لا أحد يمكنه إنكار دور البشر في تغيير الكثير من الموارد الطبيعية في العالم وتطويرها واستهلاكها لأهدافهم الخاصة، لكن كم تبلغ نسبة الأراضي التي بقيت بعيدة عن تأثير البشرية الضار؟
إذا أردنا رسم خريطة للأرض لاستكشاف آثار البشرية في الطبيعة، فكم ستكون نسبة الأراضي التي لم تُحوَّل بالفعل إلى مدن، أو تُستغَل للتنقيب عن الموارد الطبيعية، أو تُجرَّف لزراعة المحاصيل، وتُركت بدلًا من ذلك على حالتها الطبيعية؟
قارن العلماء في دراسة جديدة بين 4 مجاميع من البيانات المكانية لإجابة هذا السؤال. اعتمدت كل مجموعة من هذه البيانات على منهجيات وأنظمة تصنيف مختلفة.
قال الباحثون إن نحو نصف مساحة الأراضي في العالم (48 – 56%) تظهر تأثيرًا بشريًا محدودًا فيها.
قال إرلي إليس، عالم البيئة في جامعة ماريلاند: «مع أن استغلال البشر للأراضي يُعد تهديدًا متزايدًا لما تبقى من بيئة طبيعية على الأرض، خاصة في المناطق الأدفأ والأكثر ملائمةً لحياة البشر، فإن نحو نصف مساحة الأرض لم تتعرض بعد للاستغلال المكثف واسع النطاق».
مناطق ذات تأثير بشري منخفض (أخضر)، مع ظهور مناطق ذات تأثير أعلى باللون الأرجواني
في حين قد تلهم هذه الأرقام الكثيرين عبر تسليط الضوء على المساحات الشاسعة للأراضي التي ما يزال بالإمكان حمايتها من طريق اتخاذ تدابير حماية معينة، تعمل الدراسة أيضًا على توضيح مدى استغلال الأرض بسبب رغبة البشر في الاستكشاف.
وفقًا للباحثين، فإن نحو الربع (20 – 34 %) فقط من سطح الأرض الخالي من الجليد يظهر تأثيرًا بشريًا محدودًا، وتُعَد بعض أجزاء الكوكب التي تُرِكت دون تدخل حتى الآن من أقل المناطق كثافةً سكانية.
تؤدي الأراضي التي لم تتعرض للتأثير البشري وتتمتع بأنظمة بيئية عالية الكفاءة دورًا لا غنى عنه في استمرار وجودنا على هذا الكوكب، من تخفيف آثار تغير المناخ إلى إعادة تدوير الغذاء وتوفير الهواء النقي.
كتب المؤلفون في ورقتهم البحثية: «تضم الأجزاء منخفضة التأثّر المناطق الباردة (مثل الغابات الشمالية والأراضي العشبية الجبلية والتندرا) أو المناطق المقفرة (مثل الصحاري). ما يثير القلق هو أن أقل من 1% من الأراضي العشبية المعتدلة والغابات الصنوبرية الاستوائية والغابات الجافة الاستوائية تتعرض لتأثير بشري منخفض للغاية وفقًا للبيانات، وتحظى المراعي الاستوائية وغابات المنغروف والأراضي العشبية الجبلية أيضًا بأقل من 1% من الأراضي التي صُنفت بأنها منخفضة التأثير البشري».
أي أن البشر مارسوا التأثير الأكبر لهم في المناطق الطبيعية الأكثر تنوعًا حيويًا والتي توفر فرصًا مواتية وسهلة لتأمين الاحتياجات البشرية العاجلة، سواءً بواسطة بناء المدن أو إدارة الغابات أو الزراعة.
وفي المقابل تجاهل البشر الصحاري شديدة الحرارة والأراضي المقفرة الباردة.
وفقًا للباحثين، توفر النتائج مؤشرًا قويًا يمكن استخدامه للمساعدة على تحديد جهود الحماية الحالية والمستقبلية، بمنع التعدي على المناطق منخفضة التأثير البشري الحالية، وفي الوقت نفسه العمل من أجل تعافي المناطق المستغَلة أكثر من اللازم.
تشير النتائج إلى أن 50% تقريبًا من سطح الأرض تعرض لتأثير بشري منخفض، لذلك يمكن إجراء مباحثات عالمية استباقية للحفاظ على 50% على الأقل من كوكب الأرض.
أُجريت الدراسة من أجل تزويد مؤتمر هذا العام عن التنوع البيولوجي في الصين بالمعلومات، لكنه تأجّل بسبب جائحة كوفيد 19.
بالنظر إلى أسباب تفشي فيروس سارس كوف 2، الذي انتقل غالبًا من الحيوانات إلى البشر، يتضح أن المماطلة هي من الأمثلة على مدى أهمية قضايا الحفاظ على البيئة.
يقول أندرو جاكوبسون الباحث في نظم المعلومات الجغرافية من كلية كاتاوبا في كارولاينا الشمالية: «إن تأثير البشر في التسبب بأمراض مثل كوفيد 19 يمكن تقليله بوقف تجارة الحيوانات البرية وبيعها وتقليل تدخّل البشر في المناطق البرية».
إلى جانب حماية أنفسنا من مسببات الأمراض، يجب علينا أن نتحرك بسرعة لحماية الأراضي التي تضررت بسبب البشر واستعادة عافيتها.
يقول الباحثون إن نحو 15% فقط من كوكب الأرض يخضع لشكل من أشكال حماية البيئة، وإن النظم البيئية السليمة خارج تلك المناطق تتدهور بسرعة.
أمامنا الآن فرصة لمقاومة هذه الممارسات.
قال جايسون ريجيو عالم الأحياء من جامعة كاليفورنيا- ديفيز، المؤلف الرئيس للدراسة: «النتيجة المشجعة لهذه الدراسة أننا إذا تصرفنا بسرعة وحزم، فلدينا فرصة للحفاظ على نصف مساحة الأرض تقريبًا في حالة سليمة نسبيًا».
إذا أردنا رسم خريطة للأرض لاستكشاف آثار البشرية في الطبيعة، فكم ستكون نسبة الأراضي التي لم تُحوَّل بالفعل إلى مدن، أو تُستغَل للتنقيب عن الموارد الطبيعية، أو تُجرَّف لزراعة المحاصيل، وتُركت بدلًا من ذلك على حالتها الطبيعية؟
قارن العلماء في دراسة جديدة بين 4 مجاميع من البيانات المكانية لإجابة هذا السؤال. اعتمدت كل مجموعة من هذه البيانات على منهجيات وأنظمة تصنيف مختلفة.
قال الباحثون إن نحو نصف مساحة الأراضي في العالم (48 – 56%) تظهر تأثيرًا بشريًا محدودًا فيها.
قال إرلي إليس، عالم البيئة في جامعة ماريلاند: «مع أن استغلال البشر للأراضي يُعد تهديدًا متزايدًا لما تبقى من بيئة طبيعية على الأرض، خاصة في المناطق الأدفأ والأكثر ملائمةً لحياة البشر، فإن نحو نصف مساحة الأرض لم تتعرض بعد للاستغلال المكثف واسع النطاق».
مناطق ذات تأثير بشري منخفض (أخضر)، مع ظهور مناطق ذات تأثير أعلى باللون الأرجواني
في حين قد تلهم هذه الأرقام الكثيرين عبر تسليط الضوء على المساحات الشاسعة للأراضي التي ما يزال بالإمكان حمايتها من طريق اتخاذ تدابير حماية معينة، تعمل الدراسة أيضًا على توضيح مدى استغلال الأرض بسبب رغبة البشر في الاستكشاف.
وفقًا للباحثين، فإن نحو الربع (20 – 34 %) فقط من سطح الأرض الخالي من الجليد يظهر تأثيرًا بشريًا محدودًا، وتُعَد بعض أجزاء الكوكب التي تُرِكت دون تدخل حتى الآن من أقل المناطق كثافةً سكانية.
تؤدي الأراضي التي لم تتعرض للتأثير البشري وتتمتع بأنظمة بيئية عالية الكفاءة دورًا لا غنى عنه في استمرار وجودنا على هذا الكوكب، من تخفيف آثار تغير المناخ إلى إعادة تدوير الغذاء وتوفير الهواء النقي.
كتب المؤلفون في ورقتهم البحثية: «تضم الأجزاء منخفضة التأثّر المناطق الباردة (مثل الغابات الشمالية والأراضي العشبية الجبلية والتندرا) أو المناطق المقفرة (مثل الصحاري). ما يثير القلق هو أن أقل من 1% من الأراضي العشبية المعتدلة والغابات الصنوبرية الاستوائية والغابات الجافة الاستوائية تتعرض لتأثير بشري منخفض للغاية وفقًا للبيانات، وتحظى المراعي الاستوائية وغابات المنغروف والأراضي العشبية الجبلية أيضًا بأقل من 1% من الأراضي التي صُنفت بأنها منخفضة التأثير البشري».
أي أن البشر مارسوا التأثير الأكبر لهم في المناطق الطبيعية الأكثر تنوعًا حيويًا والتي توفر فرصًا مواتية وسهلة لتأمين الاحتياجات البشرية العاجلة، سواءً بواسطة بناء المدن أو إدارة الغابات أو الزراعة.
وفي المقابل تجاهل البشر الصحاري شديدة الحرارة والأراضي المقفرة الباردة.
وفقًا للباحثين، توفر النتائج مؤشرًا قويًا يمكن استخدامه للمساعدة على تحديد جهود الحماية الحالية والمستقبلية، بمنع التعدي على المناطق منخفضة التأثير البشري الحالية، وفي الوقت نفسه العمل من أجل تعافي المناطق المستغَلة أكثر من اللازم.
تشير النتائج إلى أن 50% تقريبًا من سطح الأرض تعرض لتأثير بشري منخفض، لذلك يمكن إجراء مباحثات عالمية استباقية للحفاظ على 50% على الأقل من كوكب الأرض.
أُجريت الدراسة من أجل تزويد مؤتمر هذا العام عن التنوع البيولوجي في الصين بالمعلومات، لكنه تأجّل بسبب جائحة كوفيد 19.
بالنظر إلى أسباب تفشي فيروس سارس كوف 2، الذي انتقل غالبًا من الحيوانات إلى البشر، يتضح أن المماطلة هي من الأمثلة على مدى أهمية قضايا الحفاظ على البيئة.
يقول أندرو جاكوبسون الباحث في نظم المعلومات الجغرافية من كلية كاتاوبا في كارولاينا الشمالية: «إن تأثير البشر في التسبب بأمراض مثل كوفيد 19 يمكن تقليله بوقف تجارة الحيوانات البرية وبيعها وتقليل تدخّل البشر في المناطق البرية».
إلى جانب حماية أنفسنا من مسببات الأمراض، يجب علينا أن نتحرك بسرعة لحماية الأراضي التي تضررت بسبب البشر واستعادة عافيتها.
يقول الباحثون إن نحو 15% فقط من كوكب الأرض يخضع لشكل من أشكال حماية البيئة، وإن النظم البيئية السليمة خارج تلك المناطق تتدهور بسرعة.
أمامنا الآن فرصة لمقاومة هذه الممارسات.
قال جايسون ريجيو عالم الأحياء من جامعة كاليفورنيا- ديفيز، المؤلف الرئيس للدراسة: «النتيجة المشجعة لهذه الدراسة أننا إذا تصرفنا بسرعة وحزم، فلدينا فرصة للحفاظ على نصف مساحة الأرض تقريبًا في حالة سليمة نسبيًا».