قحطان ( قبيلة ـ)
قسم النسّابون العرب أنساب العرب قسمين: القبائل العدنانية، والقبائل القَحطانية. والأولى تشمل قبائل ربيعة ومضر وقيس عيلان، والثانية تشمل قبائل اليمن كلها.
وجمهرة النسابين تورد نسب قحطان على النحو الآتي: قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، ولا يصحّ عند النسّابين ما جاوز قحطان من أنساب القبائل اليمنية.
ولد قحطان أولاداً كثيرين ولكن لم يعقب منهم إلا اثنان: الحارث، ويعرُب. وإلى الحارث تنتمي قبيلة (فَهْم) ومن فهم (بنو إراش) ومن إراش قبيلة (القَين).
على أن جلّ قبائل اليمن تنتمي إلى يعرُب بن قحطان، وأكثرها من نسل يشجُب بن يَعرُب. ومن ولد يعرب أيضاً قبائل حَيدان، وجُنادة، ووائل، وكعب.
وقبائل يشجب تنتمي كلها إلى سبأ ابن يعرب، وتتفرع سبأ إلى جذمين كبيرين هما: كَهلان، وحِمْيَر. وهذان الجذمان يضمَّان جمهرة القبائل القحطانية.
طائفة من أخبار قبائل قحطان
كانت للقبائل القحطانية حضارة عريقة في العصور القديمة، وكان من مظاهر الحياة الزراعية إنشاء سد مأرب، ولمّا تطاول الزمان على هذا السد انهار، فهاجرت على أثر انهياره كثير من قبائل قحطان، وهاجر بعضها قبل انهياره، وأشهر القبائل التي هاجرت من اليمن قبيلة الأزد الضخمة العدد، فنزل فريق منهم بلاد الشام وأسسوا دولة الغساسنة وهم آل جفنة، ولمجاورتهم دولة الروم اضطروا إلى أن يدينوا لها بالطاعة ويخضعوا لسلطانها. ونزل فريق آخر من الأزد بلاد عُمان وما حولها وعرفوا بأزد عُمان، ونزل فريق ثالث بالسَّراة واستقرّ الأوس والخزرج في يثرب التي عرفت بعدئذ بالمدينة المنورة، وهم الذين نصروا رسول اللهr وأطلق عليهم لذلك لفظ الأنصار، وقد نزلوا يثرب مجاورين ليهودها. وهاجرت قبيلة لخم وقبائل أخرى إلى العراق وأسسوا دولة المناذرة التي دانت لسلطان دولة فارس المجاورة لهم. ونزلت مكة منذ القديم قبيلة جُرهم وهي من القبائل العربية البائدة، ثم حلّت محلها قبيلة قضاعة اليمنية إلى أن قوي أمر قريش فأخرجتها من مكة.
وفي بلاد العراق وما حولها والتي كان يطلق عليها لفظ البحرين وهي محاذية للخليج العربي استطاع كليب، سيد بني تغلب وبكر، هزيمة قبائل اليمن ولاسيما في وقعة خزاز.
وقد دارت حروب ووقائع متصلة بين المناذرة، حلفاء دولة فارس وبين الغساسنة، حلفاء دولة الروم، من جراء العداوة بين الدولتين الفارسية والرومية. ومن أشهر هذه الوقائع يوم حليمة الذي انتصر فيه الحارث الأعرج الغساني على ملك الحيرة المنذر بن المنذر بن ماء السماء، وقد قُتل المنذر في تلك الموقعة وضُرب المثل بذلك اليوم فقالوا: «ما يوم حليمة بسرّ».
وبعد ظهور الإسلام وانتشاره في قبائل العرب دانت القبائل القحطانية كلها لسلطان قبيلة قريش العدنانية، لأن الرسولr كان من قريش، وكذلك خلفاؤه وملوك الدولتين الأموية والعباسية.
وفي العصر الأموي هبَت رياح العصبية القبلية بين القبائل القحطانية والقبائل العدنانية لأسباب شتى، ووقعت بينهما حروب كثيرة أعنفها تلك التي نشبت بالجزيرة الشامية بين قبيلة قيس عيلان العدنانية وقبيلة كلب القحطانية. وكانت العصبيات القبلية من أسباب سقوط الدولة الأموية.
أشهر شعراء القحطانية
كان جل الشعراء في العصر الجاهلي من القبائل العدنانية، ولم يبرز من القحطانية إلا قلّة من الشعراء أشهرهم امرؤ القيس بن حُجْر الكندي وحاتم الطائي، وزيد الخيل الطائي، وهو مخضرم بين الجاهلية والإسلام، وأبو الطمحان القيني، وهو أيضاً شاعر مخضرم.
ومن شعراء الأوس قيس بن الخطيم الذي كان يهاجي حسان بن ثابت، وقد قتله رجل من الخزرج، وأبو قيس بن الأسلت، وكان سيد قومه في الجاهلية، ومن الشعراء المخضرمين من الخزرج حسّان بن ثابت، شاعر رسول اللهr، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك. وابن الإطنابة. وعبد الله بن العجلان، وكان سيد قومه في الجاهلية.
ومن شعراء قحطان في الجاهلية كذلك الأفوه الأودي، وكان سيد قومه وقائدهم في حروبهم. ومن شعراء خزاعة في الجاهلية قيس بن الحُدادية السلولي، كان من الصعاليك الفُتّاك، ومن الصعاليك أيضاً الشاعر الشنفرى الأزدي، ومن المخضرمين الشاعر أبو زبيد الطائي حرملة بن المنذر، وعمرو ابن بَرّاقة، وكان من فُتَّاك العرب في الجاهلية.
وفي العصر الأموي برز عدد من شعراء القحطانية من أعلامهم أعشى هَمدان الذي قتله الحجاج لخروجه مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، والأحوص عبد الله بن محمد الذي نفاه ابن حزم، والي المدينة، إلى جزيرة دهلك لتشبيبه بنساء الأنصار.
ومن شعراء القحطانية في العصر الأموي كُثَيِّر بن عبد الرحمن الخزاعي الذي كان يهوى عَزّة بنت جميل وقال أكثر شعره الغزلي فيها، وثابت بن كعب المعروف بثابت قطنة، وكان من المرجئة، وله قصيدة مشهورة في الإرجاء، وسُراقة بن مرداس البارقي، وكان من الشعراء المجيدين.
ومن شعراء الغزل عصرئذ جميل ابن مَعمر العُذري الذي كان يتغزّل ببثينة وعُرف بجميل بثينة، وعروة بن حزام الذي اشتهر بحبه لابنة عمه عفراء، وهو أحد من قتلهم العشق، وهُدبة بن خشرم العذري الذي قتل ثأراً برجل قتله.
ومن شعراء ذلك العصر أيضاً كعب الأشقري، وكان من أصحاب المهلب بن أبي صفرة، ومنهم يزيد بن مفرّغ الحميري الذي تصدّى لهجاء زياد بن أبي سفيان (ابن أبيه) وأسرته.
ومنهم عديّ بن الرّقاع العاملي، وكان مدّاحاً لبني أمية، ووقعت بينه وبين جرير مهاجاة ومناقضات؛ والطرماح بن حكيم الطائي وكان من الخوارج، والنجاشي الحارثي، وكان أسود اللون وهجّاءً خبيث اللسان.
ومنهم جرير بن عبد الله البَجلي من أصحاب رسول اللهr الذي كلّفه الرسول هدم الصنم (ذي الخلَصة) وقد هدمه.
ومن مشهوري شعراء العصر العباسي أبو الشيص محمد بن علي الأسلمي الخزاعي، وكان مدّاحاً للأمراء، وأبو عبادة البحتري، الطائي من شعراء الشام، وقد مضى إلى العراق وتفرّغ لمدح خلفاء بني العباس، والمتوكل خاصة، ومعاصره أبو تمام الطائي، وكان من المجددين في أسلوب الشعر ومعانيه، والسيد الحميري وكان من شيعة آل العباس، ودعبل الخزاعي الذي اشتهر بالهجاء.
ومن مشهوريهم المتنبي أحمد بن الحسين الذي ينسبه أكثر الباحثين إلى قبيلة كندة اليمانية. ومن متأخريهم أبو العلاء المعري أحمد بن عبد الله التنوخي.
إحسان النص
قسم النسّابون العرب أنساب العرب قسمين: القبائل العدنانية، والقبائل القَحطانية. والأولى تشمل قبائل ربيعة ومضر وقيس عيلان، والثانية تشمل قبائل اليمن كلها.
وجمهرة النسابين تورد نسب قحطان على النحو الآتي: قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، ولا يصحّ عند النسّابين ما جاوز قحطان من أنساب القبائل اليمنية.
ولد قحطان أولاداً كثيرين ولكن لم يعقب منهم إلا اثنان: الحارث، ويعرُب. وإلى الحارث تنتمي قبيلة (فَهْم) ومن فهم (بنو إراش) ومن إراش قبيلة (القَين).
على أن جلّ قبائل اليمن تنتمي إلى يعرُب بن قحطان، وأكثرها من نسل يشجُب بن يَعرُب. ومن ولد يعرب أيضاً قبائل حَيدان، وجُنادة، ووائل، وكعب.
وقبائل يشجب تنتمي كلها إلى سبأ ابن يعرب، وتتفرع سبأ إلى جذمين كبيرين هما: كَهلان، وحِمْيَر. وهذان الجذمان يضمَّان جمهرة القبائل القحطانية.
طائفة من أخبار قبائل قحطان
كانت للقبائل القحطانية حضارة عريقة في العصور القديمة، وكان من مظاهر الحياة الزراعية إنشاء سد مأرب، ولمّا تطاول الزمان على هذا السد انهار، فهاجرت على أثر انهياره كثير من قبائل قحطان، وهاجر بعضها قبل انهياره، وأشهر القبائل التي هاجرت من اليمن قبيلة الأزد الضخمة العدد، فنزل فريق منهم بلاد الشام وأسسوا دولة الغساسنة وهم آل جفنة، ولمجاورتهم دولة الروم اضطروا إلى أن يدينوا لها بالطاعة ويخضعوا لسلطانها. ونزل فريق آخر من الأزد بلاد عُمان وما حولها وعرفوا بأزد عُمان، ونزل فريق ثالث بالسَّراة واستقرّ الأوس والخزرج في يثرب التي عرفت بعدئذ بالمدينة المنورة، وهم الذين نصروا رسول اللهr وأطلق عليهم لذلك لفظ الأنصار، وقد نزلوا يثرب مجاورين ليهودها. وهاجرت قبيلة لخم وقبائل أخرى إلى العراق وأسسوا دولة المناذرة التي دانت لسلطان دولة فارس المجاورة لهم. ونزلت مكة منذ القديم قبيلة جُرهم وهي من القبائل العربية البائدة، ثم حلّت محلها قبيلة قضاعة اليمنية إلى أن قوي أمر قريش فأخرجتها من مكة.
وفي بلاد العراق وما حولها والتي كان يطلق عليها لفظ البحرين وهي محاذية للخليج العربي استطاع كليب، سيد بني تغلب وبكر، هزيمة قبائل اليمن ولاسيما في وقعة خزاز.
وقد دارت حروب ووقائع متصلة بين المناذرة، حلفاء دولة فارس وبين الغساسنة، حلفاء دولة الروم، من جراء العداوة بين الدولتين الفارسية والرومية. ومن أشهر هذه الوقائع يوم حليمة الذي انتصر فيه الحارث الأعرج الغساني على ملك الحيرة المنذر بن المنذر بن ماء السماء، وقد قُتل المنذر في تلك الموقعة وضُرب المثل بذلك اليوم فقالوا: «ما يوم حليمة بسرّ».
وبعد ظهور الإسلام وانتشاره في قبائل العرب دانت القبائل القحطانية كلها لسلطان قبيلة قريش العدنانية، لأن الرسولr كان من قريش، وكذلك خلفاؤه وملوك الدولتين الأموية والعباسية.
وفي العصر الأموي هبَت رياح العصبية القبلية بين القبائل القحطانية والقبائل العدنانية لأسباب شتى، ووقعت بينهما حروب كثيرة أعنفها تلك التي نشبت بالجزيرة الشامية بين قبيلة قيس عيلان العدنانية وقبيلة كلب القحطانية. وكانت العصبيات القبلية من أسباب سقوط الدولة الأموية.
أشهر شعراء القحطانية
ومن شعراء الأوس قيس بن الخطيم الذي كان يهاجي حسان بن ثابت، وقد قتله رجل من الخزرج، وأبو قيس بن الأسلت، وكان سيد قومه في الجاهلية، ومن الشعراء المخضرمين من الخزرج حسّان بن ثابت، شاعر رسول اللهr، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك. وابن الإطنابة. وعبد الله بن العجلان، وكان سيد قومه في الجاهلية.
ومن شعراء قحطان في الجاهلية كذلك الأفوه الأودي، وكان سيد قومه وقائدهم في حروبهم. ومن شعراء خزاعة في الجاهلية قيس بن الحُدادية السلولي، كان من الصعاليك الفُتّاك، ومن الصعاليك أيضاً الشاعر الشنفرى الأزدي، ومن المخضرمين الشاعر أبو زبيد الطائي حرملة بن المنذر، وعمرو ابن بَرّاقة، وكان من فُتَّاك العرب في الجاهلية.
وفي العصر الأموي برز عدد من شعراء القحطانية من أعلامهم أعشى هَمدان الذي قتله الحجاج لخروجه مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، والأحوص عبد الله بن محمد الذي نفاه ابن حزم، والي المدينة، إلى جزيرة دهلك لتشبيبه بنساء الأنصار.
ومن شعراء القحطانية في العصر الأموي كُثَيِّر بن عبد الرحمن الخزاعي الذي كان يهوى عَزّة بنت جميل وقال أكثر شعره الغزلي فيها، وثابت بن كعب المعروف بثابت قطنة، وكان من المرجئة، وله قصيدة مشهورة في الإرجاء، وسُراقة بن مرداس البارقي، وكان من الشعراء المجيدين.
ومن شعراء الغزل عصرئذ جميل ابن مَعمر العُذري الذي كان يتغزّل ببثينة وعُرف بجميل بثينة، وعروة بن حزام الذي اشتهر بحبه لابنة عمه عفراء، وهو أحد من قتلهم العشق، وهُدبة بن خشرم العذري الذي قتل ثأراً برجل قتله.
ومن شعراء ذلك العصر أيضاً كعب الأشقري، وكان من أصحاب المهلب بن أبي صفرة، ومنهم يزيد بن مفرّغ الحميري الذي تصدّى لهجاء زياد بن أبي سفيان (ابن أبيه) وأسرته.
ومنهم عديّ بن الرّقاع العاملي، وكان مدّاحاً لبني أمية، ووقعت بينه وبين جرير مهاجاة ومناقضات؛ والطرماح بن حكيم الطائي وكان من الخوارج، والنجاشي الحارثي، وكان أسود اللون وهجّاءً خبيث اللسان.
ومنهم جرير بن عبد الله البَجلي من أصحاب رسول اللهr الذي كلّفه الرسول هدم الصنم (ذي الخلَصة) وقد هدمه.
ومن مشهوري شعراء العصر العباسي أبو الشيص محمد بن علي الأسلمي الخزاعي، وكان مدّاحاً للأمراء، وأبو عبادة البحتري، الطائي من شعراء الشام، وقد مضى إلى العراق وتفرّغ لمدح خلفاء بني العباس، والمتوكل خاصة، ومعاصره أبو تمام الطائي، وكان من المجددين في أسلوب الشعر ومعانيه، والسيد الحميري وكان من شيعة آل العباس، ودعبل الخزاعي الذي اشتهر بالهجاء.
ومن مشهوريهم المتنبي أحمد بن الحسين الذي ينسبه أكثر الباحثين إلى قبيلة كندة اليمانية. ومن متأخريهم أبو العلاء المعري أحمد بن عبد الله التنوخي.
إحسان النص