قضــاعـة (قبيلة ـ)
جمهرة عظيمة من جماهر قبائل العرب، قديمة الذّكر، تفرّعت عنها قبائل مشهورة ينتهي نسبها إلى رجل واحد اسمه عمرو ولُقّب بقضاعة لانقضاعه- أي ابتعاده ـ عن إخوته، واختلف في أبيه، لأنّ أمّه معانة بنت جوشم بن جلهمة الجرهمية تزوجت رجلين، أحدهما: مالك بن عمرو ابن زيد بن مالك بن حمير، والآخر: معدّ ابن عدنان؛ فذكر أن معانة كانت عند مالك أوّلاً، فخلف عليها معدّ وهي حامل، فولدت عمراً (قضاعة) على فراشه، أو كان صغيراً فاحتملته معها، فنسب إلى معدّ؛ وبه كان يكنى؛ لأن العرب كانت تنسب الولد إلى زوج أمّه الذي يربّيه؛ وقيل: بل كانت أوّلاً عند معدّ.
ولذلك وقع خلاف بين قبائل قضاعة المنتسبة إليه، ثمّ بين النسّابين، في كونهـم من حمير أو من معدّ؛ على أنّ أشعار العرب وأخبارها في الجاهليّة تدل على أنهم كانوا يعدّون من معدّ، وإنمّا وقع الخلاف في العصر الأمويّ.
وثمة أخبار كثيرة تؤكّد أنّهـم كانوا يعدّون في معـدّ منها: أن قضـاعة شاركت إلى جانب ربـيعة ومضر في «يوم السّلاّن» و«يوم خزازى» مع ربيـعة ومضر ضدّ قبائل اليمن؛ وحين نافر ميّاد بن ربيعة العذريّ القضاعي رجـلاً من أهل اليمن، نـفّر الحكم ميّاداً وقال: «ازلأمّ المعديّ» أي غلب؛ ونقل لويـس شـيخو عن المؤرخين السـريانيين أنّهم كانوا يدعون بني كلب القضاعيين «المعدّيّين».
وثمة أشعار كثيرة تؤكد ذلك أيضاً، كقول زهير بن جناب الكلبي ـ وهو واحـد من الذين اجتمعت قضاعة على رئاستهم ـ يذكر تفرّق بني نهد القضاعيين:
ولمْ أرَ حيّاً منْ معدٍّ تفرّقُوا تفرُّق معزى الفزرِ غيرَ بني نهدِ
وقول الحارث بن قراد البهراني القضاعي يذكر حرباً بينهم وبين الأعاجم:
صففْنا للأعاجمِ، منْ معد ٍّ صفوفاً بالجزيرة كالسَّـعيرِ
وكان سبب اختلاف القضاعيين في نسبهم ما كان من يوم «مرج راهط»، إذ انحاز معظم قضاعة إلى مروان بن الحكم، وانحاز معـظم قيس المعدّية إلى الضحـاك بن قيس الداعي إلى خلافة عبـد الله بن الزبير، فهزم القيسيون، ثمّ دارت حروب بين قيس وقبـائل كلب؛ وهي أكبر قبائل قضاعة في بوادي الشام، فحالفت كلب قبائل اليمن بالشام، واستحكم الحلف حتى قال بعضـهم إنّهم من حمير، وبقي بعضهم على نسبهم إلى معدّ.
وجمهـرة قضاعة عند النسّابين إحدى (جمـاجم العرب) أو (أركانهم) أو (كهوفـهم) أو (دعائمهم)، أو (أجذامهم)، وهي ألقاب تطـلق على الجماعة الكبيرة من القبائل التي تفرّقت من أب واحد، ثمّ اكتفت كلّ واحدة منها باسمها؛ وتفرّق من قضاعة: كلب بن وبرة، وعذرة بن سعد هذيم، والقين بن جسر، وجرم بن ربّان، وبليّ، وبهـراء، ومهرة، وتزيد، ونهد، وسـليح [ر:الضجاعمة]، وفهم بن تيم الله، وغيرها.
وذكر ابن حزم وابن خلدون أنّ في كتب العجم القديمة من اليونان أمثال بطليموس ذكراً للقضاعيين، ونبذة من أخبارهم وحروبهم، قال ابن حزم ـ وقال ابن خلدون نحو قوله ـ: «فاللّه أعلم أهم أوائل قضاعة هذه وأسلافهم، أم هم غيرهم»؛ وليس مستبعداً أن يكونوا هم المقصودين، فإنّ بلاد معظم قضاعة كانت بالشام والعراق، وباديتهما (بادية السّماوة)، وهي متاخمة لبلاد الروم التي غلبت على الشام، وجاءت بعد اليونان.
وكانت قضاعة في أوّل أمرها مجاورة لبني نزار بن معدّ في تهامة وما جاورها، أيّام لم يكن أولاد معدّ كثيرين، فكانت قضاعة ما بين (جُدّة) وما دونها إلى منتهى (ذات عرق) إلى حيّز (الحرم)، ثمّ وقعت حرب بينهم حين قتل حزيمة بن نهد القضاعي يذكر بن عنـزة النـزاريّ، فقهرت قضاعة، وتفرّقت في البلاد، فأقام بعضهم في البحرين، ثمّ انتقلوا إلى الحيرة، وبعضهم انحاز إلى (حضن) في أوّل حدود نجد، وبعضهم سار إلى الشام، وتتابعت حوادث نقلت آخرين منهم إلى أطراف الشام وناحية تيماء وبادية الشام ودومة الجندل ووادي القرى وتدمر والأردن وفلسطين، وبعد الإسلام انتشروا في مدن الشام والعراق وأراضيهما، كالحيرة والكوفة والأنبار، ودمشق والمزّة والبقاع وحمص وحوّارين والقريتين وحماة وشيزر وحلب ومنبج، وصعيد مصر، والأندلس، وصقلّية.
وكانت لقضاعة قبل الإسلام إمارات وممالك، منها أنّ الضيزن بن معاوية السـليحيّ كان ملك (الحضر) بجبـال تكريت بين دجـلة والفرات، ولاتزال آثارها قائمـة إلى اليوم، وكان معه بأرض الجزيرة عدد كبير من قضاعة، وبلغ ملكه مشارف الشام، حتى حاصره سابور الجنود بضع سنين، إلى أن خانته ابنته النضيرة في خبر مشهور ذكره شعـراء الجاهلية كالأعشى وعديّ بن زيد العباديّ.
وكان أوّل ملك الحيرة لتنوخ، وهي مجموعة بطون من قضاعة رحلت أوّل أمرها إلى البحرين، ثمّ انتقلت إلى العراق، فاجتمعوا على مالك الفهمي، ثمّ على ولده جذيمة الأبرش، فلما قتل جذيمة خلفه ابن أخته عمرو بن عديّ اللخميّ جدّ المناذرة، فنازعه الملك عمرو بن عبد الجنّ الجرميّ القضاعيّ، ثمّ اصطلحا.
وللّضجاعمة السليحيّين[ر] ملك كان بالشام بعد الزّبّاء، ثمّ غلبهم الغساسنة عليه.
وكانت النصرانية منتشرة في عدد من قبائلهم التي أقامت في الشام والعراق، مثل بهراء وسليح وتنوخ وبعض كلب بن وبرة، وكان منهم وثنيون يعبدون ودّاّ، وقد نصبوا صنمه في دومة الجندل، وعبدوا غيره، مثل الأقيصر وعبعب ومناة واللاّت والعزّى ويغوث ورضى وباجر وعمرة، و تؤكد هذا كثرة المسمّين منهم عبد ودّ، وعبد مناة، وزيد مناة، وعبد اللاّت، وزيد اللاّت، وتيم اللاّت، ونحو ذلك؛ ولكنّ ودّاً كان من أعظم أصنامهم حتى هدمه خالد بن الوليد] في السنة الثامنة للهجرة.
ولمّا جاء الإسلام دخلت قبائل قضاعة فيه تترى، ففي أوّل الأمر مال بعضهم إلى الروم، لأنّهم تحت سيطرتهم ولعلاقتهم الدينية، إذ جمع الروم في غزوة مؤتة لمواجهة المسلمين نحو مئتي ألف منهم ومن متنصّرة العرب من لخم وجذام والقين وبهراء وبليّ، ولكن لم يتوفّ النبي[ حتى كان له عمّال على قضاعة، من كلب والقين وعذرة وغيرها، ووفد عليه وفود منهم، فكتب لهم كتباً.
ولمّا وقعت الردّة ارتدّ بعضهم، وثبت بعض، فحاربوا المرتدّين مع قادة البعوث، وفي السنة الثالثة عشرة أقام خالد بن سعيد بن العاص بتيماء، ودعا إليه من ثبتوا على الإسـلام منهم؛ ليكونوا ردءاً لباقي البعوث، فاجتمع له عدد كبير، فجمع لهم الروم جمعاً كبيراً من متنصرة العرب، فأمره أبو بكر بالسير إليهم، فتفرّق الروم ودخل عامّة متنصّرة العرب منهم في الإسلام.
وظهرت أسماء بارزة من قبائل قضاعة- ولاسـيما من كلب- في الإسـلام، منهم: زيد بن حارثة وابنه أسامة ودحية بن خليفة رضي الله عنهم، وحسّـان بن مالك بن بحدل الذي شـدّ الملك لمروان بن الحكم، وسفيان بن الأبرد من أبرز مقاتلي الخـوارج، وهدبة بن الخشرم الشاعر، وجميل بثينة العذري، ومحـمد بن السائب الكلبي الإخباري المفسر، وابنه أبو المنذر هشام شيخ النسّابين، وابن عطيّة المفسّر، وأسامة بن منقذ الأمير الشاعر، وديك الجـن الحمصي الشاعر مولاهم من أهـل سلمية، والإمام الحافظ أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزّي الكلبي صاحب «تـهذيب الكمال»، وابن الأبّار البلـنسيّ صاحب «إعتاب الكتّاب» و«تكمـلة الصلة»، وعدد من أمراء صقلية ومصر والأندلس.
محمد شفيق البيطار
جمهرة عظيمة من جماهر قبائل العرب، قديمة الذّكر، تفرّعت عنها قبائل مشهورة ينتهي نسبها إلى رجل واحد اسمه عمرو ولُقّب بقضاعة لانقضاعه- أي ابتعاده ـ عن إخوته، واختلف في أبيه، لأنّ أمّه معانة بنت جوشم بن جلهمة الجرهمية تزوجت رجلين، أحدهما: مالك بن عمرو ابن زيد بن مالك بن حمير، والآخر: معدّ ابن عدنان؛ فذكر أن معانة كانت عند مالك أوّلاً، فخلف عليها معدّ وهي حامل، فولدت عمراً (قضاعة) على فراشه، أو كان صغيراً فاحتملته معها، فنسب إلى معدّ؛ وبه كان يكنى؛ لأن العرب كانت تنسب الولد إلى زوج أمّه الذي يربّيه؛ وقيل: بل كانت أوّلاً عند معدّ.
ولذلك وقع خلاف بين قبائل قضاعة المنتسبة إليه، ثمّ بين النسّابين، في كونهـم من حمير أو من معدّ؛ على أنّ أشعار العرب وأخبارها في الجاهليّة تدل على أنهم كانوا يعدّون من معدّ، وإنمّا وقع الخلاف في العصر الأمويّ.
وثمة أخبار كثيرة تؤكّد أنّهـم كانوا يعدّون في معـدّ منها: أن قضـاعة شاركت إلى جانب ربـيعة ومضر في «يوم السّلاّن» و«يوم خزازى» مع ربيـعة ومضر ضدّ قبائل اليمن؛ وحين نافر ميّاد بن ربيعة العذريّ القضاعي رجـلاً من أهل اليمن، نـفّر الحكم ميّاداً وقال: «ازلأمّ المعديّ» أي غلب؛ ونقل لويـس شـيخو عن المؤرخين السـريانيين أنّهم كانوا يدعون بني كلب القضاعيين «المعدّيّين».
وثمة أشعار كثيرة تؤكد ذلك أيضاً، كقول زهير بن جناب الكلبي ـ وهو واحـد من الذين اجتمعت قضاعة على رئاستهم ـ يذكر تفرّق بني نهد القضاعيين:
ولمْ أرَ حيّاً منْ معدٍّ تفرّقُوا تفرُّق معزى الفزرِ غيرَ بني نهدِ
وقول الحارث بن قراد البهراني القضاعي يذكر حرباً بينهم وبين الأعاجم:
صففْنا للأعاجمِ، منْ معد ٍّ صفوفاً بالجزيرة كالسَّـعيرِ
وكان سبب اختلاف القضاعيين في نسبهم ما كان من يوم «مرج راهط»، إذ انحاز معظم قضاعة إلى مروان بن الحكم، وانحاز معـظم قيس المعدّية إلى الضحـاك بن قيس الداعي إلى خلافة عبـد الله بن الزبير، فهزم القيسيون، ثمّ دارت حروب بين قيس وقبـائل كلب؛ وهي أكبر قبائل قضاعة في بوادي الشام، فحالفت كلب قبائل اليمن بالشام، واستحكم الحلف حتى قال بعضـهم إنّهم من حمير، وبقي بعضهم على نسبهم إلى معدّ.
وجمهـرة قضاعة عند النسّابين إحدى (جمـاجم العرب) أو (أركانهم) أو (كهوفـهم) أو (دعائمهم)، أو (أجذامهم)، وهي ألقاب تطـلق على الجماعة الكبيرة من القبائل التي تفرّقت من أب واحد، ثمّ اكتفت كلّ واحدة منها باسمها؛ وتفرّق من قضاعة: كلب بن وبرة، وعذرة بن سعد هذيم، والقين بن جسر، وجرم بن ربّان، وبليّ، وبهـراء، ومهرة، وتزيد، ونهد، وسـليح [ر:الضجاعمة]، وفهم بن تيم الله، وغيرها.
وذكر ابن حزم وابن خلدون أنّ في كتب العجم القديمة من اليونان أمثال بطليموس ذكراً للقضاعيين، ونبذة من أخبارهم وحروبهم، قال ابن حزم ـ وقال ابن خلدون نحو قوله ـ: «فاللّه أعلم أهم أوائل قضاعة هذه وأسلافهم، أم هم غيرهم»؛ وليس مستبعداً أن يكونوا هم المقصودين، فإنّ بلاد معظم قضاعة كانت بالشام والعراق، وباديتهما (بادية السّماوة)، وهي متاخمة لبلاد الروم التي غلبت على الشام، وجاءت بعد اليونان.
وكانت قضاعة في أوّل أمرها مجاورة لبني نزار بن معدّ في تهامة وما جاورها، أيّام لم يكن أولاد معدّ كثيرين، فكانت قضاعة ما بين (جُدّة) وما دونها إلى منتهى (ذات عرق) إلى حيّز (الحرم)، ثمّ وقعت حرب بينهم حين قتل حزيمة بن نهد القضاعي يذكر بن عنـزة النـزاريّ، فقهرت قضاعة، وتفرّقت في البلاد، فأقام بعضهم في البحرين، ثمّ انتقلوا إلى الحيرة، وبعضهم انحاز إلى (حضن) في أوّل حدود نجد، وبعضهم سار إلى الشام، وتتابعت حوادث نقلت آخرين منهم إلى أطراف الشام وناحية تيماء وبادية الشام ودومة الجندل ووادي القرى وتدمر والأردن وفلسطين، وبعد الإسلام انتشروا في مدن الشام والعراق وأراضيهما، كالحيرة والكوفة والأنبار، ودمشق والمزّة والبقاع وحمص وحوّارين والقريتين وحماة وشيزر وحلب ومنبج، وصعيد مصر، والأندلس، وصقلّية.
وكانت لقضاعة قبل الإسلام إمارات وممالك، منها أنّ الضيزن بن معاوية السـليحيّ كان ملك (الحضر) بجبـال تكريت بين دجـلة والفرات، ولاتزال آثارها قائمـة إلى اليوم، وكان معه بأرض الجزيرة عدد كبير من قضاعة، وبلغ ملكه مشارف الشام، حتى حاصره سابور الجنود بضع سنين، إلى أن خانته ابنته النضيرة في خبر مشهور ذكره شعـراء الجاهلية كالأعشى وعديّ بن زيد العباديّ.
وكان أوّل ملك الحيرة لتنوخ، وهي مجموعة بطون من قضاعة رحلت أوّل أمرها إلى البحرين، ثمّ انتقلت إلى العراق، فاجتمعوا على مالك الفهمي، ثمّ على ولده جذيمة الأبرش، فلما قتل جذيمة خلفه ابن أخته عمرو بن عديّ اللخميّ جدّ المناذرة، فنازعه الملك عمرو بن عبد الجنّ الجرميّ القضاعيّ، ثمّ اصطلحا.
وللّضجاعمة السليحيّين[ر] ملك كان بالشام بعد الزّبّاء، ثمّ غلبهم الغساسنة عليه.
وكانت النصرانية منتشرة في عدد من قبائلهم التي أقامت في الشام والعراق، مثل بهراء وسليح وتنوخ وبعض كلب بن وبرة، وكان منهم وثنيون يعبدون ودّاّ، وقد نصبوا صنمه في دومة الجندل، وعبدوا غيره، مثل الأقيصر وعبعب ومناة واللاّت والعزّى ويغوث ورضى وباجر وعمرة، و تؤكد هذا كثرة المسمّين منهم عبد ودّ، وعبد مناة، وزيد مناة، وعبد اللاّت، وزيد اللاّت، وتيم اللاّت، ونحو ذلك؛ ولكنّ ودّاً كان من أعظم أصنامهم حتى هدمه خالد بن الوليد] في السنة الثامنة للهجرة.
ولمّا جاء الإسلام دخلت قبائل قضاعة فيه تترى، ففي أوّل الأمر مال بعضهم إلى الروم، لأنّهم تحت سيطرتهم ولعلاقتهم الدينية، إذ جمع الروم في غزوة مؤتة لمواجهة المسلمين نحو مئتي ألف منهم ومن متنصّرة العرب من لخم وجذام والقين وبهراء وبليّ، ولكن لم يتوفّ النبي[ حتى كان له عمّال على قضاعة، من كلب والقين وعذرة وغيرها، ووفد عليه وفود منهم، فكتب لهم كتباً.
ولمّا وقعت الردّة ارتدّ بعضهم، وثبت بعض، فحاربوا المرتدّين مع قادة البعوث، وفي السنة الثالثة عشرة أقام خالد بن سعيد بن العاص بتيماء، ودعا إليه من ثبتوا على الإسـلام منهم؛ ليكونوا ردءاً لباقي البعوث، فاجتمع له عدد كبير، فجمع لهم الروم جمعاً كبيراً من متنصرة العرب، فأمره أبو بكر بالسير إليهم، فتفرّق الروم ودخل عامّة متنصّرة العرب منهم في الإسلام.
وظهرت أسماء بارزة من قبائل قضاعة- ولاسـيما من كلب- في الإسـلام، منهم: زيد بن حارثة وابنه أسامة ودحية بن خليفة رضي الله عنهم، وحسّـان بن مالك بن بحدل الذي شـدّ الملك لمروان بن الحكم، وسفيان بن الأبرد من أبرز مقاتلي الخـوارج، وهدبة بن الخشرم الشاعر، وجميل بثينة العذري، ومحـمد بن السائب الكلبي الإخباري المفسر، وابنه أبو المنذر هشام شيخ النسّابين، وابن عطيّة المفسّر، وأسامة بن منقذ الأمير الشاعر، وديك الجـن الحمصي الشاعر مولاهم من أهـل سلمية، والإمام الحافظ أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزّي الكلبي صاحب «تـهذيب الكمال»، وابن الأبّار البلـنسيّ صاحب «إعتاب الكتّاب» و«تكمـلة الصلة»، وعدد من أمراء صقلية ومصر والأندلس.
محمد شفيق البيطار