كتب روبرت ساذرلاند، أستاذ علم التكتونيات والجيوفيزياء بجامعة فيكتوريا في ولنجتون، وجيرالد ديكنز الأستاذ في جامعة رايس: احتل تعريف زيلانديا بوصفها قارةً العناوين الرئيسية للصحف العالمية قبل 3 سنوات.
تكشف النتائج المنشورة حديثًا من بعثتنا العلمية أن قارة زيلانديا المغمور أكثرها، والممتدة على مساحة 5 ملايين كيلومتر مربع جنوب غرب المحيط الهادي، قد شكلها حدثان أرضيان تكتونيان.
فقد انفصلت أولًا عن أستراليا والقارة القطبية الجنوبية )أنتاركتيكا(، ثم اقتُطعت بواسطة قوى بدأت في الحزام الناري للمحيط الهادي Pacific Ring of Fire.
لماذا تختلف زيلانديا كثيرًا عن القارات الأخرى؟
لدى زيلانديا جغرافيا غير عادية بوصفها قارة. إذ يتألف أكثر من نصف مساحة سطح القارات الست الأخرى على كوكب الأرض من أراض منخفضة وبحار ضحلة، وتتميز بسلاسل جبلية ضيقة نسبيًّا، ومنحدرات قارية شديدة الانحدار إلى أعماق المحيط.
أما زيلانديا فأكثرها مختبئ تحت المياه بعمق نحو كيلومتر، ويُصنف 90% منها منحدرًا قاريًّا، ما يصعب استكشافها.
أُجريت أول رحلة حفر علمية لأخذ عينات في المنطقة التي تُعرف الآن باسم زيلانديا سنة 1972، بين أستراليا ونيوزيلندا وكاليدونيا الجديدة.
أشارت النتائج إلى تمدد قوى تكتونية أدت إلى إضعاف قشرة زيلانديا، حتى انفصلت عن القارة العظمى القديمة جندوانا منذ نحو 85 مليون سنة، أي معاصرةً للديناصورات، ما أدى إلى تشكل بحر تاسمان.
يشكل هذا على الأقل جزءًا من الإجابة عن كيفية تشكُّل جغرافيا زيلانديا. لكن الدراسات الاستقصائية التفصيلية التي أُجريت في التسعينيات والعقد الأول من القرن الجديد، أشارت إلى عوامل أخرى.
كيف ساهم الحزام الناري في تكون زيلانديا ؟
سنة 2017، قدنا بعثةً استمرت 9 أسابيع إلى جنوب غرب المحيط الهادي، جزءًا من البرنامج الدولي لاستكشاف المحيطات IODP، بمشاركة 32 عالمًا، على متن سفينة الأبحاث جويدس ريزولوشن.
كان هدفنا اكتشاف سبب اختلاف زيلانديا عن القارات الأخرى.
استندت نتائجنا المنشورة حديثًا إلى هذه البعثة، إذ جمعنا عينات جديدة سعيًا إلى اختبار فرضيتنا بأن تشكيل الحزام الناري للمحيط الهادي لعب دورًا رئيسيًّا في تشكُّل زيلانديا.
لقد جمعنا عينات رواسب مأخوذة من عمق يبلغ 860 مترًا تحت سطح البحر، في 6 مواقع بعيدة عن اليابسة والمياه الضحلة.
حفرت البعثة لأخذ عينات من 6 مواقع، موضحة على الخريطة بنجوم
بلغ عمق المياه في أعمق موقع 5 كيلومترات، وبلغ وزن حفارنا 300 طن. لقد استخدمنا أحافير من 3 مواقع لإثبات أن شمال زيلانديا كان أكثر ضحالةً، بل ربما احتوى مناطق برية في الفترة ما بين 50 و35 مليون سنة مضت.
غرق موقعان آخران في المياه الأعمق في ذلك الوقت تقريبًا، ثم انطمرت المنطقة بأسرها كيلومترًا إضافيًّا لتبلغ عمقها الحالي.
تزامنت هذه التغيرات الهائلة في شمال زيلانديا، وهي منطقة بحجم الهند تقريبًا، مع وجود طبقات صخرية (شرائح strata)، وتكوُّن براكين تحت الماء غرب المحيط الهادي.
إن الحزام الناري بالمحيط الهادي هو نطاق يعج بالبراكين والزلازل، يمتد بطول الساحل الغربي للأمريكتين، مرورًا بألاسكا واليابان، وصولًا إلى غرب المحيط الهادي حتى نيوزيلندا.
يعكس النشاط الجيولوجي العنيف في هذه المنطقة اضطرابات أكبر عند حدود الصفائح التكتونية، التي تسببها عمليات الانزلاق التكتوني subduction processes، إذ تتصادم الصفائح التكتونية وتهبط إلى الأعماق.
من المعروف أن منطقة الحزام الناري بالمحيط الهادي تشكلت قبل نحو 50 مليون سنة، لكن العملية ما تزال لغزًا. نفترض أن حادث الانزلاق التكتوني -وهي عملية تشبه زلزالًا قويًّا بطيئًا- انتشر في أرجاء غرب المحيط الهادي آنذاك.
ربما هذه العملية أحيت الانزلاقات القديمة، التي ظلت في سبات عدة ملايين من السنين، لكنها كانت على وشك التحرك من جديد.
يُعَد مفهوم بعث الانزلاق التكتوني subduction resurrection فكرةً جديدة قد تساعد على شرح مجموعة من الملاحظات الجيولوجية المختلفة. تشمل أحداث الانزلاق التكتوني ظواهر جيولوجية فريدة لا مثيل لها حاليًا، وربما حدث نحو 100 حادث كبير مشابه على مدار عمر الأرض.
إن أدلتنا الجديدة من زيلانديا تبين أن هذه الأحداث قد تغير جغرافيا القارات كثيرًا.
لكن ما عواقب هذه التغيرات الجغرافية على النباتات والحيوانات والمناخ؟ وهل يمكننا إنشاء نموذج حاسوبي للعمليات الجيولوجية التي حدثت في الأعماق؟ ما زلنا نبحث الأمر، لكننا نعرف أن هذا الحدث غير اتجاه حركة أكثر الصفائح التكتونية على الأرض وسرعتها.
لقد كان حدثًا بالغ الأهمية، ولدينا الآن ملاحظات وأفكار جديدة لمساعدتنا على الوصول إلى حقيقة ما حدث.
تكشف النتائج المنشورة حديثًا من بعثتنا العلمية أن قارة زيلانديا المغمور أكثرها، والممتدة على مساحة 5 ملايين كيلومتر مربع جنوب غرب المحيط الهادي، قد شكلها حدثان أرضيان تكتونيان.
فقد انفصلت أولًا عن أستراليا والقارة القطبية الجنوبية )أنتاركتيكا(، ثم اقتُطعت بواسطة قوى بدأت في الحزام الناري للمحيط الهادي Pacific Ring of Fire.
لماذا تختلف زيلانديا كثيرًا عن القارات الأخرى؟
لدى زيلانديا جغرافيا غير عادية بوصفها قارة. إذ يتألف أكثر من نصف مساحة سطح القارات الست الأخرى على كوكب الأرض من أراض منخفضة وبحار ضحلة، وتتميز بسلاسل جبلية ضيقة نسبيًّا، ومنحدرات قارية شديدة الانحدار إلى أعماق المحيط.
أما زيلانديا فأكثرها مختبئ تحت المياه بعمق نحو كيلومتر، ويُصنف 90% منها منحدرًا قاريًّا، ما يصعب استكشافها.
أُجريت أول رحلة حفر علمية لأخذ عينات في المنطقة التي تُعرف الآن باسم زيلانديا سنة 1972، بين أستراليا ونيوزيلندا وكاليدونيا الجديدة.
أشارت النتائج إلى تمدد قوى تكتونية أدت إلى إضعاف قشرة زيلانديا، حتى انفصلت عن القارة العظمى القديمة جندوانا منذ نحو 85 مليون سنة، أي معاصرةً للديناصورات، ما أدى إلى تشكل بحر تاسمان.
يشكل هذا على الأقل جزءًا من الإجابة عن كيفية تشكُّل جغرافيا زيلانديا. لكن الدراسات الاستقصائية التفصيلية التي أُجريت في التسعينيات والعقد الأول من القرن الجديد، أشارت إلى عوامل أخرى.
كيف ساهم الحزام الناري في تكون زيلانديا ؟
سنة 2017، قدنا بعثةً استمرت 9 أسابيع إلى جنوب غرب المحيط الهادي، جزءًا من البرنامج الدولي لاستكشاف المحيطات IODP، بمشاركة 32 عالمًا، على متن سفينة الأبحاث جويدس ريزولوشن.
كان هدفنا اكتشاف سبب اختلاف زيلانديا عن القارات الأخرى.
استندت نتائجنا المنشورة حديثًا إلى هذه البعثة، إذ جمعنا عينات جديدة سعيًا إلى اختبار فرضيتنا بأن تشكيل الحزام الناري للمحيط الهادي لعب دورًا رئيسيًّا في تشكُّل زيلانديا.
لقد جمعنا عينات رواسب مأخوذة من عمق يبلغ 860 مترًا تحت سطح البحر، في 6 مواقع بعيدة عن اليابسة والمياه الضحلة.
حفرت البعثة لأخذ عينات من 6 مواقع، موضحة على الخريطة بنجوم
بلغ عمق المياه في أعمق موقع 5 كيلومترات، وبلغ وزن حفارنا 300 طن. لقد استخدمنا أحافير من 3 مواقع لإثبات أن شمال زيلانديا كان أكثر ضحالةً، بل ربما احتوى مناطق برية في الفترة ما بين 50 و35 مليون سنة مضت.
غرق موقعان آخران في المياه الأعمق في ذلك الوقت تقريبًا، ثم انطمرت المنطقة بأسرها كيلومترًا إضافيًّا لتبلغ عمقها الحالي.
تزامنت هذه التغيرات الهائلة في شمال زيلانديا، وهي منطقة بحجم الهند تقريبًا، مع وجود طبقات صخرية (شرائح strata)، وتكوُّن براكين تحت الماء غرب المحيط الهادي.
إن الحزام الناري بالمحيط الهادي هو نطاق يعج بالبراكين والزلازل، يمتد بطول الساحل الغربي للأمريكتين، مرورًا بألاسكا واليابان، وصولًا إلى غرب المحيط الهادي حتى نيوزيلندا.
يعكس النشاط الجيولوجي العنيف في هذه المنطقة اضطرابات أكبر عند حدود الصفائح التكتونية، التي تسببها عمليات الانزلاق التكتوني subduction processes، إذ تتصادم الصفائح التكتونية وتهبط إلى الأعماق.
من المعروف أن منطقة الحزام الناري بالمحيط الهادي تشكلت قبل نحو 50 مليون سنة، لكن العملية ما تزال لغزًا. نفترض أن حادث الانزلاق التكتوني -وهي عملية تشبه زلزالًا قويًّا بطيئًا- انتشر في أرجاء غرب المحيط الهادي آنذاك.
ربما هذه العملية أحيت الانزلاقات القديمة، التي ظلت في سبات عدة ملايين من السنين، لكنها كانت على وشك التحرك من جديد.
يُعَد مفهوم بعث الانزلاق التكتوني subduction resurrection فكرةً جديدة قد تساعد على شرح مجموعة من الملاحظات الجيولوجية المختلفة. تشمل أحداث الانزلاق التكتوني ظواهر جيولوجية فريدة لا مثيل لها حاليًا، وربما حدث نحو 100 حادث كبير مشابه على مدار عمر الأرض.
إن أدلتنا الجديدة من زيلانديا تبين أن هذه الأحداث قد تغير جغرافيا القارات كثيرًا.
لكن ما عواقب هذه التغيرات الجغرافية على النباتات والحيوانات والمناخ؟ وهل يمكننا إنشاء نموذج حاسوبي للعمليات الجيولوجية التي حدثت في الأعماق؟ ما زلنا نبحث الأمر، لكننا نعرف أن هذا الحدث غير اتجاه حركة أكثر الصفائح التكتونية على الأرض وسرعتها.
لقد كان حدثًا بالغ الأهمية، ولدينا الآن ملاحظات وأفكار جديدة لمساعدتنا على الوصول إلى حقيقة ما حدث.