القنيطرة (محافظة ومدينة ـ)
تشغل محافظة القنيطرة الجزء الجنوبي الغربي من القطر العربي السوري، وتشغل مساحة 1860كم2، أو ما يقرب من 1% من مساحة سورية الإجمالية. وهي تقع عند مفترق طرق أربع دول (سورية ولبنان وفلسطين والأردن)، وتمثل قطب الرحى وحجر الزاوية بينها، ليس من الناحية البشرية فحسب، وإنما من الناحية الطبيعية أيضاً، وجميع هذه الدول المجاورة تشارك في حياة هذه المنطقة: في تاريخها الجيولوجي وفي مناخها وفي جغرافيتها الحيوية وفي جغرافيتها البشرية والاقتصادية.
وقد اتخذ الجولان[ر] مدلوله الإداري إثر إحداث محافظة القنيطرة في عام 1964، وهي تضم منطقة القنيطرة (التي كانت تابعة لمحافظة دمشق) وبعض القرى التابعة لمنطقة قطنا (سحيتا، حضر، طرنجة، جباتا الخشب) ومنطقة فيق (التي كانت تابعة لمحافظة درعا) عدا ناحية الشجرة التي أُلحقت بمركز محافظة درعا.
وإثر العدوان الصهيوني في شهر حزيران من عام 1967، احتل الإسرائيليون معظم الجولان باستثناء 24 قرية؛ تقع 15 منها في ناحية خان أرنبة، والباقي في ناحية الخشنية، وبلغ عدد سكان القرى غير المحتلة حسب تعداد 1970 نحو 16500نسمة.
تبلغ مساحة الأراضي غير المحتلة في محافظة القنيطرة نحو 813هكتاراً، ثلاثة أرباعها صالح للزراعة (7% أراضي مروية و 68% أراضي بعلية)، وتغطي الأحراج منها 8% من مجموع المساحة، والباقي غير صالح للزراعة.
ويعتمد معظم سكان هذه القرى على الزراعة (ما يقرب من 70%)، ويعمل الباقي في أعمال التشييد والبناء (نحو 14.4%) والتجارة والخدمات (نحو 8%)، هذا إضافة إلى عدد من العاملين في الصناعات الخفيفة، مثل مطاحن القمح ومعاصر الدبس وغيرهما من الأنشطة الاقتصادية.
ولايخفى أن الأعمال الاستيطانية تعد إحدى الخصائص الرئيسة التي تميز الصهيونية من غيرها من الحركات الاستعمارية العالمية، ذلك أن هذه الحركات الاستعمارية عموماً، تستهدف استغلال ثروات البلدان المختلفة أو الخاضعة لسيطرتها، أو توجيه ثروات تلك البلاد لخدمة اقتصادها، أما الحركة الصهيونية فهي تسعى إلى هدف آخر أشد منه خطورة؛ هو الحصول على الأرض.
ويبدو أن هضبة الجولان تقف على رأس سلم الأفضلية من بين المناطق العربية التي يرى الصهاينة ضرورة الإسراع بعمليات الاستيطان بها، ويقوم ببناء هذه المستوطنات الجديدة في الأراضي المحتلة مؤسسات يهودية عدة، تزودها بالأشخاص ذوي الخبرة في الشؤون الزراعية، ويحولونها مع جنود الناحال (الناحال اختصار الكلمات العبرية الثلاث «نوعر حالوتسي لوحيم» ومعناها الشبيبة الطلائعية المحاربة) إلى مستوطنات دائمة قادرة على الاعتماد على نفسها. ومن دراسة الشكل الذي يوضح مواقع المستوطنات اليهودية في الجولان؛ يمكن التمييز بين ثلاثة أقسام:
ـ في الشمال: مجموعة مستوطنات ميروم هاغولان وعين زيوان والروم قرب تل الشيحة، وكييبوتز سنير قرب بانياس، ونفه آتيف في جبل الشيخ.
ـ وفي الجنوب: مجموعة مستوطنات مغشيحيم وتل زايت ونوف والعال وراموت وكفار جانات وجفعات يوآف ومركز بني يهودا وينئوت غولان وكفر حارب وفيق ونيفوحمة.
ـ وفي الوسط: منطقة شبه خاوية من المستوطنات، لايوجد فيها سوى مستوطنة ناحال جيشور.
وقد بقي من السوريين وقتئذٍ في الهضبة نحو 12ألف نسمة؛ موزعين على خمس قرى، أكبرها قرية مجدل شمس في شمالي الهضبة، ووصل عدد المستوطنات المقامة إلى 28مستوطنة حتى عام 1980، يتركز معظمها في القسم الجنوبي من الجولان، وبلغ عدد سكان تلك المستوطنات وقتئذٍ 7500مستوطن، وقررت الحكومة الإسرائيلية رفع هذا العدد إلى 50 ألفاً عام 1985.
وفي تعداد عام 1994 بلغ عدد سكان محافظة القنيطرة 48774نسمة، وقدر عدد سكانها بنحو 70ألف نسمةعام 2004، علماً أن معدل النمو السنوي للسكان يقدر بنحو 3.6% في الفترة ما بين 2000ـ2005.
مدينة القنيطرة
تجدر الإشارة منذ البداية إلى أن نسبة سكان المدن في الجولان قليلة، فليس فيها سوى مدينتين صغيرتين، هما القنيطرة وفيق اللتان لايعيش فيهما سوى 10.6% من سكان الجولان (تعداد 1994)، والواقع، أن مدينتي القنيطرة وفيق لا تختلفان كثيراً في مظهرهما العام عن القرى الكبيرة، وفي الجولان، ولكن الوظيفة الإدارية والتجارية هي التي جعلتهما في عداد المدن السورية.
ومدينة القنيطرة تمثل العاصمة الإقليمية، وأكبر حاضرة في هذه المنطقة، والقنيطرة تصغير للقنطرة، وهذه تعني الجسر، وهذا المعنى يوضح أهمية موقع هذه المدينة التي بلغ عدد سكانها السوريين 3625نسمة حسب تعداد 1994.
تقع مدينة القنيطرة إلى الشرق من سهل صغير، يرسم حدوده الشرقية وادي الجاج الذي يتجه من الشمال نحو الجنوب الشرقي. وقد تجمَّع المهاجرون الشراكسة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر حول نبع يقع إلى الشمال من الجامع المعروف باسم جامع الشراكسة، يقع في وسط المدينة تقريباً، ولكن هذه الصورة لم تبق على حالها، فقد أخذت المدينة في النمو نحو الشمال والشمال الشرقي متسلقة التلال الصخرية الصغيرة التي تضم أحياء مدينة القنيطرة، ويسكنها تجار المدينة وموسروها.
والواقع أن القنيطرة تستمد أهميتها من موقعها عند مفترق الطرق الآتية:
ـ طريق دمشق ـ بانياس ـ مرجعيون ـ صيدا ـ بيروت. وتتجلى أهمية هذه الطريق عند تراكم الثلوج فوق ضهر البيدر وانقطاع المواصلات بين دمشق وبيروت.
ـ طريق دمشق ـ شيخ مسكين ـ درعا ـ عمان.
ـ طريق دمشق ـ فيق ـ الحمة ـ فلسطين. وقد احتلت هذه الطريق أهمية خاصة، بسبب ينابيع الحمة المعدنية التي كان يقصدها المواطنون من مختلف أنحاء الدولة.
ـ طريق دمشق ـ جسر بنات يعقوب ـ فلسطين، وقد فقدت هذه الطريق أهميتها الكبيرة بعد إنشاء الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة.
وجميع هذه الطرق الأربعة الرئيسة تعبر القنيطرة؛ مارة فوق جسر مقام فوق وادي الجاج. ويعود وجود القنيطرة إلى عهود قديمة، يدل على ذلك عين ماء أثرية؛ طراز حجارتها المنحوتة من العهد الروماني، وتتناثر في أراضيها أنقاض حجرية بازلتية عليها كتابات يونانية. وفي العهد العثماني أمر الوزير مصطفى باشا ببناء جامع وخان، بنيت على أنقاضه دار البلدية. وقد توسعت المدينة في كل الاتجاهات بعد قدوم جماعات من ريفها ومن دمشق وجنوبي لبنان، وبعد أن أصبحت مركزاً عسكرياً لقيادة الجبهة السورية على حدود فلسطين، إضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين عام 1948. وغدت مركز محافظة عام 1964.
احتلها العدو الإسرائيلي عام 1967، وتحررت في إثر حرب تشرين التحريرية عام 1973، وقد كان لها نشاط تجاري وأسواق تقليدية، فكانت تقام فيها سوق أسبوعية للمواشي وأخرى للحبوب والخضر، وهي المركز التمويني والاستهلاكي في الجولان، وكان فيها مصرف تجاري وآخر زراعي، وكان فيها عدد كبير من المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية ودار للمعلمين ومحطة للرصد الجوي، وعدد من المقاهي والمطاعم والفنادق ودار سينما ومقبرة للشهداء تقع جنوبي المدينة.
أنشئ عند مدخلها بناء يضم صالة لاستقبال زوارها من الوفود الرسمية وغيرها، للاطلاع على معالم التخريب الذي أحدثه العدو قبل انسحابه منها، كما أنشئ فيها مطعم حديث لتوفير أسباب الراحة للزائرين.
صفوح خير
تشغل محافظة القنيطرة الجزء الجنوبي الغربي من القطر العربي السوري، وتشغل مساحة 1860كم2، أو ما يقرب من 1% من مساحة سورية الإجمالية. وهي تقع عند مفترق طرق أربع دول (سورية ولبنان وفلسطين والأردن)، وتمثل قطب الرحى وحجر الزاوية بينها، ليس من الناحية البشرية فحسب، وإنما من الناحية الطبيعية أيضاً، وجميع هذه الدول المجاورة تشارك في حياة هذه المنطقة: في تاريخها الجيولوجي وفي مناخها وفي جغرافيتها الحيوية وفي جغرافيتها البشرية والاقتصادية.
العلم السوري على الجانب المحرر من خط وقف غطلاق النار |
المعبر الوحيد بين الشطر المحرر والشطر المحتل من الجولان |
القنيطرة المحررة |
القنيطرة المحررة كما خلفها العدو الإسرائيلي |
وإثر العدوان الصهيوني في شهر حزيران من عام 1967، احتل الإسرائيليون معظم الجولان باستثناء 24 قرية؛ تقع 15 منها في ناحية خان أرنبة، والباقي في ناحية الخشنية، وبلغ عدد سكان القرى غير المحتلة حسب تعداد 1970 نحو 16500نسمة.
تبلغ مساحة الأراضي غير المحتلة في محافظة القنيطرة نحو 813هكتاراً، ثلاثة أرباعها صالح للزراعة (7% أراضي مروية و 68% أراضي بعلية)، وتغطي الأحراج منها 8% من مجموع المساحة، والباقي غير صالح للزراعة.
ويعتمد معظم سكان هذه القرى على الزراعة (ما يقرب من 70%)، ويعمل الباقي في أعمال التشييد والبناء (نحو 14.4%) والتجارة والخدمات (نحو 8%)، هذا إضافة إلى عدد من العاملين في الصناعات الخفيفة، مثل مطاحن القمح ومعاصر الدبس وغيرهما من الأنشطة الاقتصادية.
ولايخفى أن الأعمال الاستيطانية تعد إحدى الخصائص الرئيسة التي تميز الصهيونية من غيرها من الحركات الاستعمارية العالمية، ذلك أن هذه الحركات الاستعمارية عموماً، تستهدف استغلال ثروات البلدان المختلفة أو الخاضعة لسيطرتها، أو توجيه ثروات تلك البلاد لخدمة اقتصادها، أما الحركة الصهيونية فهي تسعى إلى هدف آخر أشد منه خطورة؛ هو الحصول على الأرض.
ويبدو أن هضبة الجولان تقف على رأس سلم الأفضلية من بين المناطق العربية التي يرى الصهاينة ضرورة الإسراع بعمليات الاستيطان بها، ويقوم ببناء هذه المستوطنات الجديدة في الأراضي المحتلة مؤسسات يهودية عدة، تزودها بالأشخاص ذوي الخبرة في الشؤون الزراعية، ويحولونها مع جنود الناحال (الناحال اختصار الكلمات العبرية الثلاث «نوعر حالوتسي لوحيم» ومعناها الشبيبة الطلائعية المحاربة) إلى مستوطنات دائمة قادرة على الاعتماد على نفسها. ومن دراسة الشكل الذي يوضح مواقع المستوطنات اليهودية في الجولان؛ يمكن التمييز بين ثلاثة أقسام:
ـ في الشمال: مجموعة مستوطنات ميروم هاغولان وعين زيوان والروم قرب تل الشيحة، وكييبوتز سنير قرب بانياس، ونفه آتيف في جبل الشيخ.
ـ وفي الجنوب: مجموعة مستوطنات مغشيحيم وتل زايت ونوف والعال وراموت وكفار جانات وجفعات يوآف ومركز بني يهودا وينئوت غولان وكفر حارب وفيق ونيفوحمة.
ـ وفي الوسط: منطقة شبه خاوية من المستوطنات، لايوجد فيها سوى مستوطنة ناحال جيشور.
وقد بقي من السوريين وقتئذٍ في الهضبة نحو 12ألف نسمة؛ موزعين على خمس قرى، أكبرها قرية مجدل شمس في شمالي الهضبة، ووصل عدد المستوطنات المقامة إلى 28مستوطنة حتى عام 1980، يتركز معظمها في القسم الجنوبي من الجولان، وبلغ عدد سكان تلك المستوطنات وقتئذٍ 7500مستوطن، وقررت الحكومة الإسرائيلية رفع هذا العدد إلى 50 ألفاً عام 1985.
وفي تعداد عام 1994 بلغ عدد سكان محافظة القنيطرة 48774نسمة، وقدر عدد سكانها بنحو 70ألف نسمةعام 2004، علماً أن معدل النمو السنوي للسكان يقدر بنحو 3.6% في الفترة ما بين 2000ـ2005.
مدينة القنيطرة
تجدر الإشارة منذ البداية إلى أن نسبة سكان المدن في الجولان قليلة، فليس فيها سوى مدينتين صغيرتين، هما القنيطرة وفيق اللتان لايعيش فيهما سوى 10.6% من سكان الجولان (تعداد 1994)، والواقع، أن مدينتي القنيطرة وفيق لا تختلفان كثيراً في مظهرهما العام عن القرى الكبيرة، وفي الجولان، ولكن الوظيفة الإدارية والتجارية هي التي جعلتهما في عداد المدن السورية.
ومدينة القنيطرة تمثل العاصمة الإقليمية، وأكبر حاضرة في هذه المنطقة، والقنيطرة تصغير للقنطرة، وهذه تعني الجسر، وهذا المعنى يوضح أهمية موقع هذه المدينة التي بلغ عدد سكانها السوريين 3625نسمة حسب تعداد 1994.
تقع مدينة القنيطرة إلى الشرق من سهل صغير، يرسم حدوده الشرقية وادي الجاج الذي يتجه من الشمال نحو الجنوب الشرقي. وقد تجمَّع المهاجرون الشراكسة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر حول نبع يقع إلى الشمال من الجامع المعروف باسم جامع الشراكسة، يقع في وسط المدينة تقريباً، ولكن هذه الصورة لم تبق على حالها، فقد أخذت المدينة في النمو نحو الشمال والشمال الشرقي متسلقة التلال الصخرية الصغيرة التي تضم أحياء مدينة القنيطرة، ويسكنها تجار المدينة وموسروها.
والواقع أن القنيطرة تستمد أهميتها من موقعها عند مفترق الطرق الآتية:
ـ طريق دمشق ـ بانياس ـ مرجعيون ـ صيدا ـ بيروت. وتتجلى أهمية هذه الطريق عند تراكم الثلوج فوق ضهر البيدر وانقطاع المواصلات بين دمشق وبيروت.
ـ طريق دمشق ـ شيخ مسكين ـ درعا ـ عمان.
ـ طريق دمشق ـ فيق ـ الحمة ـ فلسطين. وقد احتلت هذه الطريق أهمية خاصة، بسبب ينابيع الحمة المعدنية التي كان يقصدها المواطنون من مختلف أنحاء الدولة.
ـ طريق دمشق ـ جسر بنات يعقوب ـ فلسطين، وقد فقدت هذه الطريق أهميتها الكبيرة بعد إنشاء الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة.
وجميع هذه الطرق الأربعة الرئيسة تعبر القنيطرة؛ مارة فوق جسر مقام فوق وادي الجاج. ويعود وجود القنيطرة إلى عهود قديمة، يدل على ذلك عين ماء أثرية؛ طراز حجارتها المنحوتة من العهد الروماني، وتتناثر في أراضيها أنقاض حجرية بازلتية عليها كتابات يونانية. وفي العهد العثماني أمر الوزير مصطفى باشا ببناء جامع وخان، بنيت على أنقاضه دار البلدية. وقد توسعت المدينة في كل الاتجاهات بعد قدوم جماعات من ريفها ومن دمشق وجنوبي لبنان، وبعد أن أصبحت مركزاً عسكرياً لقيادة الجبهة السورية على حدود فلسطين، إضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين عام 1948. وغدت مركز محافظة عام 1964.
احتلها العدو الإسرائيلي عام 1967، وتحررت في إثر حرب تشرين التحريرية عام 1973، وقد كان لها نشاط تجاري وأسواق تقليدية، فكانت تقام فيها سوق أسبوعية للمواشي وأخرى للحبوب والخضر، وهي المركز التمويني والاستهلاكي في الجولان، وكان فيها مصرف تجاري وآخر زراعي، وكان فيها عدد كبير من المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية ودار للمعلمين ومحطة للرصد الجوي، وعدد من المقاهي والمطاعم والفنادق ودار سينما ومقبرة للشهداء تقع جنوبي المدينة.
أنشئ عند مدخلها بناء يضم صالة لاستقبال زوارها من الوفود الرسمية وغيرها، للاطلاع على معالم التخريب الذي أحدثه العدو قبل انسحابه منها، كما أنشئ فيها مطعم حديث لتوفير أسباب الراحة للزائرين.
صفوح خير