أضواءالموصل ينبعث ضوؤها من البهو الملكي
آخر تحديث : الأربعاء 22 سبتمبر 2021
الموصل -نصار النعيمي
نظمت مجموعة من الفنانين والادباء والكتاب والمثقفين في مدينة الموصل العراقية مهرجاناً كبيراً بمعناه قوياً بمحتواه، ليشغل شهر ايلول الجاري، على قاعة البهو الملكي في المتحف الحضاري بمدينة الموصل التي ارادوا ابادتها ، حمل المهرجان عنوان الايام الثقافية الموصلية، لتثبت للعالم أجمع أن نينوى أم الحضارات القديمة والموصل أم الثقافات.
نخب نينوى الثقافية والفنية قالوا في كلمة لهم في ساعة الافتتاح لهذا المهرجان الكبير” لم يكن لنا وقد انتظرنا، لسنوات أن نظفر ونفوز بجعل نينوى عاصمة للثقافة العربية او العربية الاسلامية ما خلق لدينا حزناً واسفً كبيرا، ورداً على ذلك قررنا نحن نخب نينوى الثقافية والفنية اقامة هذه الايام الثقافية على قاعة البهو الملكي في المتحف الحضاري بدأً من يوم الجمعة الساعة العاشرة صباحاَ وحتى يوم الاحد من الساعة العاشرة صباحا وحتى الساعة 3 عصراً كل يوم . وكانت عامة للجميع.
ما أعطى الافتتاح قوة وجمالاً وروعةً أنه لم يكن برعاية سياسي أو برعاية او دعم حكومي من بغداد أو الموصل، ما عدا تقديم مفتشية آثار نينوى قاعة البهو الملكي امام هذه النخبة الموصلية لتقيم مهرجانها.
شاركت الجمعية العراقية للتصوير, فرع نينوى بمعرض شامل بعنوان عدسات موصلية في قاعة البهو الملكي ضم نتاجات حائزة لعدسات فنانين مبدعين. كما اختزل المعرض بأعماله الفوتوغرافية حصرا شاملا للموصليات , حياة ومضامين ,وبحق كان عرضا مشهديا لما ابدعته العدسات, يمثل فرح غامر يحكي للموصل اروع المشاهد التي طالت شرفات المدينة ,ابوابها, جدرانها, حواريها, اطفالها, وضمت شواهد جمالية حضرية وحضارية مختلفة بأعمال الاسود والابيض الذي اسس للعتق الموصلي الجميل بأشراف انور الدرويش.
من جهته قال الدكتور خليف محمود، التدريسي في كلية الفنون الجميلة” الحمد لله افتتح المعرض الفوتوغرافي السنوي ( فضاءات جمالية مختلفة) وكان افتتاحا بهيجا ومشرفا وما كان ليكون بهذا النجاح لولا تعاون الجميع.
ساعة الافتتاح كانت عند العاشرة من صباح يوم الجمعة وظن البعض انها لن تكون مناسبة لكل الموصليين، وعندما حان الوقت غاصت قاعة البهو الملكي بمتحف الموصل بالزوار من المثقفين والادباء والفنانين وجميع شرائح الموصليين وقص شريط الافتتاح الدكتور المؤرخ هاشم الملاح، فكان بحق مهرجاناً بعيدا عن كل ما يعكر صفو المواطن الموصلي، وأبعده عن جو الانتخابات البرلمانية وأراح عينه من منظر الصور التي غاصت بها شوارعنا والبنايات العالية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
كما شارك المخرج المسرحي والفنان بيات مرعي بمعرض فني رائع الاول من نوعه ، يرمز لعدد كبير من المؤلفات والروايات والكتب التي صمم أغلفتها في داخل البلاد وخارجها، فكانت بحق تحفة فنية أثبت للعالم أن فناني الموصل عمالقة الابداع.
و شارك العديد من الشابات الموصليات بأكثر من 50 لوحة فنية بالمهرجان وعزفت احدى المبدعات مقاطع موسيقية رائعة، حلقت بنا فوق السحاب. واعادتنا الى ايام زرياب.
المهرجانات والاحتفالات في الموصل تتوالى ، مرشحون للانتخابات البرلمانية بدعم من احزباً وكتلاً سياسية يقيمون ما يسمى استعراضاً لبرامج مرشحيهم في قاعات فخمة وبمبالغ طائلة تعقبها ولائم كبيرة، لكل مرشح او حزب معين بل ان البعض قال” ان قائمة –س- دعمت كل مرشح بنصفي مليار دينار عراقي، وقيل عن حزب متمدد في الموصل ايضا وهو –ص- دعم مرشحيه بأكثر من هذا المبلغ، وتستمر الاحتفالات والكرنفالات.
مهرجانات ثقافية وفنية تهدف لإعادة الموصل الى سابق عهدها، رمزاً للثقافة والادب تناطح السحاب بهمة ابنائها، وتسابق الزمن من أجل اعادة اعمارها. لن يعيق الموصليين الدمار، ولا قلة الدعم الحكومي، ولا تهميش البعض لها، ستشرق شمسها قريباً على كل العالم.