طريقة لغسل الملابس قد تخفف من تلوث المحيطات!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • طريقة لغسل الملابس قد تخفف من تلوث المحيطات!

    كشفت دراسة حديثة أن ما يقارب 13 ألف طن من الألياف الدقيقة تُطرح في المياه الأوروبية كل عام، لكن يمكننا تخفيض ذلك بنسبة 30% إذا غيّرنا طرق غسل الملابس التي نتبعها.

    الألياف الدقيقة هي ألياف صناعية تُستخدم في إنتاج أنواع النسيج المختلفة، وفي كل مرة تغسل ملابسك يُطلَق الآلاف منها في الأنهار والبحار والمحيطات، بل يعتقد بعض العلماء أن ضررها يفوق أضرار الميكروبيدات.

    في دراسة أعدها باحثون من جامعة (نورثمبريا) البريطانية حول تأثير الألياف الدقيقة في البيئة، وجدوا أن كل كيلوجرام من القماش يطرح نحو 114 ملغ من الألياف الدقيقة في دورة الغسيل العادية.

    جرب الباحثون الغسيل باستخدام سرعة أكبر ومياه أبرد، ولاحظوا أن دورة غسيل مدتها 15 دقيقة عند درجة حرارة 15 مئوية تقلّل كمية الألياف الدقيقة المنبعثة بنسبة 30%، وعلى هذا إذا تحول الناس إلى استخدام هذه الطريقة فقد توفر نحو 3813 طنًّا من الألياف الدقيقة التي تُطلق في المياه الأوروبية.

    مخطط يوضح حجم الألياف الدقيقة

    قديمًا كانت العائلات في كندا والولايات المتحدة تستخدم الغسالات كبيرة الحجم، التي تستهلك نحو 64 لترًا من الماء، لكن مع التطور التكنولوجي الكبير أصبحت الغسالات الحديثة توفر 50% من المياه وتستهلك طاقةً أقل، من ثم انخفضت كمية الألياف الدقيقة التي تُطرح مع الغسيل بنسب كبيرة.

    شاهد الفيديو

    توضح الدراسة أيضًا أن:
    • غسل كميات كبيرة من الثياب معًا يؤدي إلى إطلاق كمية أقل من الألياف الدقيقة، بسبب انخفاض نسبة الماء إلى النسيج. ولذا ينصح الباحثون بملء الغسالة بدرجة ملائمة -دون إفراط في التعبئة- أي نحو ثلاثة أرباع حوض الغسيل.
    • الملابس الجديدة تُطلق أليافًا أكثر من الملابس القديمة، واتضح هذا في عمليات الغسيل الثمانية الأولى.
    • لا تؤثر مُطريّات الغسيل في إطلاق الألياف الدقيقة.

    اشتركت في الدراسة اختصاصية الطب الشرعي (كيلي شيريدان) الخبيرة في علوم الأنسجة، لضمان عدم حدوث تلوث بالألياف من مصادر أخرى.

    باستخدام التقنيات المُتبعة في علم الطب الشرعي، مثل التحليل الطيفي والتحليل المجهري، تمكن الباحثون من معرفة تركيب الألياف الدقيقة المنبعثة من الملابس، ومن ثم تحديد وزنها وتمييزها لتحديد نسب الألياف الصناعية إلى الألياف الطبيعية التي تُطرح في أثناء الغسيل.

    وجد الباحثون أن 4% فقط من الألياف التي تُطرح مع الغسيل هي ألياف صناعية مثل النايلون والبوليستر والأكرليك، و96% من الألياف كانت أليافًا طبيعية مصدرها من الصوف والقطن وغيرهما.



    لكن النقطة الإيجابية هي أن الألياف الطبيعية تتحلل بسرعة أكبر بكثير من الألياف الصناعية، ففي دراسة سابقة وُجد أن 76% من الألياف الطبيعية تحللت في مياه الصرف بعد 8 أشهر من إطلاقها، في حين تحللت 4% فقط من ألياف البوليستر. أما الألياف المشتقة من البترول فهي مستقرة ويُتوقع بقاؤها فترةً طويلة.

    قال (جون دين) الباحث في العلوم البيئية في جامعة (نورثمبريا)، المشرف على الدراسة: «هذه أول دراسة تفحص أحمال الغسيل المنزلية وحقيقة طرح الألياف، لقد فوجئنا بالكميات الهائلة من الألياف التي تُطرح مع الغسيل، ووجدنا أن تركيب الألياف الدقيقة التي تخرج مع الغسيل لا يتطابق مع الملابس في الغسالة بسبب طريقة صنع الأقمشة. لإيجاد حل نهائي لمشكلة تلوث المحيطات الناجم عن الألياف الدقيقة، يجب إحداث تغيير كبير في عملية صنع الأقمشة وفي تصميم الغسالات».

    وقال الدكتور (نيل لانت) من شركة (بروكتر أند غامبل): «أثبتت هذه الدراسة أن طريقة غسل الملابس لها تأثير فوري وكبير في تلوث الألياف الدقيقة، قد لا تقضي على المشكلة بالكامل، لكنها تساهم في تخفيض نسب التلوث على المدى القصير، حتى نجد حلولًا أخرى مثل فلتر الغسالة، أو الملابس التي لا تطرح الكثير من الألياف الدقيقة».

    في النهاية، يأمل الباحثون في هذه الدراسة أن النتائج التي حصلوا عليها سوف تشجع صانعي النسيج والأقمشة على إجراء خطوة غسيل مبدئية للتخلص من أكثر الألياف.
يعمل...
X