يتزايد الاعتراف بدور الأراضي الرطبة الساحلية كالمستنقعات المالحة بصفتها دفاعات طبيعية قيّمة تحمي السواحل من هجمات الأمواج القوية، مع أننا لا زلنا نجهل أداءها أمام العواصف القوية. خلال البحث في السجلات التاريخية الرئيسية لكوارث الفيضانات، كشف فريق بحثي بقيادة علماء من المعهد الملكي الهولندي للبحوث البحرية، وجامعة دلفت للتكنولوجيا، وجامعتي ديلتاريس وأنتويرب، في منشور الأسبوع الأخير من شهر يونيو 2020 في مجلة نيتشر ساستاينابيلتي (Nature Sustainability) أن قيمة الدفاعات الطبيعية ضد الفيضانات كانت واضحة في الواقع منذ مئات السنين.
المستنقعات المالحة في سخيلده الغربي (بالقرب من ريلاند)
قللت المستنقعات المالحة تصدعات السد خلال كارثة الفيضانات التاريخية المعروفة في عام 1717. وقد أخبرتنا كارثة الفيضانات عام 1953 أن المستنقعات المالحة لا تعمل فقط «ممتصات أمواج» تخفف من هجمات الأمواج على السد، بل إنها «مقاتلات فيضان» أيضًا إذ تقلل عمق الفيضان بالحد من حجم التصدعات عندما يفشل السد في الصمود أمام العواصف الشديدة. نستطيع حفظ العديد من الأرواح نتيجةً للحماية التي تقدمها المستنقعات المالحة التي تجعل الصدوع أصغر وأكثر اضمحلالًا.
المستنقعات المالحة جعلت السدود أكثر استقرارًا خلال العواصف التاريخية الشديدة
يؤدي ارتفاع منسوب مياه البحر والعواصف القوية إلى زيادة مخاطر الفيضانات الساحلية، وإلهام تطوير استراتيجية جديدة للفيضانات الكثيفة، مثل: إضافة منشآت هندسية إلى الأراضي الرطبة الساحلية كالمستنقعات المالحة. مع أن التجارب والنماذج علمتنا أن هذه المصدات الطبيعية تعمل «ممتصات أمواج» فتقلل من تأثير العاصفة، فمن غير الواضح هل تستطيع توفير قدر كبير من الأمان إلى الدفاعات الهندسية في أثناء العواصف الشديدة على أرض الواقع؟ وكيف يمكنها فعل ذلك؟
يقول تشانشانغ زو، المؤلف الرئيسي لهذه الورقة، الذي أجرى هذا البحث في المعهد الملكي الهولندي للبحوث البحرية، ولكنه يعمل حاليًا في جامعة قوانغدونغ للتكنولوجيا في الصين: «إن دلائل كارثتي فيضان عيد الميلاد في عام 1717 وفيضان بحر الشمال في عام 1953 سيئتي السمعة، اللتين أودتا بحياة آلاف الأشخاص بعد تصدع السد، تشير إلى أن المستنقعات المالحة قد أظهرت دورها «مقاتلات للفيضان» منذ مئات السنين، إذ قللت عدد تصدعات السد وعرضها الإجمالي في فيضان عيد الميلاد عام 1717، وكذلك قللت من عمق الصدع خلال فيضان بحر الشمال في عام 1953، خاصةً أننا لم نكن نعلم وظيفتها بصفتها دفاعات طبيعية، فهي تقلل إلى حد كبير الأضرار الناجمة عن الفيضانات بخفض عمق الغمر».
نظرة عامة على خطوات تنفيذ الحماية الجديدة من الفيضانات القائمة على الطبيعة مع المستنقعات المالحة بين السدود المزدوجة
القيمة المجهولة للدفاعات الطبيعية ألهمت التصاميم الجديدة للحماية من الفيضانات
ماذا نتعلم من دروس التاريخ؟ يضيف زو: «في الواقع إن وسائل الدفاع ضد الفيضانات التي تجمع بين السمات الطبيعية والصناعية أكثر فائدةً مما ظننا سابقًا، وبصرف النظر عن إضعاف الأمواج، تستطيع المستنقعات المالحة تخفيف آثار الفيضانات ببساطة بالحد من حجم تصدع السد، وتواصل عملها تحت مستوى سطح البحر».
في الواقع، تعد هذه الوظيفة المهملة عمومًا في المستنقعات المالحة أكثر قابليةً للتطبيق من تبديد الأمواج، إذ إنها لا تقتصر على المواقع المعرضة للموجة. علينا الحفاظ على المستنقعات أو تطويرها على شاطئ السد لتخفيف اصطدام الأمواج، وبذلك نحافظ على وسائل الدفاعات الطبيعية.
ومع ذلك قد لا نستطيع فعل ذلك دائمًا، تفيد الدراسة بأنه حتى في هذه الحالة لا يزال تعزيز السلامة الساحلية من طريق إنشاء مستنقعات مالحة بين السدود المزدوجة ممكنًا، إذ يوجد سد إضافي ثانوي ويُفتح معظم السد الأساسي على طرف البحر ليسمح بسير العمليات الطبيعية ضمانًا لتطور المستنقعات.
مع أن هذه المستنقعات لم تعد مفيدة للحد من الأمواج، فإنها لا تزال مفيدة جدًا في الحماية من الفيضان من طريق زيادة استقرار السد على طرف اليابسة خلال العواصف الشديدة، وتخفيف آثار ارتفاع البحر على المدى الطويل. يقول تشانشانغ زو: «عمومًا، يتيح هذا البحث تصميمات جديدة للدفاعات الساحلية التي تستند إلى وسائل طبيعية بفضل الاستفادة الذكية من الوظائف المختلفة للدفاعات الطبيعية ضد الفيضانات».
المستنقعات المالحة في سخيلده الغربي (بالقرب من ريلاند)
قللت المستنقعات المالحة تصدعات السد خلال كارثة الفيضانات التاريخية المعروفة في عام 1717. وقد أخبرتنا كارثة الفيضانات عام 1953 أن المستنقعات المالحة لا تعمل فقط «ممتصات أمواج» تخفف من هجمات الأمواج على السد، بل إنها «مقاتلات فيضان» أيضًا إذ تقلل عمق الفيضان بالحد من حجم التصدعات عندما يفشل السد في الصمود أمام العواصف الشديدة. نستطيع حفظ العديد من الأرواح نتيجةً للحماية التي تقدمها المستنقعات المالحة التي تجعل الصدوع أصغر وأكثر اضمحلالًا.
المستنقعات المالحة جعلت السدود أكثر استقرارًا خلال العواصف التاريخية الشديدة
يؤدي ارتفاع منسوب مياه البحر والعواصف القوية إلى زيادة مخاطر الفيضانات الساحلية، وإلهام تطوير استراتيجية جديدة للفيضانات الكثيفة، مثل: إضافة منشآت هندسية إلى الأراضي الرطبة الساحلية كالمستنقعات المالحة. مع أن التجارب والنماذج علمتنا أن هذه المصدات الطبيعية تعمل «ممتصات أمواج» فتقلل من تأثير العاصفة، فمن غير الواضح هل تستطيع توفير قدر كبير من الأمان إلى الدفاعات الهندسية في أثناء العواصف الشديدة على أرض الواقع؟ وكيف يمكنها فعل ذلك؟
يقول تشانشانغ زو، المؤلف الرئيسي لهذه الورقة، الذي أجرى هذا البحث في المعهد الملكي الهولندي للبحوث البحرية، ولكنه يعمل حاليًا في جامعة قوانغدونغ للتكنولوجيا في الصين: «إن دلائل كارثتي فيضان عيد الميلاد في عام 1717 وفيضان بحر الشمال في عام 1953 سيئتي السمعة، اللتين أودتا بحياة آلاف الأشخاص بعد تصدع السد، تشير إلى أن المستنقعات المالحة قد أظهرت دورها «مقاتلات للفيضان» منذ مئات السنين، إذ قللت عدد تصدعات السد وعرضها الإجمالي في فيضان عيد الميلاد عام 1717، وكذلك قللت من عمق الصدع خلال فيضان بحر الشمال في عام 1953، خاصةً أننا لم نكن نعلم وظيفتها بصفتها دفاعات طبيعية، فهي تقلل إلى حد كبير الأضرار الناجمة عن الفيضانات بخفض عمق الغمر».
نظرة عامة على خطوات تنفيذ الحماية الجديدة من الفيضانات القائمة على الطبيعة مع المستنقعات المالحة بين السدود المزدوجة
القيمة المجهولة للدفاعات الطبيعية ألهمت التصاميم الجديدة للحماية من الفيضانات
ماذا نتعلم من دروس التاريخ؟ يضيف زو: «في الواقع إن وسائل الدفاع ضد الفيضانات التي تجمع بين السمات الطبيعية والصناعية أكثر فائدةً مما ظننا سابقًا، وبصرف النظر عن إضعاف الأمواج، تستطيع المستنقعات المالحة تخفيف آثار الفيضانات ببساطة بالحد من حجم تصدع السد، وتواصل عملها تحت مستوى سطح البحر».
في الواقع، تعد هذه الوظيفة المهملة عمومًا في المستنقعات المالحة أكثر قابليةً للتطبيق من تبديد الأمواج، إذ إنها لا تقتصر على المواقع المعرضة للموجة. علينا الحفاظ على المستنقعات أو تطويرها على شاطئ السد لتخفيف اصطدام الأمواج، وبذلك نحافظ على وسائل الدفاعات الطبيعية.
ومع ذلك قد لا نستطيع فعل ذلك دائمًا، تفيد الدراسة بأنه حتى في هذه الحالة لا يزال تعزيز السلامة الساحلية من طريق إنشاء مستنقعات مالحة بين السدود المزدوجة ممكنًا، إذ يوجد سد إضافي ثانوي ويُفتح معظم السد الأساسي على طرف البحر ليسمح بسير العمليات الطبيعية ضمانًا لتطور المستنقعات.
مع أن هذه المستنقعات لم تعد مفيدة للحد من الأمواج، فإنها لا تزال مفيدة جدًا في الحماية من الفيضان من طريق زيادة استقرار السد على طرف اليابسة خلال العواصف الشديدة، وتخفيف آثار ارتفاع البحر على المدى الطويل. يقول تشانشانغ زو: «عمومًا، يتيح هذا البحث تصميمات جديدة للدفاعات الساحلية التي تستند إلى وسائل طبيعية بفضل الاستفادة الذكية من الوظائف المختلفة للدفاعات الطبيعية ضد الفيضانات».