تويت
القاضي النعمان (ابن حيون)
(… ـ 363هـ/… ـ 974م)
النعمان بن محمد بن منصور بن أحمد بن حيون التميمي، الداعي الإسماعيلي، ويقال له القاضي النعمان، واشتهر بأبي حنيفة كي يضاهي به الفاطميون أبا حنيفة النعمان فقيه الدولة العباسية.
ويعدّ القاضي النعمان من أركان الدعوة الفاطمية بمصر، كان عالماً بالفقه والقرآن والأدب والتاريخ. هو من أهل القيروان بتونس مولداً ومنشأً، كان فقيهاً بالمذهب المالكي ثم تحوّل إلى المذهب الإسماعيلي سنة 333هـ، وأخذ يؤلف الكتب في فقه المذهب الإسماعيلي، ويعدّ أهمّ واضعي هذا المذهب.
قدم القاضي النعمان مع الخليفة الفاطمي المعز إلى مصر سنة 362هـ، وكان قاضي قضاته في القاهرة، وقد عاصر من خلفاء الفترة الإفريقية كلاً من المهدي والقائم والمنصور وعمل معهم، وله كتب ومصنفات عديدة منها: «اختلاف أصول المذاهب» وفيه يردّ على الأئمة الذين قالوا بالاجتهاد ويشيد فيه بالإسماعيلية. وله كتاب «دعائم الإسلام» وهو الكتاب الأساسي في الفقه الإسماعيلي ويتعلق بشؤون العبادات وذكر الحلال والحرام والقضايا والأحكام، وفيه متن الفقه الإسماعيلي في ظل الدولة الفاطمية، ولايزال حتى اليوم متن طائفة «البهرة» في الهند، ومن مصنفاته أيضاً كتاب «تأويل دعائم الإسلام» أو ما يسمى تربية المؤمنين وهو رسائل، عدَُّ مصدراً قيماً في الفقه والتشريع والقانون في عالم الإسلام، وفيه زاد قواعد الإسلام فجعلها سبعاً وهو العدد الذي يفضله الإسماعيلية، فأضاف (الولاية) وهي حب آل البيت و(الطهارة) إلى القواعد الخمس المعروفة عند أهل السنة.
وقد استعان القاضي النعمان واستشار إمام وقته «الأساس»؛ «سابع الأسبوعين» الخليفة المعز لدين الله في كل كلمة أو جملة كتبها في الكتاب وأحكامه وآياته وتأويله كونه المسؤول الأول عن التأويل وما يتفرع منه بحسب وجهة النظر الإسماعيلية، والإمام المعز لدين الله كان موسوعة زاخرة في العلم والأدب والفلسفة واللغات السائدة في عصره، وقد تم تحقيق هذا الكتاب بمقارنة نسخ المخطوطات الثلاث الموجودة في كل من مصياف والقدموس ودمشق، كما أن للقاضي النعمان مخطوطة «ذكر الحلال والحرام» موجودة في مكتبـة الفاتيكان بقسم المخطوطات العربية، وكان الخليفة الفاطمي «الظاهر» قد أمر الدعاة بتشجيع الناس على حفظها، وخصص لكل من يحفظها مكافأة مجزية. وأشهر ما كتبه القاضي النعمان كتاب «الأرجوزة المختارة» وهي قصيدة مؤلفة من 23750 بيتاً من شعر الرجز كتبها في مدينة القيروان في عهد الخليفة الفاطمي الثاني «القائم بأمر الله» الذي حكم من عام 322هـ حتى 334هـ. وتعد هذه الأرجوزة فتحاً جديداً فـي عالـم التأليـف والتعبير عن التاريخ وفلسفة الأديان. توفي القاضي النعمان في القاهرة عن عمر يناهز الثامنة والسبعين عاماً.
محمد أحمد
(… ـ 363هـ/… ـ 974م)
النعمان بن محمد بن منصور بن أحمد بن حيون التميمي، الداعي الإسماعيلي، ويقال له القاضي النعمان، واشتهر بأبي حنيفة كي يضاهي به الفاطميون أبا حنيفة النعمان فقيه الدولة العباسية.
ويعدّ القاضي النعمان من أركان الدعوة الفاطمية بمصر، كان عالماً بالفقه والقرآن والأدب والتاريخ. هو من أهل القيروان بتونس مولداً ومنشأً، كان فقيهاً بالمذهب المالكي ثم تحوّل إلى المذهب الإسماعيلي سنة 333هـ، وأخذ يؤلف الكتب في فقه المذهب الإسماعيلي، ويعدّ أهمّ واضعي هذا المذهب.
قدم القاضي النعمان مع الخليفة الفاطمي المعز إلى مصر سنة 362هـ، وكان قاضي قضاته في القاهرة، وقد عاصر من خلفاء الفترة الإفريقية كلاً من المهدي والقائم والمنصور وعمل معهم، وله كتب ومصنفات عديدة منها: «اختلاف أصول المذاهب» وفيه يردّ على الأئمة الذين قالوا بالاجتهاد ويشيد فيه بالإسماعيلية. وله كتاب «دعائم الإسلام» وهو الكتاب الأساسي في الفقه الإسماعيلي ويتعلق بشؤون العبادات وذكر الحلال والحرام والقضايا والأحكام، وفيه متن الفقه الإسماعيلي في ظل الدولة الفاطمية، ولايزال حتى اليوم متن طائفة «البهرة» في الهند، ومن مصنفاته أيضاً كتاب «تأويل دعائم الإسلام» أو ما يسمى تربية المؤمنين وهو رسائل، عدَُّ مصدراً قيماً في الفقه والتشريع والقانون في عالم الإسلام، وفيه زاد قواعد الإسلام فجعلها سبعاً وهو العدد الذي يفضله الإسماعيلية، فأضاف (الولاية) وهي حب آل البيت و(الطهارة) إلى القواعد الخمس المعروفة عند أهل السنة.
وقد استعان القاضي النعمان واستشار إمام وقته «الأساس»؛ «سابع الأسبوعين» الخليفة المعز لدين الله في كل كلمة أو جملة كتبها في الكتاب وأحكامه وآياته وتأويله كونه المسؤول الأول عن التأويل وما يتفرع منه بحسب وجهة النظر الإسماعيلية، والإمام المعز لدين الله كان موسوعة زاخرة في العلم والأدب والفلسفة واللغات السائدة في عصره، وقد تم تحقيق هذا الكتاب بمقارنة نسخ المخطوطات الثلاث الموجودة في كل من مصياف والقدموس ودمشق، كما أن للقاضي النعمان مخطوطة «ذكر الحلال والحرام» موجودة في مكتبـة الفاتيكان بقسم المخطوطات العربية، وكان الخليفة الفاطمي «الظاهر» قد أمر الدعاة بتشجيع الناس على حفظها، وخصص لكل من يحفظها مكافأة مجزية. وأشهر ما كتبه القاضي النعمان كتاب «الأرجوزة المختارة» وهي قصيدة مؤلفة من 23750 بيتاً من شعر الرجز كتبها في مدينة القيروان في عهد الخليفة الفاطمي الثاني «القائم بأمر الله» الذي حكم من عام 322هـ حتى 334هـ. وتعد هذه الأرجوزة فتحاً جديداً فـي عالـم التأليـف والتعبير عن التاريخ وفلسفة الأديان. توفي القاضي النعمان في القاهرة عن عمر يناهز الثامنة والسبعين عاماً.
محمد أحمد