كشف العلماء يوم الاثنين 18/11/2019 عن الخريطة الجيولوجية العالمية الأولى لقمر كوكب زحل «تيتان». اشتملت الخريطة على سهول وكثبان شاسعة من مواد عضوية متجمدة وبحيرات من الميثان السائل. يسلط هذا الضوء على عالم غريب، ويحث على البحث عن حياة خارج الأرض.
صُممت الخريطة باستخدام الرادار والأشعة تحت الحمراء وغيرها من البيانات التي جمعتها مركبة الفضاء كاسيني التابعة لوكالة ناسا الأمريكية، التي درست زحل وأقماره من عام 2004 إلى عام 2017.
يُعد «تيتان» -الذي يبلغ قطره 5150 كم- ثاني أكبر أقمار المجموعة الشمسية بعد قمر كوكب المشتري «جانيميد» -الذي هو أكبر من كوكب عطارد-. تلعب المواد العضوية (مركبات مبنية على الكربون وعنصر أساس في تكوين الكائنات الحية) دورًا مهمًّا على «تيتان».
قالت روزالي لوبيز عالمة جيولوجيا الكواكب بمختبر الدفع النفاث التابع لناسا بكاليفورنيا: «المواد العضوية مهمة جدًّا لاحتمالية الحياة على «تيتان»، ويظن كثير منا أنها ربما تطورت في المحيط المائي السائل تحت قشرة «تايتان» الجليدية».
وأضافت لوبيز، التي قادت البحث المنشور في مجلة Nature Astronomy: «نظن أن المواد العضوية بإمكانها اختراق القشرة الجليدية والوصول إلى المحيط المائي السائل؛ وهذا ما قد يوفر العناصر الغذائية الضرورية للحياة، إذا تطورت هناك».
على كوكب الأرض، تنزل المياه من الغيوم على صورة أمطار، وتملأ الأنهار والبحيرات والمحيطات، أما على «تيتان»، تنبعث من الغيوم الهيدروكربونات، مثل: الميثان والإيثان -وهما من الغازات التي على الأرض- في صورة سائلة بسبب المناخ المتجمد هناك.
قالت أنيزينا سولومونيدو المؤلفة المشاركة في الدراسة، وزميلة البحث بوكالة الفضاء الأوروبية: «تسقط الأمطار في كل مكان على «تيتان»، لكن المناطق الاستوائية أكثر جفافًا من القطبين».
تغطي السهول 65% من السطح، وتغطي الكثبان الرملية 17% من السطح، وتتكون من أجزاء مجمدة من الميثان والهيدروكربونات الأخرى. تهيمن السهول على مناطق خطوط العرض الوسطى، بينما تهيمن الكثبان الرملية على المناطق الاستوائية في «تيتان».
«تيتان» هو الجسم الوحيد في النظام الشمسي الذي يتميز بسوائل مستقرة على السطح؛ إذ يحتوي على بحيرات وبحار من الميثان عند المناطق القطبية، وتمثل المناطق المرتفعة والجبلية 14% من السطح.
قال مايكل ملاسكا العالم بمختبر الدفع النفاث والمؤلف المشارك في الدراسة: «الذي يُعد مثيرًا حقًّا عند التفكير فيه، هو إمكان نزول هذه المركبات العضوية المعقدة واختلاطها بالمياه في القشرة الجليدية العميقة أو المحيط الموجود بأعماق السطح».
على اعتبار وجود نوع من البكتيريا على الأرض يمكنه النجاة اعتمادًا على: هيدروكربون يُعرف بـ «أسيتيلين» والماء فقط، يتساءل ملاسكا: «ما مدى احتمالية وجود هذا النوع أو نوع آخر مشابه على «تيتان» في القشرة الجليدية أو بالمحيط حيث درجة الحرارة أعلى بقليل؟».
أُنشئت الخريطة قبل سبع سنوات من الموعد المقرر لإطلاق وكالة الفضاء الأمريكية لمهمتها اليعسوب Dragonfly؛ لإرسال طائرة بدون طيار لدراسة كيمياء «تيتان» وقابليته للحياة، ومن المقرر أن يصل اليعسوب إلى «تيتان» عام 2034.
قالت لوبيز: «إنه ليس مهمًّا من الناحية العلمية فقط، بل رائع جدًّا أيضًا، أن تدور طائرة بدون طيار حول «تيتان»! سيكون هذا مثيرًا جدًّا».