ويستطيع العقل أن يطلب تكرار نشر نفس الإعلان – إذا طلب المعلن ذلك فيكرر نشره لمدة ثلاثة أيام مثلاً فى أول كل شهر لمدة سنة أو لأى مدة محددة . ويستطيع أن يقدم في نهاية كل يوم أو كل شهر تقريراً عن عدد أسطر الإعلانات المنشورة ومساحتها وسعرها ، ويقدم مقارنات يومية أو شهرية أو سنوية .
ما الذي يجرى بعد ذلك في قاعة الجمع ؟ يجب ألا ننسى أن كل ما حدث حتى الآن لم يتعد العقل الإلكترونى . أى أن جميع هذه الأعمال التي تمت ، دخلت إلى العقل وخرجت على شكل بروفات مطبوعة . بينما النصوص نفسها ما زالت في مخزن العقل ، دون أى ذكر لسطور الرصاص التي يقوم عليها العمل ومن هنا نرى فائدة هذا الجهاز الذى يستطيع أن يخزن مواد الجريدة كلها ويعطينا بروفات عليها ، ويقوم قسم التحرير بتعديلها وحذف ما شاء منها ثم يقوم قسم التصحيح بتصحيحها ، ويقوم قسم الإعلانات بترتيب إعلاناته ويستخرج فواتيره ، كل هذا يتم ولم تخرج سطور الرصاص بعد . وهذه الخدمات الكبيرة التي نحصل عليها من العقل الإلكترونى تريح المطبعة من زحمة الرصاص ، والبحث عن الموضوعات ، مما يعطل العمل ويستغرق كثيراً من الوقت الذي يمكن توفيره بهذا النظام .
إن قسم التحرير عندما يرسل مواده وأخباره إلى العقل ، فإنه يرسل معها أيضاً تعلماته الخاصة بموعد النشر. فإذا كتب مثلاً في أول التحقيق الصحفى « ينشر هذا الأربعاء ۲۷ مارس » فإن العقل يسجل هذا التاريخ في ذاكرته ، وهو يعلم أيضاً ـ حسب برنامج سابق موضوع – الوقت الذي يستغرفه توضيب كل صفحة ، كما يعلم مكان نشر هذا المقال من الجريدة وفى أى جزء وفى أى صفحة منها . ويعرف العقل قوة إنتاج كل ماكينة . جمع في القاعة . وعندما يدخل إليه نص الموضوع فإنه يقوم بترقيم عدد الأسطر ، وبذلك يستطيع أن يعرف كم من الوقت يستغرق. هذا الموضوع . ومن هنا يمكنه أن يخرج الشريط النهائى - بعد أمر الطبع - فى الموعد المحدد من اليوم المحدد ، ويدخله رأساً إلى ماكينة الجمع . وبذلك لا يتراكم الرصاص الذى لا لزوم له في المطبعة في ذلك اليوم . ويعرف الجهاز كذلك مقاسات كل ماكينة .
إنه يعرف مثلاً أن الماكينة رقم ۱ تجمع المواد على مقاس ١٠,٥ كور بينما الماكينة رقم ٢ تجمع المواد على مقاس ۱٨,٥ كور وهكذا .. ومن هذا البرنامج الذي في ذاكرته ينظم عملياته وموضوعاته . وعندما يشعر أن الماكينة رقم 1 اقتربت من نهاية الموضوع تجمعه ، يرسل لها فوراً موضوعاً آخر حتى لا تبقى الماكينة بلا عمل . إن العقل يقوم بعملية مراقبة فعالة على هذه الماكينات بحيث لا يتركها دقيقة واحدة بلا عمل . وقبل أن ينتهى الشريط الخام الموجود بالقرب من الماكينة ، يرسل العقل مذكرة إلى رئيس القسم ينبهه إلى ضرورة وضع شريط جديد . ومن الضروري أن يكون جهاز ثقب الشريط قريباً جداً من ماكينة الجمع بحيث لا يتعدى البعد بين الجهازين ثلاثة سطور مثقوبة . وهذه المسافة تعطى العقل فرصة إعادة التفكير في الخطة الموضوعة إذا تعطلت ماكينة الجمع . فيقوم العقل فى الحال بإعادة توزيع العمل . ويتوقف عن إرسال المادة إلى هذه الماكينة ، ويبحث فوراً عن ماكينة أخرى لها نفس المقاس وليس بها عمل ، ويرسل إليها المادة وكذلك تعطيه هذه المسافة - السطور الثلاثة المثقوبة - فرصة إيقاف الجمع على هذه الماكينة عندما تصله أوامر لجمع خبر هام وعاجل . فيعطى له الأولوية على المادة الأخرى. ثم يعود بعد جمع الخبر العاجل ، إلى المادة السابقة . والمسافة بين الجهاز الثاقب وماكينة اللينوتيب مسجلة في داخل العقل بعدد من الثقوب . ويقوم الجهاز بعد السطور الداخلة إلى ماكينة الجمع، ليعرف مقدار تحميل كل ماكينة على حدة . وبناء على حسبة زمنية يستطيع أن يقرر الوقت اللازم للانتهاء من جمع المثقوب . وبهذه العملية الحسابية يقدر العقل مقدرة كل ماكينة من حيث نوع البنط وعرض العمود وسرعة الجمع ومدد التوقف وكافة العمليات الفنية الأخرى . يستعمل العقل أيضاً هذه الفترة من الوقت أو المسافة - بين الجهاز الثاقب وماكينة الجمع - ليسجل في ذاكرته بعد كل سطر انتهى من جمعه كلمة ( تم جمعه ) . لأن العقل لا يمسح من ذاكرته هذه السطور التى تم جمعها ، لكنه يحتفظ بها ويكتب بالقرب منها و تم جمعها ) وذلك لاحتمال العودة إليها مرة أخرى، لإعادة جمعها على مقاس آخر أو ببنط مختلف ، وكذلك قد تحتاج إليها المؤسسة الصحفية في حالة جمع الكتب - لإعادة طبع الكتاب عدة مرات ، بدلاً من الاحتفاظ بكميات الرصاص الضخمة التى قد تزحم المطبعة وتشغل مساحة كبيرة منها . وهذه المزية التي في العقل ، مزية كتابة ( تم جمعه ) فى ذاكرته ، تفيد قسم التحرير فائدة كبيرة في الحالات التى قد يتكرر فيها نشر خبر ما سبق نشره . لأن العقل سوف يخبر التحرير إذا طلب منه خبراً معيناً ، بأن هذا الخبر « تم جمعه ، فلا يقع التحرير في خطأ تكرار نشر الخبر مرتين . وكثيراً ما تقع الجرائد في هذا الخطأ الذي يضايق القارئ . وكذلك تفيد هذه المزية التحرير في معرفة عدد السطور التي تم جمعها من مقال معين ، فيستطيع إلغاء جمعه أو الاكتفاء بهذا القدر منه .
كذلك يستطيع العقل أن يعطى مع كل موضوع يتم جمعه إشارة إلى سكرتير التحرير ، عن عدد الكليشيهات المرفقة بهذا الموضوع ومساحتها وموعد انتهائها من قسم الحفر ، وموعد توضيب هذا الموضوع . وفى نفس الوقت ترسل نفس الإشارة على الآلة الكاتبة الموجودة في قسم الحفر ، تخطره بأن هذا الموضوع قد تم جمعه ، وأن سكرتير التحرير في انتظار الكليشيهات الخاصة بهذا الموضوع . كما يرسل العقل إشارة أخرى إلى قسم المكابس يخطره بعدد ( الفلانات ) ( الكارتون ) اللازم للكيس ، ويخطره كذلك بموعد انتهاء توضيب هذه الصفحة ليكون على استعداد لكبسها في . وعندما نعرف أن هناك جرائد تصدر يوميا في ثمانين صفحة ، نستطيع أن نقدر أهمية هذه التنبيهات التي يرسلها العقل إلى كل الأقسام الفنية في نفس الوقت. حتى تستطيع الالتزام بالموعد المحدد للطبع .
نرى مما سبق أن المؤسسات الصحفية التى تستخدم العقل الإلكترونى ، تستطيع أن تستفيد منه فائدة كبرى ، إلى جانب عملية ضبط السطور . أما إذا قام العقل بهذه العملية فقط - وهي عملية ضبط السطور - فإنه يعتبر عملية خاسرة ، بالنسبة لارتفاع سعر العقل أو سعر إيجاره الشهرى . ومن هنا نرى أن عملية ضبط السطور عملية جانبية ، وليست هي العملية الأساسية التي يقوم بها العقل .
ثم يأتي بعد ذلك ، الدور الذي يؤديه العقل في ورشة الحفر . إن جميع الصور التي تصل إلى ورشة الحفر من سكرتارية التحرير ، يرفق مع كل منها ( بطاقة تنفيذ ) مكتوب عليها بالخط المغناطيسي رقم الصورة ومقاسها المطلوب ، وكافة العمليات التي ستمر بها هذه الصورة من تصوير وطبع وحفر لكل عملية خانة فى البطاقة ويكون قد سبق هذه العملية برنامج خاص داخل العقل ، ليعلمه المراحل التي تمر بها الصورة حتى تصبح كليشيه Cliche وكذلك يتعلم قدرة كل ماكينة والوقت اللازم لإنهاء كل عملية فنية . ويوجد بالقرب من كل ماكينة ، من ماكينات التصوير والطبع والحفر ، جهاز قارئ صغير متصل بالعقل الإلكترونى . ويستطيع هذا الجهاز أن يقرأ الخط المغناطيسي الموجود على البطاقة المرفقة بالصورة . فإذا وصلت الصورة إلى قسم التصوير بورشة الحفر ، يدخل العامل الفنى هذه البطاقة المرفقة فى الجهاز القارئ . وفى الحال ينتقل رقم الصورة إلى العقل الإلكترونى ، وهكذا يتم إخطاره بموعد وصول الصورة للتصوير ورقمها ومساحتها . ويستطيع العقل بالتالى - معرفة موعد انتهاء تصوير هذه الصورة قبل إرسالها لطبعها على الزنك ، وذلك طبعاً حسب برنامج مسبق ، فيخطر العقل الإلكترونى العامل في قسم التصوير . على آلته الكاتبة – عن موعد تحضير الفيلم التالي لجهاز التصوير ، ويخطر كذلك قسم الحفر عن قرب موعد تحضير « الحمام » أى المواد الكمائية الخاصة بالحفر ، حتى لا تفسد هذه المواد إذا تم تحضيرها قبل الموعد المحدد . وفى نفس الوقت يكون الجهاز قد أحيط علماً بموعد انتهاء حفر هذه الصورة فيخطر سكرتير التحرير ، لكى يستعد لتوضيب صفحته .
وتكون المواد - في ذلك الوقت - قد تم جمعها وأرسلت على « تر وللى ) بالقرب من الصفحة الخاصة بها ، وتكون كذلك الكيلشيهات قد وصلت إلى هذه الصفحة . ويستطيع سكرتير التحرير - فى حالة عدم وصول الكليشيهات – أن يسأل العقل عن هذا الكليشيه والمرحلة التى وصل إليها وموعد انتهائه. فيرد العقل في الحال على جميع هذه الأسئلة . ويوفر على التحرير الوقت الضائع في البحث عن الكليشيه ومعرفة موعد انتهائه في ورشة الحفر .
وبوساطة هذه البرامج الموضوعة يتعلم وضع خطط العمل ، بحيث يمنع أخطار وصول الإنتاج إلى عنق الزجاجة . وبذلك يقدم التنبيهات اللازمة ، إذا شعر من المواعيد التي قدمت له أن هناك عدداً من الموضوعات يلزم جمعها كلها في موعد معين ، فيخطر التحرير بأن هناك ( عنق زجاجة ) فى الساعة الخامسة ، ويستحسن تعديل مواعيد جمع بعض هذه الموضوعات بحيث تتم في أوقات الفراغ الموجودة أمامه . وكذلك يستطيع إخطار التحرير عن حالة قسم الحفر إذا وقع في نفس المشكل. ويطلب تعديل مواعيد حفر بعض الصور ، أو إرجاء بعضها للطبعة الثانية . وكذلك يخطره عن الفراغ الموجود في قسم الحفر ، فيستطيع التحرير أن يشغل هذا الفراغ بأعمال غير عاجلة أو أعمال تجارية أخرى ، فلا تتكلف المؤسسة أجوراً إضافية . كما يستطيع أن يعرف موعد كبس كل صفحة وتوضيبها وموعد انتهائها ، فيخطر سكرتير التحرير بأن هناك عدداً من الصفحات سوف ينتهي في نفس الوقت ، فيحدث عنق زجاجة ( فى المكابس . فيعدل التحرير فوراً مواعيد توضيبه الصفحات بحيث تنتهى فى مواعيد متقاربة ، ولا يحدث فراغ في قسم المكابس ، يتلوه انشغال شديد مما يعطل الطبع عن الموعد المحدد .
ويرسل (الفلان ) (Flan) أو الكرتونة كما : ، في المطابع ، من قسم المكابس الألواح نصف الدائرية ، ومرفق معها بطاقة التشغيل المغناطيسية» وتدخل البطاقة إلى الجهاز القارئ المتصل بالعقل ، فتتحدد ساعة الدخول والتاريخ . الألواح نصف الدائرية (Stereotype) بسرعة كبيرة وقد توصلت شركة لينوتيب إلى صنع جهاز ( Supermatic) يستعمل الآن في الصحف الأمريكية، وهذا الجهاز يعمل أوتوماتيكينًا بسرعة ٥,٤ لوحات في الدقيقة. وبعض الجرائد تحتاج إلى صب أكثر من ۸۰۰ لوحة نصف دائرية في اليوم . ويستطيع هذا الجهاز أن ينتجها في ساعتين ونصف ساعة . ويتطلب صنع هذه اللوحات تبريداً بالماء المثلج في درجة حرارة وضغط معينين ، ويلزمها ۱۹۸ جالوناً من الماء المثلج في الدقيقة . وعندما ينتهى صب الألواح ، توضع فوق جهاز أوتوماتيكي يحملها إلى الوحدة الخاصة بها ويعمل العقل طبقاً لبرنامج موضوع مسجل فيه جميع البيانات . ويقوم العقل بإخطار المكابس عندما ينتهى قسم صب الألواح من عمله ، حتى يلاحقه بالفلانات بشكل متوال .
ثم يأتي بعد ذلك دور العقل الإلكترونى فى المطبعة . إنه يلعب هنا دوراً هاماً لا شك فيه . إذ تستطيع المطبعة أن تتجهز بعدادات لكل وحدة طبع متصلة بالعقل
ما الذي يجرى بعد ذلك في قاعة الجمع ؟ يجب ألا ننسى أن كل ما حدث حتى الآن لم يتعد العقل الإلكترونى . أى أن جميع هذه الأعمال التي تمت ، دخلت إلى العقل وخرجت على شكل بروفات مطبوعة . بينما النصوص نفسها ما زالت في مخزن العقل ، دون أى ذكر لسطور الرصاص التي يقوم عليها العمل ومن هنا نرى فائدة هذا الجهاز الذى يستطيع أن يخزن مواد الجريدة كلها ويعطينا بروفات عليها ، ويقوم قسم التحرير بتعديلها وحذف ما شاء منها ثم يقوم قسم التصحيح بتصحيحها ، ويقوم قسم الإعلانات بترتيب إعلاناته ويستخرج فواتيره ، كل هذا يتم ولم تخرج سطور الرصاص بعد . وهذه الخدمات الكبيرة التي نحصل عليها من العقل الإلكترونى تريح المطبعة من زحمة الرصاص ، والبحث عن الموضوعات ، مما يعطل العمل ويستغرق كثيراً من الوقت الذي يمكن توفيره بهذا النظام .
إن قسم التحرير عندما يرسل مواده وأخباره إلى العقل ، فإنه يرسل معها أيضاً تعلماته الخاصة بموعد النشر. فإذا كتب مثلاً في أول التحقيق الصحفى « ينشر هذا الأربعاء ۲۷ مارس » فإن العقل يسجل هذا التاريخ في ذاكرته ، وهو يعلم أيضاً ـ حسب برنامج سابق موضوع – الوقت الذي يستغرفه توضيب كل صفحة ، كما يعلم مكان نشر هذا المقال من الجريدة وفى أى جزء وفى أى صفحة منها . ويعرف العقل قوة إنتاج كل ماكينة . جمع في القاعة . وعندما يدخل إليه نص الموضوع فإنه يقوم بترقيم عدد الأسطر ، وبذلك يستطيع أن يعرف كم من الوقت يستغرق. هذا الموضوع . ومن هنا يمكنه أن يخرج الشريط النهائى - بعد أمر الطبع - فى الموعد المحدد من اليوم المحدد ، ويدخله رأساً إلى ماكينة الجمع . وبذلك لا يتراكم الرصاص الذى لا لزوم له في المطبعة في ذلك اليوم . ويعرف الجهاز كذلك مقاسات كل ماكينة .
إنه يعرف مثلاً أن الماكينة رقم ۱ تجمع المواد على مقاس ١٠,٥ كور بينما الماكينة رقم ٢ تجمع المواد على مقاس ۱٨,٥ كور وهكذا .. ومن هذا البرنامج الذي في ذاكرته ينظم عملياته وموضوعاته . وعندما يشعر أن الماكينة رقم 1 اقتربت من نهاية الموضوع تجمعه ، يرسل لها فوراً موضوعاً آخر حتى لا تبقى الماكينة بلا عمل . إن العقل يقوم بعملية مراقبة فعالة على هذه الماكينات بحيث لا يتركها دقيقة واحدة بلا عمل . وقبل أن ينتهى الشريط الخام الموجود بالقرب من الماكينة ، يرسل العقل مذكرة إلى رئيس القسم ينبهه إلى ضرورة وضع شريط جديد . ومن الضروري أن يكون جهاز ثقب الشريط قريباً جداً من ماكينة الجمع بحيث لا يتعدى البعد بين الجهازين ثلاثة سطور مثقوبة . وهذه المسافة تعطى العقل فرصة إعادة التفكير في الخطة الموضوعة إذا تعطلت ماكينة الجمع . فيقوم العقل فى الحال بإعادة توزيع العمل . ويتوقف عن إرسال المادة إلى هذه الماكينة ، ويبحث فوراً عن ماكينة أخرى لها نفس المقاس وليس بها عمل ، ويرسل إليها المادة وكذلك تعطيه هذه المسافة - السطور الثلاثة المثقوبة - فرصة إيقاف الجمع على هذه الماكينة عندما تصله أوامر لجمع خبر هام وعاجل . فيعطى له الأولوية على المادة الأخرى. ثم يعود بعد جمع الخبر العاجل ، إلى المادة السابقة . والمسافة بين الجهاز الثاقب وماكينة اللينوتيب مسجلة في داخل العقل بعدد من الثقوب . ويقوم الجهاز بعد السطور الداخلة إلى ماكينة الجمع، ليعرف مقدار تحميل كل ماكينة على حدة . وبناء على حسبة زمنية يستطيع أن يقرر الوقت اللازم للانتهاء من جمع المثقوب . وبهذه العملية الحسابية يقدر العقل مقدرة كل ماكينة من حيث نوع البنط وعرض العمود وسرعة الجمع ومدد التوقف وكافة العمليات الفنية الأخرى . يستعمل العقل أيضاً هذه الفترة من الوقت أو المسافة - بين الجهاز الثاقب وماكينة الجمع - ليسجل في ذاكرته بعد كل سطر انتهى من جمعه كلمة ( تم جمعه ) . لأن العقل لا يمسح من ذاكرته هذه السطور التى تم جمعها ، لكنه يحتفظ بها ويكتب بالقرب منها و تم جمعها ) وذلك لاحتمال العودة إليها مرة أخرى، لإعادة جمعها على مقاس آخر أو ببنط مختلف ، وكذلك قد تحتاج إليها المؤسسة الصحفية في حالة جمع الكتب - لإعادة طبع الكتاب عدة مرات ، بدلاً من الاحتفاظ بكميات الرصاص الضخمة التى قد تزحم المطبعة وتشغل مساحة كبيرة منها . وهذه المزية التي في العقل ، مزية كتابة ( تم جمعه ) فى ذاكرته ، تفيد قسم التحرير فائدة كبيرة في الحالات التى قد يتكرر فيها نشر خبر ما سبق نشره . لأن العقل سوف يخبر التحرير إذا طلب منه خبراً معيناً ، بأن هذا الخبر « تم جمعه ، فلا يقع التحرير في خطأ تكرار نشر الخبر مرتين . وكثيراً ما تقع الجرائد في هذا الخطأ الذي يضايق القارئ . وكذلك تفيد هذه المزية التحرير في معرفة عدد السطور التي تم جمعها من مقال معين ، فيستطيع إلغاء جمعه أو الاكتفاء بهذا القدر منه .
كذلك يستطيع العقل أن يعطى مع كل موضوع يتم جمعه إشارة إلى سكرتير التحرير ، عن عدد الكليشيهات المرفقة بهذا الموضوع ومساحتها وموعد انتهائها من قسم الحفر ، وموعد توضيب هذا الموضوع . وفى نفس الوقت ترسل نفس الإشارة على الآلة الكاتبة الموجودة في قسم الحفر ، تخطره بأن هذا الموضوع قد تم جمعه ، وأن سكرتير التحرير في انتظار الكليشيهات الخاصة بهذا الموضوع . كما يرسل العقل إشارة أخرى إلى قسم المكابس يخطره بعدد ( الفلانات ) ( الكارتون ) اللازم للكيس ، ويخطره كذلك بموعد انتهاء توضيب هذه الصفحة ليكون على استعداد لكبسها في . وعندما نعرف أن هناك جرائد تصدر يوميا في ثمانين صفحة ، نستطيع أن نقدر أهمية هذه التنبيهات التي يرسلها العقل إلى كل الأقسام الفنية في نفس الوقت. حتى تستطيع الالتزام بالموعد المحدد للطبع .
نرى مما سبق أن المؤسسات الصحفية التى تستخدم العقل الإلكترونى ، تستطيع أن تستفيد منه فائدة كبرى ، إلى جانب عملية ضبط السطور . أما إذا قام العقل بهذه العملية فقط - وهي عملية ضبط السطور - فإنه يعتبر عملية خاسرة ، بالنسبة لارتفاع سعر العقل أو سعر إيجاره الشهرى . ومن هنا نرى أن عملية ضبط السطور عملية جانبية ، وليست هي العملية الأساسية التي يقوم بها العقل .
ثم يأتي بعد ذلك ، الدور الذي يؤديه العقل في ورشة الحفر . إن جميع الصور التي تصل إلى ورشة الحفر من سكرتارية التحرير ، يرفق مع كل منها ( بطاقة تنفيذ ) مكتوب عليها بالخط المغناطيسي رقم الصورة ومقاسها المطلوب ، وكافة العمليات التي ستمر بها هذه الصورة من تصوير وطبع وحفر لكل عملية خانة فى البطاقة ويكون قد سبق هذه العملية برنامج خاص داخل العقل ، ليعلمه المراحل التي تمر بها الصورة حتى تصبح كليشيه Cliche وكذلك يتعلم قدرة كل ماكينة والوقت اللازم لإنهاء كل عملية فنية . ويوجد بالقرب من كل ماكينة ، من ماكينات التصوير والطبع والحفر ، جهاز قارئ صغير متصل بالعقل الإلكترونى . ويستطيع هذا الجهاز أن يقرأ الخط المغناطيسي الموجود على البطاقة المرفقة بالصورة . فإذا وصلت الصورة إلى قسم التصوير بورشة الحفر ، يدخل العامل الفنى هذه البطاقة المرفقة فى الجهاز القارئ . وفى الحال ينتقل رقم الصورة إلى العقل الإلكترونى ، وهكذا يتم إخطاره بموعد وصول الصورة للتصوير ورقمها ومساحتها . ويستطيع العقل بالتالى - معرفة موعد انتهاء تصوير هذه الصورة قبل إرسالها لطبعها على الزنك ، وذلك طبعاً حسب برنامج مسبق ، فيخطر العقل الإلكترونى العامل في قسم التصوير . على آلته الكاتبة – عن موعد تحضير الفيلم التالي لجهاز التصوير ، ويخطر كذلك قسم الحفر عن قرب موعد تحضير « الحمام » أى المواد الكمائية الخاصة بالحفر ، حتى لا تفسد هذه المواد إذا تم تحضيرها قبل الموعد المحدد . وفى نفس الوقت يكون الجهاز قد أحيط علماً بموعد انتهاء حفر هذه الصورة فيخطر سكرتير التحرير ، لكى يستعد لتوضيب صفحته .
وتكون المواد - في ذلك الوقت - قد تم جمعها وأرسلت على « تر وللى ) بالقرب من الصفحة الخاصة بها ، وتكون كذلك الكيلشيهات قد وصلت إلى هذه الصفحة . ويستطيع سكرتير التحرير - فى حالة عدم وصول الكليشيهات – أن يسأل العقل عن هذا الكليشيه والمرحلة التى وصل إليها وموعد انتهائه. فيرد العقل في الحال على جميع هذه الأسئلة . ويوفر على التحرير الوقت الضائع في البحث عن الكليشيه ومعرفة موعد انتهائه في ورشة الحفر .
وبوساطة هذه البرامج الموضوعة يتعلم وضع خطط العمل ، بحيث يمنع أخطار وصول الإنتاج إلى عنق الزجاجة . وبذلك يقدم التنبيهات اللازمة ، إذا شعر من المواعيد التي قدمت له أن هناك عدداً من الموضوعات يلزم جمعها كلها في موعد معين ، فيخطر التحرير بأن هناك ( عنق زجاجة ) فى الساعة الخامسة ، ويستحسن تعديل مواعيد جمع بعض هذه الموضوعات بحيث تتم في أوقات الفراغ الموجودة أمامه . وكذلك يستطيع إخطار التحرير عن حالة قسم الحفر إذا وقع في نفس المشكل. ويطلب تعديل مواعيد حفر بعض الصور ، أو إرجاء بعضها للطبعة الثانية . وكذلك يخطره عن الفراغ الموجود في قسم الحفر ، فيستطيع التحرير أن يشغل هذا الفراغ بأعمال غير عاجلة أو أعمال تجارية أخرى ، فلا تتكلف المؤسسة أجوراً إضافية . كما يستطيع أن يعرف موعد كبس كل صفحة وتوضيبها وموعد انتهائها ، فيخطر سكرتير التحرير بأن هناك عدداً من الصفحات سوف ينتهي في نفس الوقت ، فيحدث عنق زجاجة ( فى المكابس . فيعدل التحرير فوراً مواعيد توضيبه الصفحات بحيث تنتهى فى مواعيد متقاربة ، ولا يحدث فراغ في قسم المكابس ، يتلوه انشغال شديد مما يعطل الطبع عن الموعد المحدد .
ويرسل (الفلان ) (Flan) أو الكرتونة كما : ، في المطابع ، من قسم المكابس الألواح نصف الدائرية ، ومرفق معها بطاقة التشغيل المغناطيسية» وتدخل البطاقة إلى الجهاز القارئ المتصل بالعقل ، فتتحدد ساعة الدخول والتاريخ . الألواح نصف الدائرية (Stereotype) بسرعة كبيرة وقد توصلت شركة لينوتيب إلى صنع جهاز ( Supermatic) يستعمل الآن في الصحف الأمريكية، وهذا الجهاز يعمل أوتوماتيكينًا بسرعة ٥,٤ لوحات في الدقيقة. وبعض الجرائد تحتاج إلى صب أكثر من ۸۰۰ لوحة نصف دائرية في اليوم . ويستطيع هذا الجهاز أن ينتجها في ساعتين ونصف ساعة . ويتطلب صنع هذه اللوحات تبريداً بالماء المثلج في درجة حرارة وضغط معينين ، ويلزمها ۱۹۸ جالوناً من الماء المثلج في الدقيقة . وعندما ينتهى صب الألواح ، توضع فوق جهاز أوتوماتيكي يحملها إلى الوحدة الخاصة بها ويعمل العقل طبقاً لبرنامج موضوع مسجل فيه جميع البيانات . ويقوم العقل بإخطار المكابس عندما ينتهى قسم صب الألواح من عمله ، حتى يلاحقه بالفلانات بشكل متوال .
ثم يأتي بعد ذلك دور العقل الإلكترونى فى المطبعة . إنه يلعب هنا دوراً هاماً لا شك فيه . إذ تستطيع المطبعة أن تتجهز بعدادات لكل وحدة طبع متصلة بالعقل
تعليق