطولات قوروش.
لاتذكر المصادر معلومات كثيرة عن الإنجازات العمرانية التي خلفها قوروش، باستثناء إنشائه مدينة كورِسْخاتا Kureskhata أو Kurkath قرب خوجِرْت Khojert المعاصرة.
مفيد رائف العابد
قوروش الكبير (Kyros) Cyrus the Great اسم يطلق على مؤسس الامبراطورية الأخمينية الفارسية، وبحسب هيرودوت Herodotos يعد الثاني بين أرستقراطية الأخمينيين الذين حملوا هذا الاسم؛ ولهذا يطلق عليه أحياناً قوروش الثاني، ويعني اسمه بالفارسية Kurush (الكلب الصغير).
يرجح المؤرخون المعاصرون ولادته نحو600ق.م، وترتبط بهذه الولادة أسطورة ذكرها عدد من المؤرخين الإغريق أبرزهم إكسنوفون Xenophon (زينوفون) وهيرودوت.تفيد الأسطورة أن والده (قمبيز) Cambyses تزوج من مانداني Mandane ابنة الملك الميدي أسْتياغِس Astyages التي رأت في الحلم بعد ولادة ابنها قوروش أن هذا الطفل سيخلف والدها أستياغس في الحكم، وعندما أخبرت والدها أمر بقتل الطفل، ولكن وزيره هارباغوس Harpagos ترك الطفل في العراء ليلقى مصيره، وهناك أشفقت عليه ذئبة رعته إلى أن عَثر عليه أحد الرعاة، وأطلق عليه اسم سباكو Spako وتعني بالميديه (كلب). وعندما شب قوروش وأثبت قدراته القتالية ولاه جدّه من دون معرفته بحقيقة الأمر ولاية أنشان Anshan (جزء من إقليم ميديا Media)، وعندما اكتشف هويته الحقيقية قام بتوحيد قبائل فارس Persia وثار ضد جده ومليكه أستياغس، ودخل عاصمته إكباتانا Ecbatana (همدان المعاصرة) سنة 549ق.م معلناً ولادة دولة جديدة، ومبتدئاً سلسلة من الغزوات في الشرق والغرب.
بدأ فتوحاته سنة 547ق.م حينما هاجم كرويسوس (Kroisos) Croesus ملك لوديا Lydia (إحدى أقاليم آسيا الصغرى) ودخل عاصمته سارديس Sardes وضم كل آسيا الصغرى إلى حكمه، بعد ذلك اتجه شرقاً حيث وصل إلى حدود نهر الهندوس وجبال الهندوكوش Hindu Kush وضم مقاطعاتها إلى امبراطوريته. وفي سنة 539ق.م تمكن من ضم إقليم بابل وسورية الطبيعية إلى أملاكه بعد القضاء على المملكة البابلية الحديثة. وبذلك امتدت امبراطورية قوروش من الهند إلى البحر الإيجي، وتمكن بقدراته الذاتية الفذة من حمايتها طوال حياته التي امتدت حتى سنة 530ق.م التي شهدت مقتله في أواسط آسيا حين كان يقاتل قبائل الماساجيتاي Massagetai البدوية، ودفن في مدينة باسارجاداي Pasargadae وخلفه في الحكم ابنه قمبيز.
يميل المؤرخون المعاصرون اعتماداً على المصادر الأدبية القديمة إلى وصف قوروش بالملك العادل والملك الرحيم، وبأنه كان نموذجاً للحاكم المثالي، حتى إن بعض المصادر الفارسية تطلق عليه دائماً لقب (الأب)، ويبدو ذلك بتأثير الروايات الني روَّجها مؤيدوه في عصره من تواضع وحدب على الفقراء، واحترام أديان رعاياه، وإبرازه احتراماً خاصاً للإله البابلي مردوك Marduk، وسماحه لبقايا اليهود في بابل بالعودة إلى فلسطين؛ كل ذلك أدى إلى قيام عدد من الكتاب بتأليف عدد من الكتب حول هذه الشخصية، كان أبرزها ما كتبه عنه المؤرخ اليوناني إكسنوفون (زينوفون) بعنوان «كوروبايديا» Cyropaedia أو تربية قوروش، وهو كتاب نصائح في تربية الملوك، وكذلك عدد من الكتب التي صدرت بعد ذلك وحملت عنوانات Cyrus Saga أو بطولات قوروش.
لاتذكر المصادر معلومات كثيرة عن الإنجازات العمرانية التي خلفها قوروش، باستثناء إنشائه مدينة كورِسْخاتا Kureskhata أو Kurkath قرب خوجِرْت Khojert المعاصرة.
مفيد رائف العابد