إن الاهتمام العام بأزمة حرائق الغابات المأساوية في أستراليا سيستمر عدة أسابيع قادمة. ولكن بينما نوجه الموارد نحو التأقلم والتعافي، يجب ألا ننسى تحديات الطقس والمناخ التي تلوح في الأفق هذا الصيف.
لم تصل الموجات الحارة في جنوب أستراليا إلى ذروتها بعد، ومن المتوقع تعرض عدة أنحاء في أستراليا لهطول أمطار غزيرة وفيضانات عارمة، ويتأهب الشمال الأسترالي لموسم الأعاصير القادم.
تتطلب هذه الأحداث توسيع قدرة خدمات الطوارئ والمجتمع على التصدي والمواجهة. وأفضل طريقة للتحضير لهذه الأحداث هي متابعة توقعات مكتب الأرصاد الجوية Bureau of Meteorology forecasts.
فلتهطل الأمطار!
كان عام 2019 الأكثر جفافًا على الإطلاق في أستراليا، وقد توقع مكتب الأرصاد الجوية بدقة منذ أوائل الشتاء تطور هذه الظروف الجافة وانتشارها.
لكن قد يكون الغوث قادمًا. تشير أحدث توقعات الأرصاد إلى ظروف صيف أكثر طبيعية بين فبراير وأبريل، ولو صح ذلك فسيصاحبه المزيد من الأمطار.
من المعروف أن توقع الأمطار الغزيرة أمر بالغ الصعوبة حتى في الماضي، إذ يصعب جدًّا توقعها في الفترة بين يناير ومايو، ويزيد الاحترار العالمي من تعقيد توقعات المناخ الموسمية.
نأمل جميعًا أن تصل الأمطار عاجلةً لتخفف من حدة الحرائق، لكن الأمطار سوف تجلب مخاطر أخرى.
كثيرًا ما تلي موجات الجفاف القارية -كتلك التي شهدتها السنوات القليلة الماضية- أمطار غزيرة واسعة النطاق، ما يؤدي إلى زيادة خطر الفيضانات، بما في ذلك الفيضانات المفاجئة الشديدة. وقد تلا الجفاف الذي استمر عقدًا من الزمان حتى 2009 عامان رطبان للغاية مع فيضانات خطيرة. وشوهدت حالة مماثلة في إندونيسيا قريبًا عندما سببت الأمطار الغزيرة التي تلت الجفاف الطويل فيضانات وانهيارات أرضية مدمرة.
ويتفاقم خطر الفيضان بسبب التربة الجرداء والافتقار إلى الغطاء النباتي الناجم عن الجفاف و حرائق الغابات التي تدمر الغابات والمراعي.
قد يكون شمال أستراليا هو الأكثر تعرضًا للخطر، إذ سيتأخر بدء موسم الأمطار الاستوائية كثيرًا حسب توقع المكتب، خاصةً إنه على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، كانت المناطق المدارية الأسترالية في أدنى مستويات هطول الأمطار بين أكتوبر وديسمبر. لكن ربما الأمطار الغزيرة في طريقها الآن.
أما جنوبًا، فقد تهطل الأمطار الغزيرة واسعة الانتشار ما سيؤدي إلى زيادة خطر الفيضانات. إذًا حتى عندما ينتهي الجفاف وتطفئ الأمطار الحرائق، فمن المرجح أن تستمر نوبات الطقس الشديدة، ويزيد الطلب على خدمات الطوارئ.
الأعاصير وموجات الحرارة
توقع المكتب أن موسم الأعاصير المدارية قد تأخر كثيرًا، رغم وجود علامات على حدوث نشاط إعصاري في المستقبل القريب.
تجلب الأعاصير أمطارًا إلى المناطق المتأثرة بالجفاف غالبًا، لكن يجب ألا نغفل الضرر الخطير الذي قد تسببه الفيضانات الساحلية، والضرر الناجم عن الرياح، وهو ما قد يتطلب تدخل خدمات الطوارئ ثانيةً.
يفصلنا الآن شهر واحد عن ذروة الموجة الحارة في جنوب أستراليا. لقد عانينا بالفعل الموجات شديدة الحارة هذا الصيف، لكنها تبلغ ذروتها عادةً في منتصف الصيف ونهايته، لذا ربما الأسوأ ما زال في طريقه إلينا.
لا شك أن أرواحًا قد أُنقذت هذا الصيف من طريق التنبؤ بدرجات الحرارة المرتفعة وتحسن نشر المعلومات الخاصة بموجة الحرارة، بفضل الحكومة والإدارات المحلية. لكن قد تنتشر حالة من الإحباط بين المسؤولين والمواطنين بعد بداية صيف مدمرة من الحرائق والحرارة، لذا يجب ضمان استمرار نشر تحذيرات الموجات الحارة على السكان المعرضين للخطر، والعمل على تنفيذها.
شكرًا للتوقعات الجوية
تُبين التجربة قيمة الخدمة التي يقدمها مكتب الأرصاد الجوية للمزارعين ورجال الإطفاء ومديري موارد المياه والمجتمعات المحلية.
إن التحسن الكبير في التنبؤ بالطقس والمناخ الذي تطور على مدار العقود القليلة الماضية، يدل على أن المجتمعات قادرة على التخطيط لمواجهة الطقس والمناخ المتغيرين بشدة، والتعامل معه أفضل من أي وقت مضى، خاصةً مع العوامل الأخيرة من جفاف وحرائق وموجات حارة مدمرة، التي تفاقمت بفعل الاحترار العالمي.
تخيل لو كانت قدراتنا على التنبؤ بالطقس محدودةً مثلما كانت قبل عقود، في غياب أجهزة الكمبيوتر عالية السرعة اللازمة لتشغيل نماذج توقعات الطقس، والأقمار الصناعية التي توفر كمًّا هائلًا من البيانات، ما مدى سوء النتائج التي ستترتب على ذلك؟
ساعدت التوقعات على نشر تنبيهات الحرارة على المجتمعات المحلية البسيطة. وساعدت المعلومات المفصلة عن الطقس -المتعلقة بانتشار الحرائق- وكالات الإطفاء على توفير تحذيرات أكثر استهدافًا وتوجيه الموارد توجيهًا مناسبًا.
لم يحدث سابقًا أن كانت توقعات الطقس متاحة للناس بهذه الدرجة، ويمكنك من طريق متابعة توقعات الأرصاد الجوية -بالاستماع إلى الراديو المحلي، ومتابعة مكتب الأرصاد الجوية على الإنترنت، وتحميل تطبيقاتهم على هاتفك- الحد من المخاطر المهددة للحياة والممتلكات في مثل هذه الأحداث الشديدة.
يسبب الاحترار العالمي بالفعل إطالة موسم الحرائق، وجعل موجات الحرارة أشد وأكثر تواترًا وأطول أمدًا، أيضًا تزيد احتمالات هطول الأمطار الغزيرة، وتزداد حدة الجفاف.
يجب علينا أن نحاول التكيف مع هذه التهديدات المتغيرة، وأن نعمل على تحسين قدرتنا على توقعها، ويجب على المجتمع أن يظل واعيًا بالظواهر الجوية والمناخية المتطرفة التي تهدد الأرواح والممتلكات.
لم تصل الموجات الحارة في جنوب أستراليا إلى ذروتها بعد، ومن المتوقع تعرض عدة أنحاء في أستراليا لهطول أمطار غزيرة وفيضانات عارمة، ويتأهب الشمال الأسترالي لموسم الأعاصير القادم.
تتطلب هذه الأحداث توسيع قدرة خدمات الطوارئ والمجتمع على التصدي والمواجهة. وأفضل طريقة للتحضير لهذه الأحداث هي متابعة توقعات مكتب الأرصاد الجوية Bureau of Meteorology forecasts.
فلتهطل الأمطار!
كان عام 2019 الأكثر جفافًا على الإطلاق في أستراليا، وقد توقع مكتب الأرصاد الجوية بدقة منذ أوائل الشتاء تطور هذه الظروف الجافة وانتشارها.
لكن قد يكون الغوث قادمًا. تشير أحدث توقعات الأرصاد إلى ظروف صيف أكثر طبيعية بين فبراير وأبريل، ولو صح ذلك فسيصاحبه المزيد من الأمطار.
من المعروف أن توقع الأمطار الغزيرة أمر بالغ الصعوبة حتى في الماضي، إذ يصعب جدًّا توقعها في الفترة بين يناير ومايو، ويزيد الاحترار العالمي من تعقيد توقعات المناخ الموسمية.
نأمل جميعًا أن تصل الأمطار عاجلةً لتخفف من حدة الحرائق، لكن الأمطار سوف تجلب مخاطر أخرى.
كثيرًا ما تلي موجات الجفاف القارية -كتلك التي شهدتها السنوات القليلة الماضية- أمطار غزيرة واسعة النطاق، ما يؤدي إلى زيادة خطر الفيضانات، بما في ذلك الفيضانات المفاجئة الشديدة. وقد تلا الجفاف الذي استمر عقدًا من الزمان حتى 2009 عامان رطبان للغاية مع فيضانات خطيرة. وشوهدت حالة مماثلة في إندونيسيا قريبًا عندما سببت الأمطار الغزيرة التي تلت الجفاف الطويل فيضانات وانهيارات أرضية مدمرة.
ويتفاقم خطر الفيضان بسبب التربة الجرداء والافتقار إلى الغطاء النباتي الناجم عن الجفاف و حرائق الغابات التي تدمر الغابات والمراعي.
قد يكون شمال أستراليا هو الأكثر تعرضًا للخطر، إذ سيتأخر بدء موسم الأمطار الاستوائية كثيرًا حسب توقع المكتب، خاصةً إنه على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، كانت المناطق المدارية الأسترالية في أدنى مستويات هطول الأمطار بين أكتوبر وديسمبر. لكن ربما الأمطار الغزيرة في طريقها الآن.
أما جنوبًا، فقد تهطل الأمطار الغزيرة واسعة الانتشار ما سيؤدي إلى زيادة خطر الفيضانات. إذًا حتى عندما ينتهي الجفاف وتطفئ الأمطار الحرائق، فمن المرجح أن تستمر نوبات الطقس الشديدة، ويزيد الطلب على خدمات الطوارئ.
الأعاصير وموجات الحرارة
توقع المكتب أن موسم الأعاصير المدارية قد تأخر كثيرًا، رغم وجود علامات على حدوث نشاط إعصاري في المستقبل القريب.
تجلب الأعاصير أمطارًا إلى المناطق المتأثرة بالجفاف غالبًا، لكن يجب ألا نغفل الضرر الخطير الذي قد تسببه الفيضانات الساحلية، والضرر الناجم عن الرياح، وهو ما قد يتطلب تدخل خدمات الطوارئ ثانيةً.
يفصلنا الآن شهر واحد عن ذروة الموجة الحارة في جنوب أستراليا. لقد عانينا بالفعل الموجات شديدة الحارة هذا الصيف، لكنها تبلغ ذروتها عادةً في منتصف الصيف ونهايته، لذا ربما الأسوأ ما زال في طريقه إلينا.
لا شك أن أرواحًا قد أُنقذت هذا الصيف من طريق التنبؤ بدرجات الحرارة المرتفعة وتحسن نشر المعلومات الخاصة بموجة الحرارة، بفضل الحكومة والإدارات المحلية. لكن قد تنتشر حالة من الإحباط بين المسؤولين والمواطنين بعد بداية صيف مدمرة من الحرائق والحرارة، لذا يجب ضمان استمرار نشر تحذيرات الموجات الحارة على السكان المعرضين للخطر، والعمل على تنفيذها.
شكرًا للتوقعات الجوية
تُبين التجربة قيمة الخدمة التي يقدمها مكتب الأرصاد الجوية للمزارعين ورجال الإطفاء ومديري موارد المياه والمجتمعات المحلية.
إن التحسن الكبير في التنبؤ بالطقس والمناخ الذي تطور على مدار العقود القليلة الماضية، يدل على أن المجتمعات قادرة على التخطيط لمواجهة الطقس والمناخ المتغيرين بشدة، والتعامل معه أفضل من أي وقت مضى، خاصةً مع العوامل الأخيرة من جفاف وحرائق وموجات حارة مدمرة، التي تفاقمت بفعل الاحترار العالمي.
تخيل لو كانت قدراتنا على التنبؤ بالطقس محدودةً مثلما كانت قبل عقود، في غياب أجهزة الكمبيوتر عالية السرعة اللازمة لتشغيل نماذج توقعات الطقس، والأقمار الصناعية التي توفر كمًّا هائلًا من البيانات، ما مدى سوء النتائج التي ستترتب على ذلك؟
ساعدت التوقعات على نشر تنبيهات الحرارة على المجتمعات المحلية البسيطة. وساعدت المعلومات المفصلة عن الطقس -المتعلقة بانتشار الحرائق- وكالات الإطفاء على توفير تحذيرات أكثر استهدافًا وتوجيه الموارد توجيهًا مناسبًا.
لم يحدث سابقًا أن كانت توقعات الطقس متاحة للناس بهذه الدرجة، ويمكنك من طريق متابعة توقعات الأرصاد الجوية -بالاستماع إلى الراديو المحلي، ومتابعة مكتب الأرصاد الجوية على الإنترنت، وتحميل تطبيقاتهم على هاتفك- الحد من المخاطر المهددة للحياة والممتلكات في مثل هذه الأحداث الشديدة.
يسبب الاحترار العالمي بالفعل إطالة موسم الحرائق، وجعل موجات الحرارة أشد وأكثر تواترًا وأطول أمدًا، أيضًا تزيد احتمالات هطول الأمطار الغزيرة، وتزداد حدة الجفاف.
يجب علينا أن نحاول التكيف مع هذه التهديدات المتغيرة، وأن نعمل على تحسين قدرتنا على توقعها، ويجب على المجتمع أن يظل واعيًا بالظواهر الجوية والمناخية المتطرفة التي تهدد الأرواح والممتلكات.